المؤتمر الدولي العاشر للترجمة يحتفي بالجسور بين اللغتين العربية والإسبانية
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
انطلق أمس الاثنين المؤتمر الدولي العاشر حول الترجمة وإشكالات المثاقفة الذي ينظمه منتدى العلاقات العربية والدولية على مدى يومين بمشاركة نحو 120 باحثا ومترجما وأكاديميا من مختلف دول العالم.
وقال مدير منتدى العلاقات العربية والدولية الدكتور محمد حامد الأحمري، في كلمته الافتتاحية، إن المؤتمر الذي يحتفي بعقده الأول استطاع حلّ الكثير من الإشكاليات التي ترتبط بقضايا الترجمة خلال الفترة الماضية، كما أسهم في تحقيق التواصل بين المترجمين من مختلف لغات العالم ليمثل جسرا للحوار والتفاهم بين الثقافات.
وأضاف أن المنجز الثقافي لهذا المؤتمر الذي كان حلما قد تحقق منه الكثير، وفي المؤتمر العاشر تتواصل جهود المترجمين والمبدعين الذين يحرصون على نقل ثقافتنا العربية إلى لغاتهم ونقل لغاتهم إلينا، مشيرا إلى حاجتنا في الوقت الراهن الذي يشهد عدوانا من الاحتلال الإسرائيلي على غزة، إلى إنشاء ثقافة جديدة تبني جسورا للتواصل بين العالم، وهو ما تسهم به مثل هذه الفعاليات.
وقال إن الثقافة التي نصنعها باتفاقنا وتواصلنا تساعد في قضايا السلام والعدالة عبر العالم، وإن خطواتنا في هذا العمل الثقافي تؤكد إصرارنا على التفاهم والتواصل بما يجعل من هذه النخبة الثقافية قدوة للبشر في التعاون على الخير والإصلاح.
الترجمة العربية الإسبانيةوجاءت أولى جلسات المؤتمر بعنوان "الترجمة العربية الإسبانية"، وأدارها الدكتور سالفادور بينيا مارتين، أستاذ الترجمة في جامعة مالقة حاليا وجامعتي بغداد وغرناطة سابقا والمترجم الحائز جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي لعام 2016.
واستهلت الجلسة ببحث للمترجم الدكتور خوسيه ميغيل بويرتا أستاذ تاريخ الفن واللغة العربية في جامعة غرناطة، بعنوان "ثلاث نقاط في مسار الترجمة العربية الإسبانية"، تلاه بحث للدكتورة مارغاريدا كاستيلس كريباييس الأستاذة في قسم الدراسات العربية في جامعة برشلونة والمهتمة بترجمات القرآن الكريم والمخطوطات العربية والمتوسطية بعنوان "إشكالات الترجمة الأدبية العربية الكتالونية".
أما البحث الثالث فقدمه المترجم والأكاديمي الفلسطيني حسني مليطات بعنوان "القيمة المعرفية لترجمة النصوص الفكرية من الإسبانية إلى العربية"، في حين قدم المترجم الدكتور لويس ميكال كنيادا مدير مدرسة طليطلة للمترجمين والحائز وسام الثقافة والعلوم والفنون الفلسطيني بحثا بعنوان "ترجمة النبرة الشخصية في القصيدة العربية"، لتختتم الجلسة ببحث لمويسيس غاردونيو غارسيا الأستاذ المتفرغ في دراسات الشرق الأوسط في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك ومدرس اللغة العربية فيها، بعنوان "الثقافة العربية واللغة العربية في المكسيك.. تاريخ موجز".
"مورسكيات"وحملت الجلسة الثانية من أعمال المؤتمر الدولي العاشر حول الترجمة وإشكالات المثاقفة عنوان "مورسكيات"، وأدارتها الأستاذة المحاضرة في اللسانيات والترجمة بجامعة قرطاج إيناس سحابو، التي قدمت بحثها بعنوان "التراجم المورسكية خلال القرنين الـ16 والـ17 في إسبانيا.. كتاب التفريع لابن جلاب أنموذجا"، وجاء بحث المترجم والأكاديمي المصري الدكتور جمال عبد الرحمن أستاذ اللغة الإسبانية في جامعة الأزهر بعنوان "ترجمة كتب التاريخ المورسكي"، ليأتي بحث آخر بعنوان "رحلة النصوص من العربية إلى الإسبانية نماذج ترجمية ناجحة في أميركا اللاتينية" قدمته المترجمة المغربية فدوى الهزيتي أستاذة في قسم الدراسات الإسبانية بجامعة الحسن الثاني بالمغرب.
ثم بحث بعنوان "بين سلطة النصر وتسلط المترجم.. دراسة نقدية شرعية للنص الموازي في ترجمة دي لا بويبلا للقرآن الكريم.. سورة النساء أنموذجا" لكل من المترجمة نفيسة موفق الأستاذة في معهد الترجمة بجامعة الجزائر 2، والباحث هشام تبحار باحث في العلوم الشرعية في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بقطر.
