«المسرّع العالمي لخفض الانبعاثات».. تغيير جذري في قطاع الطاقة
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
دبي: محمد ياسين
يعكس «المسرّع العالمي لخفض الانبعاثات» جملة من المبادرات التي تستهدف تغييراً جذرياً وشاملاً في قطاع الطاقة، مع التركيز على خفض الانبعاثات على الصعيدين العالمي والمحلي، وتقدم هذه المبادرات خريطة طريق شاملة لمواجهة تحديات العرض والطلب في قطاع الطاقة بشكل متكامل.
ويهدف «المسرّع» إلى تعزيز التحول الشامل نحو مصادر الطاقة المتجددة والتعامل مع التحديات البيئية بفاعلية، وتكمن أهمية هذه الخطة في التصدي لتداول الطاقة بطريقة متزامنة، مما يسهم في تحقيق التوازن بين العرض والطلب وتحقيق تطلعات الاستدامة.
ويأخذ المسرّع دوراً محورياً في تحفيز التغيير الهيكلي في قطاع الطاقة على المستوى العالمي، كما يمثل خطوة استباقية نحو مستقبل يعتمد على مصادر الطاقة المستدامة والتكنولوجيا البيئية.
محمد كرمالمحرك الرئيسي
وقال محمد كرم، مدير تطوير الأعمال لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة «إنسينكراتور» العالمية ومقرها الإقليمي دبي، إن الطاقة تمتلك دوراً حيوياً في جميع جوانب الحياة، وهي المحرك الرئيسي للتنمية في كافة المجالات، ومع بداية الثورة الصناعية في أواخر القرن ال 18، زادت تحديات الانبعاثات والغازات من المصانع، مما أدى إلى تفاقم التحديات المتعلقة بالتغير المناخي.
وأوضح أن التحدي الرئيسي الذي تواجهه الحكومات والمؤسسات، هو كيفية التحول التدريجي من الوقود الأحفوري والهيدروكربون إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة دون التأثير على حركة التنمية والإنتاج، ويظهر هذا التحدي بوضوح في الدول النامية ذات الدخل المنخفض.
ولفت إلى أنه لتحقيق هذا التحول، يجب وضع أهداف واستراتيجيات واضحة من قبل الحكومات والمؤسسات الدولية، وأن تكون هذه الأهداف ملزمة لجميع الأطراف، كما أن التعاون بين الدول وشركات إنتاج الوقود الأحفوري يلعب دورًا رئيسيًا في الوصول إلى صيغة تنظيمية تضمن زيادة الاستثمارات الكافية وتخفيض الانبعاثات.
وقال كرم، إنه يمكن لتجارة الكربون مساعدة الدول النامية في الحفاظ على البيئة الخضراء، والاستثمار في إنشاء محطات لتوليد الطاقة النظيفة، التي تعتمد على المصادر المتجددة والطبيعية، ومع ذلك، لا يمكن للحكومات مواجهة هذا التحدي بمفردها.
وأكد ضرورة أن تضع الحكومات المعايير والقوانين اللازمة ومتابعة تنفيذها، بينما يقوم القطاع الخاص والمؤسسات المالية بتوفير الموارد المالية واستثمارها بشكل فعال، مشيراً إلى إنها رحلة طويلة وتحدياتها كبيرة، ولكن لا خيار أمامنا، حيث يجب علينا جميعًا تحمل المسؤولية لجعل هذا الكوكب مكانًا أفضل للعيش، لنا وللأجيال القادمة.
محمد الرشيديمن جانبه، قال الدكتور محمد الرشيدي، رئيس جناح دول مجلس التعاون الخليجي في مؤتمر «كوب 28»، إن دول الخليج ركزت على تطوير بنيتها التحتية للوصول إلى الحياد الكربوني، مشيراً إلى مشروعات الطاقة المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة النووية والهيدروجين الأخضر ومبادرة اصطياد الكربون التي تقوم على تنفيذها عدد من دول الخليج.
وقال إنه على الرغم من أن دول المنطقة من أكبر مصدري البترول في العالم، إلا أنها استغلت الوفرات المالية ووضعت خطط واستراتيجيات تعتمد على الطاقة النظيفة إيماناً منها بأهمية هذا النوع من الطاقة في الاستدامة والمحافظة على البيئة والوصول إلى الصفر الكربوني.
وأكد الدكتور الرشيدي أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مجال الطاقة؛ والتي تسهم في توظيف التقنيات الابتكارية في تعزيز كفاءة استخدام الطاقة وتقليل الانبعاثات الضارة، مشيراً إلى أن دول المنطقة تعتبر محورًا رئيسيًا للابتكار في مجال الطاقة.
وقال: «نعمل جاهدين على تعزيز البحث العلمي وتطوير التقنيات لتحقيق تحول جاد نحو مستقبل يعتمد بشكل أساسي على مصادر الطاقة المستدامة، داعياً إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الطاقة النظيفة وتبادل الخبرات والمعرفة، مع التركيز على بناء شراكات استراتيجية تسهم في تعزيز قدرات الدول وتحقيق تقدم ملموس نحو الاستدامة».
عمرو نادرفيما أكد خبير الطاقة النظيفة، عمرو نادر، أن الدول العربية تتقدم بخطى كبيرة في مجال استغلال إمكانياتها في مجال الطاقة المتجددة؛ من خلال مشروعات متنوعة لبناء بنية تحتية متطورة لتوليد الكهرباء، مشيرًا إلى مشروعات دولة الإمارات ودول الخليج وشمال إفريقيا في مجال الطاقة النووية والشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة ضمن برنامج المسرع العالمي لخفض الانبعاثات.
وأشار إلى أن برنامج المسرع العالمي لخفض الانبعاثات الكربونية، يركز على الأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى الدول العربية إلى تسريع وتيرة الانتقال إلى استغلال الطاقة النظيفة كبديل عن الوقود الأحفوري وذلك عبر زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة.
وقال إن الإمارات استفادت من الطاقة الشمسية والنووية ووضعت استراتيجية للتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة بنسبة تتراوح بين 70 % إلى 90 % بحول عام 2050، كما وضعت دول الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط استراتيجية للتحول إلى صفر كربوني؛ عبر مشروعات طموحة للاستفادة من مقدراتها بما في ذلك الطاقة الشمسية.
وأوضح أن التحول للطاقة النظيفة له شقان، الأول تكنولوجي والثاني الانتقال العادل، وأن الشقين يتطلبان تضافر جهود القطاعين حكومي والخاص في ضخ مزيد من الاستثمارات في هذا المجال الحيوي لبناء بنية تحتية تضمن سعر منخفض للطاقة الخضراء من مصادر متنوعة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات قطاع الطاقة كوب 28 الإمارات الاستدامة ع العالمی لخفض الانبعاثات الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة فی قطاع الطاقة فی مجال الطاقة مصادر الطاقة دول الخلیج المسر ع
إقرأ أيضاً:
مصر تحصد المركز الأول في مجال بحوث الطاقة الذرية
تصدرت هيئة الطاقة الذرية المصرية المركز الأول في مجال بحوث الطاقة الذرية والمركز الثامن على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والرابع محلياً على مستوى تصنيف سيماجو الدولي للمراكز البحثية لعام 2024.
كما حصلت على ثلاثة من مراكزها على مراكز متقدمة بالتصنيف حيث حصل المركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع على المركز الثامن عشر، ومركز البحوث النووية على المركز السابع والعشرون، ومركز المعامل الحارة على المركز السادس والخمسون، وذلك من أصل عدد 391 مركز بحثي .
وكان الدكتور عمرو الحاج رئيس الهيئة قد حضر حفل اعلان نتائج الإصدار الثالث من تصنيف سيماجو الإسباني لتصنيف المراكز والمعاهد والهيئات البحثية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2024 والذي شهده الدكتور ايمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبمشاركة نائب رئيس شركة إلسيفير للخدمات التحليلية والبحثية، والمستشار العلمي لمؤسسة سيماجو العالمي والأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية. حيث حصلت مصرعلى 5 مراكز من الـ 10 الأوائل بالتصنيف.
ويعد تصنيف سيماجو الإسباني (SCImago) أحد التصنيفات المتفردة للمراكز والهيئات البحثية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتتبناه مؤسسة سيماجو الدولية المُتخصصة والتي تتبنى رؤية جديدة في التصنيف للمراكز البحثية حيث يعتمد هذا التصنيف على مؤشر مركب يجمع تقييم ثلاث مجموعات مختلفة من المؤشرات. حيث يعتمد التصنيف على وضع أوزان نسبية لمعايير التقييم حيث تم إعطاء مؤشر الابتكار نسبة 40% من تقييم أداء المراكز البحثية لمعيار الكفاءة حيث تشمل نسبة 18% علي تقييم الأداء، ونسبة 10% على الانتاجية، نسبة 2% على الانفتاح، ونسبة 10% على التعاون المحلي والدولي. كما تم إعطاء نسبة 40% على تقييم مؤشر الابتكار حيث تشمل نسبة 10% على ثقافة الابتكار، نسبة 15% على الاختراعات والابتكارات، ونسبة 15% على صفحات الابتكار، وختاماً نسبة 20% على مؤشر الوصول والتأثير على المجتمع حيث تشمل نسبة 5% على نسبة المشاهدة والتواصل على الصفحات الالكترونية، نسبة 5% عن المشاركة بشبكات التواصل الاجتماعي، نسبة 3% عن تحديث الصفحات الالكترونية ، ونسبة 7% عن نسبة المشاركة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقد صرح الدكتور عمرو الحاج رئيس الهيئة بأن الهيئة في هذا التصنيف تتصدرهيئات الطاقة الذرية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالات البحوث الخاصة بالاستخدامات السلمية للطاقة الذرية واضاف بأن الهيئة تتبنى رؤية لربط الأبحاث العلمية بالبحوث التطبيقية وخاصة لخدمة المجتمع.
كما أضاف أن من أهم أنشطة الهيئة ومراكزها العلمية المختلفة القيام بأنتاج النظائر المشعة لتشخيص وعلاج الأورام والتي تغطي احتياجات السوق المحلي والتي يتم انتاجها بمجمع مفاعل مصر البحثي الثاني بأنشاص، كما تقوم الهيئة بتشعيع الأغذية لتعظيم الصادارات الغذائية المصرية للخارج بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع كما تقوم الهيئة بالعديد من الأبحاث التطبيقية في مجال الزراعة وانتاج طفرات زراعية جديدة مثل طفرات القمح واللوبيا وغيرها من الأنشطة في مجالات الهندسة النووية و الألكترونية وطبيعة المفاعلات وبحوث الفلزات وغيرها بمركز البحوث النووية بأنشاص، كما تشمل أنشطة الهيئة معالجة النفايات المشعة بأنواعها وأنتاج المركبات الصيدلانية بمركز المعامل الحارة بأنشاص، كما تقوم بأبحاث الأمان النووي بالمركز القومي لبحوث الامان النووي والإشعاعي كما تشمل أنشطة التميز بالهيئة عدد الأبحاث المنشورة و المُفهرسة في قواعد بيانات سكوبس، كما تقوم الهيئة بدعم أنشطة التعاون في المجالات البحثية والتطبيقية سواءاً على المستوى المحلي مع الجامعات ومراكز البحوث المصرية أو المستوى الدولي سواءاً مع الدول العربية من خلال الهيئة العربية للطاقة الذرية أو مع الدول الأفريقية من خلال مشروعات الأفرا أو المشروعات الدولية من خلال أنشطة التعاون الفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما تقوم أيضاً بدور قومي من خلال أنشطة الكشف الإشعاعي بجميع المنافذ المصرية.
وقد صرح الدكتور/ شريف الجوهري المتحدث الرسمي للهيئة بأن تصدر الهيئة على مستوى هيئات الطاقة الذرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الثالث على التوالي يرجع لعدة عوامل من أهمها أنها أقدم مدرسة علمية نووية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث أنشأت منذ حوالي ستون عاماً ويستمر تواصل الأجيال بها حتى الأن، كما يرجع ايضاً لتعدد مجالات تخصصاتها والتي تشمل جميع مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية ، كذلك تنوع تخصصات العلماء والباحثين بها لتشمل الهندسة والطب والصيدلة والعلوم والزراعة وغيرها، وختاماً تنوع المنشأت البحثية التي تمتلكها الهيئة والتي تشمل مجمع مفاعل مصر البحثي الثاني بأنشاص بالاضافة لوحدتي للتشعيع الجامي بمدينة نصر والأسكندرية ومعجل الكتروني ومركز لمعالجة النفايات المشعة بأنواعها كما لديها العديد من المعامل المركزية وكذلك المعامل المتخصصة.