القدس المحتلة- أوجزت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها الصادر في اليوم الـ66 للحرب على غزة سيناريوهات التوغل البري بالقطاع، بالعنوان الرئيسي "القتال ما بعد الحرب"، في إشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي يسابق الزمن لإتمام عملياته العسكرية قبل نفاد الوقت الأميركي لوقف إطلاق النار.

يحمل هذا العنوان في طياته رسائل تسعى القيادة العسكرية لتمريرها إلى الجمهور الإسرائيلي تتلخص في أن عمليات التوغل البري في قطاع غزة لن تحقق أهدافها بتقويض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقوتها العسكرية والسياسية.

كما تتلخص في أن العمليات العسكرية لم تسهم بتحرير المحتجزين الإسرائيلي لدى الفصائل الفلسطينية، وهو ما يلزم الجيش على البقاء في حالة قتال على جبهة غزة خلال عام 2024.

العنوان الرئيسي لصحيفة يديعوت أحرونوت:"حالة القتال ما بعد الحرب، 2024 عام قتال على جبهة غزة (الصحافة الإسرائيلية) لا إنجازات

وتعكس هذه الرسائل السردية الإسرائيلية التي أخذت تتشكل لدى المستوى السياسي، الذي ما زال يروج إلى استمرار عمليات التوغل البري دون تحديد طبيعة الإنجازات التي حُققت، مع تكرار تصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بأن الجيش بحاجة إلى المزيد من الوقت لإنهاء العمليات العسكرية.

يأتي ذلك وسط الارتفاع المتواصل بأعداد قتلى ضباط وجنود جيش الاحتلال بالمعارك البرية في غزة، الذين وصل عددهم إلى 104، لتصل حصيلة قتلى الجيش جراء الهجوم المفاجئ لحماس على مستوطنات "غلاف غزة"، بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 433.

وتتوافق هذه الرسائل التي استعرضتها الصحيفة مع تقديرات العديد من المحللين الإسرائيليين للشؤون العسكرية والأمنية، الذين أجمعوا على أن الجيش الإسرائيلي يسابق الزمن بحثا عن تأطير صورة "انتصار"، وذلك رغم اعترافات القيادة العسكرية بأن تحقيق أهداف الحرب يستغرق وقتا طويلا وليس أسابيع.

وتجمع التقديرات على أن جيش الاحتلال سيكون في حالة قتال دائمة، وسيواصل سنة 2024 العلميات العسكرية على الجبهة الجنوبية والاستنفار العسكري والانتشار الواسع للقوات على الجبهة الشمالية، فيما ستكون جميع الكتائب التابعة لقوات الاحتياط مطالبة بمواصلة الخدمة العسكرية للاحتياط خلال العام المقبل لمدة شهر واحد على الأقل.

وتشمل استعدادات الجيش الإسرائيلي رصد ميزانيات إضافية عام 2024 لتمويل مواصلة خدمة قوات الاحتياط في جميع القطاعات، في حين سيتم بحث تعديل قانون التجنيد لزيادة مدة الخدمة العسكرية الإلزامية لتصل إلى 3 سنوات، بعد أن كان هناك توجه في السابق لتقصيرها.

وفي إشارة إلى استمرار حالة القتال على جبهة غزة خلال سنة 2024، كتب مراسل الشؤون العسكرية والأمن في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع، مقالا بعنوان "مرحلة القضاء على الخلايا المسلحة بالقطاع ستتطلب المزيد من الخدمة لقوات الاحتياط وتمديد فترة الخدمة العسكرية الإلزامية"، مما يلزم تجنيد ميزانيات إضافية لوزارة الأمن.

زيادة الخطر

ومع تعمق المناورة البرية في المناطق الأكثر إشكالية وصعوبة في قطاع غزة، يقول المراسل العسكري "يزداد الخطر على القوات، ويزداد قلق العائلات. إن الحرب طويلة ودموية، ولكنها أيضا ضرورة وجودية".

ويضيف يهوشع "فالجميع ينظر إلى النتيجة النهائية التي سيتم تحقيقها، ولهذا السبب يطلب الجيش الإسرائيلي منحه كل الوقت والسماح له بتنفيذ المهمة الكاملة لتقويض حماس وفقا للخطط".

وأوضح يهوشع أن الضربة القاسية التي تلقتها إسرائيل بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جعلت الجيش يدرك أن عليه الإصرار على مواصلة الحملة العسكرية الحالية لإزالة التهديدات التي تواجه إسرائيل، سواء من غزة أو لبنان، إذ يقول قادة الجيش "نريد الردع لسنوات عديدة لإبعاد الحروب".

وقدّر المراسل العسكري أن عملية التوغل البري بحاجة إلى عدة أسابيع إضافية، ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي أوضح أن الحملة في المرحلة الثانية بحاجة إلى شهر آخر على الأقل لتحقيق الأهداف.

