الدوحة- حذّر مسؤولون وخبراء مشاركون في منتدى الدوحة من خطورة ملامح التقسيم التي تلوح في الأفق بالسودان وخصوصا مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان الماضي دون وجود بوادر لحل سياسي.

وخلال جلسة عقدت في منتدى الدوحة، الذي اختتم أعماله الاثنين، تحت عنوان "الحرب في السودان"، قال المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي مايك هامر "لا أحد من طرفي الصراع في السودان مقتنع بوقف إطلاق النار الآن، ولا حتى طاولة المفاوضات في جدة تمكنت من وضع حد، ولو بشكل مؤقت للحرب الدامية".

وأكد مايك هامر، في حديثه خلال الجلسة، أن مواصلة المعارك والنزاع على السلطة بين طرفي الصراع قد تفضي لتقسيم البلاد وهو الأمر الذي يرفضه الجميع، ولكن هذا ما تشير إليه المعطيات، متوقعا سيناريو للمشهد السوداني قد يكون أسوأ من المشهد الليبي الحالي.

وبين المبعوث الأميركي أن محادثات السلام في مدينة جدة السعودية بشأن السودان وصلت إلى مرحلة الجمود، على الرغم من المحاولات الحثيثة لتنفيذ هدنة طويلة الأمد وإدخال المساعدات التي بذلتها المملكة العربية السعودية بالتعاون مع عدد من أطراف إقليمية ودولية.

وانتقد هامر "الأعمال الوحشية" التي ترتكب في السودان من كلا الطرفين، وقال إنها تستحق الشجب والتنديد، مستنكرا في الوقت ذاته ما يتردد عن اعتداءات جنسية بحق بعض النساء واصفا إياه بالأمر "البغيض والشنيع".

هامر يؤكد أن المعارك والنزاع على السلطة بين طرفي الصراع قد تفضي لتقسيم البلاد (الجزيرة) لقاء قريب

لم يغلق المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي باب الأمل نهائيا في إمكانية إنهاء الحرب السودانية، بل أكد أن العمل جارٍ خلال هذه الفترة لعقد اجتماع ثنائي ومباشر بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وإذا تحقق سيكون الأول منذ اندلاع الحرب، حيث رفض الطرفان نهائيا اللقاء المباشر، وكانت عملية التواصل بينهم من خلال وسطاء.

وأكد هامر أن الولايات المتحدة تدعم بقوة تحقيق عملية سياسية في السودان تؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة بشكل ديمقراطي، ويكون للمجتمع المدني والأطراف السياسية دور فيها، مما يحقق السلام والأمن، مشددا على أن الوضع الآن خطير، ولا يوجد حل عسكري في السودان. وقال "لقد تم تدمير البلاد بما يكفي".

خلود خير: الحل العسكري لن يفضي لشيء إلا لتمديد الحرب وانتشارها (الجزيرة) وحل التقسيم

من جهتها، قالت خلود خير، مؤسّسة مركز "كونفلوانس أدفايزوري" البحثي في الخرطوم، إن الوضع الإنساني في السودان غير محتمل، وأصبح مأساويا بكل معنى الكلمة على المستوى الإنساني، وإن ما يحدث نتيجة الصراع قد أوصل البلاد لمرحلة الانهيار والمجاعة.

وأوضحت خير، في مداخلة لها خلال الجلسة، أن الخلافات السياسية قد توقع السودان في وحل التقسيم مرة أخرى، فالحل العسكري لن يفضي لشيء إلا لتمديد الحرب وانتشارها أكثر في كل المناطق مما يزيد الوضع مأساوية، محذرة من انتشار الأمراض والأوبئة والمجاعات.

وأشارت خير إلى أن المجتمع الدولي عليه التحرك بسرعة، وعدم اختيار الحياد في هذه الحرب وما تسببت به من انتهاكات حقوق الإنسان، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة وقف تدفق الأسلحة إلى السودان.

#قنا_فيديو |#منتدى_الدوحة يمثل فرصة مهمة لتبادل الأفكار والرؤى المتعلقة بقضايا إقليمية ودولية بارزة #قنا #قطر pic.twitter.com/BWABCvk8oN

— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) December 9, 2023

وضع إنساني كارثي

بدورها، قالت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى القرن الأفريقي حنا تيتيه، إن اندلاع الحرب في السودان جمّد كل الأعمال المشتركة نحو الحوار بين السودان وجنوب السودان.

