أبرز تطورات اليوم الـ66 من الحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
في اليوم الـ66 من الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة الموافق 11 ديسبمر/كانون الأول 2023، عاد الحديث عن مقترحات هدن لوقف العدوان على القطاع وإبرام صفقة تبادل جديدة للأسرى.
ووسط تصاعد حدة المعارك بين المقاومة وقوات الاحتلال على عدة محاور واعتراف إسرائيل بتكبدها خسائر جديدة في صفوف قواتها بلغ 7 قتلى، واصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب مجازر جديدة بحق المدنيين خلفت 208 شهداء ورفعت عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 18205.
وقد قصف الاحتلال منزل عائلة الصحفي قناة الجزيرة الزميل أنس الشريف في مخيم جباليا شمال القطاع ما أدى إلى استشهاد والده.
وبينما تواصل التصعيد في الضفة الغربية المحتلة باقتحامات ومواجهات جديدة، تبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله البناني قصف المواقع عبر الحدود.
توجه لهدن وصفقة تبادل
نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي أن الظروف نضجت للعودة إلى توافقات بشأن صفقة تبادل أسرى جديدة.
كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية أن هناك تحركات جديدة لإبرام صفقة تبادل أسرى.
من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه إذا مارس الجيش الإسرائيلي مزيدا من الضغط ستكون هناك اقتراحات بشأن هدن جديدة ستدرسها الحكومة.
وأضاف أن إسرائيل منفتحة على بحث كل الإمكانيات بشأن مستقبل قطاع غزة لكن لن يكون هناك دور لحركة حماس في ذلك حسب تعبيره.
وفي السياق قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستكون "وحدها المسؤولة عن الأمن بغزة بعد الحرب، ووحدها المسؤولة عن نزع السلاح من غزة".
يأتي ذلك بينما قال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن التوصل إلى هدنة جديدة مهم من أجل إخراج المحتجزين في قطاع غزة.
وقد دعت 4 دول في الاتحاد الأوروبي على هامش اجتماع وزاري في بروكسل، إلى هدنة في غزة لوقف ما وصفتها "بالمذبحة".
وقال قادة أيرلندا وإسبانيا ومالطا وبلجيكا في رسالة بعثوا بها إلى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، إنه يتعين عليهم دعوة جميع الأطراف فورا إلى إعلان هدنة انسانية تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية.
المقاومة والخسائر الإسرائيلية
ميدانيا تتركز المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في محاور مخيم جباليا شمالي القطاع، وكذلك في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة،، إضافة إلى محاور القتال شرق خان يونس جنوبي القطاع. في ما أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي أن قواته تعمل على تعميق عمليتها العسكرية في شمال وجنوب قطاع غزة.
وقد حصلت الجزيرة على صور لمعارك كتائب القسام الجناح العسكري لحكرة حماس والجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية شرق غزة. وبثت كتائب القسام صورا لقصف فرق الهاون تجمعات للجيش الإسرائيلي في محاور التوغل.
بدورها بثت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مشاهد قالت لاستهداف آليات إسرائيلية في محاور التقدم شرق غزة.
في المقابل نشر جيش الاحتلال عبر موقع إكس، مقاطع مصورة قال إنها لعملية إنزال جوي للإمدادات والعتاد للقوات الإسرائيلية في خان يونس. وأضاف الناطق العسكري أنها المرة الأولى لعملية إنزال كهذه منذ حرب لبنان عام 2006 وشملت 7 أطنان من المواد اللوجستية للفرقة 98 التي تخوض معارك برية هناك.
وحصلت الجزيرة على صور أقمار صناعية -التُقطت أمس الموافق 10 ديسمبر/ كانون الأول- تُظهر حركة توغل الجيش الاسرائيلي شمالي غزة. وتُظهر الصور تجمع آليات جيش الاحتلال في شمال غرب المدينة بشارع الرشيد، وفي بيت لاهيا شمالي المدينة. كما أظهرت الصور توغلا لعدد محدود من الآليات الإسرائيلية في منطقتي الفالوجا والشجاعية. وبينت الصور عدم تطويق الجيش الاسرائيلي لجباليا حتى يوم أمس الأحد.