ويعتقد يهوشع أن إصرار الجيش الإسرائيلي على مواصلة العمليات البرية مهما استغرق ذلك من وقت، يعكس خشيته من سيناريو إمكانية العودة إلى نقطة الحرب والمواجهة بعد عام، في حال عدم توجيه ضربة قاسية لحماس التي وجهت ضربة غير مسبوقة لجيش الاحتلال الذي يوجد بحالة من "الإذلال الإستراتيجي" بعد فشله في منع معركة "طوفان الأقصى".

وأشار إلى أن السيناريوهات المتوقعة أن يكون عام 2024 عام قتال من نوع آخر، في حين يخطط الجيش الإسرائيلي لبناء ما يشبه الشريط الأمني ​​داخل أراضي القطاع، مما سيتطلب كثيرا من الموارد والميزانيات، والقوى البشرية، والوسائل التكنولوجية، والهندسية.

من جانبه، كتب المحلل العسكري آموس هرئيل، مقالا في صحيفة "هآرتس" بعنوان "حماس تتآكل، والجيش الإسرائيلي يتساءل عن كيفية تسويق النصر؟"، في إشارة منه إلى أنه ليس بمقدور إسرائيل القضاء على حماس، وأن العلمية البرية بالقطاع لن تفضي إلى تقويض قوة الحركة العسكرية.

حالة تيه

ويرى هرئيل أن الجيش الإسرائيلي الذي يعي جيدا أن العد التنازلي لإنهاء الحرب على غزة قد بدأ، يوجد في حيرة من أمره وفي حالة تيه، وتساؤل بشأن كيفية تسويق صورة "الانتصار" للجمهور الإسرائيلي بعد الانسحاب من القطاع والإبقاء على حالة القتال على جبهة غزة.

واعتبر المحلل العسكري أن صور المعارك والتوغل البري للقوات الإسرائيلية في القطاع ربما تشير إلى بداية التغيير في الواقع الأمني، وذلك مع إعلان الجيش أنه بات قريبا من إحكام سيطرته على جباليا والشجاعية، مؤكدا أنه "من دون عودة المحتجزين الإسرائيليين أو قتل قيادة حماس، سيكون من الصعب الشرح للجمهور الإسرائيلي تقليص القتال بالمستقبل".

وتعليقا على تصريحات القيادة العسكرية الإسرائيلية بوجود "علامات انكسار لدى حماس"، قال هرئيل إن "التعريف الأكثر حذرا وواقعية هو علامات التآكل وليس الانكسار. فكما هو الحال مع الجيش الإسرائيلي، أيضا حماس تقاتل بقوة منذ أكثر من شهرين، في ظل ظروف صعبة".

وعلى النقيض من الجيش الإسرائيلي، يضيف هرئيل "حركة حماس حققت إنجازا عسكريا كبيرا يحسب لها في بداية الحرب بالهجوم المفاجئ الذي شنته في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

ويختم "ولتحقيق أي إنجاز، سيكون من الضروري اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم توسيع العملية البرية في الجنوب إلى المناطق التي لم ينشط فيها الجيش الإسرائيلي من قبل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أن الجیش الإسرائیلی التوغل البری إلى أن

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمني إسرائيلي يكشف سر تمسك نتنياهو بفيلادلفيا .. “كان”: الجيش الإسرائيلي يُغيّر طبيعة القتال في أنفاق غزة

سرايا - قال رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي السابق نداف أرغمان، إن إسرائيل ليست مؤهلة لحروب طويلة، كاشفا السبب الرئيس وراء إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا.
ولفت أرغمان في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية إلى أن إصرار نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا يهدف إلى الحفاظ على حكومته فقط، مشددا على أن ما يدفع نتنياهو الآن هو استمرار حكمه والحفاظ على الائتلاف وليس أمن إسرائيل.

وقال إن نتنياهو باع للإسرائيليين، في مؤتمره الصحافي الأخير حول محور فيلادلفيا، منتجا فارغا، إذ أنه ليس هناك أي صلة بين ما هو موجود في قطاع غزة ومحور فيلادلفيا.

وأضاف: “لقد قال نتنياهو إن محور فيلادلفيا ضروري لمحور الشر، وأنا أقول إن محور فيلادلفيا ضروري لمحور بيبي (نتنياهو) -بن غفير -سموتريتش، كل هذا يهدف فقط إلى الحفاظ على هذه الحكومة.
وقال الرئيس السابق للشاباك إن إسرائيل ليست مؤهلة لحروب طويلة لا اجتماعيا ولا اقتصاديا وكان ينبغي أن تنتهي هذه الحرب منذ وقت طويل.

واعتبر أرغمان أن أرواح المختطفين أهم من أي شيء ويجب إعادتهم رغم الثمن المؤلم الذي سندفعه في الصفقة، مشددا على ضرورة وقف القتال في قطاع غزة الآن وإنهاء الحرب.

