الجزيرة تدين اغتيال الجيش الإسرائيلي لوالد الزميل أنس الشريف
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
أدانت شبكة الجزيرة الإعلامية استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل الزميل الصحفي بقناة الجزيرة أنس الشريف، في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة اليوم الاثنين، وهو ما أدى إلى استشهاد والده.
وتتقدم الشبكة بخالص العزاء وعظيم المواساة للزميل أنس وعائلته، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف المذابح التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين والمدنيين الأبرياء في قطاع غزة.
وأضافت الشبكة في بيان أن هذا الاستهداف يأتي بعد "سلسلة تهديدات تلقاها الشريف منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في محاولة لثنيه عن أداء عمله، وضمن سلسلة استهداف متعمدة لعائلات مراسلي الشبكة والعاملين معها في القطاع للضغط عليهم بهدف تغييب الحقيقة وإخفاء الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال".
وأكدت الجزيرة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة أمام الجهات ذات الاختصاص لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.
#عاجل | بيان شبكة الجزيرة:
– ندين استهداف جيش الاحتلال منزل الصحفي بقناة الجزيرة أنس الشريف ما أدى لاستشهاد والده.
– استهداف منزل الشريف يأتي بعد تهديدات تلقاها منذ نوفمبر الماضي.
– سنتخذ الإجراءات القانونية المناسبة أمام الجهات ذات الاختصاص لمحاسبة المسؤولين عن الجريمة.#حرب_غزة pic.twitter.com/1LxhJqOHPm
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 11, 2023
وقال الزميل أنس الشريف -في اتصال مع الجزيرة- إن طيران الاحتلال استهدف المنزل الذي يقطن فيه والده جمال (65 عاما) بمخيم جباليا وهو ما أدى لاستشهاده فورا.
وأضاف أنه لم يتمكن من الوصول إلى المنزل بعد القصف نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل.
وتابع أنه اضطر لدفن والده في ساحة مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يقيم فيها نازحون.
وعن سبب استهداف منزل عائلته، قال الصحفي الفلسطيني إن الاحتلال لا يريد للصورة أن تخرج. وتعهد أنس بالاستمرار في تغطية جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين في غزة.
والأربعاء الماضي، استشهد والدا الزميل بقناة الجزيرة مؤمن الشرافي وعدد من أشقائه وأطفالهم بقصف الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جباليا.
وقبل ذلك، استشهد 19 شخصا من عائلة الزميل بقناة الجزيرة محمد أبو القمصان، بينهم والده واثنتان من أخواته في مجزرة بمخيم جباليا أيضا.
كما استشهد عدد من أفراد عائلة الزميل مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح -بمن فيهم زوجته وابنه وابنته- في قصف إسرائيلي استهدف منزلا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی جیش الاحتلال أنس الشریف
إقرأ أيضاً:
27 قتيلا إثر استهداف الجيش المالي لمجموعة من الطوارق.. تصعيد جديد في الساحل
اتهمت "جبهة تحرير أزواد" المطالبة بانفصال إقليم أزواد عن الحكومة المالية المركزية في باماكو، الجيش المالي وقوات فاغنر الروسية بقتل 27 شخصا إثر استهداف سيارات تقل مدنيين كانوا في طريقهم من مدينة غاو شمال مالي إلى الجزائر.
وقالت الجبهة في بيان أرسلت نسخة منه لـ"عربي21" إن الجيش المالي مدعوما بقوات فاغنر الروسية، شن أمس الاثنين هجموا على سيارات "ما تسبب في مقتل 27 مدنيا بينهم نساء وأطفال".
وأشار البيان إلى أن إحدى السيارات دمرت واشتعلت النيران فيها، فيما نجحت سيارة أخرى في الفرار وعلى متنها قتلى.
وقالت الجبهة إنه تم أيضا قتل أربعة أشخاص، الأحد، في منطقة "أسلاغ" التابعة لكيدال بشمال مالي، على يد من وصفتهم بـ"نفس العصابة الإرهابية؛ الجيش المالي وفاغنر"، كما تم ذبح مئات الحيوانات، قبل نهب كافة المحلات التجارية، وإشعال النيران في المنازل في المنطقة.
واتهمت الجبهة جيش مالي ومجموعة فاغنر بارتكاب "جرائم تطهير عرقي ممنهج، ولا حدود له" ودعت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى "إدانة هذه الانتهاكات المروعة التي ارتكبتها العصابة الحاكمة في باماكو دون عقاب".
تصعيد جديد في الساحل
ويرى المحلل السياسي المتابع للشأن الأفريقي، الهيبة الشيخ سيداتي، أن الهجوم الذي استهدف سيارات تقل مجموعة من الطوارق، يعكس حجم التوتر في المنطقة، مضيفا أن منطقة الساحل الأفريقي باتت منطقة صراع واستقطاب إقليمي ودولي.
ولفت الشيخ سيداتي في تصريح لـ"عربي21" إلى أن الحركات المسلحة "الأزواد"، سترد بقوة على الهجوم، ما يعني المزيد من التوتر والتصعيد في منطقة الساحل الأفريقي التي تعيش حالة من عدم الاستقرار، خصوصا في مالي.
وأشار إلى أن روسيا تعمل بقوة من أجل ترسيخ حضورها في مالي "من خلال دعم الجيش المالي بالعتاد العسكري، ومشاركة قوات فاغنر في المعارك التي يخوض جيش باماكو".
تطورات الأشهر الأخيرة
وخلال الأشهر الأخيرة احتدمت المعارك في إقليم أزواد بالشمال المالي، بين الحركات الأزوادية (الطوارق) والجيش المالي مدعوما بقوات فاغنر، وسط مخاوف من تأثير هذه المواجهات على عدد من دول المنطقة خصوصا موريتانيا والجزائر التي تجري المواجهات قرب حدودهما.
ودارت المواجهة خلال أيار/ مايو الماضي بشكل خاص في منطقة تينزاواتين الواقعة على بعد 233 كلم شمال شرق كيدال على الحدود مع الجزائر، وأسفرت عن مقتل العشرات من المقاتلين الطوارق ومن الجيش المالي.
وقد أثارت الهجمات التي شنها الجيش المالي مدعوما بفاغنر، ضد المسلحين الأزواديين قرب الحدود مع الجزائر استياء السلطات الجزائرية.
وخلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي تصاعدت حدة الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وجارتها مالي، عقب تصريحات لوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، قال فيها إن بلاده "لن تقبل بتحويل حركات سياسية أطرافها موقعة على اتفاق الجزائر إلى عصابات إرهابية" في إشارة إلى الجماعات الأزوادية، المطالبة بالانفصال عن مالي.
وحينها ردت وزارة الخارجية المالية، في بيان شديد اللهجة، مطالبة الحكومة الجزائرية بالتوقف عن "التدخل في الشؤون الداخلية لمالي، وإنه ليس مطلوبا من الجزائر تقديم الدروس في مكافحة الإرهاب، فمالي تتبنى استراتيجيتها الخاصة التي تتماشى مع احتياجاتها الوطنية".
وكان المجلس العسكري الحاكم في مالي أنهى العام الماضي اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه بوساطة جزائرية في عام 2015 بين الحكومة المالية والحركات الأزوادية "الطوارق".
وبررت باماكو حينها إنهاء العمل بالاتفاق بسبب "عدم التزام الموقعين الآخرين بتعهداتهم" وما قالت إنها "أعمال عدائية تقوم بها الجزائر" الوسيط الرئيسي في الاتفاق.
وكان الاتفاق ينص على جملة من القضايا بينها دمج المتمردين السابقين في الجيش المالي، فضلا عن توفير قدر أكبر من الحكم الذاتي لمناطق الشمال المالي.
ووضع اتفاق الجزائر حدا لمعارك اشتعلت في 2012، إثر إعلان الحركات الأزوادية الاستقلال والانفصال عن مالي، بعد مشاركتها في معارك ضد الجيش الحكومي.
نزوح نحو موريتانيا
وتسببت المواجهة المستمرة بين الحركات الأزوادية والجيش المالي، على مدى الأشهر الأخيرة، في موجة نزوح من شمال مالي نحو موريتانيا التي تستضيف حاليا آلاف اللاجئين الماليين.
ومنذ 2012، يتدفق اللاجئون الماليون إلى موريتانيا بسبب الصراع العسكري متعدد الأطراف في مالي، فيما عرفت الأشهر الأخيرة تضاعف أعداد اللاجئين، حيث بلغ عددهم أكثر من 300 ألف لاجئي يعيش غالبيتهم في مخيم "إمبره" بولاية الحوض الشرقي، شرق موريتانيا.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قال وزير الداخلية الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين، إن منطقة الساحل الأفريقي باتت "تشكل إحدى أخطر بؤر الأزمات التي تختزل معظم مظاهر التهديدات العالمية".
وأشار إلى أن بلدان الساحل "تعاني أزمة حاكمة وهشاشةٍ ونزاعاتٍ مسلحة، وتمدد الإرهاب والجريمة المنظمة، وما ينجُم عنه من تدفّق للمهاجرين واللاجئين وتدميرٍ للبُنى الاقتصادية".
وإقليم أزواد الذي يطالب الطوارق بانفصاله عن مالي هو منطقة في شمال دولة مالي محاذية للحدود مع موريتانيا، ويضم عدة مدن أبرزها مدينة تمبكتو التاريخية، بالإضافة إلى مدينتي كيدال وغاو.
ويتكون سكان الإقليم من عرقيات الطوارق (هم غالبية السكان) والعرب والفلان والسونغاي. وتبلغ مساحة الإقليم 822 ألف كلم مربع أو ما يقارب الـ66 بالمئة من مساحة مالي الكلية البالغة مليونا و240 ألف كلم مربع.
وشكل الأزواديون سنة 1988 أول جبهة سياسية ذات نشاط عسكري عُرفت باسم "الحركة الشعبية لتحرير أزواد" إذ قادت تمردا عسكريا ضد باماكو سنة 1990، لكنها عانت بعد فترة قصيرة من أزمة داخلية انتهت بتفككها، وتحولها إلى عدة تشكيلات كان من أبرزها "الجبهة الشعبية لتحرير أزواد" و"الجيش الثوري لتحرير أزواد".
ومنذ استقلال مالي عن فرنسا 1960 يطالب سكان هذا الإقليم بالانفصال عن الجنوب المالي. وفي سبيل ذلك دخل الانفصاليون الطوارق منذ تسعينيات القرن الماضي في مواجهة دامية مع الجيش المالي، واستطاعوا في كثير من الأحيان السيطرة على بعض المناطق.