أكدت الأمين العام للتظلمات غادة حميد حبيب، تميز مملكة البحرين في مجال حقوق الإنسان من خلال العديد من الإنجازات التي تجسدت على أرض الواقع إيمانا راسخا منها بصون حقوق الإنسان وتعزيز الثقافة الإنسانية من خلال ما انتهجته المملكة من سن القوانين والمواثيق والانضمام للاتفاقيات التي تعزز هذه الثقافة، ولفتت إلى انخفاض معدلات الشكاوى الواردة في هذا المجال الأمر الذي يؤكد نجاح عمل المؤسسات الحقوقية في مهامها.

جاء ذلك خلال ندوة (تعزيز احترام حقوق الإنسان.. الواجبات والتحديات) التي أقيمت أمس الإثنين احتفاء بذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يوافق العاشر من ديسمبر من كل عام، والذي يصادف هذا العام الذكرى الـ75 على صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي نص على مجموعة من الحقوق العالمية غير القابلة للتجزئة وغير القابلة للتصرف، وتعترف بالمساواة في الكرامة وبقيمة كل إنسان. وتحدث في الندوة المهندس علي أحمد الدرازي رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ومحمد خالد بوهزاع القائم بأعمال المحامي العام رئيس وحدة التحقيق الخاصة، وأدارتها الأمين العام للتظلمات، وحضرها نخبة متميزة من المشاركين والحاضرين. وقالت حبيب إن الندوة تزخر بالعديد من المشاركات القيمة منها ما يلقي الضوء على أهم المنجزات الحقوقية في مملكة البحرين، والدور المهم الذي تؤديه المؤسسات الوطنية في هذا المجال، فهي ندوة ثرية على صعيد المعلومات النظرية المطروحة من جهة وعلى صعيد البحث عن آليات جديدة لتطبيق ما يطرح وجعله واقعا عمليا في نطاق عمل وتخصص الحضور من النخبة الواعية التي تدرك أهمية حقوق الإنسان ووسائل الالتزام بها قانونيا وثقافيا وسلوكيا. وفي تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين «بنا»، أشارت غادة حبيب إلى انخفاض عدد الشكاوى التي ترد الأمانة بعد 10 سنوات على بدء العمل في الأمانة يقابله ارتفاع في عدد طلبات المساعدة التي يلجأ إليها المواطنون والمقيمون، وهذا أمر يدل على الثقة بعمل الأمانة، والرضا على التحسين والتطوير الذي تم في وزارة الداخلية الذي انعكس على جودة أداء عملهم. وأضافت أن الهدف من هذه الندوة إيجاد طرح مختلف يفتح آفاق التطوير لمؤسسات الدولة التي تمثل آليات الانتصاف الوطني، لافتة إلى حرص الأمانة العامة للتظلمات على التطوير ومواكبة تطلعات المرحلة الجديدة مع التوجه لتحقيق الإضافة النوعية في العمل، فهذه الندوة بحثت آليات التطوير والإضافة والبناء والتعلم من التحديات لمزيد من الإنجازات القادمة. وقالت غادة حبيب إن مبدأ الشفافية يعتبر أحد المبادئ الأساسية التي تبنتها الأمانة العامة للتظلمات في عملها، فهي تقوم بمشاركة الجمهور بنتائج التحقيقات التي تباشرها وتقوم بها من إعداد الشكاوى وطلبات المساعدة ومن ثم توضيح ما انتهت إليه بالتعاون مع الجهات الأخرى. من جانبه قال المهندس علي أحمد الدرازي رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان خلال الندوة إن ثمة تحديات تواجه العمل في هذا المجال الحقوقي الهام تتمثل بوجود تحديات إقليمية ومحلية وعالمية، وأضاف أن لكل دولة خصوصيتها، ويجب قياس مستوى العمل بمقاييس محلية وفق طبيعة المنطقة. وأوضح أن من بين التحديات ما يتعلق بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، لبناء الثقة والمعرفة