سورة الناس.." فضلها وفضائلها وموضوعاتها ومنزلتها"
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
سورة الناس.. تعتبر سورة الناس هي من السور المستحبة لتحصين النفس، حيث يحرص عدد كبير من المسلمين على ترديد سورة الناس في كل الأوقات لما لها من فضل عظيم جدًا.
سورة الناس.." فضلها وفضائلها وموضوعاتها ومنزلتها"وتحرص بوابة الفجر الإلبكترونية على إفادتكم بكل ما هو جديد عن فضل سورة الناس، لتلبية رغبات القراء والمتابعين وذلك ضمن خدماتها اليومية للقراء والمتابعين.
التعريف بسورة الناس:
سورة «الناس» كان نزولها بعد سورة «الفلق»، وتسمى سورة المعوذة الثانية، والسورتان معا تسميان بالمعوذتين، كما سبق أن أشرنا، وعدد آياتها ست آيات
فضل سورة الفلق.. " منزلتها ومقاصدها" سورة الكهف ( لها أهمية عظيمة فهي نور ما بين الجمعتين) فضائل سورة الناس:تستحبُّ قِراءَتُها في دُبُرِ كلِّ صَلاةٍ:
عن عُقْبةَ بنِ عامرٍ رضيَ الله عنه، قال: (أمَرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ أقرَأَ بالمُعوِّذاتِ في دُبُرِ كلِّ صَلاةٍ ).
ما أُنزِلَ مِثلُ المُعَوِّذاتِ في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الفُرقانِ:عن عُقْبةَ بنِ عامرٍ رضيَ الله عنه، قال: (... لَقِيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال لي: يا عُقْبةُ بنَ عامِرٍ، ألَا أُعَلِّمُك سوَرًا ما أُنزِلَتْ في التَّوراةِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُهُنَّ؟ لا يأتِيَنَّ عليك لَيلةٌ إلَّا قَرأْتَهُنَّ فيها: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. قال عُقْبةُ: فما أَتَتْ علَيَّ لَيلةٌ إلَّا قَرأْتُهُنَّ فيها، وحُقَّ لي ألَّا أَدَعَهُنَّ وقد أَمَرَني بهِنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم).
مَن قَرأَ المُعَوِّذاتِ حينَ يُمسِي وحينَ يُصبِحُ ثلاثًا تَكفِيه مِن كلِّ شَيءٍ:عن عبدِ الله بنِ خُبَيْبٍ رضيَ الله عنه، قال: (خرَجْنا في لَيلةٍ مَطِيرةٍ وظُلْمةٍ شديدةٍ نَطلُبُ رَسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يُصَلِّي لنا، فأدرَكْتُه فقال: قُلْ. فلمْ أَقُلْ شيئًا، ثمَّ قال: قُلْ. فلمْ أقُلْ شيئًا، ثمَّ قال: قُلْ. قلتُ: ما أقولُ؟ قال: قُلْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، والمُعَوِّذَتَينِ حينَ تُمْسي وحينَ تُصبِحُ ثلاثَ مرَّاتٍ تَكفيكَ مِن كلِّ شَيءٍ) ).
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا اشتَكَى رقَى نفْسَه بالمُعَوِّذاتِ:عن عائشةَ رضيَ الله عنها: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا اشْتَكى يَقرأُ على نفْسِه بالمُعَوِّذاتِ ويَنْفُثُ، فلمَّا اشْتَدَّ وَجَعُه كنتُ أقرَأُ عليه وأمْسَحُ بيَدِه؛ رجاءَ بَرَكَتِها ).
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَوِّذُ نفْسَه بالمُعَوِّذاتِ إذا أوَى إلى فِراشِه:عن عائشةَ رضيَ الله عنها: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا أوَى إلى فِراشِه كُلَّ لَيلةٍ جَمَع كَفَّيْه، ثُمَّ نَفَث فيهما فقَرَأ فيهما: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمسَحُ بهما ما اسْتَطاع مِن جَسَدِه، يَبْدَأُ بهما على رَأْسِه ووَجْهِه وما أقْبَلَ مِن جَسَدِه، يَفعَلُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ).
