تحليل في "جيروزاليم بوست": "الموساد" يواصل قتال إيران في الظل مع استمرار حرب غزة
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
كشف تحليل في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن "الموساد" يواصل قتال إيران في الظل مع استمرار حرب غزة.
وورد في التحليل أن "الأخبار عن نجاح الموساد في مساعدة قبرص على إحباط مؤامرة إيرانية لقتل إسرائيليين ويهود هي في بعض النواحي مجرد حاشية صغيرة لقصة أكبر بكثير"، لافتا إلى أن "مجلس الأمن القومي أصدر في الأسبوع الماضي تحذيرا غير مسبوق للإسرائيليين المسافرين إلى أكثر من 80 دولة، بينها الدول الأوروبية التي يعتقد عادة أنها آمنة تماما، وأصدر مجلس الأمن القومي الإشعار، لكن هذه المعلومات جاءت من الموساد"، فيما أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" أنها تؤكد ذلك.
وأضاف التحليل: "في الواقع، وتحت الرادار، من المرجح أن تعمل وكالة الاستخبارات الآن عند نقطة عالية من حيث نشاطها في جميع أنحاء العالم لحماية الإسرائيليين واليهود"، متابعا: "هنا وهناك، تقوم إسرائيل بتسريب تورط وكالة التجسس الإسرائيلية في مساعدة جهاز استخبارات أجنبي، كما هو الحال في قبرص، لكن الصحيفة تدرك أن معظم أعمال الموساد المنقذة للحياة في جميع أنحاء العالم تظل سرية".
وفي خطاب علني غير عادي يوم 10 سبتمبر ألقاه في جامعة رايخمان، قال رئيس الموساد دافيد برنياع إن وكالته ووكالات استخباراتية أخرى في إسرائيل ولدى الحلفاء الأجانب "أحبطت 27 مؤامرة إرهابية إيرانية على مدار عام 2023 ضد إسرائيليين في جميع أنحاء العالم، في كل قارة تقريبا".
وعرض برنياع مقاطع فيديو قيل إنه "لعملاء إرهابيين إيرانيين قام الموساد بإلقاء القبض عليهم واستجوابهم في تنزانيا وقبرص".
وأضاف أن "كل من يرسل إرهابيين ضد الإسرائيليين واليهود سيقدم إلى العدالة، وسنرفع مستوى تحركنا ضدكم".
تجسس الموساد يتزايد نشاطا وسط الحرب بين إسرائيل وحماس:
وأدرج دافيد برنياع تنزانيا وجورجيا وقبرص واليونان وألمانيا كأمثلة قليلة، وذكر "يوسف شهبازي عباساليلو كعميل إيراني في العملية الإرهابية في قبرص وحميد رضا أبرهة كعميل إيراني في العملية التي جرت في تنزانيا".
لكن ذلك كان قبل السابع من أكتوبر، ومنذ أن بدأت حرب غزة، أدركت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن جهود الموساد قد ذهبت إلى أبعد الحدود.
وأفاد التحليل بأنه منذ 7 أكتوبر، "انتشرت الوكالة في جميع أنحاء العالم بدرجة غير مسبوقة، وربما مع استثمار أعلى في القدرات المتنوعة أكثر مما في أي وقت مضى"، مشيرا إلى أن "حرب جيش الدفاع الإسرائيلي ضد حماس وردعها المسلح لحزب الله قد تكون هي القصة الرئيسية في عناوين الأخبار اليومية، لكن الموساد ليس أقل انخراطا في محاربة إيران، وقام بالمثل باستدعاء "جنود الاحتياط" (بعضهم متقاعد منذ فترة طويلة) بأعداد كبيرة للمساعدة يعلى زيادة مدى وصوله وقدرته، في حين أن كل هذا يتطلب بلا شك ميزانية أعلى ضمن ميزانية الدفاع الأشمل".
وتابع التحليل: "في عام 2020، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" تقريرا تم تجاهله في الغالب لمراقب الدولة حول النمو الهائل للموساد – وهو ما يتجاوز بكثير ميزانيته المعتمدة في السنوات الأخيرة مقارنة بميزانية الجيش الإسرائيلي المتقلصة في ذلك الوقت.. كان التقرير بمثابة كشف نادر للغاية ومفصل عن إجراءات الموساد الداخلية السرية والمناقشات المتعلقة بمستقبل المنظمة على المدى الطويل، بما في ذلك النقاش حول نقل مقرها الرئيسي من جليلوت، شمال تل أبيب، الذي حدث في عام 2011".
