منتدى الدوحة يحذر من تقسيم السودان
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
الدوحة – نبض السودان
حذّر مسؤولون وخبراء مشاركون في منتدى الدوحة من خطورة ملامح التقسيم التي تلوح في الأفق بالسودان وخصوصا مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي دون وجود بوادر لحل سياسي.
وخلال جلسة عقدت في منتدى الدوحة، الذي اختتم أعماله الاثنين، تحت عنوان “الحرب في السودان”، قال المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي مايك هامر “لا أحد من طرفي الصراع في السودان مقتنع بوقف إطلاق النار الآن، ولا حتى طاولة المفاوضات في جدة تمكنت من وضع حد، ولو بشكل مؤقت للحرب الدامية”.
وأكد مايك هامر، في حديثه خلال الجلسة، أن مواصلة المعارك والنزاع على السلطة بين طرفي الصراع قد تفضي لتقسيم البلاد وهو الأمر الذي يرفضه الجميع، ولكن هذا ما تشير إليه المعطيات، متوقعا سيناريو للمشهد السوداني قد يكون أسوأ من المشهد الليبي الحالي.
وبين المبعوث الأميركي أن محادثات السلام في مدينة جدة السعودية بشأن السودان وصلت إلى مرحلة الجمود، على الرغم من المحاولات الحثيثة لتنفيذ هدنة طويلة الأمد وإدخال المساعدات التي بذلتها المملكة العربية السعودية بالتعاون مع عدد من أطراف إقليمية ودولية.
وانتقد هامر “الأعمال الوحشية” التي ترتكب في السودان من كلا الطرفين، وقال إنها تستحق الشجب والتنديد، مستنكرا في الوقت ذاته ما يتردد عن اعتداءات جنسية بحق بعض النساء واصفا إياه بالأمر “البغيض والشنيع”.
لقاء قريب
لم يغلق المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي باب الأمل نهائيا في إمكانية إنهاء الحرب السودانية، بل أكد أن العمل جارٍ خلال هذه الفترة لعقد اجتماع ثنائي ومباشر بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وإذا تحقق سيكون الأول منذ اندلاع الحرب، حيث رفض الطرفان نهائيا اللقاء المباشر، وكانت عملية التواصل بينهم من خلال وسطاء.
وأكد هامر أن الولايات المتحدة تدعم بقوة تحقيق عملية سياسية في السودان تؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة بشكل ديمقراطي، ويكون للمجتمع المدني والأطراف السياسية دور فيها، مما يحقق السلام والأمن، مشددا على أن الوضع الآن خطير، ولا يوجد حل عسكري في السودان. وقال “لقد تم تدمير البلاد بما يكفي”.
من جهتها، قالت خلود خير، مؤسّسة مركز “كونفلوانس أدفايزوري” البحثي في الخرطوم، إن الوضع الإنساني في السودان غير محتمل، وأصبح مأساويا بكل معنى الكلمة على المستوى الإنساني، وإن ما يحدث نتيجة الصراع قد أوصل البلاد لمرحلة الانهيار والمجاعة.
وأوضحت خير، في مداخلة لها خلال الجلسة، أن الخلافات السياسية قد توقع السودان في وحل التقسيم مرة أخرى، فالحل العسكري لن يفضي لشيء إلا لتمديد الحرب وانتشارها أكثر في كل المناطق مما يزيد الوضع مأساوية، محذرة من انتشار الأمراض والأوبئة والمجاعات.
وأشارت خير إلى أن المجتمع الدولي عليه التحرك بسرعة، وعدم اختيار الحياد في هذه الحرب وما تسببت به من انتهاكات حقوق الإنسان، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة وقف تدفق الأسلحة إلى السودان.
وضع إنساني كارثيبدورها، قالت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى القرن الأفريقي حنا تيتيه، إن اندلاع الحرب في السودان جمّد كل الأعمال المشتركة نحو الحوار بين السودان وجنوب السودان.
وسلطت تيتيه الضوء على آخر التطورات السياسية والأمنية والإنسانية، ومنها تأثير القتال الدائر في السودان على الاتفاق حول الوضع النهائي لمناطق الصراع خاصة في إقليم دارفور غربي البلاد وإمكانية إدخال المساعدات للمحتاجين، حيث انتشرت الكوليرا في 46 محلية بولايات الجزيرة والنيل الأزرق والقضارف وكسلا والخرطوم والبحر الأحمر وسنار وجنوب كردفان والنيل الأبيض.
وقالت تيتيه إن الأمم المتحدة، بالتنسيق الوثيق مع الاتحاد الأفريقي، تظل مستعدة لدعم استئناف الحوار بين أطراف النزاع السوداني مؤكدة أن هذا الصراع خلق صعوبات اقتصادية لسكان المناطق النائية والفقيرة حيث تعطل تدفق السلع الأساسية، والتي يصل غالبها من الشمال.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الدوحة السودان تقسيم من منتدى يحذر فی السودان
إقرأ أيضاً:
صنعاء تربك حسابات البنتاغون: تقرير أمريكي يحذر من تغيّر قواعد الحرب بسبب اليمن
يمانيون../
كشف معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تقرير حديث أن القرار اليمني بحظر شركات السلاح الأمريكية يشكل تهديداً مباشراً لسلاسل الإمداد العسكري للولايات المتحدة، مؤكدًا أن الموقف اليمني من مضيق باب المندب بات عاملاً حاسماً في قدرة واشنطن على إدارة حروبها خارجياً.
ووفقاً لما ورد في التقرير الصادر عن المعهد المعروف بولائه لكيان العدو الصهيوني، فإن اليمن يعيد تشكيل معادلات الانتشار العسكري الأمريكي، موضحاً أن الاعتماد الكبير على الشحن التجاري – الذي تمر عبره نحو 80% من مواد الدفاع الأمريكية – أصبح نقطة ضعف مكشوفة بفعل الهجمات اليمنية المتكررة.
وأشار التقرير إلى أن السفن غير المسلحة التي تنقل الإمدادات العسكرية باتت عاجزة عن التحرك الآمن، في ظل التهديدات اليمنية المتصاعدة، لافتاً إلى أن اللجوء إلى المسارات البديلة مثل طريق رأس الرجاء الصالح يزيد التكلفة التشغيلية بنحو مليون دولار إضافي لكل شحنة.
وأضاف المعهد أن تأخر الإمدادات بسبب الحظر اليمني أدى إلى تباطؤ قدرة الجيش الأمريكي على إعادة الانتشار السريع بين الجبهات الممتدة من المحيط الهندي حتى الهادئ، ما وضع وزارة الدفاع الأمريكية أمام خيارات كلها مكلفة أو محفوفة بالمخاطر.
وحذّر التقرير من أن النقل الجوي، رغم كونه بديلاً ممكناً، لا يُعوّل عليه كثيراً بسبب محدوديته وكلفته الباهظة، بينما يعاني المشروع البري الأمريكي المار عبر الجزيرة العربية من اختناقات جمركية وبُنى تحتية غير مكتملة، فضلاً عن أن “الممر الإسرائيلي-الإماراتي” المقترح لا يعد خياراً آمناً كونه ضمن مدى الضربات اليمنية.
وخلص التقرير إلى أن عمليات صنعاء في البحر الأحمر وباب المندب قلبت معادلة التوازن الاستراتيجي في المنطقة، وأجبرت البنتاغون على إعادة النظر في استراتيجيات الانتشار السريع وتحركات القوات، مؤكداً أن قدرة أمريكا على خوض الحروب لم تعد مجرد مسألة إمكانيات، بل باتت رهناً بحسابات صنعاء وخياراتها في ساحة المواجهة.