وقال: “القضاء على السنوار (زعيم حركة حماس يحيى السنوار) ضروري، لكنه ليس كافيا. حيث يمكننا مواصلة القتال لفترة طويلة، ولكن أرواح المختطفين تفوق كل شيء. ومن أجل المجتمع الإسرائيلي، يجب أن نعيدهم إلى ديارهم، وإذا لم نتمكن من إعادة المختطفين، فسيكون هناك صدع كبير في المجتمع الإسرائيلي لسنوات عدة”.
ورأى الرئيس السابق للشاباك أن الأولوية يجب أن تكون لإعادة المختطفين ووقف الحرب ونقل الثقل إلى الشمال والضفة الغربية.

وقال: “مشكلتنا الرئيسية هي مع إيران، وكل ما تبقى هو مشاكل يجب الاهتمام بها لاحقا.. الأمر الثاني هو قضية يهودا والسامرة (التسمية العبرية للضفة الغربية)، التي بدأت تغلي، وقد يكون أمامنا وضع صعب للغاية، وطبعا تحييد حزب الله في لبنان، هذه أمور تهددنا بشكل مباشر”.

وختم المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق مقابلته بدعوة نتنياهو إلى الاستقالة من أجل إنقاذ إسرائيل، وفق تعبيره، مشيرا في سياق آخر إلى أنه لا ينبغي على الشاباك تأمين يائير، نجل نتنياهو الذي يقيم في ميامي، لأنه ليس رمزا للحكم في البلاد وبالتالي فإن الحماية المقدمة له خارج البلاد غير مبررة.

وفي ذات السياق، قالت قناة كان العبرية، صباح اليوم السبت، إن الجيش الإسرائيلي قام بتغيير القتال في أنفاق قطاع غزة ، وذلك بعد مقتل الأسرى الستة، في أحد الأنفاق بمدينة رفح.

وبحسب القناة العبرية، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي تخشى من التحرك داخل الأنفاق، لئلا يصاب أحد من الأسرى.
وأوضحت، “الافتراض الذي بموجبه سيعمل الجيش الإسرائيلي حيثما لم يتواجد الجيش بعد، هناك مختطفون. وقال مسؤولون عسكريون: “إن مقتل المختطفين هو نداء مباشر من حماس – ‘أوقفوا التحرك العسكري تحت الأرض'”.

وحسب المصادر فإن القتال يصبح بالتالي أكثر صعوبة وتعقيداً، لأن الرسالة التي أوصلتها حركة حماس في قتل الأسرى، هي أنه إذا استمر الجيش الإسرائيلي في عملياته تحت الأرض، فإنه سيتسبب بمقتل أسرى، كما يقول مسؤولون في الجيش.

وأكدت حماس بعد مقتل الأسرى الستة أنها هي من قامت بذلك. وأصدر الناطق باسم الذراع العسكري للحركة، أبو عبيدة، بياناً مفاده أنه بعد تحرير أسرى في النصيرات، “جددت حماس التعليمات المتعلقة بكيفية تصرف عناصرها عندما يقترب الجيش الإسرائيلي من مكان تواجدهم”.

ويكشف التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي في مقتل الأسرى الستة أن المراقبين الذين كانوا يقفون خارج النفق رصدوا جنودا إسرائيليين يقتربون في اتجاههم – وهذا ما دفعهم على ما يبدو إلى قتل الأسرى والفرار من المكان. وفق كان

وتابعت القناة العبرية، “عثر الجيش الإسرائيلي على أدلة على الأرض بمحيط جثث المختطفين، تشير إلى أن حراس حماس كانوا يراقبون مقاتلي الجيش بصورة مباشرة. ومن بين أمور أخرى، يحرص الجيش على عدم الذهاب إلى الأماكن التي توجد بها معلومات استخباراتية عن مختطفين أحياء – معلومات يتم نقلها في الوقت الحقيقي إلى القوات الموجودة في الميدان”.


مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يقصف مدرسة شمال غزة ويزعم وجود مسلحين من حماس فيها
  • مسؤول أمني إسرائيلي يكشف سر تمسك نتنياهو بفيلادلفيا .. “كان”: الجيش الإسرائيلي يُغيّر طبيعة القتال في أنفاق غزة
  • كان: الجيش الإسرائيلي يُغيّر طبيعة القتال في أنفاق غزة
  • بعد مقتل رهائن وتعليمات حماس.. الجيش الإسرائيلي يغيّر طبيعة القتال بأنفاق غزة
  • بعد مقتل رهائن وتعليمات حماس الجديدة.. الجيش الإسرائيلي يغيّر طبيعة القتال بأنفاق غزة
  • الجيش الإسرائيلي: العملية العسكرية في جنين مستمرة
  • الجيش الإسرائيلي ينسحب من جنين ومخيمها بعد 10 أيام من العمليات العسكرية
  • أعداد كبيرة من الآليات والشاحنات ترافق الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا
  • ساعات وسيُقتَلون.. أهل غزة يتساءلون عن جدوى تطعيم أبنائهم ضد شلل الأطفال
  • الجيش الإسرائيلي يتفاجأ بإغلاق أنفاق محور فيلادلفيا من الجانب المصري