علاقاتنـــا قويـــة ومتينـــة وهــي علاقــات تاريخيــة طويلـة الأمـد

ممتنون للقيادة البحرينية على دعمها في قمة صوت الجنوب العالمي 1.3 مليار دولار أمريكي توقعاتنا حول التبادل التجاري لعام 2023 300 ألف الجالية الهندية وهم ممتنون للقيادة والمجتمع البحريني


أكد سفير جمهورية الهند لدى مملكة البحرين فينود كوريان جاكوب على عمق العلاقات الأخوية التي تربط بلاده بمملكة البحرين، مشددًا على أن قيادتي البلدين تنظران للعلاقات الثنائية كعلاقات تاريخية وأخوية طويلة الأمد.

وقال السفير الهندي جاكوب في أول مقابلة صحفية له منذ توليه مهام عمله، والتي جاءت على هامش زيارته الى مؤسسسة «الأيام» إن العلاقات البحرينية - الهندية هي علاقات قوية ومتينة وعلى كافة المستويات لاسيما في سياق العلاقات الثنائية، وكذلك في سياق العلاقات متعددة الأطراف في سياق مجلس التعاون الخليجي، وكذلك في تعزيز التعاون في القضايا ذات الاهتمام الدولي مثل تغير المناخ والطاقة المتجددة - التي تحظى بمواقف مشتركة - والأمن الإقليمي. واعتبر السفير جاكوب أن أبرز أولوياته في مهام عملة تنصب على ترجمة ما تم التوافق عليه ما بين قيادتي البلدين، وترجمة طموح البلدين الى أفعال على أرض الواقع. وفي الشق الاقتصادي، توقع السفير جاكوب أن يصل التبادل التجاري ما بين البلدين مع نهاية العام 2023 نحو 1،3 مليار دولار أمريكي، لافتًا الى أن حجم الاستثمارات بين البلدين يصل الى نحو 1،5 مليار دولار. وفيما يلي نص المقابلة:
] مع بدء مهام عملكم كسفيرٍ لجمهورية الهند لدى مملكة البحرين.. ما هي أهم أولوياتكم؟ - الأولوية بالنسبة لي، هو ما تم التوافق عليه بين قيادتي البلدين. هناك عدة جوانب تم الاتفاق عليه من قبل قيادتي البلدين، وأولوياتي إدراك ذلك، وجعل هذه الجوانب موضع التنفيذ، وترجمتها على أرض الواقع، لهذا سأعمل مع وزارة الخارجية، ووزارات حكومية أخرى في مملكة البحرين، تمامًا كما يعمل نظيري سفير مملكة البحرين لدى نيودلهي وفريق عمله مع الحكومة الهندية. إن قيادتي البلدين تنظران للعلاقات البحرينية - الهندية كعلاقات تاريخية وأخوية طويلة الأمد، ولدينا العديد من القيم المشتركة، تمامًا كما لدينا إرادة مشتركة، كذلك تحقيق الازدهار على المستوى الدولي. نحن نتطلع الى تعزيز العلاقات في المجالات الدولية في قارة آسيا وخارجها، كما نتطلع لتعزيز التعاون في القضايا الدولية. هذا ما تم التوافق حوله، ومسؤوليتي اليوم هي ترجمة ذلك الى أفعال على أرض الواقع.