وقال مستشفى سوروكا الإسرائيلي إنه استقبل 27 جنديا إسرائيليا جريحا، 5 منهم في حالة حرجة، خلال الساعات الـ24 الماضية. وأعلن جيش الاحتلال ارتفاع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 110 بعد مقتل 7 من جنوده وضباطه خلال الـ24 ساعة الماضية. واعترف الجيش الإسرائيلي أن 5 من هؤلاء القتلى سقطوا في كمين بالألغام نصبته لهم كتائب القسام قرب فتحة نفق في خان يونس،
وبذلك يصبح العدد الكلي لقتلى الجيش الإسرائيلي 434 منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
مجازر جديدة وأوبئة
ومقابل تكبده خاسائر أمام ضربات المقاومة واصل جيش الاحتلال ارتكاب مجزار جديدة بحق المدنيين. وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 208 أشخاص خلال الساعات الماضية في قطاع غزة، وأن عددا كبيرا لا يزال من الضحايا تحت الانقاض.
وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الشهداء في القطاع ارتفع إلى 18205، في حين بلغ عدد الجرحى 49645.
وأعربت وزارة الصحة في غزة عن خشيتها على حياة مئات آلاف النازحين جراء انتشار الأوبئة وأمراض معدية في أماكن الإيواء.
يأتي ذلك بينما تكتظ المدارس ومراكز الإيواء المختلفة والمستشفيات بعشرات الآلاف من النازحين.
استهداف عائلة صحفي الجزيرة
وقد استهدف الجيش الإسرائيلي منزل صحفي قناة الجزيرة أنس الشريف في جباليا ما أدى لاستشهاد والده.
وقال الصحفي أنس الشريف إنه سيستمر في نقل معاناة الفلسطينيين رغم استشهاد والده جراء استهداف منزل العائلة في مخيم جباليا، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يريد لصورة جرائمه أن تخرج من غزة.
وكان الصحفي أنس الشريف، الذي يعمل لصالح قناة الجزيرة في شمال غزة، قد كشف قبل نحو أسبوعين عن تلقيه تهديدات من ضباط إسرائيليين لوقف تغطيته للحرب الإسرائيلية على القطاع؛ وأكد حينها أنه لن يستجيب لهذه التهديدات، وسيواصل تغطيته الصحفية كالمعتاد.
وأدانت شبكة الجزيرة الإعلامية استهداف جيش الاحتلال منزل الزميل الصحفي بقناة الجزيرة أنس الشريف، في مخيم جباليا اليوم الاثنين، ما أدى إلى استشهاد والده.
وأكدت شبكة الجزيرة في بيان أنها ستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة أمام الجهات ذات الاختصاص لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.
وأشارت شبكة الجزيرة إلى أن هذا الاستهداف يأتي بعد سلسلة تهديدات تلقاها الشريف منذ نوفمبر الماضي في محاولة لثنيه عن أداء عمله، كما يأتي ضمن سلسلة استهدافات متعمدة لعائلات مراسلي الشبكة والعاملين معها في القطاع للضغط عليهم بهدف تغييب الحقيقة وإخفاء الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال.
التصعيد في الضفة
وفي الضفة الغربية أظهرت صور حصلت عليها الجزيرة، لحظة إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للشاب رامي العبوشي في مخيم الفارعة في طوباس بالضفة الغربية قبل أيام. وتظهر الصور قوات الاحتلال وهي تطلق النار على الشهيد رامي أكثر من مرة، ما أدى لوقوعه على الأرض جريحا، لكنها عادت لتطلق النار عليه مجددا بشكل مباشر ما أدى إلى استشهاده على الفور.
