رشان اوشي: العدوان الإماراتي على السودان
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
قال كارل ماركس: التاريخ يعيد نفسه مرتين، المرة الأولى كمأساة والثانية كمهزلة.
يشهد السودان أكثر المواقف لجواره الإفريقي والاقليمي شراهة لتمزيقه في تاريخه السياسي، بل ربما في تاريخ البشرية، لأن ثمنها بلغ الالاف من الارواح البشرية، والفاتورة في تصاعد، ولا يحق لك أبداً التذمر من الثمن المدفوع.
وهو ما حدث بالفعل في قمة الإيقاد بجيبوتي، عندما وصل وفد قيادة مليشيا الدعم السريع المتمردة عبر طائرة خاصة تقل وزير الدولة بالخارجية الاماراتية، إذاً أصبح الدعم الإماراتي لمحرقة السودان معلناً وبكل وقاحة.
الأموال الإماراتية التي سبقت قمة الإيغاد الى جيوب بعض الرؤساء الأفارقة ، ظهرت بوضوح في البيان الختامي، والذي رفضته الخارجية السودانية بكل قوة ، وبهذه المناسبة يستحق وزير خارجية السودان سعادة السفير “علي الصادق” أن ترفع له القبعات على الأداء الدبلوماسي الرفيع والقوي خلال الفترة الاخيرة، وعبره اصبحت مواقف السودان تتضح قليلاً، فهو دبلوماسي محترف، واقعي يتسلح بالخيال، مكوكي بين الأطراف المتناقضة، يفاوض تحت قصف النيران، يذهب إلى أهدافه مباشرة .
الامارات عبر مواقفها الاخيرة ، ورعايتها المباشرة لقيادة الدعم السريع التي تقيم بأراضيها، ودعمها المالي والسياسي للتمرد، عبر توفير الامداد الحربي، واستجلاب خبراء حرب اجانب للتخطيط العسكري للمعارك، بجانب شراء ولاءات دول الجوار، وغيرها من المواقف المكشوفة ، تتحدى السيادة السودانية، وتستمر في استفزاز الشعب السوداني ، وتساهم في زيادة الغبن الشعبي على حكامها عملاء الغرب ، تلك العائلات التي تتسلط على رقاب شعوبها، وتنهب الموارد القومية لتوظيفها لصالح رفاهيتها و التي تعيش حياة البذخ والثراء .
يجب ان يكون الرد السوداني حاسماً، يجب ألا تكتفي الحكومة فقط بطرد دبلوماسيين في السفارة الاماراتية بالسودان ، بل يجب ان يمتد التصعيد حتى سحب قواتنا التي تقاتل في اليمن لحماية الأمن القومي الإماراتي ، (لم تعد فرية حماية بيت الله تأتي أكلها) ، أبناء السودان الذين يساهمون في حماية حكم بن زايد من بطش الثوار “الحوثيين ” في اليمن ، اولى بهم معارك تحرير السودان من الاحتلال الإماراتي عبر وكيله العسكري الدعم السريع ، ووكيله السياسي(المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير) .
يجب ان يكون الموقف السوداني تجاه الامارات اكثر حدة، طرد البعثة الدبلوماسية برمتها ، إغلاق السفارة ، وقطع العلاقات نهائياً هو الرد الأمثل الذي تستحقه تلك الدولة الشريرة التي شيدت على أكتاف السودانيين، أبناء زايد ناكري الجميل تنكروا لمجهودات الخبراء السودانيين في تحويل تلك الكثبان الرملية الى مدن حضرية، وانتشال اولئك البدو من حياة البداوة الى مصاف الحياة المدنية ، وعندما كثرت الأموال في جيوبهم، اتجهوا لرد جميل السودانيين بتدمير بلادهم واحتلالها .
حرب السودان كشفت حقيقة العالم ، وفضحت زيف شعاراته، الديمقراطية تنتحر على حافة تواطؤ الغرب وأمريكا وهم يلتزمون الصمت على كل جرائم الإمارات في السودان ، وتمويلها لعدوان أجنبي استهدف الآمنين في بيوتهم .
محبتي واحترامي
رشان اوشي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
هذه تفاصيل سيطرة الجيش السوداني على قاعدة الزُرق بدارفور
أعلن الجيش السوداني وفصائل متحالفة معه، اليوم الأحد، أنهم تمكنوا من السيطرة بالكامل على منطقة "وادي هَوَر" وقاعدة الزُرُق التابعة لقوات الدعم السريع ومطارها الحربي بولاية شمال دارفور.
وتقع قاعدة الزُرق في منطقة تحمل الاسم ذاته على الحدود بين السودان وتشاد وليبيا.
وقال أحمد مصطفى، الناطق الرسمي باسم "القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح"، وهي تحالف عسكري يضم عددا من الحركات المسلحة بدارفور ومتطوعين إضافة إلى الجيش السوداني، -في بيان- إن القوة المشتركة سيطرت بالكامل على منطقة "وادي هَوَر" وقاعدة الزُرُق.
وذكر البيان أن عملية عسكرية في تلك المناطق بدأت صباح أمس السبت بسيطرة القوة المشتركة على قواعد عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع وهي بئر مرقي، وبئر شَلة ودُونكي مجور وبئر جبريل ودُونكي وخائم، وصولا إلى قاعدة الزُرق العسكرية التابعة للدعم السريع.
وأوضح أن القوة المشتركة أوقعت خلال العملية ما لا يقل عن 700 ممن سمتهم بالمرتزقة من "مليشيا الدعم السريع" بين قتيل وجريح، وأسرت عددا كبيرا منهم.
وأضاف البيان أن القوة المشتركة دمرت في العملية أكثر من 122 آلية عسكرية، وغنمت عددا كبيرا منها، كما سيطرت على 5 مطارات عسكرية تابعة للدعم السريع.
إعلانبدوره، قال معتصم صالح، الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة المسلحة بدارفور، وهي ضمن تحالف القوة المشتركة، إن الجيش والقوة المشتركة أحكما السيطرة التامة على قاعدة الزُرُق.
واعتبر -في بيان له- أن القاعدة هي "أكبر المراكز العسكرية واللوجستية لمليشيا التمرد والمصدر الرئيسي لإمداد قواتها".
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع -في بيان لها- إنها استعادت فجر اليوم السيطرة على منطقة الزُرُق وطردت من سمتهم بالمعتدين.
واتهمت من سمتهم بـ"حركات الارتزاق" بارتكاب تطهير عرقي بحق المدنيين العزل بالمنطقة وحرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين ومركز صحي، وفق البيان.