] بتقديركم.. ما هي أهم الجوانب التي تعتقدون بأهمية العمل عليها؟ - هناك جوانب يمكن تقسيمها الى شقين، ثنائي، ومتعدد الأطراف، في السابق لم يكن الشق المتعلق بتعدد الأطراف ذا زخم، لكن الآن الأمر تغير. أعتقد أننا بحاجة إلى مواصلة زخم التبادلات السياسية -الذي شهدناه مؤخرًا- في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان هناك لقاءات جمعت جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، بالطبع، نحن نتطلع إلى المزيد من هذه اللقاءات ذات الأهمية البالغة، وكذلك الزيارات الثنائية. لدينا ايضًا اللجنة المشتركة العليا على مستوى وزراء الخارجية في كلا البلدين، ونحن نتطلع لاستمرار هذه الآلية. كذلك كانت هناك مشاركة من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة ممثلاً عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء ممثلاً في النسخة الثانية من قمة صوت الجنوب العالمي التي عقدت في 17 نوفمبر الماضي. لذا هذه المشاركات تعكس مستوى عاليًا من التبادلات السياسية، وينبغي لنا أن نواصل هذا الزخم. الجانب الثاني هو التجارة والاقتصاد والاستثمار التجاري، وما نشهده في هذه الجوانب يجب أن نعمل على تعزيزه وزيادته، بالطبع، تركيزي الشخصي ينصب على الاستثمار، أي المزيد من الاستثمارات من الهند الى البحرين، كما تعلمون، هناك نسبة نمو اقتصادي في الهند تصل الى 7%، لذا نأمل أن تستفيد البحرين من هذا النمو الاقتصادي الذي تشهده الهند، وكذلك أن تستفيد الهند من النمو الاقتصادي الذي تحققه البحرين لاسيما عبر موقعها وذلك من أجل اقامة علاقات أوثق مع البحرين، ودول مجلس التعاون الخليجي. تاريخيًا كانت البحرين تشكل بوابة لهذه المنطقة، وهذا هو الحال دائمًا عبر اللؤلؤ البحريني، والبهارات الهندية، حيث كان دائمًا هذا التفاعل. لذا يجب أن نستمر بالارتقاء به الى مستوى أفضل. الآن هدفي هو المزيد من الاستثمار. وبلا شك إن التجارة الثنائية وكذلك الاستثمارات الثنائية في وضع جيد، لكن أعتقد أنه يمكننا فعل المزيد في هذا الاتجاه.
] كيف تنظرون إلى العلاقات البحرينية – الهندية بشكل عام؟ - سأقول إنها علاقات قوية ومتينة وعلى كافة المستويات، سواء المستوى الرسمي، وكذلك علاقات الناس ببعضها، اليوم نتحدث عن جالية هندية يصل تعدادها الى نحو 300 ألف مواطن هندي – وهي الجالية الأكبر- وكذلك أعداد الزائرين الى البحرين من الهند. في المقابل، لدينا جيل جديد من الشعب البحريني من فئة الشباب الذين يزرون الهند ويكتشفون الهند. إذن نتحدث عن تفاعل اجتماعي، كذلك لدينا مستوى متقدم من العلاقات الرسمية، حيث هناك تعاون في مجال الدفاع والأمن. ولدينا تعاون في القضايا الدولية. وكذلك لدينا تعاون في سياق دول مجلس التعاون الخليجي والهند، وفي قضايا دولية مثل تغير المناخ، كما لدينا مواقف وتوافقات مشتركة حيال الطاقة المتجددة، كما لدينا تعاون في التعامل مع تغير المناخ، لأن الطاقة المتجددة هناك مواقف مشتركة. لذلك -كما تعلمون- جميع هذه المستويات من العلاقات هي قوية ومتينة، وأعتقد أن نقل العلاقات الى المستويات التالية هو ما نعمل من أجله جميعًا.
] ماذا عن حجم التبادل التجاري ما بين البلدين؟ - وفقًا للاحصائيات الرسمية البحرينية، فقد بلغ حجم التبادل التجاري ما بين البحرين والهند في العام الماضي نحو 1،4 مليار دولار أمريكي. واذًا نظرتي الى ما قبل 15 عامًا، ستجدين أن حجم التبادل التجاري لم يكن يشكل سوى ثلث هذا الرقم. لكن التجارة الثنائية تضاعفت الآن ثلاث مرات. وهذا العام – خلال الفترة سبتمبر وأكتوبر- تجاوزت حدود 900 مليون دولار. لذا نتوقع أن تصل هذا العام الى نحو 1،3 مليار. يجب أن نتذكر أن العام الماضي كان أول عام بعد انتهاء فترة الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19، حيث تم معالجة الطلب المتراكم بحكم الجائحة، لذا هذا كان يشكل وضع استثنائي. لكن يمكننا أن نتوقع حجم التبادل التجاري بحدود 1،2 الى 1،3 مليار دولار امريكي. والمهم ايضًا أن الميزان التجاري في وضع جيد، نعم هو حاليًا في صالح الهند، ولكن ليس هناك فرقًا كبيرًا في مستوى الصادرات والورادت لذا يمكن القول أن الميزان التجاري ما بين البحرين والهند في وضع وضع جيدًا جدًا، وهذا مؤشر جيد على حجم التفاعل الاقتصادي ما بين البلدين.
] ذكرت أن اهتمامك ينصب على الاستثمارات.. ما هي القطاعات التي تتوقع أن تشهد زيادة في المستقبل؟ - اذا نظرتي الى الإحصائيات الرسمية الهندية، ستجدين أن لديها إحصائيات ما بين العام 2004 الى 2022، ويبلغ الاستثمار التراكمي وفق الإحصائيات نحو 1،5 مليار دولار، فيما يبلغ حجم الاستثمار البحريني في الهند الآن حوالي 180.5 مليون دولار أمريكي. لذا، فإن إجمالي الاستثمارات تبلغ حوالي 1.5 مليار دولار أمريكي. لكنني أعتقد أن هناك الكثير الإمكانيات والفرص المؤملة في كلا البلدين اللتين تشهدان نموًا اقتصاديًا. فعندما يكون هناك نمو اقتصادي، فهذا يعني أن هناك فرصًا لدى الجانبين. كذلك لدى البلدين رؤية اقتصادية واضحة جدًا، حيث لدى البحرين رؤية اقتصادية لعام 2030 وللهند رؤية اقتصادية لعام 2047. وهناك الكثير من التقارب مما يمكننا من تحقيق منفعة متبادلة. لذا أرى الكثير من الفرص -على سبيل المثال- الاستثمارات في مجالات محددة في التقنيات الجديدة المرتبطة بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وهذا المجال يتركز حول منطقة بومباي. وكذلك منطقة بنغالور. في المقابل، الهنود يستثمرون هنا أيضًا، حيث يتم النظر في استثمارات بقيمة نصف مليار دولار وما إلى ذلك في طور الإعداد، وقد تم تجميعها معًا في مجالات مختلفة بأسماء كبيرة مثل تيتان وغيرها. لذلك أعتقد أن هذه كلها مؤشرات على وجود إمكانات كبيرة لهذا الاستثمار. وأعتقد أننا بحاجة إلى العمل معًا لتشجيع هذا الأمر بشكل أكبر.
] سأنتقل إلى التعاون الدفاعي.. ماذا عن تطورات التعاون الدفاعي بين البلدين؟ - لقد قمنا بإنشاء جناح متخصص بشؤون الدفاع للسفارة في العام 2020، كذلك هناك تعاون جيد في المجالات البحرية لاسيما بعد انضمام الهند الى القوات البحرية المشتركة. ونحن نشارك بنشاط في هذه القوات. كذلك هناك العديد من السفن الحربية الهندية التي زارت البحرين، وهناك إمكانية للتدريبات المشتركة وكذلك التعاون في مجال احدث التقنيات المرتبطة بهذا المجال. بتقديري، أرى الكثير من الإمكانيات المعززة للتعاون فيما بيننا لا سيما في ظل التركيز على الأمن الإقليمي، ومن المفيد جدًا تعزيز التواصل والتعاون العسكري.
