نيبينزيا من معبر رفح: هدفنا وقف النار
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
زار وفد من مجلس الأمن الدولي معبر رفح البري لتفقد الأوضاع هناك والوقوف بأنفسهم على الجهود الإنسانية وأطنان المساعدات المتكدسة في الجانب المصري.
وقال نيبينزيا، في تصريح خاص لآرتي، إنه من الضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وإقامة دولة فلسطينية مستقلة لإنهاء الصراع.
.المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحرب على غزة القاهرة فاسيلي نيبينزيا قطاع غزة معبر رفح
إقرأ أيضاً:
كلمة شكر وعرفان
سعيد بن سالم البادي
انقضى شهر الصيام وذهب في عداد الأشهر المنصرمة من قبله وهو يحمل معه شهاداته التي شهدها لكل منَّا أوعلينا نسأل الله أن تكون لنا وليس علينا، وذهب بتلك الشهادات إلى من يُسجلها ويُوثقها "قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى" (طه: 52).
فمنَّا من شهد له شهر رمضان ومنَّا من شهد عليه فيما قدمنا من الأعمال فيه ومن بذل جهدا مضاعفا ومن تكاسل منَّا ومن أسعد نفسه ومن أسعد غيره منَّا.
وقد أردت في هذا المقام أن أركز وأخص بمقالي هذا لفئة مخصوصة قد ينساها الجميع إلا من رحم ربي ألا وهي تلك الفئة التي كانت تجاهد طوال شهر رمضان جهادًا شرسًا بين جدران المطابخ وقرع الأواني وعلى لهيب النار، جهادًا مسلحًا بسلاح الصبر والصمت.
كانت تلك الفئة تجاهد في ميادين الطبخ وتجهيز الموائد والسفر المكتظة بأنواع المأكولات المطبوخات والمقليات والأنواع المختلفة من الشوربات والمشروبات وغيرها مما أجادت به أيديهن الكريمات.
كانت تلك الفئة من الأمهات والزوجات والبنات والأخوات يكدحن في مطابخهن طوال الشهر الفضيل، جعلن من وجوههن المشرقات بنور الإيمان والصيام تروسًا لمواجهة لهيب النيران أثناء الطبخ ويتعرضن لمخاطر النار وحرارتها من احتراق وحروق ومن جهد الوقوف لمدد تمتد لساعات طويلة فمنهن من يتعرَّض للهيب النار ومنهن من يتعرض للحرق بالزيوت ومنهن من يتعرض لاشتعال غاز الطبخ وغير ذلك من المخاطر التي تعرض حياتهن للخطر وهن صابرات محتسبات بلا شكوى ولا تذمر بل بسعادة ونشاط يتجدَّد كلما تذكرن طبخة مُعينة أردن أن يسعدن بها الزوج أو الابن أو الأب والأخ أو الضيف.
وأغلب الرجال في ذلك الوقت بين متريض وبين نائم أو يمارس هواية معينة لا يكلف نفسه أدنى عناء في سبيل تحضير تلك السُّفر والموائد الزاخرة بمختلف الأنواع من المأكولات والمشروبات التي أعدت بجهد سواعد تلك المجاهدات.
لا يكلفون أنفسهم بأدنى جهد في إعانتهن إلا البعض منهم ينبري مستأسدًا إن لم يرُق له شيء مما أحضرنه له على مائدته من بين شتى المأكولات فأخذ يشحذ لسانه السليط ويهيل عليها سيل من الانتقادات اللاذعة لمجرد عدم وجود الملح أو زيادته في ذلك النوع من الطعام.
فهل أعرنا تلك الفئة الصائمة المجاهدة لأجلنا ولأجل سعادتنا أثناء الإفطار أي كلمة شكر؟
هل حاولنا ولو بكلمة نجعلها تشعر بامتناننا لها بما تقدمه لنا وتبذله من جهد وتعب في سبيل سعادتنا وفي سبيل تقديم ما يُمكن تقديمه لنا أثناء الإفطار من ألذ ما يُمكن من فن الطبخ والتقديم؟
هل أسعدناها بكلمة شكر ترفع من معنوياتها المنهارة أمام لهيب النار التي تلفح وجهها وهي صائمة لأجلنا؟
أكيد نسينا أو أنستنا تلك الموائد حينما أشبعتنا حتى أن نقول لهن شكرًا على جهدهن وعنائهن ويمكن نسينا أن نقول الحمدلله الذي أطعمنا هذا من غير حول منِّا ولا قوة والحمدلله الذي أطعمنا هذا بجهد من سخرها الله لنا لخدمتنا من غير من ولا أذىً منها.
نسينا أن نقول لهن كلمة ترفع من شأنهن وتحفزهن وترفع معنوياتهن، كلمة ترفع من قدرهن، كلمة ثناء تخفف عنائهن وتعبهن الذي سدَّ نفوسهن عن تناول إفطارهن بكل راحة وهناء كغيرهن من الصائمين.
الشكر لكل من تعبت لأجلنا ولكل من سخرت جهدها ووقتها وصحتها لأجلنا ولأجل أسرتها، شكرًا لكل من ضحت بصحتها وبمشاعرها لأجلنا ولأجل سعادتنا، شكرًا لكل أم بذلت وضحت بسعادتها لإسعادنا شكرًا لكل زوجة ضحت بسعادتها لتسعد زوجاً لا يقدر ولا يشعر بتعبها وجهدها وجوعها وظمئها حينما كانت تقف طوال ساعات الطبخ والتحضير والإعداد، شكرًا لكل أخت ولكل بنت بذلت كل ما بوسعها لسعادة غيرها طوال شهر رمضان شكرًا لكنَّ جميعًا وما أعظم أجوركن عند الله على ما قدمتن من خدمة وإطعام وإفطار الصائمين وإيثاركن لغيركن من الآباء والأمهات والأزواج والأولاد والأخوة وسائر من خدمتن في شهر الخير والكرم والصدقة والإيثار وحفظكن الله من كل شرٍّ ومكروهٍ.