العلا المتحف المفتوح (2-1)
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
أصبحت السياحة اليوم مورداً إقتصادياً مهماً للعديد من إقتصاديات الدول ، بل تقوم عليها ميزانيات دول بشكل كامل ، وأصبحت السياحة صناعة وفن تستطيع من خلالها الدول التعّريف بما تمتلكه من مقوِّمات أثرية و تراثية وحضارية و ثقافية وعادات وتقاليد مختلفة .
العُلا تلك المدينة التي تحتل قيمة كبيرة بإنسانها ومكانها ، وتزخر بالكثير من المقومات التي جعلت حكومتنا الرشيدة تقدر قيمتها وتضعها في المكان الصحيح كإحدى الواجهات الرئيسية للسياحة في مملكتنا الغالية ، أصبحت العُلا اليوم وجهة سياحية عالمية عطفاً على ما تمتلكه من مقومات طبيعية وإرث تاريخي وثقافة محلية رائعة.
الموقع الجغرافي والمكون البيئي الذي تتميّز به العلا قد يندر وجوده في مكان آخر حيث الجبال المختلفة الأشكال والأحجام والألوان التي تحيط بها من أطرافها والكثبان الرملية الذهبية التي تحتضن جبالها والتكوُّنات الجميلة التي أصبحت على اشكال فنية تلفت الأنظار والإرث التاريخي الكبير في آثار مدائن صالح والحِجر والآثار الكثيرة المنتشرة في العُلا جعل منها متحفاً مفتوحاً وهذا كله يكمله جمال مزارع العُلا الغنّاء التي تسر الناظرين.
تجربة السياحة الداخلية لها طعمها الخاص وسوف يكون لها مردودات كثيرة على المستوى الإقتصادي والإجتماعي والإعلامي ، ومن المهم أن نشرك عناصر المجتمع المحلي المحيط بمثل هذه المشاريع الرائعة وتدريبهم وتأهيلهم ليكونوا لبنةً بناء وتطوير ومساندة للنجاح وتحقيق الطموحات الحالية والمستقبلية ، خاصة أننا نعلم أن شبابنا على قدر المسؤولية ومتى ما أعطيناهم الفرصة والثقة ، فسوف نشاهد إنجازات على أرض الواقع تفوق التوقعات والطموحات، كذلك لابدّ أن نراعي جميع فئات المجتمع عندما نضع الأسعار، بل نحدد أسعاراً خاصة بالسعودي أسوة بباقي الدول التي تعتبر عرَّابة السياحة في العالم ، وللحديث بقية إن شاء الله .
naifalbrgani@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الع لا
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحيي منظمة الأمم المتحدة اليوم الدولي للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام في مثل هذا اليوم 24 أبريل، ولا يمكن اختزال مفهوم التعددية في كونه مجرد بديل للثنائية أو الأحادية في العلاقات الدولية، ولا في كونه تعاوناً بين ثلاث دول أو أكثر. فالتعددية، في جوهرها، تعبر عن توافق سياسي نابع من منظومة قيم ومبادئ يتشارك فيها الفاعلون الدوليون.
هي ليست ممارسة طارئة، ولا مجرد تكتل عابر، بل مسار من التعاون يقوم على التشاور، والانفتاح، والتضامن. كما تعتمد على إطار من القواعد التي صيغت جماعياً لضمان استمرارية التعاون وفعاليته، وتُطبّق هذه القواعد بالتساوي على جميع الأطراف، مما يرسّخ مبدأ التوازن بين الحقوق والمسؤوليات.
ومن هنا، تصبح التعددية أسلوباً فعّالاً لتنظيم التفاعل بين الدول ضمن نظام دولي مترابط، لا يستقيم إلا بتوزيع عادل للأعباء والمهام.
التعددية في السياق التاريخي
ورغم أنّ التعددية أصبحت عنصراً راسخاً في هيكل النظام الدولي الحالي، فإن فهمها لا يكتمل إلا بالعودة إلى جذورها التاريخية وتأمل تطورها ضمن شبكة العلاقات الدولية.
في قمة المستقبل التي استضافتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2024، جدد قادة العالم التزامهم بمسار التعددية، مؤكدين تمسكهم بقيم السلام، والتنمية المستدامة، وصون حقوق الإنسان. وفي ظل عالم يزداد ترابطاً، باتت التعددية والدبلوماسية أدوات لا غنى عنها لمواجهة التحديات المعقدة التي تواجه البشرية.
تمثل الأمم المتحدة النموذج الأبرز للتعددية الحديثة. فميثاقها التأسيسي لا يقتصر على تحديد هياكل المنظمة ووظائفها، بل يشكّل مرجعية أخلاقية للنظام الدولي المعاصر. وقد وصفه الأمين العام أنطونيو غوتيريش في تقريره لعام 2018 بأنه “البوصلة الأخلاقية” التي توجه العالم نحو السلام، وتصون الكرامة، وتعزز حقوق الإنسان وسيادة القانون.
ويؤكد الميثاق على أهمية التنسيق بين الدول لاتخاذ إجراءات جماعية فعّالة للحفاظ على الأمن، وتعزيز علاقات ودية قائمة على المساواة واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، فضلاً عن تعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات.
شهدت التعددية تطوراً ملحوظاً منذ عام 1945، إذ ارتفع عدد الدول الأعضاء من 51 إلى 193، بالإضافة إلى مشاركة أوسع من قبل المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، حيث تحظى أكثر من ألف منظمة بصفة مراقب في الأمم المتحدة.
وقد أثمرت هذه التعددية عن إنجازات كبيرة، بدءاً من القضاء على أمراض خطيرة مثل الجدري، وصولاً إلى توقيع اتفاقيات دولية للحد من التسلّح، والدفاع عن حقوق الإنسان. ولا تزال جهود التعاون ضمن إطار الأمم المتحدة تُحدث فارقاً ملموساً في حياة ملايين البشر يومياً.
تأسست الأمم المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية بهدف منع تكرار مآسي النزاعات، حيث شدّد ميثاقها على أهمية تسوية الخلافات بطرق سلمية.
ورغم أن الدبلوماسية الوقائية قد لا تحظى دوماً بالاهتمام الإعلامي، فإنها تظل أداة أساسية لمنع الأزمات ومعالجة أسبابها الجذرية قبل تفاقمها.
في سبتمبر 2018، أعاد قادة العالم تأكيد التزامهم بالتعددية خلال اجتماعات الجمعية العامة، وتبع ذلك حوار رفيع المستوى في أكتوبر من نفس العام حول تجديد هذا الالتزام. وفي ديسمبر 2018، تبنت الجمعية العامة القرار رقم A/RES/73/127، معلنة 24 نيسان/أبريل يوماً دولياً للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام، وداعية الدول والمؤسسات حول العالم إلى إحياء هذا اليوم وزيادة الوعي بأهمية التعددية كنهج يضمن الأمن والاستقرار والعدالة في العالم.