أطلق صندوق الوطن فعاليات وأنشطة “برنامج شتاء صندوق الوطن” في كل من أبوظبي وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، وبالتعاون مع مدارس جيمس بأبوظبي ووزارة الثقافة والشباب وأدنيك ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التسامح والتعايش والعديد من الوزارات والهيئات المحلية والاتحادية والتعليمية والخاصة.

ويخصص برنامج ” شتاء صندوق الوطن” كافة أنشطته وبرامجه المتنوعة للفئات العمرية من 8 – 15 سنة من أبناء وبنات الإمارات.

وقال سعادة ياسر القرقاوي المدير العام لصندوق الوطن إن توجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك أكدت أهمية استثمار النجاحات الكبيرة التي حققتها البرامج الصيفية الأخيرة مشيرا إلى أن “برنامج شتاء صندوق الوطن” الذي يستمر لمدة أسبوعين يركز على موضوعين رئيسين هما “قدوتي”، و” فكرتي” للمساهمة في بناء أجيال المستقبل المؤمنة الواعية بهويتها الوطنية، والقادرة على الإبداع والابتكار والريادة المستدامة من أجل مستقبل مشرق وغدٍ أفضل وفق الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، وتعزيز ثقة وفخر الإماراتيين بهويتهم وتراثهم، والحفاظ على جميع مكونات الهوية الوطنية، وترسيخ الهوية الوطنية ونقلها لأجيال المستقبل، والتوعية وتعزيز مبادئ ومفاهيم الاستدامة، وإطلاق القدرات والمهارات الإبداعية والقدرة على الابتكار لدى الجيل الجديد.

وأضاف القرقاوي أن فعاليات ” شتاء صندوق الوطن” في أسبوعها الأول الذي يحمل عنوان “قدوتي” تشمل على الأنشطة والبرامج واللقاءات الحوارية والأعمال إبداعية وضيف البرنامج وتركز على موضوعات رئيسية هي “زايد وقصة اتحاد “، و”ماضي وتراث الإمارات”، و”النخلة رمز وتراث” و”لغتي هويتي” مؤكدا أنها تركز على تعزيز وترسيخ مبادئ الهوية الوطنية بعناصرها المتعددة، عبر مجموعة الخصائص والصفات والقيم المستمدة من شخصية المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وأيضاً الخصائص والصفات المستمدة من شخصية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.

وعن أهم محاور البرنامج في أسبوعه الأول أكد القرقاوي أنها تضم خمسة محاور هي “الثقافة الإماراتية” وما تزخر به من العادات والتقاليد والتراث الإماراتي، والاعتزاز بالدين الحنيف واللغة العربية، وتقوية جسور التواصل مع الآخرين، مع الاعتزاز والفخر بالذات، والسعي والالتزام بالتطور عبر الإنجاز، والثقة بالنفس، والوعي بعناصر القوة الناعمة وتعزيز مكانة الدولة محلياً وإقليمياً وعالميا، ثم التركيز على المجتمع الإماراتي من خلا العمل على تقوية أواصر العلاقات الاجتماعية وتنميتها في الأسرة الإماراتية، والتركيز على الاستدامة في مجالات الصحة والسلامة والبيئة، والاهتمام بالمواطنة والانتماء والولاء للوطن والقادة، والتعامل الذكي مع الفرص والتحديات، وذلك لتعزيز التلاحم المجتمعي.

وأشار إلى اهتمام برنامج شتاء صندوق الوطن بتعزيز القيم الإماراتية في نفوس طلاب المدارس من خلال التركيز على تعزيز وترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة والمستمدة من شخصية الوالد المؤسس الشيخ زايد، التي يمكن تلخيصها في الاحترام، والتعاطف، والاهتمام والرعاية، والاستقامة، والتسامح، وعمل الخير والكرم، ونصرة ورعاية المجتمع، والحكمة، والشجاعة، والتسامح والتعايش، والأخوة الإنسانية، مؤكدا أن البرنامج سيركز كذلك على التاريخ والرموز الإماراتية، إضافة إلى لغتي هويتي التي تحمل شعار “اللغة العربية نبع خير لا ينضب” يتم التركيز في هذا المحور على توظيف اللغة العربية كأداة لنشر وتعزيز التسامح وأداة للتعارف والتواصل بين مختلف الثقافات، وتوطيد العلاقة مع الآخر، والإشادة إلى مكانتها العالية وثرائها، لكونها لغة التسامح ووعاء للأخلاق والحضارة والثقافة والهوية، في إطار السعي المخلص والجاد لخدمة المجتمع والوطن والعالم.

وعن أهم الأنشطة التي يمارسها الطلبة في “شتاء صندوق الوطن” قال القرقاوي إن البرنامج يقوم على دمج التعلم من خلال الأنشطة واللعب والمواد المرئية التعليمية والتفاعلية، مغلف في إطار من المتعة والمرح، ويستضيف البرنامج ُ شخصيات محببة لدى هذه الفئات العمرية في إمارات أبوظبي عجمان رأس الخيمة الفجيرة، وتضم الأنشطة عشرات الفعاليات منها الألعاب الشعبية والفنون الأدائية – أغاني وقصص التراث والفنون والأشغال اليدوية والطبخ التقليدي والسنع الإماراتي والأعمال المسرحية -.. وتتضمن أنشطة “الهوية الوطنية” الكتابة الإبداعية في عناصر الهوية التراثية ومهارات التصوير الفوتوغرافي “تراث الإمارات” وانتاج المحتوى الإعلامي “الفيديوهات القصيرة” ومهارات الخطابة والشعر والإلقاء والاحتفاء بالرموز الوطنية والقراءة واللغة العربية والزي الشعبي والاستدامة والبيئة وإعادة التدوير واللهجة الإماراتية والعمل التطوعي والعائلة الإماراتية والزراعة والبيئة والتعريف بالهوية الوطنية لغير المواطنين.

ودعا القرقاوي أولياء الأمور للمشاركة والتفاعل الإيجابي مع أبنائهم لترسيخ المفاهيم والقيم الراقية التي يحرص عليها البرنامج مؤكدا أن إدارة برنامج شتاء صندوق الوطن يسعدها التواصل مع الجميع والاستماع إلى الأفكار والملحوظات والمقترحات من أجل التطوير المستمر لصالح أبناء وبنات الإمارات.وام

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

«حق الليلة».. موروث عريق يرسخ الهوية الوطنية

مريم بوخطامين (أبوظبي)
يشكل الموروث التراثي والمجتمعي ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الوطنية، والمحافظة على التقاليد والقيم الأصيلة، خاصة في ظل مبادرة «عام المجتمع 2025»، التي تهدف إلى تسليط الضوء على الترابط الأسري والروابط الاجتماعية، من خلال تنظيم وتفعيل المناسبات التراثية، والتي يتم من خلالها نقل العادات والتقاليد بين الأجيال، مما يساهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز الانتماء. 
كما أن الموروث الشعبي يمثل مصدر إلهام للأفراد والمجتمعات، حيث يعكس القيم التي شكلت تاريخ المجتمع وأسست لنمط حياته.
وتعد هذه المبادرات فرصة لإحياء التراث بأساليب معاصرة، مما يضمن استمراريته ودوره في التنمية والتطوير، ويجعل منه عنصراً فاعلاً في بناء مستقبل أكثر ترابطاً وأصالة، وهنا يصب إحياء هذه الفعاليات في دائرة مبادرة «عام المجتمع».
وأكد عدد من المواطنين أن الإمارات تستلهم نهج المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في صون التراث والحفاظ على الهوية الوطنية. فقد كرّس جهوده لتحقيق التوازن بين النهضة العمرانية وحماية الموروث الثقافي، مما أسهم في ترسيخ هوية الإمارات، وسط موجة التطور الحضاري التي شملت جميع القطاعات في الدولة.

«حق الليلة»
قال المواطن خميس سليمان الصغير: «إن التراث الإماراتي يشكل معلماً حضارياً، والذي تحرص على وجوده الجمعيات والمؤسسات التراثية والمهتمين بالجانب التراثي والثقافي عبر نقله وتنظيمه في المهرجانات والمراكز الثقافية التي تهدف إلى إبراز هذه الجوانب المضيئة في حضارة الإمارات، منوهاً بأن هناك العديد من المؤسسات والدوائر والشركات تهتم بتعزيز هذه الموروثات الإماراتية، وتستعين في كل المناسبات بالجمعيات التراثية المنتشرة في مدن الدولة؛ لأنها تعتبر جسور تواصل تربط الماضي بالحاضر، وتحافظ على تراث الآباء والأجداد، وعلى العادات والتقاليد المستمدة من المجتمع المحلي وبيئاته الجبلية والبحرية والصحراوية، معولاً أن مناطق الدولة تحتفل خلال شهر شعبان بفعالية «حق الليلة» التي تعتبر من الموروثات المستمرة والممتدة على مدار السنين. 