] يقيم في البحرين -كما ذكرتم- نحو 300 ألف من رعاياكم، وهي الجالية الأكبر.. كيف تنظرون الى هذا المجتمع الكبير الذي يعيش على أرض البحرين؟ وما هي انطباعاتكم بعد لقاءاتكم مع جاليتكم؟ - المجتمع الهندي هنا متنوع للغاية، وبينما ينحدر معظم أبناء الجالية من ولاية كيرالا – جنوب الهند، إلا أن هناك أيضًا رعايا يأتون من أجزاء أخرى من الهند. أحد الأشياء التي سمعتها من أبناء الجالية الهندية هي مدى لطف وتسامح قيادتي وحكومة مملكة البحرين. الجالية هنا سعداء بإقامتهم هنا، ويعتزون بمدى التقدير الذي يحظون به في المملكة. ويدركون جيدًا أن هذا الجانب يشكل ميزة بالنسبة للبحرين في المنطقة. بلا شك إن هذا التسامح والاحترام اتجاه الوافدين قد شكل ميزة للبحرين وثقافتها لقرون طويلة. وهو ما يشكل أحد أكبر المزايا التي تتمتع بها البحرين، وكذلك أبرز الاسباب التي تجعل الجالية الهندية هنا تشعر بالراحة. كذلك تغير طبيعة الجالية الهندية المقيمة هنا، حيث هنا رعايا من الهند يشغلون مناصب عليا في شركات، بالاضافة الى فئة رجال الأعمال، وايضًا هناك موظفين يعملون في وظائف صغيرة وغيرها. لكن ما يجمعهم هو احترام وتقدير هذا البلد. وأنا بدوري أعتبر أن المملكة بلد مضياف رائع لأبناء جاليتنا. لذلك دائمًا أقول لأبناء جاليتنا علينا أن نبذل المزيد من الجهود لنكون ضيوفًا جيدين، وهذا ما يقع على مسؤوليتنا كجالية هندية. إذ علينا احترام قوانين المملكة. لكن بشكل عام، عندما أنظر الى أعداد الجالية، وهي جالية كبيرة، أرى أنها جالية تحترم قوانين والقواعد العامة في البلاد. فلا نرى الكثير من المشاكل، ويتصرفون بشكل جيد للغاية. بالطبع، نحن ممتنون للقيادة البحرينية.
] سأختتم معك حول مجموعة العشرين، ترأست الهند مجموعة العشرين قبل أن تسلم الرئاسة مؤخرًا الى البرازيل. بتقديركم.. ما هي أهم الإنجازات التي تحققت خلال فترة رئاسة الهند؟ - سأبدأ من الرقم «جي 20» والرقم 17، لقد كانت هذه النسخة الثانية من قمة صوت الجنوب العالمي، والتي شارك في رئاستها رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وشارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني عبر خطاب لقي استماع جيدًا من رئيس وزراء الهند. وكانت هذه المشاركة الخليجية الوحيدة في النسخة الثانية من القمة. لذا نحن ممتنون لمملكة البحرين على دعمها، وعندما نتطلع الى نتائج القمة، نرى أولها أن للمرة الأولى يصبح الاتحاد الافريقي عضواً دائما في المجموعة. وكذلك الانجاز الثاني هوقمة صوت الجنوب العالمي، حيث إن جميع القمم ورئاسة المجموعة كانت تتمحور حول دول مجموعة العشرين. لكن الآن- وكما أكدت الهند- إننا لا نعيش في عالم من 22 دولة فقط، بل نستطيع الاستماع إلى الجميع. ونحن ممتنون للبحرين للدعم الكبير. الجانب الثالث هو أن رئيس الوزراء يريد إشراك الشعب بما يدور في المجموعة، حيث لا يقتصر مفهوم الرئاسة على حضور الشخصيات الرسمية بل تقدير ما يحدث في الهند، وتفهم الشعب الهندي وتقديره لما يحدث في جميع أنحاء العالم. لذلك شكل هذا الجانب دافعًا لتعزيز مبادئ الناس.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية