ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤالا يقول (ما حكم الإقامة للصلاة بصيغة الأذان؟ فقد سافر رجلٌ إلى دولة معينة في مهمة عمل، وعند ذهابه إلى المسجد لأداء الصلاة وجد المؤذن يقيم للصلاة بنفس صيغة الأذان، حيث كرر الألفاظ ولَم يُفردها، مع زيادة "قد قامت الصلاة"، ويسأل: ما حكم هذه الإقامة للصلاة؟ وهل هذه الصيغة واردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟

حكم أداء ركعتي السنة بعد الإقامة وبدء صلاة الجماعة.

. دار الإفتاء ترد حكم تعمد عدم دخول المسجد للصلاة إلا عند سماع الإقامة.. أمين الإفتاء يوضح

وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، بأنه قد أَجْمَعَ الفقهاءُ على أنَّ الإقامَةَ مشروعةٌ للصلوات الخمس المكتوبة والجمعة، وهي شعيرةٌ مِن شعائر الإسلام الظاهرة، كما في "اختلاف الأئمة العلماء" (1/ 88، ط. دار الكتب العلمية) للإمام عَوْن الدين ابن هُبَيْرَة [ت: 560هـ].

صيغة الإقامة

وذكرت أنه اختلف الفقهاء في صِفَتِهَا، ويرجع سبب هذا الاختلاف إلى تعدد الآثار الواردة في صفة الأذان والإقامة وما عليه العمل في كل مصرٍ مِن الأمصار التي يلتزم أهلُ كلِّ واحدٍ منها بصيغة معينةٍ للأذان والإقامة، كما في "بداية المجتهد" للإمام ابن رُشْد الحفيد (1/ 113، ط. دار الحديث).

وأوضحت، أن صيغة الإقامة المسؤول عنها هي إحدى صيغ الإقامة للصلاة المكتوبة، بحيث تكون الإقامةُ شفعًا، أي: مَثْنَى مَثْنَى كالأذان، مع إضافةِ كلمةِ "قد قامت الصلاة" مرتين بعد قول: "حيَّ على الفلاح"، وهي واردة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك بأن يقول الذي يُقيم للصلاة: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، قد قامَت الصلاة، قد قامَت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله".

فَعَن أَبِي مَحْذُورَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ الأَذَانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، وَالإِقَامَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً»، وفيه: «وَالْإِقَامَةُ مَثْنَى مَثْنَى» أخرجه الأئمة: ابن ماجه في "السنن"، وأحمد في "المسند"، والطبراني في "المعجم الكبير".

وعن عبد اللهِ بن زيدٍ رضي الله عنه أنه لَمَّا رَأَى الْأَذَانَ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «عَلِّمْهُ بِلَالًا»، فَقَامَ بِلَالٌ، فَأَذَّنَ مَثْنَى مَثْنَى، وَأَقَامَ مَثْنَى مَثْنَى، وَقَعَدَ قَعْدَةً. أخرجه الإمامان: ابن خزيمة في "صحيحه"، والطَّحَاوِي في "شرح معاني الآثار".

وعنه أيضًا رضي الله عنه قال: «كَانَ أَذَانُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ شَفْعًا شَفْعًا فِي الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ» أخرجه الإمامان: الترمذي والدارقطني في "السنن".

الإقامة للصلاة المكتوبة

وأوضحت، أن الإقامة للصلاة المكتوبة بهذه الصيغة هي مذهب الحنفية، وهي المروية عن أمير المؤمنين الإمام عليٍّ وعبد الله بن مسعود وأصحابهما، وجماعة من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.

قال الإمام فخر الدين الزَّيْلَعِي في "تبيين الحقائق" (1/ 91، ط. الأميرية): [(والإقامةُ مِثْلُهُ) أي: مثل الأذان في عدد الكلمات، قال رحمه الله: (وَيَزِيدُ بَعْدَ فَلَاحِهَا "قد قامت الصلاة" مَرَّتَيْنِ) وهو مذهب عليٍّ وابنِ مسعودٍ وأصحابهما وجماعة مِن الصحابة والتابعين] اهـ.

وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنَّ صفة الإقامة المسؤول عنها صحيحةٌ شرعًا، وواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء حكم الإقامة للصلاة الأذان صيغة الإقامة دار الإفتاء الله أکبر رسول الله الله علیه ت الصلاة ى الله الله ع

إقرأ أيضاً:

فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان.. نفحات ربانية من «قلب القرآن»

يظل شهر شعبان من الأشهر المباركة، إذ يتسابق المسلمون فيه إلى الطاعات والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، ويأتي فضل قراءة سورة يس في هذا الشهر الكريم كواحد من العبادات التي وُردت حولها العديد من الأحاديث والأقوال، إذ يُطلق عليها «قلب القرآن» لما تحمله من معاني عظيمة وأسرار روحية تلامس القلوب وتُطمئن النفوس.

فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان

وفيما شهدت ليلة النصف من شعبان اهتماما خاصا بقراءة سورة يس، فإن فضلها لا يقتصر على ليلة بعينها، بل يمتد طوال الشهر، إذ يُستحب الإكثار من تلاوتها بنية التوفيق والبركة ودفع البلاء، كما ارتبطت قراءتها بأحوال متعددة، منها الشفاء من الأمراض، والتخفيف عن المحتضرين، وجلب السكينة إلى القلوب.

قراءة سورة يس بنية الرزق والتوفيق

وأكدت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي أن ليالي النصف من شعبان من الليالي المباركة التي اختصها الله بفضل عظيم، حيث تتجلى فيها رحمته ومغفرته لعباده، فقد ثبت في الحديث عن النبي  أنه قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟» رواه ابن ماجه .

فضل قراءة سورة يس في ليلة النصف من شعبان

وليالي شهر شعبان من الليالي العظيمة  للدعاء والاستغفار، إذ تُرفع فيها الأعمال إلى الله ويُقدّر فيها الأرزاق والأعمار، حيث أكدت دار الإفتاء أن سورة يس من السور التي وردت بشأنها أحاديث نبوية شريفة، حيث قال النبي: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ الْقُرْآنِ يَس رواه الترمذي، كما نشرت دار الإفتاء أن قراءة سورة يس ثلاث مرات في ليلة النصف من شعبان من الأعمال المستحبة، وقد جرت العادة على قراءتها في المساجد والبيوت وحلقات الذكر بنوايا مختلفة:

المرة الأولى: بنية الوقاية من الآفات والمصائب.

المرة الثانية: بنية طول العمر والتوفيق للطاعة.

المرة الثالثة: بنية الغنى بالله والاستغناء عن الخلق.

 

فضل قراءة سورة يس عند المريض

وذكر الإمام محمد متولي الشعراوي أن قراءة سورة يس عند المريض لها تأثير عظيم، فقد ورد عن أُبَي بن كعب - رضي الله عنه - أن الملائكة تحضر عند المريض الذي تُقرأ عنده سورة يس، وتقف صفوفًا حتى وفاته، ثم تشهد غسله وتشييعه والصلاة عليه ودفن،  كما جاء في بعض الروايات أن جبريل عليه السلام ينزل بكأس من ماء لمن يقرأها وهو مريض، فيشرب شربة لا يظمأ بعدها.

الأدلة من القرآن والسنة على فضل ليلة النصف من شعبان

قال الله تعالى في سورة الدخان: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، الدخان: 4،  وقد فسّر بعض العلماء هذه الآية بأنها إشارة إلى ليلة النصف من شعبان، حيث تُكتب فيها مقادير السنة القادمة.

كما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ رواه أحمد والترمذي .

الأعمال المستحبة في ليلة النصف من شعبان

واستكمالا للحديث عن فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان، فإن هناك عدد من الأعمال المستحبة التي يمكن للمسلم أن يفعلها في ليلة النصف من شعبان بشكل خاص، وليالي شهر شعبان بشكل عام، ومنها: 

1- الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي 

أوصى الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فيديو بثته دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي على «يوتيوب» بالإكثار من الاستغفار 100 مرة على الأقل، والصلاة على النبي ﷺ 1000 مرة أو أكثر، وقراءة أحب جزء من القرآن إلى قلبك، وخاصة سورة يس.

2- الدعاء والتوبة

وعلى حسب ما ذكره الدكتور عمرو الورداني، أن من أفضل الأعمال في هذه الليلة التوبة الصادقة من الذنوب، ومن الأدعية المستحبة:«اللهم إني أشهدك أني تبت من ذنوبي كلها ما علمت منها وما لم أعلم، فاللهم تقبل توبتي واغسل قلبي واكتبني في ديوان من أحببت يا تواب يا كريم»

3- قيام الليل وصلاة الوتر

من المستحب إحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة وقيام الليل، فقد كان الصحابة والتابعون يحرصون على ذلك.

4. الدعاء بانكسار قلب

يُستحب في هذه الليلة التوجه إلى الله بالدعاء بخشوع وانكسار، ومن الأدعية المأثورة:«اللهم إنك تنظر إلى قلبي وأنت اللطيف بحالي، أسألك أن تملأ قلبي سكينة وطمأنينة، وأن تجعلني من الراضين بقضائك.

مقالات مشابهة

  • هل أحصل على ثواب عند قضاء أيام أفطرتها في رمضان بعذر؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم صيام الإثنين والخميس بنية القضاء والنفل.. دار الإفتاء تجيب
  • نصائح مهمة لدوام الصلاة والتغلب على التقصير فيها .. الإفتاء توضح
  • حكم الإكثار من الحلف دون داعٍ وهل له كفارة ؟ الإفتاء توضح
  • دار الإفتاء توضح حكم الإسراع في الصلاة قبل دخول وقت الأخرى
  • هل يجوز تأخير الصلاة بسبب الجوع .. اعرف رأي الشرع
  • ثواب سماع القرآن الكريم.. دار الإفتاء تجيب
  • هل يجوز صيام النصف الثاني من شعبان؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز صيام النصف الثاني من شعبان؟ الإفتاء تجيب
  • فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان.. نفحات ربانية من «قلب القرآن»