أخبار ذات صلة مصرف لبنان يعتزم وضع خطة عادلة لإعادة أموال المودعين الإمارات تبدأ صيانة شبكات الصرف الصحي المتضررة في خان يونس عام المجتمع تابع التغطية كاملة

القيم الاجتماعية
قال أحمد الشميلي: «إن «عام المجتمع» يخلق حالة ارتباط بينه وبين القيم الاجتماعية والتقاليد الموروثة التي تشكل هوية الأفراد والجماعات، مثل العادات والتقاليد والفنون الشعبية واللغة، وتلعب دوراً أساسياً في بناء النسيج الاجتماعي، وترسيخ الهوية الوطنية، منوهاً بأن له دوراً بارزاً في الحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز انتماء الأفراد لوطنهم وثقافتهم وتلاحم ووحدة أفراد المجتمع، خاصة أن هناك العديد من الموروثات التي تحمل قيماً وأفكاراً تعكس تجارب الأجداد، والتي تفيد المجتمع الحديث، ومنها المناسبات التراثية والتي ستحتفل بها خلال أيام قليلة البيوت الإماراتية وغير الإماراتية مناسبة «الحق الليلة» والتي تسهم في إثراء الثقافة المحلية، حيث يبقى هذا الاحتفال بحق الليلة تقليداً عريقاً شاهداً على الفرح ووسيلة للتواصل بين الأجيال، مما يسهم في تعزيز أواصر المودة وتقوية روابط المجتمع».

الوعي بالموروثات
قالت ابتسام الدعن: «إن عام المجتمع يركز في عام 2025 على تعزيز الهوية الوطنية وتقوية الأواصر الاجتماعية بين الأجيال وتوثيق الموروثات القديمة والتي تسهم في عدم تعرضها للاندثار، وذلك من خلال إدخالها في المناهج التعليمية لتعريف الأجيال الجديدة بها، ناهيك عن تنظيم الفعاليات والمهرجانات الثقافية التي تعزز الوعي بالموروثات، واستخدام وسائل الإعلام الحديثة لنشر المحتوى الثقافي التقليدي، وتشجيع الشباب على الاهتمام بالحرف والفنون التقليدية، مؤكدة أن الاهتمام بالموروث ليس مجرد مسألة تاريخية، بل هو استمرارية ثقافية تعزز من تماسكه واستقراره، وتجعل ماضيه حاضراً ومستقبله أكثر وضوحاً، موضحة أن المؤسسات المجتمعية وجمعيات النفع العام تسعى جاهدة في تحقيق هذه الأهداف التي من شأنها تخلق ماضي وحاضر ومستقبل الإمارات أكثر قوة ومنفعة للفرد والمجتمع.

«قرقيعان» 
من جانبها، تحدثت مريم الواجف عن المناسبات التراثية بأنها بوابة الربط بين الماضي والحاضر، مستشهدة بمناسبة «حق الليلة» التي تعبر عن جزء من الماضي الذي لن يندثر، والتي تعنى بإحيائها وتنظيمها الجهات والمؤسسات المجتمعية في الدولة، موضحة أن مناسبة «حق الليلة» (قرقيعان) في الإمارات تعد جزءاً من التراث الأصيل الذي تناقلته الأجيال عبر الزمن، رغم تطور الملابس والحلويات والديكورات الخاصة بهذه المناسبة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بلمستها التراثية التي تعيد إلى الأذهان ذكريات الجدات والأمهات عن طفولتهن، ويشكل هذا الاحتفال فرصة رائعة يتشارك فيها الكبار فرحة الأطفال، مما يعزز روح الألفة والمحبة في المجتمع، وكان الأطفال، وما زالوا، ينتظرون «حق الليلة» بشغف وسعادة، كحال الكبار، حيث تبدأ التحضيرات مبكراً بحياكة الملابس التقليدية المستوحاة من التراث الإماراتي، يرتدي الأولاد «الكندورة»، بينما تتألق الفتيات بالثوب الملون المخصص لهذه المناسبة، ويكتمل زيهما بحمل «الخريطة»، وهو كيس قماشي يجمعون فيه الحلوى والمكسرات.

مقالات مشابهة

  • عبد الكبير: المصالحة الوطنية “حبر على ورق” دون سلطة موحدة
  • أولياء عهود الفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة يحضرون أفراح الخاطري
  • نهيان بن مبارك يعزي في وفاة الإمام التاسع والأربعين للطائفة الإسماعيلية
  • وسط تحفّظ محلّي.. أديس أبابا تحتضن مراسم “ميثاق المصالحة الوطنية”
  • "بيورهيلث" توسِّع نطاق برنامج "مسيرة المرأة الإماراتية"
  • نهيان بن مبارك يبحث مع رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر التعاون
  • «حق الليلة».. موروث عريق يرسخ الهوية الوطنية
  • هيئة التراث و”الإيسيسكو ” توقعان برنامجًا للتعاون في تسجيل مواقع التراث الثقافي بـ “الإيسيسكو”
  • هيئة التراث و”الإيسيسكو ” توقعان برنامجًا تنفيذيًا للتعاون في بناء القدرات لتسجيل مواقع التراث الثقافي بـ “الإيسيسكو”
  • إحياء التراث القديم بــ “الناي” في مهرجان شتاء الباحة