وفي الواقع، قال أول تقرير أمني كبير لمراقب الدولة متانياهو إنجلمان إن وكالة التجسس ضخمت ميزانيتها من 1.5 مليار شيكل إلى 2.6 مليار شيكل في السنوات الأخيرة، حيث إن هذا كان يحدث بينما كان الجيش الإسرائيلي يواجه تخفيضات شاملة ويضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة بشأن وقف برامج التسلح أو تمويل القوات الرئيسية، حسب التحليل.
وفي ما يتعلق بتنامي الموساد، كشف التقرير أن رئيس الموساد آنذاك يوسي كوهين قال في يونيو 2017 أمام اجتماع للقيادة العليا للموساد إنه: "يفكر في معضلة الحاجة إلى بذل المزيد لتأمين استعداد الدولة لتسهيل النمو.. للتذكير، نحن نصل إلى أعداد أكبر بكثير [من ميزانيتنا] على النقيض من (وكالة أمنية أخرى) [حذف المراقب المالي الاسم] أوقفت نموها، ومن جيش الدفاع الإسرائيلي الذي من المتوقع أيضًا أن يخفضه [أي نموه]".
واستطرد كوهين: "نحن نسير في الاتجاه المعاكس وعلى النقيض من الاتجاه العالمي الذي يتطلب عددًا أقل من الموظفين؛ أما في الموساد فالأمر على العكس من ذلك".
إذا كان الموساد ينفذ ميزانيته قبل 7 أكتوبر عندما كان الجيش الإسرائيلي يتعرض لضغوط من أجل إجراء تخفيضات، فيبدو من المحتم أن الوكالة ستصل إلى ما هو أبعد من ميزانيتها البالغة 2.6 مليار شيكل الآن، وفق التحليل.
وحسب التحليل، يتواصل الموساد أيضا بدرجة غير مسبوقة مع وكالات الاستخبارات الأجنبية المتحالفة معه للحفاظ على سلامة الإسرائيليين واليهود حول العالم في بيئة التهديد الحالية المتصاعدة بعد 7 أكتوبر، ويحدث كل هذا في الوقت نفسه الذي تستمر فيه الوكالة في احتياجها إلى الاضطلاع بدور اللاعب الرئيسي على مستوى العالم في منع إيران من عبور الخط نحو تصنيع سلاح نووي، إذ أنه على الأقل للحظة واحدة يوم الأحد، جلب الإعلان القبرصي تذكيرا باليقظة المستمرة للمحاربين الإسرائيليين في الظل.
وأمس الأحد، أعلن مكتب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أن "أجهزة الأمن القبرصية بالشراكة مع "الموساد" أحبطت مخططا إيرانيا تزعم تل أبيب أنه كان يهدف لمهاجمة أهداف إسرائيلية ويهودية بالجزيرة".
المصدر: "جيروزاليم بوست"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار إيران الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الموساد تويتر رجال المخابرات طوفان الأقصى غوغل Google فيسبوك facebook قطاع غزة فی جمیع أنحاء العالم جیروزالیم بوست
إقرأ أيضاً:
سراب التحليل الطبقي في الحرب السودانية وشياطين أخري
كشفت هذه الحرب عن حالة خرف كامل لعقل شرائح واسعة من المثقفين الليبراليين (تجاوزا) واليساريين. من أهم تجليات هذا الخرف الهذيان بان المنافحين عن مؤسسات الدولة بما فيها الجيش دافعهم هو حماية إمتيازاتهم الطبقية وممتلكاتهم أو أنهم عنصريون أو جهويون من أهل الشمال والوسط. ولكن هذا التشخيص هراء ما بعده هراء كما سنري.
هل كل أو جل أو حتي نصف من يقف مع الدولة ضد همجية الغزاة الجنجويد هو إنسان صاحب إمتيازات وممتلكات يسعي لحمايتها؟ هذا كلام فارغ ووسواس أيديلوجى لا يختبر مقولاته في سحاحة الواقع.
من الواضح لأي إنسان يري الواقع كما هو، لا كما يوسوس به شيطانه الأيديلوجي، أن جل أعداء الجنجويد والمساندين لجيش الدولة هم فقراء المدن والريف ألذين نكل بهم الجنجويد مباشرة وبسبب تداعيات الحرب علي حياتهم وقصف بنيتهم التحتية الحيوية بما فيها مصادر الماء والكهرباء.