لم يُرَ مِثلُ آياتِ سورتَيِ الفَلَقِ والنَّاسِ فيما أُنزِل على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:عن عُقْبةَ بنِ عامرٍ رضيَ الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (ألم تَرَ آياتٍ أُنزِلتِ اللَّيلةَ لم يُرَ مِثلُهنَّ قَطُّ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ).
أُمِر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقراءتِها معَ سورةِ الفَلَقِ لَمَّا سُحِر:عن زَيدِ بنِ أرْقَمَ رضيَ الله عنه، قال: (سَحَرَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجُلٌ مِن اليَهودِ، فاشْتَكى، فأَتاهُ جِبريلُ -عليه السَّلامُ- بالمُعوِّذَتيْنِ، وقال: إنَّ رجُلًا مِن اليَهودِ سَحَرَك، والسِّحرُ في بِئرِ فُلانٍ، فأرسَلَ علِيًّا، فجاءَ به، فأمَرَه أنْ يَحُلَّ العُقَدَ، ويَقرَأَ آيةً، فجعَلَ يَقرأُ ويَحُلُّ حتَّى قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كأنَّما أُنشِطَ مِن عِقالٍ، فما ذكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لذلك اليَهوديِّ شيئًا ممَّا صنَعَ، ولا أراهُ في وَجْهِه).
فضل المعوذتين مجتمعتين:
لما نزلتا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنزلت عليّ آيات لم ير مثلهن قط".
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تر آيات أنزلت (عليّ) الليلة لم ير مثلهن قط (يعني) (المعوذتين ثم قرأهما) (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (إلى آخر السورة) و(أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (إلى آخر السورة) ".
تعوذ بهما في الريح والظلمة الشديدة، وهما من خير سورتين قرأ بهما الناس لم يقرأ بمثلهما، ولا سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما وليقرأهما المسلم كلما نام وقام.3- لما سُحر النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه بهما جبريل وأمره أن يحل العقد ويقرأ آية فجعل يقرأ ويحل حتى قام كأنما أنشط من عقال.
فضل المعوذتين مع سورة الإخلاص:سورة الناس.." فضلها وفضائلها وموضوعاتها ومنزلتها"من قرأهن مع الفاتحة بعد الجمعة سبعًا سبعًا في مجلسه حفظ إلى الجمعة الأخرى:
عن أسماء بنت أبي بكر قالت: من قرأ بعد الجمعة الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد سبعًا سبعًا (في مجلسه) حفظ إلى الجمعة الأخرى. قال وكيع: فجربناه فوجدناه كذلك.
أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقراءتها في دبر كل صلاة:عن عقبة بن عامر أنه قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة.
ما أنزل مثلهن لا في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان وعلى كل مسلم ألا تأتي عليه ليلة إلا قرأهن.عن عقبة بن عامر قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: يا عقبة بن عامر صل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك"، قال: ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: "يا عقبة بن عامر، املك لسانك وابك على خطيئتك وليسعك بيتك". قال: ثم لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: "يا عقبة بن عامر ألا أعلمك سُوَرًا ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهن؟ لا يأتين عليك ليلة إِلا قرأتهن فيها؛ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس". قال عقبة: فما أتت عليّ ليلة إلا قرأتهن فيها وحق لي أن لا أدعهن وقد أمرني بهنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
من قرأهن حين يمسي وحين يصبح ثلًاثا تكفيه من كل شيء ويستعاذ بهن في المطر والظلمة:عن عبد الله بن خبيب عن أبيه قال: خرجنا في ليلة مطيرة مظلمة شديدة نطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلى لنا فأدركته فقال: "قل"، فلم أقل شيئًا. ثم قال: "قل"، فلم أقل شيئًا، قال: "قل"، قلت: يا رسول الله! وما أقول؟ قال: "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي و(حين) تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء".
