شكل مؤتمر الأطراف "كوب 28" منصة عالمية استعرضت دولة الإمارات العربية المتحدة من خلالها أحدث مبادراتها التي تصب في خدمة القطاع التعليمي بصفة عامة (المدارس و الجامعات) وإدماج الاستدامة ضمن نظمه، وحرصها على العمل مع شركائها حول العالم لتحقيق هذا الهدف، انطلاقاً من إدراكها أن مواجهة التحديات المناخية تتطلب عملاً مشتركاً على الصعيد الدولي، مؤكدة أن التعليم يشكل حجر الزاوية في بناء وتعزيز القدرات من أجل التغلب على التحديات المناخية والبيئية ورفع مستوى الوعي حول هذه القضايا.

وأطلقت الدولة خلال المؤتمر، مركز التعليم الأخضر "إرث من ارض زايد" الذي يعتمد على نموذج "المواءمة والتطبيق" لتمكين دول العالم من الاستفادة من النموذج الإماراتي في تطوير قدرات المعلمين والتربويين، حيث استقطب المركز مجموعة واسعة من الشركاء من 38 دولة حول العالم، ليوفر منصة عالمية تجمع القادة والخبراء والمتخصصين، وتلقى دعم 99 منظمة غير حكومية و36 جهة محلية من المؤمنين بأهمية دعم التعليم المناخي.

وأكدت الإمارات أن خارطة طريق شراكة التعليم الأخضر، التي أطلقتها بالتعاون مع منظمتي اليونسكو واليونسف، تركز على تسريع الجهود لتبني ممارسات الاستدامة في المنظومة التعليمية، من خلال أربعة محاور رئيسية هي المناهج الخضراء، والمدارس الخضراء، والمجتمعات الخضراء، وبناء القدرات الخضراء.

وفي هذا الإطار، نجحت وزارة التربية والتعليم في تحقيق إنجازات نوعية ضمن هذه المحاور بما في ذلك تطوير مواد تعليمية ومناهج مراعية للبيئة، وتدريب وتأهيل المعلمين والكوادر التربوية، ودعم المدارس لتكون صديقة للبيئة ولتشكل نواة لبناء مجتمعات خضراء مستدامة، كما أطلقت إطار عمل عالمي جديد لبناء قدرات المعلمين ودعم التعليم المناخي يستهدف تأهيل مليون معلم مناخياً بحلول 2025.

وتم ضمن الدورة الثالثة لبرنامج الابتكار للجامعات التي عقدت خلال فعاليات "كوب 28"، اختيار 17 فكرة مبتكرة تخدم العمل المناخي قدمها طلاب من جامعات دولة الإمارات، تنوعت لتضم مشروعًا لتتبع السلاحف يستخدم الطائرات من دون طيار، والذكاء الاصطناعي، ومفاهيم جديدة لتحلية المياه، وخطة لإنتاج الخرسانة المستدامة من المعادن المستخلصة من المياه المالحة.

وعقدت جامعة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، ندوة علمية متخصصة حول "تأثير تغير المناخ على المناطق الساحلية والبيئات البحرية الضحلة في الإمارات وعُمان"، وذلك ضمن خارطة طريق الجامعة نحو مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "COP28" وما بعده.

كما شهد المؤتمر العالمي إطلاق "جائزة خليفة" كتاب "البصمة الكربونية لنخيل التمر" لأول مرة في الإمارات والمنطقة العربية، وهي دراسة علمية لقياس البصمة الكربونية لشجرة نخيل التمر، كما وقعت هيئة البيئة في أبوظبي خطاب تعاون مع مؤسسة التعليم البيئي وهي منظمة غير حكومية وغير ربحية تعمل على تعزيز التنمية المستدامة من خلال التثقيف والتعليم البيئي، لتعزيز الجهود التي تبذلها الهيئة لتنفيذ برامجها الرائدة في مجال التعليم البيئي والتي تشمل مبادرة المدارس المستدامة، ومبادرة الجامعات المستدامة، ودعم تنقيذ برنامج "مراسلون شباب من أجل البيئة" التابع لمؤسسة التعليم البيئي.

وأطلقت جامعة السوربون أبوظبي، معهد المحيطات في إطار التزامها بالإسهام في تطوير أبحاث المحيطات في الإمارات وتقديم مناهج مستجيبة ومبتكرة لهذا المجال الأساسي من البحث، باستخدام البحوث التقليدية والمراصد المعززة.

وسيكون معهد الجامعة للمحيطات المختص في مجال بحوث علوم المحيطات، معهدًا بحثيًا متعدد التخصصات يجمع خبراء علميين من مجالات متميزة مثل علوم المحيطات وعلوم البيئة وعلم الإنسان والاقتصاد وعلم الآثار والعلوم الاجتماعية إلى جانب أصحاب العلاقة في القطاعين العام والخاص وصانعي القرار والمجتمع المدني.

كما نظمت جامعة السوربون أبوظبي، برنامج الشباب لمحاكاة مؤتمر الأطراف الذي عقد في مركز التعليم الأخضر "إرث من أرض زايد"، وتم الإعلان عن الوثيقة المشتركة بعنوان "دعوة للعمل من جامعة السوربون أبوظبي إلى أجيال المستقبل" والتي تم إعدادها بشأن تغير المناخ بالتعاون مع منظمة "YOUNGO" وجامعة باريس سيتي "فرنسا"، وجامعة سيارا الفيدرالية "البرازيل".

