صحيفة الاتحاد:
2025-03-16@07:58:59 GMT

النساء.. صوت العدالة المناخية

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

دينا جوني (دبي)
للنساء صوت مسموع في «كوب 28». أكاديميات وناشطات وكاتبات وباحثات يتناقشن على طاولات الحوار وفي الجلسات العامة والفعاليات المصاحبة تبعات التغير المناخي على المرأة. 
محاور عدة لافتة أثارتها خبيرات في هذا المجال التقتهن «الاتحاد»، في أروقة «كوب 28»، وعلى هامش الفعاليات، أبرزها ربط أجندة المناخ مع أجندة دعم المرأة والشباب، وتكلفة تمويل النزاعات الخضراء والتي تحرم النساء وهي الفئات الأكثر تأثراً بالتداعيات البيئية لتغير المناخ، خصوصاً في المناطق الفقيرة المعرّضة للفيضانات والحرائق والأعاصير، من الدعم الذي يفترض رصده لها.

 

تكاليف النزاعات
شرحت الدكتورة نيتا كراوفورد، الكاتبة والبروفيسور في العلوم السياسية في جامعة أوكسفورد ومؤسسة «مشروع تكاليف النزاعات»، أن أثر الحروب والصراعات على التدهور البيئي تظهر من خلال الأبحاث والدراسات العلمية القائمة على الأدلة. فالانبعاثات العسكرية وحدها تشير التقديرات إلى أنها تسهم بما لا يقل عن 5.5% من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم من دون الأخذ بعين الاعتبار يشمل حرب روسيا وأوكرانيا. وأشارت إلى أن حكومات الدول الكبرى التي أنفقت 2.24 تريليون دولار عالمياً على الإنفاق العسكري عام 2022، لم توفر 100 مليار دولار لتمويل المناخ السنوي للبلدان المنخفضة الدخل. ولفتت أن الأوان لم يفت بعد، والخيار اليوم أن تتبنى الحكومات السلام بالقوة نفسها التي يتقبلون بها الحرب، والسلام بين الدول والسلام مع الكوكب.

طاولات الحوار
من جهتهما، أثارت ديبورا بورتون من جامعة بوسطن، ونسمة منصور المدافعة النسوية والناشطة في مجال بناء السلام موضوع العدالة المناخية وأهمية مناقشته على طاولات الحوار في «كوب 28».  وأشارتا إلى أن أهمية هذا المفهوم تلزم المجتمع العالمي وبخاصة المسؤولين عن أزمة المناخ بالعمل مع المجتمعات التي تدفع الفاتورة الأكبر لأزمة المناخ ودعمها بكل الطرق المُتاحة.

أخبار ذات صلة الإمارات تؤكد أهمية معالجة تحديات الكونغو الديمقراطية مواطنون: «كوب28» فخر العرب مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

ولفتتا إلى أن التغير المناخي يشكّل تهديداً على حياة النساء في العديد من الدول والمناطق الزراعية بشكل خاص، وعلى معيشتهن. فموجات الجفاف أو الفيضانات التي حدثت خلال السنوات الماضية كان لها تأثير مدمر على الزراعة المحلية والثروة الحيوانية، الأمر الذي يصعّب عليهن كسب رزقهن وإعالة أسرهن، مما يزيد من حدة الفقر وعدم الأمان. 

وشرحت ميتزي جونيل تان، الناشطة في مجال العدالة المناخية أن الإنفاق العسكري له أثر كبير ودائم على القدرة على مواجهة تداعيات التغيّر المناخي، فما يُنفق على العسكرة لا يسهم فقط في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى تحويل الموارد المالية والتركيز والاهتمام بعيداً عن معالجة الآثار البيئية على الشعوب وفئات النساء والأطفال.  وأشارت إلى أن النساء أكثر عرضة للكوارث المناخية المتطرفة والمُدمّرة لأن تداعياتها أكبر عليهن، مثل الفيضانات وحرائق الغابات وموجات الجفاف الشديدة، ومحدودية الوصول إلى الغذاء والماء. لكن المفارقة أن هذه المجتمعات لا تمتلك الموارد المالية اللازمة أو القدرة المؤسساتية للتكيّف مع آثار تغير المناخ من جهة، والتعافي من الخسائر والأضرار الناجمة عنه.

تقليل الأضرار
بدورها، قالت الدكتورة كريستي كيلي عالمة الاجتماع من جامعة دريكسيل إنه من خلال جلسات “كوب 28”، تعمل النساء على الدفع باتجاه بذل جهد أكبر في حلّ النزاعات داخل البلدان وفيما بينها قبل أن تتحول إلى أعمال عنف، بما يسهم في تقليل الأضرار البيئية إلى أدنى حدّ وتعزيز الإشراف البيئي، بما في ذلك الإجراءات والأعمال المتعلقة بالمناخ.
وأشارت إلى أنه ينبغي تسريع التمويل والتدخلات المتعلقة بالمناخ في المناطق الفقيرة والمتأثرة بالصراعات، وتصميمهما بناء على أسلوب يراعي حساسية النزاع ويقوم على مبادئ حقوق الإنسان. وأكدت أن العمل على التكُّيف مع التغير المناخي أمر معقد جداً لارتباطه بأجندات الصراع والتوترات القائمة على أرض الواقع. بالمقابل، فإن أي تدخلات معنية تعمل على تخفيف أثر التغير المناخي قد تتسبب في نشوب توترات أو تفاقم دينامية الصراع. 

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات كوب 28 الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ التغير المناخي المناخ النساء التغیر المناخی إلى أن

إقرأ أيضاً:

اصابع الفساد تعبث بتمويل المناخ

*أوضح التقرير الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية، حول مؤشر مدركات الفساد للعام 2024 ،ان العديد من الدول التي تلعب دورا في دبلوماسية المناخ، عكست تراجعا في درجاتها ،وامنت المنظمة ما أسمته بالحاجه الملحة ،لاتخاذ إجراءات فورية ،لتعزيز الشفافية والمساءلة .
ووفقا للتقرير ، (سجل أكثر من ثلثي الدول ،اقل من 50 نقطة،من اصل 100على مقياس الفساد ،بينما ظل المتوسط العالمي ثابتا عند 43نقطة، الأمر الذي يبرز استقرار معدلات الفسادعند مستويات مقلقه).
ورغم أن 32 دولة قد أظهرت تقدما منذ عام 2012،الا أن 148ظلت راكدة وفق التقرير ،وشهدت كذلك تراجعا. وهنا وصفت المنظمة ذلك بأنه (تأثير مدمر للفساد على الجهود المناخية العالمية ).

** إبعاد الحكومات ...
وعطفا على ماورد في التقرير من وصف تفصيلي دقيق للفساد ،ينادي الدكتور محمد الفاتح احيمر، بضرورة تسليم الأموال الممنوحة لجهات معتمدة تعمل على توجيهها ،وتطبيقها بجدية مع اعلاءاهمية التقييم ،منوها لعدم تسليم الأموال للحكومات .

**حماية التمويل ...
وقالت مايرا مارتينين الرئيسة التنفيذية لمنظمة الشفافية الدولية(يتعين علينا استئصال الفساد على وجه السرعة،قبل أن يعرقل بشكل كامل العمل المناخي الهادف ،يتعين على الحكومات والمنظمات متعددة الأطراف ،ادراج تدابير مكافحة الفساد في الجهود المناخية من أجل حماية التمويل ،واعادة بناء الثقة )واردفت لاتشكل القوى الفاسدة السياسات فحسب ،بل أنها غالبا ماتفكك الضوابط والتوازنات ،مايؤدي لإسكات الصحفيين والناشطين والمكافحين من أجل المساواة والاستدامة .وتابعت تتطلب المرونة المناخية الحقيقية ،معالجة هذه التهديدات بشكل مباشر وحاسم ).

** سرقة ....
ويسلط مؤشر مدركات الفساد، الضوء على مليارات الدولارات من أموال المناخ المعرضة للسرقة وإساءة الاستخدام ، وسجلت اغلب البلدان المعرضة بشدة لتغير المناخ، أقل من 50درجة على مؤشر مدركات الفساد.
يضعف هذا الفساد مشروعات المناخ ،التي تهدف لحماية الناس ،ويبرز ذلك الحاجة الملحة لتدابير شفافية قوية ،بجانب المساءلة لضمان الاستخدام الفعال للأموال.

**استدامة...
وهنا ،وفي سؤال لبروفسور النور الصديق خبير البيئة ،حول دور آلية الشفافية ، وكيفية تنفيذ تداولها بكامل النجاح،اكد الصديق أن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ ، ومنذ إعلانها عام 1992في مؤتمر قمة الأرض ،شددت على الالتزام بالشفافية في كل المسائل المرتبطة بالمعلومات الحقيقية ،في حصر الغازات الدفيئة ومستوى حالتها واتجاهها ،واردف (لبلوغ البشرية تعزيز حقوقها المختلفه ،يجب على الدول والمؤسسات والمجتمعات ،باختلاف مؤسساتها في التنمية ،ان تتعاون في صنع القرارالشفيف وتنفيذه ).
وعن سوء استخدام أموال المناخ ،وتأثيرها على جهود الاستدامة والتكيف المناخي في السودان ، نبهت الدكتورة اسلام عوض ،خبيرة تمويل المناخ والطاقة المتجددة ،الى ضرورة ضمان الإدارة الفعالة لأموال المناخ ،من أجل تحقيق التنمية المستدامة في السودان ، مبينة أن الموارد تلعب دورا رئيسيا في تعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية،مثل مكافحة التصحر ،وادارة المياه ،وتطوير الطاقة المتجددة ،وامنت قائلة (تواجه إدارة هذه الأموال تحديات بضعف الحوكمة ،ماقد يؤدي إلى عدم توظيفها بشكل أمثل في تحقيق الأهداف المناخية المرجوة ).

**الشرق الاوسط وشمال افريقيا ...
يسترسل التقرير ويوضح، أن الفساد مازال يستشري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يعرقل الجهود الحاسمة للعمل المناخي والتنمية،ووصف التقرير المنطقة بأنها لم تشهد سوى تقدما ضئيلا على مدى السنوات الاثنتي عشره الماضية ،حيث ارتفع متوسط درجاتها بنقطة واحدة فقط ،الى39من مجموع 100، وهو أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 43.

**180 دولة ..
ويحوي التقرير بين طياته ويصنف مؤشر مدركات الفساد، ويعدد أن 180بلدا واقليما من خلال مستوياتها المدركة للفساد للقطاع العام على مقياس من صفر (شديد الفساد )إلى 100(شديد النزاهة).
وتابع التقرير أن من بين الدول العربية سجلت الإمارات العربية المتحدة (68)وقطر (59)والمملكة العربيه السعودية (59)أعلى الدرجات ،بينما سجلت ليبيا (13)، واليمن وسوريا (13)اسوأ الدرجات ،اما البحرين (53)درجة ،بزيادة 17نقطة من (36)في عام 2017، والكويت (46)بزيادة سبع نقاط من( 39)،ولبنان (22)اكبر انخفاضا ،حيث سجل نقصا ست درجات من (28)في العام 2019. ويذكر التقرير أن المغرب ،اقر مشروع القانون 23.03،الذي يمنع المنظمات غير الحكومية ،من رفع دعاوى قضائية ،ضد حالات اختلاس الأموال ،التي تشمل مسؤولين أو موظفين حكوميين ،مالم يطلب المدعي العام ذلك .

** هشة ...
ونقرأ في التقرير أن معظم البلدان التي سجلت أسوأ الدرجات ،هي بلدان هشة ،تعاني صراعات كثيرة مثل جنوب السودان( 8) نقاط من( 100) ،والصومال (9) نقاط، وفنزويلا (10)نقاط، وسوريا( 12) نقطة، وارتريا (13 )، وغينيا الاستوائية( 13)، ولم يهمل التقرير التطورات الإيجابية ،اذ أبرز التقرير أن الدنمارك احرزت (90)نقطة للمرة السابعة على التوالي ،اذ سجلت بذلك المرتبة الأولى ،باعتبارها الدولة الأقل رشوة وفسادا،وبعدها فنلندا (88)نقطة ،ثم سنغافورة (84)نقطة ،ونيوزلندا (83)ولوكسمبيرج والنرويج وسويسرا (81) لكل دولة . وخلص التقرير إلى أن حوالي 6.8مليار شخص من سكان العالم ،اي 85% يعيشون في دول تقل فيها درجات مؤشر الفساد عن 50درجة.

**الدور الأكبر ....
ويتواصل حديث الصديق ردا على سؤال حول شفافية المعلومات والبيانات المرتبطة بالمناخ ، قائلا (أن الحكومات في الدول النامية تتصف بعدم الشفافية في إدارة البلاد ،الامر الذي سينعكس على مستوى الشفافية في المسائل المرتبطة بتغير المناخ وختم حديثه هنا يلعب الفساد الدور الأكبر ).

**معالجات...
يطرح التقرير كذلك عددا من معالجة الفساد في قطاع المناخ ،والتي فصلها في إنشاء هيئات رقابية مستقلة لمراقبة تنفيذ مشاريع المناخ ،وضمان عدم إساءة استخدام التمويلات ،اضافة لفرض عقوبات صارمة على الأفراد والشركات المتورطة في الفساد البيئ،وتعزيز تبادل المعلومات بين الدول حول ممارسات الفساد لضمان التنسيق ،وهنا توضح عوض ويتفق معها الصديق في التطبيق الأمثل للشفافية ،التي تعتمد بناء الثقة ،والاعتماد على نظم القياسات وجمع المعلومات ،والوصول بها إلى التقارير الشفافة ،وتنوه عوض إلى ضرورة توضيح تفاصيل التمويل المناخي ،بما في ذلك مصادر التمويل ،والجهات المنفذة للمشروعات ،والمخرجات المتوقعة،ووفق عوض فإن ذلك يعزز من الحوكمة والشفافية.

**وزارة سودانية ...
وتبين اسلام مطلوبات ودور وزارةالمالية والتخطيط الاقتصادي في السودان ،والتي يقع عليها عبء ادارة الموارد المالية ،بما فيها الأموال المخصصة للمشاريع المناخية، قائلة (هنا تبرز أهمية كشف تفاصيل مصادر التمويل والجهات المنفذة وأوجه الصرف التي يجب أن تكون جميعها تحت بند التغير المناخي .)وزادت (الالتزام بالمعايير المحاسبية الدولية مهم جدافي إعداد الميزانية السنوية والتقارير المالية ،لضمان الدقة والشفافية ).
وردا على ماورد في التقرير من توصيات ومعالجات مهمة ،افرد الصديق حديثه بالتركيز على التنسيق كألية تجمع بين المؤسسات برمتها ،منبها إلى أن تباعد التنسيق يؤدي إلى خروج المعلومات بعيدة عن التوافق، واصفا ذلك بانها (تزيد الأمر تعقيدا).

**مجتمع مدني ....
ويعلي التقرير من تعزيز مشاركة المجتمع المدني ،في عمليات صنع القرار البيئ لضمان مساءلة الحكومات والمؤسسات ، وتكشف هنا اسلام عوض موضحة أنها تناصر ذلك ،بجانب تعزيز دور المؤسسات البحثية والمجتمع المدني في تقييم السياسات المناخية .

** معايير ..
وشددت عوض في ختام حديثها على الامتثال التام للمعايير الدولية في مكافحة الفساد المالي ،وينوه الصديق إلى أن مايدفع تحريك الدعم المالي نحو زيادة الطموح في معالجة قضايا المناخ ،هو بناء الثقة و تقوية آليات المساءلة.

**مقياس
الجدير بالذكر ،ان مؤشر مدركات الفساد ،ومنذ العام 1995عمل على ترسيخ وجوده كمقياس رائد عالميا لمستويات الرشوة والفساد ، وهو يعمل على تقييم 180بلدا ومنطقة،على أساس إدراك الفساد ،وهو يعتمد على مصادر خارجية متعددة ،اهمها البنك الدولي ،المنتدى الاقتصادي العالمي ،شركات استشارية خاصةومراكز الأبحاث.

ikhlassnimir06@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يعزز الاستدامة ويسرع مكافحة التغير المناخي
  • عدالة الإمارات
  • خطة إعمار ودولة فلسطينية.. خبير: التغير بالموقف الأمريكي جعل نتنياهو لا ينام
  • ما نقاط التحول المناخية ولِم هي خطيرة؟
  • المشاط: 400 مليار دولار سنويًا متطلبات أفريقيا لمواجهة التغيرات المناخية
  • مدبولي: برنامج نوفي يدعم الفئات الأكثر احتياجا في مواجهة التغيرات المناخية
  • وزير الري يبحث إطلاق مرحلة ثانية من مشروع التكيف المناخي بالساحل الشمالي والدلتا
  • نموذج مصري مبتكر للتمويل المناخي.. «التخطيط» تكشف عن تقدم مشروعات «نُوَفِّي» وتعزيز الشراكات الدولية
  • «المشاط»: فجوة التمويل المناخي تتسع وتتطلب استثمارات إضافية بـ366 مليار دولار بالبلدان النامية
  • اصابع الفساد تعبث بتمويل المناخ