لدغت النبي - صلى الله عليه وسلم - عقرب فرقى نفسه بهن.عن محمد بن علي عن علي قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة يصلي فوضع يده على الأرض فلدغته عقرب فتناولها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنعله فقتلها فلما انصرف قال: "لعن الله العقرب لا تدع مصليًا ولا غيره أو نبيًا ولا غيره"، ثم دعا بملح وماء فجعله في إناء ثم جعل يصبه على إصبعه حيث لدغته ويمسحها [ويقرأ قل هو الله أحد] ويعوذها بالمعوذتين.
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرقي نفسه بهن قبل نومه ويرقي نفسه وأهله في المرض بهن.عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إذا أوى إلى فراشه) (كل ليلة جمع كفيه فقرأ) (قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس) (ثم نفث فيهما) (يقرأ المعوذات وينفث) (ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات) [و] إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات [و] (كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث) (ومسح عنه بيده) فلما مرض مرضه الذي مات فيه (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفث على نفسه) (فلما اشتد وجعه) جعلت أنفث عليه (بالمعوذات التي كان ينفث) وأمسحه بيد نفسه (وفي رواية: بيمينه) (رجاء بركتها)؛ لأنها كانت أعظم بركة من يدي [و] (كان يأمرني أن أفعل ذلك).
موضوعات سورة الناس:
الاستِعاذَةُ باللهِ رَبِّ النَّاسِ ومَلِكِهم وإلَهِهِم مِن شَرِّ الشَّيطانِ، والَّذي مِن صِفاتِه أنَّه وَسْواسٌ خَنَّاسٌ، يُوَسْوِسُ في صُدورِ النَّاسِ، وأنَّه قد يكونُ مِن الجِنِّ ويكونُ مِن الإنسِ.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سورة الناس الناس صلى الله علیه وسلم ى الله علیه وسل سورة الناس ولا فی الف رسول الله الله عنه ال ف ل ق بالم ع ه بالم
إقرأ أيضاً:
4 فئات لا يقبل منهم صيام يوم عاشوراء .. احذروا وسارعوا في التوبة الآن
ذنوب لا يغفرها صيام يوم عاشوراء ؟ ثبت أن صيام يوم عاشوراء له فضل كبير فهو يكفر السنة التي سبقته، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ»، وهناك ذنوب لا يغفرها صيام يوم عاشوراء، وعلى المسلم أن يبادر في التوبة في يوم عاشوراء هذا اليوم المبارك الذي نجى الله تعالى فيه سيدنا موسى -عليه السلام- من فرعون، وصامه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم وسلم- وأمر بصيام يوم عاشوراء.
فضل صيام عاشوراء ، عن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبَلة» رواه النَّسائي في السّنن الكبرى، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: «ما رأيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشّهر، يعني شهر رمضان» رواه البخاري، ومسلم، والنَّسائي، وأحمد.
وأمّا جزاء صيام يوم عاشوراء فإنّه تكفير لذنوب العام الماضي، وذلك لما جاء في صحيح مسلم: «أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفّر السّنة الماضية».
وذكر سيدنا النبي محمد صلي الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي رواه عن رب العزة: سمعت رسول الله، يقول سألت الملائكة جبريل: ما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟! فيقول: إن الله تعالى نظر إليهم وعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة.
الحديث القدسي الذي رواه سيدنا عبدالله بن عباس حدد أربعة أشخاص محرومون من قبول الصيام والمغفرة: حيث تساءل الصحابة من هؤلاء الأربعة؟ قال: مدمن خمر، وعاق لوالديه، وقاطع الرحم، ومشاحن، قيل: يا رسول الله ومن المشاحن؟ قال: هو المصارم، يعني الذي لا يكلم أخاه فوق ثلاثة أيام” وأن كان رسول الله قد حدد أربعة أشخاص يحرمون من قبول الصيام في رمضان إلا الفقهاء وأهل العلماء اجتهدوا في إضافة آخرين لقائمة هؤلاء المُحرومين ومنهم: المُشرك.