وغالبية هؤلاء فقراء لا يملكون قوت اسبوعهم قبل الحرب وبعدها. إن رفض جنجويد شردوا أكثر من أثني عشر مليون مواطنا من دورهم إلي منازح الذل والمسغبة لا يحتاج إلي إمتيازات طبقية لا توجد إلا في تدليس سردية يسارية مخيفة السطحية، عميقة التدليس. ولا أدري ضرورة حزلقة طبقية أو جهوية لتفسير كراهية إمراة إنتهكها الجنجويد في الهلالية أو رجل قتلوه في تمبول ليفسر كراهيتهم للجنجويد ووقوفهم مع دولة تكف عنهم مثل هذا الأذي.
أيضا، اتهام الرافضين بحزم للغزو الجنجويدي بالتحيز الجهوي أو العرقي مدعاة للرثاء لان الإتهام يذهل عن حقيقة أن مدن مثل الخرطوم ومدني والجزيرة يقطنها ملايين من غرب السودان وفي بعض نواحيها أهل الغرب وجبال النوبة والسودانيين من خارج الشمال والوسط هم في الحقيقة أغلبية، وهي أغلبية رافضة لللجنجويد بمثل رفض أهل الشمال والوسط وربما أشد رفضا.
كما لا يهم هذه السردية تفسير الصمود الأسطوري لفاشرالسلطان ومعسكر زمزم ضد بربرية الجنجويد، وحسب علمي أهل هذه المناطق لا هم من شريط النيل ولا من الوسط ولا هم من أصحاب الإمتيازات الطبقية أو التاريخية. أضف إلي ذلك أن مجموعة هامة من داخل قبيلة الرزيقات – محاميد موسي هلال -ترفض المشروع الجنجويدي بشدة ومستعدة لمقارعته بالسلاح. كما أن الزغاوة حاربوا الجنجويد بالسلاح وكان لهم سهم معلي في التصدي لهم. ولم يحتاج رجل أو إمراة من دار مساليت لإمتيازات طبقية أو جهوية لكراهية جنجويد أبادوه. ولكن خطاب التدليس المتلبس بلبوس يسارية مبتذلة لا تهمه هذه الحقائق ولا يهمه تفنيد دلالاتها ونفيها لتشخيصه اليرقاني.
ولا يهتم هذا الخطاب بفحص المصالح الطبقية والانحياز الجهوي للذين إنضموا لقافلة الجنجويد من بليونيرات ذهب وبرجوازية صغيرة تحلم بالمال والسلطة علي سنابك الجنجويد ورشاوي الإستعمار حتي لو دفعت ثمنها أعراض النساء المنتهكة .
كما ينسي خطاب الإمتيازات تناول قضية الدور الإستعماري في الحرب السودانية. ولا أدري كيف يقفز “تحليل طبقي” فوق حقائق الإستعمار بما أن اليسار يعرف منذ لينين – صاحب كتاب الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية – ، وحتي في بذور ماركس، يعرف مركزية البعد الإستعماري في أي تحليل للتمدد الراسمالي والصراع الطبقي. فهذا يسار نسى أهم نصوصه واخترع أوهام تساعده علي تبني مواقف مريحة. ولن نلوم الليبرال – تجاوزا – فهم متطفلون علي موائد اليسار الفكرية في الوجبات السريعة التي تناسبهم. وإذا كان اليسار للدف ضاربا فلا تلم الليبرال علي الرقص المتهتك.
وينسي مختزلو خصومهم في كستبانات جهة أو إمتيازات مستوهمة أن يطبقوا معاييرهم علي أنفسهم ليتبينوا كيف أثرت انتماءاتهم الطبقية أو الجهوية أو أماكن وجودهم الحالي علي تحليلاتهم ربما لانهم يؤمنون بأن نزاهتهم مثالية لا تشوبها طبقية ولا تجربة حياتية خاصة بكل فرصها وخيباتها. فهم ثوريون موضوعيون ما يخروش المية وما تبقي منا بورجوازيون، أنانيون، عنصريون، ذكوريون أو جندريات خن القضية فتم جلدهن حتي أعلن التوبة وطلبن الصفح من بابوات التقدمية وماماتها.