ومن أهم الأحداث التي شهدها مؤتمر "كوب 28"، عقد قمة "ريوايرد" لترسيخ دور التعليم في طليعة العمل المناخي؛ للتأثير على مليارات الأطفال والشباب حول العالم، والتي جمعت ما يزيد عن 1000 مشارك ومشاركة و260 متحدثاً من 209 مؤسسة تمثل 76 دولة لتوحيد أصواتهم من أجل ترسيخ تحويل التعليم في صميم العمل المناخي.

(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 التعلیم البیئی

إقرأ أيضاً:

السيسي خلال تخرج أئمة الأوقاف: لا تأثير للكلام دون عمل.. والموعظة وحدها لا تكفي لمواجهة التحديات

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أن الكلام لا يصنع التأثير ما لم يصاحبه عمل حقيقي على الأرض، مشددًا على أهمية أن يكون الداعية قدوة عملية في المجتمع، وليس مجرد ناقل للكلام والخطب.

وجاءت تصريحات الرئيس خلال كلمته في حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لأئمة وزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية، حيث شدد على ضرورة أن تتحول الموعظة الدينية إلى سلوك واقعي ملموس ينعكس على حياة الناس وسلوكياتهم اليومية.

عاجل - السيسي يشيد بالإمام السيوطي نموذجًا يُحتذى به ويؤكد: الإخلاص والعلم يصنعان الخلود عاجل - الرئيس السيسي يشارك في حفل تخرج أئمة الأوقاف ويؤكد أهمية إعداد الإنسان المسؤول المتوازن

وقال الرئيس السيسي:
"والواحد وهو صغير وقبل مني كانوا بيسمعوا في المنابر كتير، لكن يا ترى التأثير دا بيمتد قد إيه؟"، مشيرًا إلى أن الرسائل الدينية لن تحقق النتائج المرجوة ما لم تدعم بسلوكيات عملية تنسجم مع ما يُقال على المنابر.

الموعظة وحدها لا تكفي.. والذاكرة الجماعية لم تعد كما كانت

وأضاف السيد الرئيس في حديثه:
"ما لم يكن هناك عمل يرافق الكلام اللي بيتقال، أنا بقول لكم إن احنا هيبقى تأثيرنا مش كافي"، موضحًا أن الخطبة مهما بلغت من التأثير، فإن مفعولها محدود في الزمان ما لم تُترجم إلى سلوك فعلي.

وتابع الرئيس:
"الموعظة هتنتهي بفترة الخطبة مهما كان تأثيرها، ساعة ساعتين تلاتة، وذاكرتنا مش زي حافظة القدماء، كانوا بيحفظوا ألف بيت شعر، اللي بيسمعوه يوعوه كويس، مش كلنا كده دلوقتي"، في إشارة إلى اختلاف قدرات التلقي والاستيعاب بين الأجيال، وضرورة تطوير آليات إيصال الرسالة الدينية بما يتناسب مع العقلية المعاصرة.

السيسي: علينا تقديم خطاب ديني موضوعي ورحيم يواجه الإلحاد والتطرف

وتناول الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته قضية الإلحاد والتطرف الفكري، مؤكدًا أن مواجهة هذه الظواهر لا تتم بالشعارات أو التكرار، بل تحتاج إلى خطاب عقلاني وموضوعي يضع حلولًا منطقية وقيمًا إنسانية تتماشى مع تعاليم الدين.

وقال سيادته:
"هل إحنا يطلق علينا الأمة الصادقة الآمنة؟ يقولك ازاي بتقولوا انتو أفضل وأحسن ناس، احنا مش كده، إن مكنتش تقدروا تحطوا إجابات رقيقة ورحيمة وموضوعية في تناولكم أي مسألة من المسائل، صدقوني، الإلحاد، معندكش عصاية سحرية".

وشدد الرئيس على أن الاعتدال في الفكر والسلوك لا يُفرض، بل يُبنى بتراكمات من الوعي والمعرفة، قائلًا:
"بتقول الإفراط والتفريط والتطرف والاعتدال، ممعكش عصاية سحرية تخليك معتدل".

دعوة للعلماء والدعاة لتجديد أدواتهم الفكرية والدعوية

وفي ختام كلمته، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة إلى الأئمة والدعاة تحثهم على مراجعة وسائلهم وأدواتهم في الدعوة، مشددًا على أن المرحلة الراهنة تتطلب تطويرًا حقيقيًا للخطاب الديني، يتماشى مع التحديات الفكرية والمجتمعية المعاصرة، ويسهم في بناء إنسان مسؤول، متوازن، ومؤمن برسالته وقيم دينه.

مقالات مشابهة

  • إطلاق مبادرات رائدة لتطوير التعليم المناخي
  • «الدراجات الخضراء».. خطوة نحو الاستدامة البيئية
  • لمواجهة التحديات الراهنة.. طلب مناقشة بشأن بناء سياسة زراعية إنتاجية
  • وزير التعليم يُشيد بانضباط المنظومة التعليمية خلال جولته بمدارس الشرقية
  • "التعليم": الأمن السيبراني خط الدفاع الأول لحماية منظومتنا التعليمية
  • السيسي خلال تخرج أئمة الأوقاف: لا تأثير للكلام دون عمل.. والموعظة وحدها لا تكفي لمواجهة التحديات
  • جبران: متغيرات سوق العمل تتطلب أعلى درجات التنسيق والتفاهم لمواجهة كافة التحديات
  • نزار بركة: المغرب ينهج سياسة استباقية لضمان الأمن المائي ومواجهة التحديات المناخية
  • وكيل وزارة التعليم بأسيوط يتفقد مدارس إدارة القوصية التعليمية
  • وزير التعليم العالي يثمن دور جامعة ابن سينا في استمرار العملية التعليمية