العلمية في هذا المجال، مبينا أن هناك خطأ في فهم مبادئ باريس وبين مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأكد على ضرورة التواصل بين مؤسسات الدولة التي كفلت لها الاستقلالية التامة، فهذه المؤسسات تقدم تقاريرها إلى رأس الدولة وليس إلى الوزارات، ويكون أعضاؤها من غير العاملين في الحكومة. وأضاف الدرازي أن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان أنشأت عام 2009 بأمر ملكي، وفي 2014 أصدر قانون خاص وتم تعديله في 2016، وبمراحل التطور كانت مملكة البحرين نجحت في تحويل التحديات إلى إنجازات وأوجدت آليات وطنية للدفاع عن حقوق الإنسان. من جانبه قال محمد خالد بوهزاع القائم بأعمال المحامي العام رئيس وحدة التحقيق الخاصة إن وحدة التحقيق الخاصة تعتبر من التخصصات الدقيقة للغاية، التي تتطلب جهدا ودقة في التعامل مع القضايا الواردة لها، وكان أكبر تحد أمامها هو تحديدها لآليات التعامل بين الجهات المختلفة، وكسب ثقة الناس فيها. وأشار بوهزاع إلى انخفاض معدلات الشكاوى المقدمة بنسبة 70%، وهو ما يؤكد جدية وحزم وحياد واستقلالية الوحدة، التي يحرص الكادر المتخصص فيها على فحص الادعاءات المقدمة والتأكد من صحتها، فهذا الانخفاض يدل على وجود أحكام وجزاءات رادعة في القضايا المتعلقة بإساءة المعاملة والجرائم، وعلى وجود شفافية عالية في عمل الوحدة. وشدد بوهزاع على حرص أعضاء الأمن العام على رفع أدائهم وخبراتهم لمواجهة هذه الجرائم، مؤكدا أهمية الاستمرار في التطوير والتدريب، وقال إن أكبر التحديات اليوم هو تحديد الضرر النفسي وحجمه وتوصيفه في القانون، لذا كان الهدف دائما هو الالتزام بما نصت عليه المواثيق الدولية والأنظمة والقوانين، ومواصلة النهج، والعمل والتثقيف. وردا على مجموعة من الأسئلة أكد المنتدون ريادة المجال على مستوى المنطقة، وأهمية الاستمرار في التثقيف والتعاون مع المنظمات المختلفة، ومنع الخلط في فهم مبادئ باريس في 1993 ونص الإعلان العالمي لحقوق الانسان، وتوضيح مجالات استخدام السلطة والقوة حسب الظرف الموجود. وقالوا إن مجال حقوق الإنسان مجال واسع، يلامس جميع مفاصل الحياة من صحة وتعليم وعيش وسكن وعمل وتوافر فرص بدء المشاريع الخاصة وغيرها، وهي مجالات واسعة للغاية. وأضافوا أن التوسع في الاختصاصات أمر مطلوب لاسيما وأن العمل في مجال جرائم التعذيب وإساءة المعاملة والاعتداء على الحرية تحتاج لأنظمة رادعة دائما، مؤكدين أهمية التعاون الدولي مع المنظمات الحقوقية، وقالوا إن جميع التقارير المحلية هي تقارير معلنة ويمكن الاطلاع عليها، وهناك تقارير سنوية وفصلية وجميعها موجودة ومسجلة ومتوافرة وهذا مصدر قوة وشفافية تتميز بها مملكة البحرين عن باقي الدول.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا مملکة البحرین فی هذا المجال حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

مركز العراق لحقوق الإنسان يستنكر اعتقال معلمين وقيادات نقابية دون تهم واضحة

بغداد اليوم -  بغداد
أعرب مركز العراق لحقوق الإنسان، اليوم الأحد (6 نيسان 2025)، عن استنكاره لما وصفها بـ"الاعتقالات العشوائية" و"الدعاوى الكيدية" التي طالت عددًا من المعلمين، ولا سيما بعض القيادات النقابية المشاركة في الحراك الاحتجاجي الحالي، دون توجيه تهم قانونية واضحة، وبأساليب اعتبرها "تمس كرامة المعلم وتشوّه صورته في المجتمع".

وقال المركز في بيان تلقته "بغداد اليوم", إن "عمليات الاعتقال التي تمت بحق المعلمين، خاصة أولئك الذين يمثلون صوتًا نقابيًا مطلبيًا، تُعد انتهاكًا لحقوق الإنسان، وتتنافى مع مبادئ الدستور العراقي، لا سيما المادة (38) التي تكفل حرية التعبير والتظاهر السلمي".

وأشار البيان إلى أن "الحقوقي علي عبد علي المياحي، أحد أعضاء المركز وممثلي التربويين في بغداد، صدرت بحقه مذكرة اعتقال، إلى جانب التربوي مالك هادي"، مشددًا على أن "هذه الإجراءات تُسهم في ترهيب شريحة المعلمين، خاصة مع التقارير التي تفيد بأن جهات أمنية قامت بزيارة بعض المدارس وأماكن العمل بأساليب ترهيبية مسيئة لصورة المعلم".

وحذر المركز من أن هذه الممارسات قد تنعكس سلبًا على انطلاقة الفصل الدراسي الحالي، لما تسببه من أثر نفسي ومعنوي بالغ على المعلمين.

وطالب مركز العراق لحقوق الإنسان كلًا من رئيس مجلس الوزراء، ولجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، ولجنة التربية، ووزير التربية، باتخاذ موقف "أخلاقي ووطني"، ووقف جميع أشكال الملاحقة القانونية والتضييق على المعلمين، والاستماع لمطالبهم المشروعة والعمل على تلبيتها.

الإضراب التربوي يتصاعد وسط حملة تضييق على المحتجين

تأتي هذه التطورات في ظل بدء إضراب واسع للكوادر التربوية في عموم المحافظات، احتجاجًا على تأخر صرف المخصصات وعدم تنفيذ الوعود المتعلقة بتحسين الأوضاع الوظيفية. ورغم أن الإضراب اتسم بالسلمية والتنظيم النقابي، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تحركات أمنية لافتة تجاه عدد من الشخصيات التربوية والناشطين في صفوف المعلمين.

ويخشى مراقبون من أن تتحول هذه التحركات إلى سياسة ممنهجة لتكميم الأصوات، وخلق أجواء من الترهيب داخل البيئة التعليمية، ما قد يؤدي إلى تراجع الثقة بين المؤسسات الرسمية وشريحة المعلمين.

وتتزامن هذه الأجواء مع تصاعد الأصوات المطالبة بإصلاح شامل في بنية القطاع التربوي، يتجاوز مجرد صرف الرواتب والمخصصات، نحو إعادة النظر في العلاقة بين الدولة والكوادر التعليمية، بوصفها عماد النهوض المجتمعي لا مجرد أدوات إدارية.

مقالات مشابهة

  • غداً.. حلقة نقاشية للقومي لحقوق الإنسان والبرلمانيين حول النهج الحقوقي بالتشريعات الوطنية
  • الأعرجي: استهداف غزة من قبل إسرئيل خرقا لحقوق الإنسان
  • مركز العراق لحقوق الإنسان: الانتهاكات مستمرة في السجون
  • نيابة أمن الدولة المصرية تجدد حبس طفل وسط مطالبات بالإفراج عنه
  • مركز العراق لحقوق الإنسان يستنكر اعتقال معلمين وقيادات نقابية دون تهم واضحة
  • عضو حقوق الإنسان: الاحتلال ارتكب مجموعة كبيرة من الجرائم والانتهاكات
  • مجلس حقوق الإنسان بجنيف يعتمد قرارا قدمه المغرب بشأن تمكين النساء في المجال الدبلوماسي
  • بكري حسن صالح .. الرجل الذي أخذ معنى الإنسانية بحقها
  • مجلس حقوق الإنسان يستقبل المعطي منجب المضرب عن الطعام بعد منعه من السفر
  • «الاتحاد لحقوق الإنسان»: الإمارات جعلت السلام جزءاً أصيلاً من المجتمع