برنامج الأغذية العالمي وتعاطيه المزدوج في تقديم مساعداته لليمن
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
يمانيون- متابعات
أثار قرار برنامج الأغذية العالمي إيقاف مساعداته الغذائية العامة في المناطق الحرة الخاضعة لسيطرة حكومة صنعاء، انتقادات واسعة من قبل الشارع اليمني والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان.
واعتبرت الجهات المختصة في حكومة صنعاء أن القرار يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان، ويعرض ملايين اليمنيين للخطر.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن القرار يأتي بسبب محدودية التمويل، وعدم القدرة على الوصول إلى جميع المستفيدين في المناطق الحرة الخاضعة لسيطرة حكومة صنعاء.
لكن منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني أكدت أن القرار ليس له علاقة بالتمويل أو صعوبة الوصول، بل هو ناتج عن ضغوط سياسية من قبل الدول الممولة.
وأدان المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي في اليمن، قرار برنامج الأغذية العالمي إيقاف المساعدات الإنسانية في المحافظات الحرة، معتبراً إياه قراراً سياسياً وعقاباً للشعب اليمني.
وأكد المجلس في بيان له، أن قرار إيقاف المساعدات يأتي تنفيذاً للتهديدات الأمريكية بقطع المساعدات في حال استمر الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني.
وأوضح أن إيقاف المساعدات في المناطق الحرة واستمرارها في المناطق المحتلة مخالف لمبادئ العمل الإنساني وأهمها الحياد وعدم التحيز والتمييز.
وأشار المجلس إلى أن تسييس الملف الإنساني والمساعدات جريمة بحق الإنسانية ويخالف جميع المواثيق ويعرض حياة ملايين المتضررين لخطر المجاعة.
ونفى المجلس ادعاءات برنامج الغذاء بانخفاض التمويل، مؤكداً أن البرنامج حصل على الموارد التي تمكنه من توزيع المساعدات بمستوى التوزيع في 2022.
وأضاف أن حجم التمويلات الواصلة هذا العام تزيد عما وصل برنامج الغذاء من تمويلات في العام الماضي وفق الموقع الإلكتروني للبرنامج.
ولفت المجلس إلى أنه بذل جهوداً كبيرة مع برنامج الأغذية لوضع حلول لاستمرار صرف المساعدات للأشخاص الأكثر احتياجاً إلا أنها قوبلت بالرفض.
وحمل المجلس برنامج الأغذية مسؤولية التداعيات الإنسانية على حياة ملايين المحتاجين نتيجة هذا القرار المجحف بحق أبناء الشعب اليمني.
ويعتبر قرار برنامج الأغذية العالمي في اليمن مثالاً على ازدواجية التعامل مع الأزمات الإنسانية، ففي الوقت الذي قرر فيه البرنامج إيقاف مساعداته في اليمن، فإنه يواصل تقديم مساعداته في دول أخرى، بما في ذلك دول تعاني من صراعات مسلحة، مثل السودان وأفغانستان.
ويثير هذا الازدواجية تساؤلات حول المعايير التي يعتمدها برنامج الأغذية العالمي في تقديم مساعداته الإنسانية، حيث يؤكد بعض المراقبين أن هذه الازدواجية تعكس ضغوطاً سياسية تمارس على البرنامج من قبل الدول المانحة.
ويشيرون إلى أن هذه الدول تسعى إلى توجيه المساعدات الإنسانية إلى الدول التي تتوافق مع سياساتها، وتغض الطرف عن الدول التي تعتبرها تهديداً لأمنها القومي.
وطالبت منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني بإعادة النظر في قرار برنامج الأغذية العالمي في اليمن، مشددة على ضرورة استمرار تقديم المساعدات الغذائية لجميع المحتاجين في اليمن، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.
وأكدت أن هذه المساعدات هي ضرورية للحفاظ على حياة ملايين اليمنيين، ومنع وقوع كارثة إنسانية.
كما يثير قرار برنامج الأغذية العالمي إيقاف مساعداته الغذائية في اليمن تساؤلات عديدة حول مدى التزام البرنامج بمبادئ العمل الإنساني، ومدى قدرة الدول المانحة على الالتزام بمبادئ العمل الإنساني.
المسيرة / محمد الأسدي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی المناطق فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الخارجية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة وامتداد لحرب الاحتلال
قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024، إن تسييس إدخال وتوزيع المساعدات للمدنيين يترافق مع خطة إسرائيلية استعمارية تقوم على تقطيع أوصال القطاع وتجزأته وخلق ما تسمى بالمناطق العازلة حتى تسهل السيطرة عليه.
وأضافت في بيان لها، أن جوهر جريمة التسييس للمساعدات يتلخص في رفض اليمين المتطرف في دولة الاحتلال للدور المركزي والسيادي لدولة فلسطين في قطاع غزة ومحاربتها انسجاماً مع مواقفه المعادية للحلول السياسية للصراع ولعملية السلام برمتها.
وأكدت الوزارة، أن الشرعية الفلسطينية هي بوابة الحل الوحيدة للأزمة في قطاع غزة باعتباره جزء أصيلاً من أرض دولة فلسطين، الأمر الذي يفرض استحقاقات كبرى على الدول التي تدعي الحرص على حل الدولتين خاصة في هذه الظروف الاستثنائية بالذات، والتي يجب أن تؤدي بالضرورة للوقف الفوري لإطلاق النار وتولي القيادة الفلسطينية زمام كافة التفاصيل المتعلقة بالأوضاع الفلسطينية في كامل أرض دولة فلسطين وعلى حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ بما فيها القدس الشرقية، ودون ذلك فإن أية حلول أو برامج أو خطط تتعلق في قطاع غزة تبقى منقوصة ومجتزأة ولا تفضي لأمل شعوب المنطقة في حل الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار للجميع.
المصدر : وكالة سوا