وسلطت تيتيه الضوء على آخر التطورات السياسية والأمنية والإنسانية، ومنها تأثير القتال الدائر في السودان على الاتفاق حول الوضع النهائي لمناطق الصراع خاصة في إقليم دارفور غربي البلاد وإمكانية إدخال المساعدات للمحتاجين، حيث انتشرت الكوليرا في 46 محلية بولايات الجزيرة والنيل الأزرق والقضارف وكسلا والخرطوم والبحر الأحمر وسنار وجنوب كردفان والنيل الأبيض.

وقالت تيتيه إن الأمم المتحدة، بالتنسيق الوثيق مع الاتحاد الأفريقي، تظل مستعدة لدعم استئناف الحوار بين أطراف النزاع السوداني مؤكدة أن هذا الصراع خلق صعوبات اقتصادية لسكان المناطق النائية والفقيرة حيث تعطل تدفق السلع الأساسية، والتي يصل غالبها من الشمال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: منتدى الدوحة فی السودان

إقرأ أيضاً:

البرهان يقود المعارك العسكرية بنفسه من خطوط القتال

متابعات تاق برس- كَشَفَ مساعد القائد العام للجيش السوداني ، عضو مجلس السيادة الفريق أول ياسر العطا، أنّ القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وصل أم درمان منذ يومين وتولى إدارة العمليّات العسكرية بنفسه.

 

وأضاف: “تحقّقت أمس انتصاراتٌ كبيرةٌ في محور الخرطوم بحري.

في الاثناء قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني مالك عقار ان رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان يؤدي في هذه اللحظات واجبه تجاه هذه الشعب ويقود المعارك بنفسه في الصفوف الأمامية للقتال ،وبشر المواطنين باقتراب ساعة النصر.

 

وقال ،ان القرار الصادر من الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات ضد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش السوداني المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان كيدي يستهدف وحدة السودان وسلامة أراضيه.

ودعا خلال مخاطبته ببورتسودان المسيرات التي خرجت رافضة لقرار العقوبات الأمريكية ضد البرهان، إلى المزيد من التماسك ووحدة الصف الوطني وتوحيد الرؤى حتي لا ينهار السودان.

وأوضح عقار أن ما دعت إليه قيادات (قحت وتقدم )، الهدف منه خدمة أجندتهم السياسية وهي تقدح في الجيش الوطني للبلاد مروجة للانتهاكات التي حدثت مؤخراً بغرض زعزعة الأمن وزرع الفتن بين السودان و أشقائه.

وأوضح نائب رئيس مجلس السيادة أن القرارات الأمريكية ليست بالجديدة على السودان فقد عايشها السودانيين منذ العام 1999 لم تفلح في تفكيك وانهيار الدولة السودانية بل زادت من اللحمة الوطنية والتماسك الشعبي والتفاف الشعب حول قيادته.

وأكد نائب رئيس مجلس السيادة أن الحكومة عازمة تماما على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد كل من يثبت تورطه في أي انتهاكات، ونوه إلى أن حدوث ا”لانتهاكات أمر وارد خلال الحرب لكنها تجاوزات فردية وغير ممنهجة دون شك ولا تمثل الجيش ولا الأجهزة النظامية الأخري”.

وأشار إلى أن لجنة التحقيق في أحداث كمبو طيبة بولاية الجزيرة شرعت بالفعل في إجراء التحقيقات اللازمة لانفاذ القانون.

البرهانالعطاالقتال

مقالات مشابهة

  • المشهد السياسي في العاصمة البديلة بورتسودان وخفايا الصراع ومآلاته
  • هل تنجح مساعي البرهان في تطويق الدعم السريع بمنطقة الساحل؟
  • السودان (الجحيم الذي يسمي وطن)!!
  • الجناح الانفصالي بقيادة التعايشي في عجلة من أمره لإعلان حكومة تقسيم السودان
  • السيادة السوداني: قرار وزارة الخزانة الأمريكية ضد البرهان كيدي ويستهدف وحدة السودان
  • البرهان يقود المعارك العسكرية بنفسه من خطوط القتال
  • سفير في واشنطن يرد على عقوبات أمريكا على البرهان
  • السودان: واحد من كل ثلاثة أطفال يواجهون سوء التغذية الحاد
  • عقار يصف العقوبات الأمريكية ضد البرهان بأنها استهداف لوحدة السودان
  • القنصل السوداني بأسوان يشيد بدور مصر في أزمة الحرب