الإمارات تؤكد أهمية معالجة تحديات الكونغو الديمقراطية
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الإمارات تدعم جهود وقف التصعيد وإعادة التهدئة في غزة «الهلال» يوزع طروداً غذائية على أهالي رفحأكدت دولة الإمارات أهمية إيجاد نهجٍ شامل لمعالجة مختلف التحديات في جمهورية الكونغو الديمقراطية خاصة المرتبطة بالتغير المناخي والوقاية من النزاعات، مع ضرورة أن تَظَل حماية المدنيين من هجمات الجماعات المسلحة في صَدارَة الأولويات، والالتزام بوقف إطلاق النار بشكلٍ دائم وغير مشروط، مشددة على إزالة العقبات كافة التي تَحول دون وصول المساعدات للمدنيين.
وقالت الإمارات، أمس، في بيان أمام مجلس الأمن ألقته أميرة الحفيتي نائبة المندوبة الدائمة لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة: «نَجتمع اليوم في الوقت الذي تَمُر فيه جمهورية الكونغو الديمقراطية بمرحلَة بالغة الأهمية، حيث سيتوجَه الكونغوليون خِلال حوالَي أسبوعٍ من الآن إلى صناديق الاقتراع للمُشاركَة في عملية الانتخابات التي نأمَل أن تساهم في رسم مستقبَل البلاد بما يتماشى مع تطلعاتِهم».
في هذا السياق، حثت أميرة الحفيتي بعثة «مونوسكو» وفريق الأمم المتحدة، المتواجد في الجمهورية، على مواصلة تقديم الدعم اللازم لإنجاح هذه العملية الانتخابية، لافتة كذلك إلى أهمية ضَمان المُشاركة الكامِلة والمُتَساوِية والهادِفة للمرأة في جميع مراحل العملية الانتخابية لمِحوريَة دورها في المجتمع، لا سيما في بناء وترسيخ السلام.
وأكدت الحفيتي على أهمية أن تَظَل حماية المدنيين في صَدارَة الأولويات، فَتعَرُّضُهِم المُستمِر لهَجَمات الجماعات المسلحة مُقلقٌ للغاية، خاصةً في منطقة شمال كيفو التي تَشهد تزايد أعمال العُنف جَرّاء انتهاك وقف إطلاق النار بين حركة 23 مارس والجيش الكونغولي.
في هذا السياق كررت الحفيتي إدانة الإمارات لأعمال العُنف التي ترتكبها الجماعات المسلحة، ومن بينها حركة 23 مارس التي نَدعوها مجدداً إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والتَقيُد بما ورد في بيان لواندا الصادر في شهر نوفِمبر من العام الماضي.
كما جددت الحفيتي دعوتَها للجماعات المُسلحة الأخرى إلى إلقاء أسلحتِها ووقْف أعمالِها العِدائية بشكلٍ دائم وغير مشروط وأن تنخرط بشكلٍ جِدّي في عملية نزع السلاح، مؤكدة على التزام دولة الإمارات الثابت بدعم سيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية وسلامة أراضيها. وشددت على ضرورة حماية النساء والفتيات مما يتعرضن له من أعمال عنف، وخاصةً العنف الجنسي الذي ارتفعت معدلاتِه إلى مستوياتٍ عالية، منوهة إلى أن انعدام الأمن في المقاطعات الشرقية أدى إلى تزايد كبير في حالات العنف الجنسي منذ مارس العام الماضي، كما تُشير وِكالات الأمم المتحدة، آخذة بعين الاعتبار أن معالجَة هذه الأوضاع المُقلِقة بشكلٍ مستدام يقتضي اتباع نهجٍ مُتَكامل يُعزّز قُدُرات المؤسسات المعنية على التصدي للعنف الجنسي والوقاية منه.
وقالت الحفيتي: «من المهم استمرار الحوار والتواصل البَنّاء بين جمهورية الكونغو الديمقراطية والجهات الإقليمية الفاعلة، خاصة الدول المجاورة، فأمن واستقرار جمهورية الكونغو الديمقراطية من أمن واستقرار المنطقة».
وأضافت: «يجب كذلك ضمان استمرار الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين في جهودِهِم لمنع وتهدِئة التوترات فَورَ وقوعِها، الأمر الذي يتطلب تعزيز التواصل والتنسيق بين مختلف الجهات الفاعِلة في هذا الجانب».
وأردفت الحفيتي: «نرى خلال المرحلة الانتقالية الحالية والمُتَمثلة في انسحاب القوات الإقليمية لمجموعة شرق أفريقيا والتخطيط لنشر المجموعة الإنمائية للجنوب الأفريقي وتَسريع الانسحاب التدريجي لبعثة مونوسكو، أهمية عَدم ترك أي فراغٍ قد تستغلُه الجماعات المسلحة لتقويض جهود السلام، الأمر الذي يتطلب تعزيز التنسيق بين القوات المُنسَحِبة والقوات الجديدة».