مما سهل بيع خطاب الإبتزاز البائس هذا هو ضعف فهم المنهج وعمي الإيبيستومولجي. لا شك في وجود خطوط إنقسام طبقي وإقتصادي ومناطقي في سودان الحرب وما قبلها. ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال إمكانية إختزال موقف أي فرد أو مجموعة من الحرب والدولة بالركون إلي أي من هذه التباينات التي لا يخلو منها مجتمع. ولا أدري أين المشكلة في أن يرفض ملياردير عندو تاني دور جنجويدا انتهكوا عرضه وروعوا نساء بيته ولا أدري لماذا عليه أن يشعر بالذنب ويلتزم الحياد تجاه مغتصبي عرضه لانه ملياردير، جعلي، أصفر، أمو بت عم ابوهو.
البرجوازيون موجودون في أوساط معسكر الدولة وايضا يوجدون في معسكر الجنجويد (دقلو الذهبي، والبرير الراسمالي، واللواء برمة وود الميرغني وزير البشير وأبناء الأرستقراطية القبلية). وكذلك الطبقات الدنيا والبرولوتاريا الرثة (ذلك المصطلح المؤسف) يوجدون في كل المعسكرات. كما يوجد غربيون ونيليون ونوبة في كلا المعسكرين. وكذلك توجد نساء هنا وهناك وتوجد جندريات هنا وهناك.
لذلك فان تخصيص أنصار الدولة بالإختزال الطبقي والجهوي لا يجوز فهو إما تدليس متعمد بائن بينونة كبرى أو وسواس أيديلوجى قهري لم يهضم أصحابه الفلسفة السياسية وصاروا علي حافة الجنون التحليلي. كل من سمع بأبجديات المنهج يفهم ضرورة التمييز بين الإرتباط والسببية ولكن هذا التخليط في المشهد السوداني أدني من السقف الفكري للتمييز بين الارتباط الذي لا يدل علي سببية.
إن خطاب التدليس هذا يمارس إبتزاز عملي باتهام كل مخالف بانه إنسان أناني، نرجسي، مصلحي لمجرد وقوفه ضد ميليشيا إبادة عرقية وعبودية جنسية. وبلغت الجرأة علي الحق أن يتهم هذا الخطاب النساء ضد الجنجويد بخيانة الأمانة النسوية الفيمنيستىية التي لا يؤرق منامها العنف الجنسي الواسع الذي مارسه الجنجويد ضد المرأة السودانية.
إن كل هذا الإبتزاز بافتراض إمتيازات أو تحيز عرقي يتم إختزال الموقف من الدولة فيه ما هو إلا دليل علي التبعية الفكرية المطلقة للإنتلجنسيا السودانية لانه في حقيقته مستلف من خطاب الهويات الغربي في مرحلة الوووك الذي يقمع الحوار ويكمم المخالف بان يختزل أي خلاف سياسي في هوية الخصم العرقية أو الطبقية أو الجندرية. وهذا ما دمر اليسار الغربي وخصب التربة لصعود اليمين المتطرف في أمريكا واوروبا بقيادة ترمب وأوربان وماري لو بين وغيرهم. وهكذا فان اليمين الديني في السودان لا يحتاج لبذل أي مجهود سوي أن يجلس في برش صلاته ويستمتع بمنظر اليسار والليبرال يحرزون هدفا تلو آخر في مرماهم ومرمى الشعب.
ولكن كما في غالب الأحيان لا بد أن يكون للمثقف شيئا ما في ألحكوة . في هكذا سردية، فجأة بقدرة الساحر يتحول مثقف مغلوب علي أمره، هامشي إلا في الأسافير، ومشرد علي حافة ألياس إلي صاحب أمتياز وكأنه ليبرالي أوروبي، ابيض، مصاب بعقدة الذنب جراء تعاليه علي الملونين ولكن من نبله قرر أن ينزل من البرج العالي وينصر المساكين بركل إمتيازاته العرقية والطبقية . ولا يكتفي الأبيض الرمزي بالتواضع الزائف فيشهر وهمه سوطا لجلد الآخرين وتصدير الإحساس بالذنب لمن قرروا أن الدفاع عن مدنهم وأجسادهم من استباحة جنجويد همج. وربما ساعد هذا التحول السحري إلي صاحب إمتياز علي التأقلم مع شدة هامشية الوجود التي لا تطاق ظروف الحياة في مهاجر ظالمة.
ولا داعي للإساءة لذكاء القارئ بالتذكير بمن هو المستفيد من كل هذا التخذيل عن التصدي للجنجويد.
كما قلنا، دخلت السياسة السودانية مرحلة الحوجة إلي طبيب نفسي، قبل المحلل الإجتماعي.
معتصم أقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب