أقدم الجيش الإسرائيلي على خطوة جديدة من نوعها منذ اندلاع الحرب مع حماس في 7 تشرين الأول الماضي، إذ قرر استخدام أسلوب "الإنزال الجوي" لنحو 7 أطنان من المعدات والأسلحة للمئات من جنوده، الذين يحاربون في خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

وهذه هي المرة الأولى، منذ حرب لبنان عام 2006، التي يلجأ فيها الجيش الإسرائيلي إلى هذا التكتيك العسكري بإسقاط معدات من الجو لتزويد قواته على الأرض.



وأظهرت لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي إنزالاً جوياً ليلاً في جنوب القطاع، إذ تم إسقاط الإمدادات بالمظلات من طائرة نقل طراز "سي -130 جي"، تابعة للسرب 103 في سلاح الجو الإسرائيلي، إلى ساحة المعركة.

وبالتزامن، وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى وسط خان يونس، بعد ليلة من القتال العنيف الذي أدى إلى إبطاء التقدم الإسرائيلي من الشرق.

ويأتي القتال في خان يونس، في وقت تعيد فيه إسرائيل تركيز جهودها الحربية المستمرة منذ أكثر من شهرين على الجنوب، بعد قصف شمال غزة وطرد غالبية سكان القطاع الفلسطيني، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، من ديارهم.

سر "الإنزال الجوي"

من جانبه، قال الباحث المتخصص في الشؤون الجيوسياسية والدفاعية، حمزة العطار، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن استخدام القوات الإسرائيلية لأسلوب "الإنزال الجوي" عبر طائرات الشحن الجوي؛ يأتي لسرعتها وقدرتها على إنزال كميات أكبر من الذخيرة والمواد التموينية للقوات المقاتلة دون تعرضها لأخطار حقيقية، وبالنظر للطبيعة الجغرافية المعقدة لمنطقة خان يونس.

وحدد العطار الأسباب وراء صعوبة الإمداد اللوجستي عبر الشاحنات للقوات الإسرائيلية، في عدد من النقاط قائلاً إن "‏طائرة النقل من طراز C-130J تتمتع بنظم حماية عالية ضد الدفاعات الجوية، كما لديها حمولة عالية لنقل المواد والأسلحة". ولفت إلى أن "‏التحليق الموازي للمروحيات العسكرية مثل الأباتشي AH64، توفّر مراقبة حثيثة لتلك الحمولات إلى أن تصل للقوات الإسرائيلية، و‏في حالة اقتراب مقاتلي حماس من تلك الحمولات تغير عليهم فوراً"، وأضاف: "تلك الحمولة التي تنزلها طائرة C-130J تهبط في مساحات خلف الخطوط المتقدمة للجيش الإسرائيلي لحمياتها من مقاتلي حماس". موقف العمليات الميداني

وتحدث الباحث المتخصص في الشؤون الجيوسياسية والدفاعية، عن الموقف العملياتي الميداني في خان يونس، بالإشارة إلى أن المعارك بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس اختلفت في الشق التكتيكي في مرحلتي ما قبل وقف إطلاق النار وما بعدها.

وأوضح أنه قبل وقف إطلاق النار، كان مقاتلو القسام يتبعون تكتيكا لإبطاء تقدم القوات الإسرائيلية وإطالة خطوط إمداداتها العسكرية وزيادة خسائرها في الآليات؛ لصعوبة إخراجها من قلب المعارك تحت النيران.

لكن هذا التكتيك اختلف كلياً في مرحلة ما بعد الهدنة، وفق العطار، الذي أشار إلى انتقال مقاتلي حماس للالتحام المباشر مع القوات الإسرائيلية لإيقاع أكبر كم من الخسائر البشرية في تلك القوات.

ولفت إلى أن حماس أدخلت سلاح القناصة بوتيرة أعلى في المعارك الجنوبية في خان يونس بالتزامن مع ضرب الآليات العسكرية بالقذائف المضادة للدروع.

ودفعت تلك التكتيكات، القوات الإسرائيلية لهجر آلياتها العسكرية واللجوء للمباني السكنية للاحتماء فيها، بحسب العطار. (سكاي نيوز عربية)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة فی خان یونس إلى أن

إقرأ أيضاً:

سيناريو التقسيم والفقاعات.. هذه خطط إسرائيل لغزة بعد الحرب

على وقع العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، يتركز الضوء خلال المرحلة المقبلة على مستقبل القطاع وماذا سيحدث بعد انتهاء الحرب التي شردت مئات الآلاف وقتلت عشرات الآلاف.

صحيفة "وول ستريت جورنال" قدمت مجموعة من الأفكار والخطط المطروحة في هذا الإطار، استنادا إلى مصادر شملت ضباطا في الجيش الإسرائيلي ومتقاعدين من الاستخبارات الإسرائيلية ومراكز البحوث والأكاديميين والسياسيين.

وفي حين لم تقل القيادة السياسية في إسرائيل شيئا تقريبا عن الشكل الذي سيبدو عليه قطاع غزة وكيف سيحكم بعد انتهاء المعارك، كانت هذه المجموعات تعمل على خطط مفصلة تقدم لمحة عن الكيفية التي تفكر بها إسرائيل فيما تسميه "اليوم التالي".

وتتمثل إحدى الخطط التي تكتسب زخما في الحكومة والجيش في إنشاء "جزر" أو "فقاعات"، حيث يمكن للفلسطينيين غير المرتبطين بحماس أن يعيشوا في ملاجئ مؤقتة، بينما يستمر الجيش الإسرائيلي في مهمته المعلنة وهي "القضاء على حماس".

ويدعم أعضاء آخرون في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة أخرى، تركز على الأمن وتسعى إلى تقسيم غزة بممرين يمتدان عبر عرضها، ومحيط محصن "يسمح للجيش الإسرائيلي بشن غارات عندما يرى ذلك ضروريا".

وتكشف الخطط، سواء تم تبنيها بالكامل أو لا، عن حقائق قاسية حول عواقب الحرب، ومنها:

المدنيون الفلسطينيون قد يتم حصرهم إلى أجل غير مسمى في مناطق أصغر من قطاع غزة، في حين يستمر القتال خارجها. الجيش الإسرائيلي قد يبقى في القطاع لسنوات حتى يتم "القضاء على حماس".

وقال نتنياهو، في تعليقات نادرة تناولت هذا الملف الأسبوع الماضي، إن الحكومة ستبدأ قريبا خطة على مراحل لإنشاء إدارة مدنية يديرها فلسطينيون محليون في مناطق الشمال، مضيفا أنه "يأمل في مساعدة أمنية من الدول العربية".

وقال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون إن نتنياهو كان يشير على الأرجح إلى "خطة الفقاعات"، التي نوقشت بين صناع القرار الحكوميين.

ووفقا لأشخاص مطلعين على الملف، فإن الخطة تهدف إلى العمل مع الفلسطينيين غير المنتمين إلى حماس لإنشاء مناطق معزولة في شمال غزة.

وسوف يوزع الفلسطينيون في المناطق التي تعتقد إسرائيل أن حماس لم تعد تسيطر عليها، وفي نهاية المطاف سيدير تحالف من الولايات المتحدة والدول العربية هذه العملية.

"خطة زيف"

وقال إسرائيل زيف، الجنرال الإسرائيلي السابق الذي ساعد في تقديم أفكار لإخلاء غزة من حماس: "يجب اتخاذ القرارات اليوم".

ويقترح زيف، الذي أشرف على خروج إسرائيل من غزة عام 2005، أن "يتمكن الفلسطينيون المستعدون للتنديد بحماس من التسجيل للعيش في جزر جغرافية مسيجة، تقع بجوار أحيائهم وتحرسها القوات الإسرائيلية، وهذا من شأنه أن يمنحهم الحق في إعادة بناء منازلهم".

