نصح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الشباب نصيحة مهمة تفيدهم في حياتهم، وتساعدهم على التقرب إلى الله وعدم الانحراف في الحياة.

يزيد الرزق ويفتح المغاليق.. علي جمعة ينصح بالمواظبة عليه طوال اليوم إذا صحت صح الطريق كله.. علي جمعة يدعو للمشاركة في الانتخابات الرئاسية

وكتب علي جمعة، في منشور على فيس بوك: سألني بعض الأفاضل عن : أن الشباب يجلس إلى الإنترنت فإذا به بين اكتئابٍ مما يرى فيه، ما يدفعه إلى إغلاقه إن كان شابًا قد قرأ القرآن واشتغل بالأذكار والتزم بالصلوات ؛ فيفر من هذا الهُراء وذلك اللغو بخيره وشره وتأتيه حالة من حب الاعتزال عن هذا الكون، وبين شابٍ آخر يضيع في متاهات ما يرى وتأخذه أمواج الفتن فلا يعرف رأسه من رجليه ولا يعرف حياته من آخرته، وبين شابٍ ثالث يتحير مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وبين شابٍ رابع وخامس .

. فماذا يفعل؟

وقال علي جمعة، إن المسلم يعيش كل العصور، والإسلام دين وهو دين خاتم وكلمة ربنا فيه هي الكلمة الأخيرة خاطبت العالمين، ولم يأمرنا ربنا ولا رسوله أن نعتزل هذا العالم ولا أن نوليه ظهورنا ؛ بل أمرنا أن نواجهه وأن نتعامل معه لا أن نفر منه.

وتابع جمعة: ينبغي على الشاب وهو جالس أمام هذا البلاء وهذه النافذة التي جمعت الخبيث والطيب وجمعت الخير والشر يرى منها العالم ينبغي عليه أن يضع أمامه ثلاث قواعد:

- القاعدة الأولى: "معرفة الله سبحانه وتعالى" وأن تحول هذه المعرفة إلى معيارٍ للقبول والرد، وأن نفهمه فهمًا عميقًا مستنيرا نستطيع به أن نختار وأن نَميز الخبيث من الطيب ، فكيف نبني هذا المقياس؟ وكيف نُفَعِّلُ هذا المعيار؟.

وتابع: أن تعرف ربك بما أثبت لنفسه من صفات ،تعلم واكتب أمامك في ورقة تحولها إلى لوحة تتأمل فيها وتعيش من خلالها ، وتنظر إلى الدنيا وكأنها نظّارة تنظر من خلالها للعالم والعالمين ؛ قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سمعناها كثيرًا لكننا ينبغي أن نتيقن منها وأن نعتقدها اعتقادًا جازمًا مؤثرًا في أفعالنا وفي سلوكنا، وعندما نقبل ونرضى أو نرفض ونأبى ؛ فإنه ينبغي علينا أن نرضى وأن نأبى من خلال معرفتنا اليقينية وعقيدتنا الصافية الواضحة أن الله على كل شيء قدير.

- القاعدة الثانية: أن تعلم مهمتك أيها الإنسان في الكون {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فأنت مكلف وأنت داعية إلى الخير.

- القاعدة الثالثة: عدم الانبهار .. يرشدنا ربنا سبحانه وتعالى ألا نغتر وألا نعجب وألا ننبهر بالشر {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ } أُمرنا ألا نغتر بالشر {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} ، والإنسان طبع وجُبل على حب الكثرة {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} وقلت هذا جميل .. فلا تسارع في الشر .. اسمع نفسك وابحث هل هذا مما يرضي الله؟ هل هذا يساعد على عبادة الله وعمارة الأرض؟ إذا كان كذلك سر فيه .. إذا كان لا يساعد على عبادة الله ولا عمارة الأرض توقف وابحث ماذا يأمرنا ربنا فيه، فنكون بذلك ننظر إلى ما أمامنا بعين ناقدة تعلم الخير والشر، ولا نكون مع كل ناعقٍ ومنافق ؛ بل إننا نعرف كيف نؤمن بالله ونعرف واجبنا في هذه الحياة الدنيا ونعرف كيف نميز الخبيث من الطيب.

واستشهد بقول الله تعالى {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فالكثرة لا تجعلنا ننبهر بل تجعلنا نعلم أن الحق حق ولو لم يتبعه أحد، والنبي يقول : (ويأتي النبي يوم القيامة ومعه الاثنان، ويأتي النبي يوم القيامة ومعه الواحد، ويأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد).

وقال علي جمعة: أيها الشاب اعرف ربك، واعرف شرعك، ولا تنبهر .. إن فعل هذا فَقَدْ تَعَلَّمَ السباحةَ فألقه في أي بحرٍ كان فإنه سينجو ؛ لأنه تعلم السباحة في هذه البحار المتلاطمة الأمواج التي بدايتها ظلام ونهايتها ظلام وأوسطها ظلام ، إلا أننا قد كُلّفنا بأن نواجه الناس وأن نعلم الواقع وأن نعيش عصرنا ، والنبي صلى الله عليه وسلم في حديثٍ طويل يتكلم عن صفات المؤمن فيقول (أن يكون مدركًا لشأنه عالمًا بزمانه). فقد خلق الله العصر الذي نحن فيه وخلقنا فيه ؛ فأمرنا أن نقوم بواجبنا وبواجب الوقت الذي خُلقنا فيه ، فلنتدبر كتاب ربنا وسنة نبينا وكلام سلفنا الصالح الذين أحبوا الله ورسوله وطبقوا شرعه في حياتنا الدنيا، ولنأخذ من ذلك كله ما نستطيع به أن نسير في حياتنا أقوياء أعزاء ، ندعو إلى الخير ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة العلماء الأزهر نصيحة الشباب علی جمعة

إقرأ أيضاً:

أنواع الظلم .. احذر من الوقوع فيه

عرّف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق الظلم بأنه وضع الشيء في غير موضعه، ومجاوزة الحد، والميل عن العدل. وفي الشرع، يُعرف الظلم بالتعدي عن الحق إلى الباطل.

 

أنواع وصور الظلم 

 وتتعدد صور الظلم بين التصرف في ملك الغير بغير حق، أو مطالبة الإنسان بما لا يطيق، أو إنقاص حقه، أو الاعتداء على أمنه وسلامته بالضرب أو التخويف، أو حتى الاعتداء على أمواله بالسرقة أو الغصب.


 

القتل.. أعظم صور الظلم في حق الإنسان

أكد جمعة أن القتل يمثل أعظم أنواع الظلم الذي قد يتعرض له الإنسان، واستشهد بالآية الكريمة:{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا، وأشار إلى أن القتل يتجاوز كونه انتهاكًا لحق الإنسان في الحياة، ليصبح جريمة كبرى لها عواقب عظيمة في الدنيا والآخرة.

الظلم الأعظم: عصيان الله والشرك به

وصف الدكتور علي جمعة عصيان الله بأنه الظلم الأعظم، حيث يعرض الإنسان نفسه للعذاب الأبدي. واستشهد بالآية الكريمة:{لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، الشرك بالله لا يُعتبر فقط اعتداءً على حق الله، بل يتضمن أيضًا تعديًا على فطرة الإنسان التي تدعوه للتوحيد.

 

الظلم للنفس.. بوابة الظلم للآخرين

أشار جمعة ظلم الإنسان لنفسه عندما يُحملها ما لا تطيق، سواء من أعمال أو مواقف تتجاوز حدود طاقته، وأكد أن العدل مع النفس مطلوب، ويتحقق بتحميلها ما يصلحها ويمنع عنها الضرر، وأوضح أن من ظلم نفسه كان أكثر ميلاً لظلم الآخرين، مستشهداً بقول أحد الحكماء:
"من توانى في حق نفسه، ضاع."

 

تحذير نبوي من الظلم

استشهدا جمعة بقول رسول الله ﷺ : "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" [البخاري ومسلم]، وأوضح أن الظلم ليس فقط معصية لله، ولكنه يؤدي إلى عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، كما أشار إلى حديث النبي ﷺ:"انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا." وعندما سُئل كيف ينصر الإنسان أخاه الظالم، أجاب:
"تحجزه أو تمنعه عن الظلم، فإن ذلك نصره."

 

العدل.. الميزان الإلهي

اختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أهمية العدل كميزان وضعه الله بين الناس. ونقل قول أحد البلغاء:
"إن العدل ميزان الله الذي وضعه للخلق، ونصبه للحق. فلا تخالفه في ميزانه، ولا تعارضه في سلطانه، واستعن على العدل بخلتين: قلة الطمع، وكثرة الورع، وأشار إلى الحديث الشريف:"بئس الزاد إلى المعاد، العدوان على العباد."

مقالات مشابهة

  • مروة صبري تهاجم منتقدي ظهور نشوى مصطفى في برنامجها بعد وفاة زوجها
  • نشوى مصطفى تكشف عن صورة لزوجها قبل وفاته بيومين
  • الأهلي يرفض إعارة عمر الساعي وكولر يوجه نصيحة للاعب
  • رضا عبدالعال يوجه نصيحة لـ شيكابالا بشأن الاعتزال
  • لن تنسى في الامتحان وذاكرتك ستكون قوية.. اسمع نصيحة الشيخ الشعراوي
  • 5 أنوار فى القرآن الكريم .. علي جمعة يوضحها
  • نصيحة مهمة من شيخ الأزهر للطلاب أثناء الإمتحانات .. ماذا قال؟
  • الالتزامات تجبرنا نشتغل.. انهيار نشوى مصطفى في أول ظهور لها بعد وفاة جوزها
  • وائل جمعة يوجه رسالة لـ كولر بشأن إمام عاشور
  • أنواع الظلم .. احذر من الوقوع فيه