«غزال» أول مرة تنتخب: «ماكنتش أعرف يعني إيه انتخابات»
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
عاشت 98 عاماً تتنقل من محافظة لأخرى، لم تعرف لنفسها مدينة بعينها، لكنها تحب مصر التى ولدت بها ونشأت وعاشت حياتها على أرضها، وبحكم ترحالها لم تشارك من قبل فى أى استحقاق دستورى، لكنها صممت هذه المرة على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، بعدما شعرت بالاستقرار وشاهدت حجم المشروعات التى جعلت حياتها وأبناءها وأحفادها أفضل.
بـ«السارى البدوى»، وبصحبة أبنائها وزوجاتهم وأحفادها، قطعت غزال سلمى سعود، السيدة البدوية البالغة من العمر 98 عاماً، نحو 8 كيلومترات من محل إقامتها إلى اللجنة الانتخابية للإدلاء بصوتها فى أول تجربة انتخابية لها، وفق حديثها لـ«الوطن»: «ماكنتش أعرف يعنى إيه انتخابات، عشت طول عمرى بحكم طبيعتنا متنقلة من مكان للتانى، لكن لما استقرينا وبدأت أتابع التليفزيون عرفت أهميتها، وقطعت مسافة كبيرة علشان مصر والسيسى».
عاصرت السيدة التسعينية حقباً كثيرة؛ أولها أيام الملك فاروق، حيث ولدت عام 1925، لكنها لم تكن تعرف ماذا تعنى كلمة انتخابات أو أهمية التصويت فى الاستحقاقات: «كنت باتنقل وعاصرت أيام الملك مروراً بزعماء ورؤساء كنت باسمع أسماءهم فقط، زمان ماكانش عندنا بيوت لأن إحنا بدو أو عرب رحّل، بيوتنا هى الأراضى الزراعية والخيام، فماكانش عندنا رفاهيات التليفزيون، لكن لما بقى لينا بيوت جبنا تليفزيونات وعرفت أهمية الانتخابات».
سعادة كبيرة انتابت السيدة «غزال» بعد إدلائها بصوتها لأول مرة: «مبسوطة لأنى باشارك
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: انتخابات الرئاسة صناديق الاقتراع
إقرأ أيضاً:
في حضرة العذراء.. لماذا رسم رفائيل السيدة مريم أكثر من 30 مرة؟
يصادف اليوم ذكرى ميلاد الفنان الإيطالي رفائيل، وفي زمن كانت فيه الريشة لغة الروح، لم يكن رفائيل مجرد رسام، بل كان شاعرًا صامتًا، يكتب بالجمال والضوء والظلال.
ومن بين كل الموضوعات التي تناولها، برزت السيدة العذراء مريم كأكثر ما أسر وجدانه، حتى أصبحت ملامحها تكرارًا ناعمًا في لوحاته، وسرًا دفينًا وراء عبقريته الخالدة.
أكثر من ثلاثين ظهورًارسم رفائيل العذراء مريم في أكثر من ثلاثين لوحة، كل واحدة تحمل اسمًا خاصًا: “العذراء والطفل”، “عذراء الكنيسة الكبرى”، “عذراء المروج”، “العذراء سيستينا”، وغيرها.
ومع كل مرة، كان يعيد تشكيلها في ثوب جديد، لكن بنفس الهيبة الهادئة والعينين الحانيتين.
فلماذا هذا الإصرار؟ ولماذا كانت مريم، تحديدًا، مصدر إلهامه الأبدي؟
بين الإيمان والجمالفي عصر النهضة، كانت الكنيسة أكبر راع للفن، وكانت صور السيدة العذراء من أبرز الموضوعات الدينية المحببة.
لكن رفائيل لم ير مريم كـ”موضوع ديني” فقط، بل كرمز أعمق للجمال الإلهي، والصفاء الروحي، والأمومة المقدسة.
استخدم رفائيل الضوء الناعم والملامح الرقيقة ليمنحها حضورًا بشريًا ومقدسًا في آن واحد لم تكن مريم عنده بعيدة عن الناس، بل قريبة، أمًا للجميع، في لوحات تضج بالحياة أكثر من القداسة المتجمدة.
وجه مريم… وجه من؟تقول بعض الدراسات إن رفائيل استلهم ملامح العذراء من امرأة أحبها في صمت، والبعض الآخر يذهب إلى أنه بحث عن وجه الطمأنينة في وجوه نساء بلده، حتى وصل إلى هذا النموذج المثالي.
وفي كل الأحوال، لم تكن مريم عنده مجرد شخصية دينية، بل وجهًا يبحث فيه عن السلام في عالم مضطرب.
“العذراء سيستينا”: الأيقونة الخالدةواحدة من أشهر لوحاته – وربما أجملها – كانت “العذراء سيستينا”، التي رسمها في سنواته الأخيرة.
يظهر في اللوحة مريم وهي تمشي بثبات وتحمل المسيح، بنظرة فيها قوة وهدوء وسكينة، كأنها تعرف مصير ابنها، لكنها لا تخاف. في أسفل اللوحة، يظهر ملاكان صغيران ينظران لأعلى ببراءة وسخرية طفولية، أصبحا فيما بعد من أشهر رموز الفن في العالم.
بين الدين والفن.. رفائيل يمشي على خيط رفيعتميز رفائيل بقدرته على الجمع بين الإيمان العميق والإبداع الحر.
لم يكن يرسم العذراء كواجب ديني، بل كرحلة جمالية وفكرية، يعكس من خلالها فهمه العميق للأنوثة والقداسة والإنسانية