وستكون العملية "تدريجية"، وفق خطة زيف، وفي الأمد البعيد يتصور العسكري السابق إعادة السلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية إلى غزة كحل سياسي، حيث تستغرق العملية برمتها ما يقرب من 5 سنوات.

وبموجب خطته، يمكن لحماس أن تكون جزءا من إدارة غزة "إذا أطلقت سراح جميع الرهائن المحتجزين هناك ونزعت سلاحها، لتصبح حركة سياسية بحتة".

خطط أخرى

بحسب خطة أخرى، وضعتها منظمة غير ربحية تدعى "مايند إسرائيل"، فإن هجمات السابع من أكتوبر والحرب التي تلتها تعني أن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يعد بوسعهم التعامل مع بعضهم البعض بحسن نية.

وتدعو الخطة إلى العمل مع الولايات المتحدة والحكومات العربية لإنشاء هيئة حاكمة فلسطينية جديدة، تعمل على سمته "وقف الإرهاب ضد إسرائيل".

وتقول الخطة إن المناقشات حول إنشاء دولة فلسطينية يجب أن تبدأ بعد 5 سنوات من الحرب، إذ أن "بعد هجمات حماس في السابع من أكتوبر لا ينبغي مكافأة الحركة بإنشاء دولة الآن".

وتدعو خطة أخرى نشرها مركز "ويلسون" إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تنشئ قوة شرطة دولية لإدارة الأمن في غزة، وتسليم المهمة بمرور الوقت إلى إدارة فلسطينية لم يتم تحديدها بعد.

وقال روبرت سيلفرمان، الدبلوماسي الأميركي السابق في العراق الذي شارك في وضع الخطة، إن فريقه ناقشها مع المسؤولين الإسرائيليين لعدة أشهر، حتى إنه غير أجزاء من الاقتراح لجعله أكثر قبولا لأهداف الحرب الإسرائيلية والديناميكيات السياسية، لكن الأمر تعثر مع مكتب نتنياهو.

وتستند وثيقة أخرى، صاغها أكاديميون إسرائيليون ووصلت إلى مكتب نتنياهو، إلى سوابق تاريخية في إعادة بناء مناطق الحرب في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، ومؤخرا في العراق وأفغانستان.

وتنظر الوثيقة في كيفية التعامل مع عقيدة حماس من خلال "التعلم من هزيمة أيديولوجيات مثل النازية وتنظيم داعش".

وتعترف الوثيقة التي تتألف من 28 صفحة، التي اطلعت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن "عملية نزع التطرف وتحديد القيادة الجديدة ستكون طويلة ومعقدة، وينبغي أن تبدأ في أقرب وقت ممكن، خاصة في ضوء الوضع الإنساني في غزة".

وتفترض جميع الخطط المطروحة أن "إسرائيل ستترك حماس في نهاية المطاف منزوعة السلاح، سياسيا وعسكريا".

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين وإصابة آخرين في مواجهات شمالي غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل قصف قرى وبلدات بجنوب لبنان
  • معلومات صادمة عن بحر يبتلع الإسرائيليين.. ماذا فعلت سلطات الاحتلال؟
  • خلافات حادة داخل الحكومة الإسرائيلية إثر تصريحات غالانت بشأن الحرب مع لبنان
  • سيناريو التقسيم والفقاعات.. هذه خطط إسرائيل لغزة بعد الحرب
  • الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تتعمد استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني في غزة
  • واشنطن تستعد لإجلاء مواطنيها من لبنان خشية شن إسرائيل عملية برية
  • بدر دحلان.. حقيقة الصورة المتداولة لما قبل اعتقاله من القوات الإسرائيلية؟
  • تومير بار : حماس ستهزم قريبا في غزة