أفضل سورة تقرأ في يوم عاشوراء 2025 .. رددها حتى المغرب تفتح لك كنوز الدنيا والآخرة
دعاء يوم عاشوراء.. اللهم كما أنجيت موسى نجنا مما نخاف
دعاء يوم عاشوراء لتفريج الكروب .. ردده الآن وعند الإفطار
حكم من أكل أو شرب ناسيًا في صيام يوم عاشوراء.. الموقف الشرعي
دعاء يوم عاشوراء مجرب ومستجاب.. ردده أثناء الصيام
هل التردد في إكمال صيام عاشوراء يبطله أم يقلل الثواب؟ ..الإفتاء تجيب
دعاء يوم عاشوراء للهداية والفرج .. اغتنمه وردده الآن
هل صيام يوم عاشوراء يكفر الذنوب الكبائر ؟
قال النّووي: «يكفّر كلّ الذّنوب الصّغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر»، ثمّ قال: «صوم يوم عرفة كفارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.. كلّ واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفّره، وإن لم يصادف صغيرةً ولا كبيرةً كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات، وإن صادف كبيرةً أو كبائر، ولم يصادف صغائر، رجونا أن تخفّف من الكبائر» (من كتاب المجموع).
ذنوب لا يغفرها الله في يوم عاشوراءالذنوب التي لا يغفرها الله ثلاثة، لأن بعضها متعلق بحقوق العباد، أولًا: الشرك: قال سبحانه وتعالى: «إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء» (سورة النساء:48)، وقال سبحانه وتعالى: «إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ» (سورة المائدة:72)، وقال صلّى الله عليه وسلّم: «من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنّة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النّار»، رواه مسلم في الإيمان، وقال القرطبي رحمه الله: «إنّ من مات على الشّرك لا يدخل الجنّة، ولا يناله من الله رحمة، ويخلد في النّار أبد الآباد، من غير انقطاع عذاب، ولا تصرم آماد»، وقد نقل كلّ من ابن حزم، والقرطبي، والنّووي الإجماع على أنّ المشرك يخلد في النّار.
ثانيًا: حقوق النّاس ومظالمهم: فقد روى البخاري في الرقاق،عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ».
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وحقّ غير الله يحتاج إلى إيصالها لمستحقها، وإلا لم يحصل الخلاص من ضرر ذلك الذّنب، لكن من لم يقدر على الإيصال بعد بذله الوسع في ذلك فعفو الله مأمول، فإنّه يضمن التبعات، ويبدّل السّيئات حسنات».
ثالثًا القتل: وذلك لأنّ القتل حقّ يتعلق به ثلاثة حقوق، وهي: حقّ الله سبحانه وتعالى، وحقّ الولي والوارث، وحقّ المقتول، فأمّا حقّ الله سبحانه وتعالى يزول بالتوبة، وأمّا الوارث فإنّه مخيّر بين ثلاثة أشياء: إمّا القصاص، وإمّا العفو إلى غير عوض، وإمّا العفو إلى مال، وبالتالي يبقى حقّ المقتول، فعن جندب رضي الله عنه قال: حدّثني فلان أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة، فيقول: سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: قتلته على ملك فلان، قال جندب: فاتَّقِها »، رواه النسائي في تحريم الدم، قال ابن القيم رحمه الله: « فالصّواب والله أعلم أن يقال: إذا تاب القاتل من حقّ الله، وسلم نفسه طوعًا إلى الوارث، ليستوفي منه حقّ موروثه: سقط عنه الحقّان، وبقي حقّ الموروث لا يضيّعه الله. ويجعل من تمام مغفرته للقاتل: تعويض المقتول، لأنّ مصيبته لم تنجبر بقتل قاتله، والتّوبة النّصوح تهدم ما قبلها، فيعوض هذا عن مظلمته، ولا يعاقب هذا لكمال توبته».
فضل يوم عاشوراءصيام يوم عاشوراء هو اليومُ الذي أنجى اللهُ تعالى فيه موسى وقومَه، وأغرقَ فرعونَ وقومَه؛ فصامه موسى شُكرًا، ثم صامه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: «قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فوجد اليهودَ يصومون يومَ عاشوراءَ، فسُئِلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليومُ الذي أظهر اللهُ فيه موسى وبني إسرائيلَ على فِرعونَ؛ فنحن نصومُه تعظيمًا له، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «نحن أَولى بموسى منكم، فأمَرَ بصيامِه»، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «فصامه موسى شُكرًا، فنحن نصومُه…»، وللنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في صيامِ عاشوراءَ أربعُ حالاتٍ:
الحالةُ الأولى:
أنَّه كان يصومُه بمكَّةَ، ولا يأمُرُ النَّاسَ بالصَّومِ؛ ففي الصَّحيحينِ عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: «كانت عاشوراءُ يومًا تصومُه قُرَيشٌ في الجاهليةِ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُه، فلمَّا قَدِمَ المدينةَ صامه وأمر الناسَ بصيامِه، فلمَّا نزلت فريضةُ شهرِ رمضانَ كان رمضانُ هو الذي يصومُه، فترك صومَ عاشوراءَ، فمن شاء صامه، ومن شاء أفطر». وفي روايةٍ للبخاريِّ: وقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «من شاء فليصُمْ، ومن شاء أفطر».
الحالةُ الثَّانيةُ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا قَدِمَ المدينةَ ورأى صيامَ أهلِ الكتابِ له وتعظيمَهم له -وكان يحبُّ موافقتَه فيما لم يُؤمَرْ به- صامه وأمر الناسَ بصيامِه، وأكَّد الأمرَ بصيامِه، وحثَّ النَّاسَ عليه حتى كانوا يُصَوِّمونه أطفالَهم.
الحالةُ الثَّالثةُ:
أنَّه لَمَّا فُرِض صيامُ شهر رمضانَ، ترك النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمْرَ أصحابِه بصيام يومِ عاشوراءَ؛ لِما رواه مسلمٌ في صحيحِه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إنَّ عاشوراءَ يومٌ من أيَّامِ اللهِ، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه». وفي روايةٍ لمسلمٍ أيضًا: «فمن أحَبَّ منكم أن يصومَه فلْيَصُمْه، ومن كَرِه فلْيَدَعْه».
الحالةُ الرَّابِعةُ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَزَم في آخِرِ عُمُرِه على ألَّا يصومَه مُنفَرِدًا، بل يضمُّ إليه يوم -التاسع-؛ مخالفةً لأهلِ الكتابِ في صيامِه؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّه قال: حين صام رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عاشوراءَ، وأمر بصيامِه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّه يومٌ تُعَظِّمُه اليهودُ والنَّصارى! فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «فإذا كان العامُ المُقبِلُ إن شاء الله صُمْنا التاسِعَ»، قال: فلم يأتِ العامُ المقبِلُ حتى توفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
فضل صيام عاشوراءأمَّا فضلُ صيامِ يومِ عاشوراءَ، فقد دَلَّ عليه حديثُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الذي رواه أبو قتادةَ رَضِيَ اللهُ عنه، وقال فيه: سُئِلَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صومِ يوم عاشوراءَ؟ فقال: «أحتَسِبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنةَ التي قَبْلَه»، ولو صام المسلِمُ اليومَ العاشِرَ لحصل على هذا الأجرِ العظيمِ، حتى لو كان مُفرِدًا له، من غيرِ كراهةٍ، خلافًا لما يراه بعضُ أهلِ العِلمِ، ولو ضَمَّ إليه اليومَ التاسعَ لكان أعظمَ في الأجرِ؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «لَئِنْ بَقِيتُ أو لئِنْ عِشْتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسِعَ».
وأمَّا الأحاديثُ التي وردت وفيها صيامُ يومٍ قَبْلَه وبَعْدَه، أو صيامُ يومٍ قَبْلَه أو بَعْدَه؛ فلم يَصِحَّ رَفْعُها للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والعباداتُ -كما هو معلومٌ- توقيفيَّةٌ، لا يجوزُ فِعْلُها إلَّا بدليلٍ، وقد يُستأنَسُ بما ورد في ذلك؛ فقد صَحَّ بعضُ هذه الآثارِ موقوفًا على ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللهُ عنه؛ ولهذا لا يُثَرَّبُ على من صام عاشوراءَ ويومًا قبله ويومًا بعده، أو اكتفى بصيامِه وصام يومًا بعده فقط.
أذكار الصباح.. حصن نفسك وارفع درجاتك يوم عاشوراء
دعاء يوم عاشوراء مفاتيح الجنان .. ردده يغير حالك للأفضل
دعاء واحد يجبر بخاطرك يوم عاشوراء.. ردده بيقين
دعاء يوم عاشوراء لقضاء الحاجة.. ردده قبل الإفطار بدقائق
فضل التوبة في يوم عاشوراء 2025 .. و10 كلمات تجعلك مقبولا فيه
علي جمعة: من لم يستطع صوم عاشوراء فعليه بـ 5 عبادات
ما حكم صيام عاشوراء وفضله وهل يجوز صيام عاشوراء منفردا؟
يستحب صيام يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر المحرم، حيث نجى الله تعالى في يوم عاشوراء سيدنا موسى عليه السلام، من فرعون، ويتساءل الكثيرون عن فضل صيام يوم عاشوراء ، وورد حديث نبوي يؤكد أن صيام عاشوراء يكفر ذنوب السنة الماضية، ويحل علينا يوم عاشوراء الاثنين المقبل 8 أغسطس.
فضل صيام عاشوراء ، عن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبَلة» رواه النَّسائي في السّنن الكبرى، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: «ما رأيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشّهر، يعني شهر رمضان» رواه البخاري، ومسلم، والنَّسائي، وأحمد.
صيام يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم على الصّحيح، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور العلماء، وهو ليس اليوم التّاسع كما يقول البعض منهم، وذلك أنّ كلمة عاشوراء جاءت بمعنى اليوم العاشر، وهذا هو مقتضى الاشتقاق والتّسمية، وأنَّ اليوم التاسع يسمى تاسوعاء.
وأمّا جزاء صيام يوم عاشوراء فإنّه تكفير لذنوب العام الماضي، وذلك لما جاء في صحيح مسلم: «أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفّر السّنة الماضية».
أحاديث عن عاشوراء وردت الكثير من الأحاديث والأقوال التي تذكر فضل صيام يوم عاشوراء، وهي على النّحو الآتي:
عن عبد الله بن أبي يزيد، أنّه سمع ابنَ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وسُئل عن صيامِ يومِ عاشوراءَ، فقال: «ما علمتُ أنَّ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - صام يومًا، يطلُبُ فضلُه على الأيّامِ، إلا هذا اليومَ. ولا شهرًا إلا هذا الشهرَ، يعني رمضانَ» رواه مسلم، وفي لفظ: «ما رأيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء..» أخرجه البخاري، ومسلم، والنّسائي، وأحمد.
عن أبي قتادة رضي الله عنه، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السّنة التي قبله» أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وأحمد، والبيهقي .
قال النّووي: «يكفّر كلّ الذّنوب الصّغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر»، ثمّ قال: «صوم يوم عرفة كفارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.. كلّ واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفّره، وإن لم يصادف صغيرةً ولا كبيرةً كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات، وإن صادف كبيرةً أو كبائر، ولم يصادف صغائر، رجونا أن تخفّف من الكبائر» من كتاب المجموع.