وقد اقتحمت قوات الاحتلال مدينة رام الله وحاصرت بناية سكنية في حي الطيرة وصادرت مركبة قبل أن تنسحب من المكان. وأفاد مراسل الجزيرة بأن أكثر من 30 آلية عسكرية للاحتلال دهمت بلدة بيتونيا غربي رام الله، واقتحمت مدرسة ذكور بيتونيا ومنازل عدة واعتقلت 3 فلسطينيين، بينهم أسير محرر وضابط في الاستخبارات العسكرية قبل أن تنسحب من البلدة.
كما اقتحمت قوات واليات الاحتلال الإسرائيلي مناطق في بيت لحم والخليل وجنين. ودهمت قوات الاحتلال حي كفر سابا في مدينة قلقيلية ونشرت فرق المشاة والقناصة وحاصرت عددا من البنايات والمنازل في الحي.
وفي بلدة دورا في الخلليل اقتحمت قوات الاحتلال عمارة مكونة من 8 طوابق واستغرق الاقتحام أكثر من 3 ساعات احتجز خلالها الاحتلال عددا من سكان المبنى قبل أن يعتقل الأسير المحرر إياد عمرو ويقتاده إلى جهة مجهولة، بعد ضربه والاعتداء عليه، وفق ما روت عائلته للجزيرة.
جبهة جنوب لبنان
وشمالا على جبهة جنوب لبنان أعلن حزب الله عن مهاجمة 4 مواقع عسكرية إسرائيلية قبالة الحدود اللبنانية. وقال الحزب إن مقاتليه هاجموا تجمعا لجنود إسرائيليين في محيط موقع السماقة وقصفوا موقع الراهب بصواريخ بركان واستهدفوا ثكنة برانيت وموقع حدب البستان.
وأعلن الدفاع المدني عن استشهاد مواطن يبلغ من العمر ثمانين عاما في قصف إسرائيلي تعرضت له بلدة الطيبة جنوب لبنان. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدات عدة بينها الهبارية ومارون الراس ويارون والناقورة. وأغارت المقاتلات الإسرائيلية على منطقة خلة خازن في جبل الريحان فيما نعى حزب الله اثنين من مقاتليه.
وأفاد مراسل الجزيرة بإطلاق 8 صواريخ باتجاه موقعي الرمثا والسماقة الإسرائيليين في تلال كفرشوبا المحتلة جنوبي لبنان. كما أفاد المراسل بإطلاق عدد من الصواريخ من جنوبي لبنان باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في الجليل الغربي قالت إسرائيل إنها اعترضت 8 منها فيما سقط اثنان في منطقة غير مأهولة.
وبينما قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدات في جنوب لبنان نعى حزب الله اثنين من مقاتليه، سقطا في المواجهات مع القوات الإسرائيلية. هذا ونقلت رويترز عن وزير الدفاع الإسرائيلي قوله إن إسرائيل منفتحة للتوصل لاتفاق مع حزب الله إذا تضمن منطقة آمنة على الحدود وضمانات.
الفسفور الأبيضكشفت صحيفة واشنطن بوست عن أن إسرائيل استخدمت قذائف الفوسفور الأبيض الأميركية في قصف على جنوب لبنان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدى لإصابة 9 مدنيين على الأقل، وفقا لما أظهره فحص بقايا تلك القذائف.
من جانبه، قال البيت الأبيض -عقب نشر تقرير واشنطن بوست- إن الولايات المتحدة قلقة من تقارير استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض.
لكن المتحدث باسم البنتاغون أشار غلىأن وزارة الدفاع الأميركية لا تستطيع التحقق مما إذا كانت تلك القذائف أميركية، مشيرا إلى أن واشنطن لم تزود إسرائيل بقذائف الفوسفور الأبيض منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الإضراب الشامل
وقد عم إضراب شامل -اليوم الاثنين- عدة مدن عربية وإسلامية حول العالم تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأطلق نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي في الأيام السابقة دعوات لإضراب شامل حول العالم للتضامن مع أهالي قطاع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي.
وقال النشطاء إن الإضراب الشامل يهدف للضغط على الحكومات، وإجبارها على التحرك بشكل جاد لوقف المجازر الإسرائيلية وجرائم الإبادة المتواصلة في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الإسرائیلیة على قوات الاحتلال استشهاد والده جیش الاحتلال إسرائیلیة فی مخیم جبالیا جنوب لبنان أنس الشریف قطاع غزة حزب الله فی مخیم إلى أن ما أدى فی غزة
إقرأ أيضاً:
وفد إسرائيل في الدوحة.. وويتكوف يصل غدًا.. «هدنة غزة».. جولة مفاوضات جديدة وتعقيدات مستمرة
البلاد – جدة، رام الله
تشهد العاصمة القطرية الدوحة بدءًا من اليوم (الاثنين)، جولة جديدة من المفاوضات لإنقاذ التهدئة في غزة، فيما تتباين مواقف الاحتلال وحركة حماس حول الولوج إلى مباحثات المرحلة الثانية من الاتفاق أو تمديد مرحلته الأولى، في ظل اختلاف الاستحقاقات في المرحلتين، ورغبة كل طرف في تحقيق أهدافه، والاحتفاظ بـ “كروته” لأبعد لحظة ممكنة.
وقال مسؤولون أمريكيون، وفقاً لموقع “أكسيوس”، إنه من المتوقع أن يتوجه مبعوث الرئيس الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، ستيف ويتكوف، إلى العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء للتوسط في اتفاق جديد بين حماس وإسرائيل. فيما قال مكتب نتنياهو إن إسرائيل سترسل وفدًا إلى الدوحة، اليوم، لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار بعد قبول دعوة من الوسطاء، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول قوله إنه تم إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها أمريكا مؤخرًا مع حماس، في إشارة إلى مبادرة جديدة اقترحتها واشنطن تقضي بإطلاق سراح 10 رهائن أحياء، مقابل تمديد الهدنة لشهرين.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ”أكسيوس”، إن ويتكوف “أراد جمع كل الأطراف في مكان واحد لعدة أيام من المفاوضات المكثفة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق”.
بدورها، أكدت “حماس” مؤخراً موافقتها على “تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة غزة إلى إجراء الانتخابات العامة”، كما أبدت رغبتها البدء فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشددة على “ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق، وفتح المعابر، وإعادة دخول المواد الإغاثية للقطاع دون قيد أو شرط”.
وسبق ورفضت حماس “مقترح ويتكوف”، الهادف لتمديد الهدنة لمدة 42 يومًا بالتزامن مع التفاوض حول اتفاق دائم لوقف النار، على أن تطلق حماس سراح نصف الرهائن الأحياء والأموات في اليوم الأول من دخول التمديد حيز التنفيذ، وإطلاق سراح بقيتهم، حال التوصل لاتفاق دائم لوقف النار.
وتسعى إسرائيل لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، تهربًا من استحقاقات المرحلة الثانية التي تنص على انسحابها الكامل من قطاع غزة، بما يشمل محور فيلادلفيا، وإنهاء الحرب، وتشترط “نزع السلاح بشكل كامل” من القطاع وخروج حماس من غزة وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
في المقابل، تتمسك حماس للإفراج عن جميع الرهائن، بالبقاء في القطاع الذي تتولى إدارته منذ 2007، وانسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من غزة، ووضع حد للحصار المفروض، والدخول في مفاوضات المرحلة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار، المتعلقة بإعادة إعمار القطاع وتوفير التمويل بناء على خطة أقرتها القمة العربية التي انعقدت مؤخرًا.
وتبدو جميع الأطراف ” الاحتلال وحماس والوسطاء المصريون والقطريون والأمريكيون” في حاجة لمزيد من الوقت للتفاوض، ولهم مصلحة في تجنب العودة للقتال، في هذه المرحلة على الأقل، رغم تلويح الاحتلال بخيار استئناف الحرب، ما يُرجح إمكانية تمديد المرحلة الأولى وإطلاق عدد محدود من الرهائن، لكن بثمن كبير لحماس، يتيح لها الحفاظ على صورة القوة كما في استعراضاتها خلال مراسم تسليم الرهائن، على أن تؤجل محادثات التسوية السلمية انتظارًا لاختراق ما أو صفقة كبرى.