وشهد المؤتمر بعد ذلك جلسة بعنوان "قضايا فلسفة العلوم بين الترجمة والتبيئة"، تضمنت مجموعة من الأبحاث من أهمها "الترجمة في حقل تاريخ العلوم وفلسفتها.. الواقع، التحديات والإستراتيجيات" للأستاذ بجامعة تونس المنار الدكتور يوسف بن عثمان، وبحث بعنوان "تاريخ العلوم العربية ودرء عقبات الترجمة المبيئة" للمترجمة الدكتورة يمنى طريف الخولي الأستاذة بجامعة القاهرة.
وخصص المؤتمر جلسة لمناقشة محور الترجمة والذكاء الاصطناعي، شارك فيها عدد من الباحثين منهم الأستاذة بجامعة تونس المنار الدكتورة زهيدة مرواني، وجاء بحثها موسوما بـ"كفاءة الذكاء الاصطناعي في ترجمة النصوص من الألمانية إلى العربية مقاربة ألسنية لغوية"، والأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور غسان مراد ببحث "حول الترجمة الآلية في الإعلام ووسائله.. الإعلام اللبناني أنموذجا"، والأستاذة بالجامعة الأورومتوسطية بالمغرب الدكتورة مليكة كتاب حول "إشكالات الترجمة الأدبية وحدود الذكاء الاصطناعي".
وبعد ختام المؤتمر -اليوم الثلاثاء- سيقام حفل تكريم الفائزين في الدورة التاسعة لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العربیة فی فی جامعة
إقرأ أيضاً:
«رئيس الرؤى السلوكية»: الإمارات رائدة عالمياً في التفكير السلوكي
أشاد ديفيد هالبيرن، الرئيس الفخري لفريق الرؤى السلوكية «BIT»، بانعقاد مؤتمر العلوم السلوكية العالمي 2025 في دولة الإمارات، واصفاً الحدث بمنصة متميزة تجمع صُنّاع السياسات والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم لبحث قضايا السلوك البشري وتبادل الخبرات العالمية في هذا المجال.
وفي تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أكد هالبيرن أن دولة الإمارات، وتحديداً إمارة أبوظبي، باتت تُعد من الروّاد على مستوى العالم في التفكير المنهجي حول السلوك البشري لافتاً إلى أن الاقتصار على دراسة تجارب دول مثل الولايات المتحدة أو مؤسسات مرموقة كجامعتي هارفارد وكامبريدج لم يعد كافياً، بل يجب التوجه نحو ما يتناسب مع السياقات المحلية، وهو ما يجعل المؤتمر ذا أهمية خاصة.
وقال إن لدى الإمارات سجلاً حافلاً في تطبيق مبادئ علم السلوك في عدد من التحديات المجتمعية، مثل تقليل هدر الطعام، وتحسين أداء المواطنين، وتحفيز الأطفال على الاجتهاد، مشيرًا إلى أن معالجة هذه القضايا لا يتم عبر التعليمات فقط، بل من خلال فهم سلوكي عميق ودقيق.
وتناول هالبيرن مشاركته في جلسة حوارية بعنوان «ما الذي ينجح؟»، التي سلطت الضوء على أهمية النهج التجريبي وتبادل الخبرات الدولية مشيراً إلى أن العديد من الحكومات تنفق تريليونات الدولارات على برامج ومبادرات غير مؤكدة الفاعلية، بينما يوفر علم السلوك نهجًا متواضعًا وفعّالًا يقوم على طرح أسئلة جوهرية مثل «هل ينجح هذا فعلاً؟» و«ما الذي لا نعرفه بعد؟».
وشارك ديفيد هالبيرن، أيضاً في جلسة بعنوان «بناء مهارات البالغين: زيادة الإنتاجية في عالم متغير»، تناولت الحاجة الماسّة لتطوير مهارات الكبار في ظل التغيرات التكنولوجية والاقتصادية والديموغرافية المتسارعة، وناقشت سُبل تحفيز التغيير الفعّال عبر التعاون بين الأفراد والحكومات والقطاع الخاص، مستعرضا فجوات المهارات الأساسية مثل محو الأمية الرقمية، وحل المشكلات، والتكيف في بيئة العمل الحديثة.
وفي ختام حديثه، أكد هالبيرن أن التحديات العالمية لم تعد مقتصرة على فهم السلوك البشري فحسب، بل باتت تشمل أيضاً تفسير الذكاء الاصطناعي، ما يفرض على العالم مسؤولية مضاعفة في البحث والتحليل وصياغة السياسات المستقبلية.
من جانبه أكد البروفيسور كاس سانستين، أستاذ قانون بجامعة هارفارد، في تصريح لـ«وام»، الأهمية المتزايدة لعلم السلوك كأداة قوية لإحداث تغييرات ملموسة في حياة الأفراد والمجتمعات حول العالم.
وأوضح، خلال مشاركته في المؤتمر، أنه قدّم محاضرة بعنوان «آفاق جديدة في علم السلوك»، استعرض فيها التطورات اللافتة التي شهدها هذا المجال خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، إضافة إلى الإمكانات الهائلة التي يحملها لتفعيل أثر إيجابي في بيئات وسياقات متعددة.
وأشار إلى أن المؤتمر يمثل منصة رفيعة لعرض ما توصلت إليه الأبحاث السلوكية من معارف حول الطبيعة الإنسانية، مؤكدًا أن هذه المعارف يمكن توظيفها عمليًا لمساعدة الناس على أن يعيشوا حياة أطول، أكثر صحة وأماناً.