صيام يوم عاشوراء هو اليومُ الذي أنجى اللهُ تعالى فيه موسى وقومَه، وأغرقَ فرعونَ وقومَه؛ فصامه موسى شُكرًا، ثم صامه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: «قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فوجد اليهودَ يصومون يومَ عاشوراءَ، فسُئِلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليومُ الذي أظهر اللهُ فيه موسى وبني إسرائيلَ على فِرعونَ؛ فنحن نصومُه تعظيمًا له، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «نحن أَولى بموسى منكم، فأمَرَ بصيامِه»، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «فصامه موسى شُكرًا، فنحن نصومُه…»، وللنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في صيامِ عاشوراءَ أربعُ حالاتٍ:
الحالةُ الأولى:
أنَّه كان يصومُه بمكَّةَ، ولا يأمُرُ النَّاسَ بالصَّومِ؛ ففي الصَّحيحينِ عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: «كانت عاشوراءُ يومًا تصومُه قُرَيشٌ في الجاهليةِ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُه، فلمَّا قَدِمَ المدينةَ صامه وأمر الناسَ بصيامِه، فلمَّا نزلت فريضةُ شهرِ رمضانَ كان رمضانُ هو الذي يصومُه، فترك صومَ عاشوراءَ، فمن شاء صامه، ومن شاء أفطر». وفي روايةٍ للبخاريِّ: وقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «من شاء فليصُمْ، ومن شاء أفطر».
الحالةُ الثَّانيةُ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا قَدِمَ المدينةَ ورأى صيامَ أهلِ الكتابِ له وتعظيمَهم له -وكان يحبُّ موافقتَه فيما لم يُؤمَرْ به- صامه وأمر الناسَ بصيامِه، وأكَّد الأمرَ بصيامِه، وحثَّ النَّاسَ عليه حتى كانوا يُصَوِّمونه أطفالَهم.
الحالةُ الثَّالثةُ:
أنَّه لَمَّا فُرِض صيامُ شهر رمضانَ، ترك النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمْرَ أصحابِه بصيام يومِ عاشوراءَ؛ لِما رواه مسلمٌ في صحيحِه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إنَّ عاشوراءَ يومٌ من أيَّامِ اللهِ، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه». وفي روايةٍ لمسلمٍ أيضًا: «فمن أحَبَّ منكم أن يصومَه فلْيَصُمْه، ومن كَرِه فلْيَدَعْه».
الحالةُ الرَّابِعةُ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَزَم في آخِرِ عُمُرِه على ألَّا يصومَه مُنفَرِدًا، بل يضمُّ إليه يوم -التاسع-؛ مخالفةً لأهلِ الكتابِ في صيامِه؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّه قال: حين صام رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عاشوراءَ، وأمر بصيامِه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّه يومٌ تُعَظِّمُه اليهودُ والنَّصارى! فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «فإذا كان العامُ المُقبِلُ إن شاء الله صُمْنا التاسِعَ»، قال: فلم يأتِ العامُ المقبِلُ حتى توفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
أمَّا فضلُ صيامِ يومِ عاشوراءَ، فقد دَلَّ عليه حديثُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الذي رواه أبو قتادةَ رَضِيَ اللهُ عنه، وقال فيه: سُئِلَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صومِ يوم عاشوراءَ؟ فقال: «أحتَسِبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنةَ التي قَبْلَه»، ولو صام المسلِمُ اليومَ العاشِرَ لحصل على هذا الأجرِ العظيمِ، حتى لو كان مُفرِدًا له، من غيرِ كراهةٍ، خلافًا لما يراه بعضُ أهلِ العِلمِ، ولو ضَمَّ إليه اليومَ التاسعَ لكان أعظمَ في الأجرِ؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «لَئِنْ بَقِيتُ أو لئِنْ عِشْتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسِعَ».
وأمَّا الأحاديثُ التي وردت وفيها صيامُ يومٍ قَبْلَه وبَعْدَه، أو صيامُ يومٍ قَبْلَه أو بَعْدَه؛ فلم يَصِحَّ رَفْعُها للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والعباداتُ -كما هو معلومٌ- توقيفيَّةٌ، لا يجوزُ فِعْلُها إلَّا بدليلٍ، وقد يُستأنَسُ بما ورد في ذلك؛ فقد صَحَّ بعضُ هذه الآثارِ موقوفًا على ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللهُ عنه؛ ولهذا لا يُثَرَّبُ على من صام عاشوراءَ ويومًا قبله ويومًا بعده، أو اكتفى بصيامِه وصام يومًا بعده فقط.