كما ذكرت أن معالجة الأزمة الإنسانية المُستمرة بالتدهور في جمهورية الكونغو الديمقراطية تتطلب استجابة قائمة على التعاون بين الحكومة والمجتمع الدولي، بحيث يتم التركيز على سد الاحتياجات الطارئة مع وضع خططٍ في الوقت ذاته لتحسين الأوضاع الإنسانية على المدى البعيد.
وتابعت أنه وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، بلغت أعداد النازحين داخلياً مستويات غير مسبوقة في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث يوجد اليوم سبعة ملايين نازح، معظمهم فر بسبب احتِدام النزاع في شمال كيفو.
وشددت الحفيتي على ضرورة بذل المزيد من الجهود للوصول إلى كافة المحتاجين، فعلى الرغم من توسيع نطاق القدرات التشغيلية لأنظمة الطوارئ التابعة للمنظمات الإنسانية مما مَكَّنها من الوصول إلى ثلاثة ملايين شخص، لا تزال توجد بعض العقبات الجسيمة التي تَحول دون وصول هذه المساعدات إلى أكثر من مليونَي شخص بحاجة للدعم.
وفي سياق المداولات التي يجريها المجلس حالياً بشأن مستقبل بعثة «مونوسكو»، أكدت على ضرورة وضع تطلعات الشعب الكونغولي في صلب هذه المداولات، مقدرة في هذا الصدد، جهود الممثلة الخاصة السيدة كيتا وفريقها وتعاونهم مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية لإعداد خطة لتسريع عملية انسحاب بعثة مونوسكو تدريجياً.
وفي ختام البيان أكدت الحفيتي التزام دولة الإمارات بمواصلة المشاركة بشكلٍ بنّاء مع أعضاء المجلس لضمان تقديم الدعم الكافي لجمهورية الكونغو الديمقراطية وبما يتماشى مع أولويات البلاد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الكونغو الديمقراطية التغير المناخي مجلس الأمن الدولي الأمم المتحدة جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة الجماعات المسلحة التی ت
إقرأ أيضاً:
المتمردون يخططون للتوجه إلى عاصمة الكونغو الديمقراطية
كينشاسا (وكالات)
أخبار ذات صلة الأمم المتحدة تتلقى تمويلاً إضافياً لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن قلق أوروبي من حظر إسرائيل لـ«الأونروا»أعلن متمردو حركة «23 مارس» والذين استولوا على أكبر مدينة في شرق الكونغو الديمقراطية، أمس الأول، أنهم يريدون نقل معركتهم إلى العاصمة كينشاسا، بينما دعا الرئيس إلى تعبئة عسكرية ضخمة لمقاومة التمرد، فيما رفض وزير دفاعه الدعوات لإجراء محادثات.
وخلال مؤتمر صحافي، سعى المتمردون إلى تأكيد سيطرتهم على مدينة جوما الشرقية والأراضي المحيطة بها في إقليم جنوب كيفو، وأشاروا إلى أنهم منفتحون على الحوار مع الحكومة، وهو ما اقترحته أيضاً كتلة شرق أفريقيا، التي تعد رواندا عضواً فيها.
وقال كورنيل نانجا، أحد الزعماء السياسيين في حركة «23 مارس»، خلال المؤتمر الصحافي: «إننا نُخطّط لنقل المعارك إلى العاصمة كينشاسا، ونستولي على السلطة ونقود البلاد». ولم يشر إلى الكيفية التي يخطط بها المتمردون للتقدم نحو العاصمة التي تبعد أكثر من 1500 كيلومتر.
وفي رسالة بالفيديو، قال وزير الدفاع الكونغولي، جاي كابومبو موادايامفيتا، إنه «وجّه إلى حرق أي خطط للحوار مع المتمردين على الفور».
وقال موادايامفيتا، الحليف المقرب لرئيس الكونغو الديمقراطية: «سنبقى هنا في الكونغو ونقاتل، إذا لم نبق على قيد الحياة هنا، فلنبق موتى هنا».
في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة من تفاقم أزمة حقوق الإنسان في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية مع تصاعد الاشتباكات.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيرمي لورانس، في مؤتمر صحفي، أمس، في مدينة جنيف.
وقال لورانس: «يستمر تفاقم أزمة حقوق الإنسان في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية مع اتساع رقعة الاشتباكات بين القوات المسلحة والمتمردين، نحو مقاطعة كيفو الجنوبية وذلك بعد سيطرة المتمردين على مدينة جوما عاصمة مقاطعة كيفو الشمالية».
وأشار إلى أن «القنابل سقطت مرتين على الأقل في مناطق نزح إليها سكان منذ بدء المعارك، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين».