ما حكم الإقامة للصلاة بصيغة الأذان؟ .. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤالا يقول (ما حكم الإقامة للصلاة بصيغة الأذان؟ فقد سافر رجلٌ إلى دولة معينة في مهمة عمل، وعند ذهابه إلى المسجد لأداء الصلاة وجد المؤذن يقيم للصلاة بنفس صيغة الأذان، حيث كرر الألفاظ ولَم يُفردها، مع زيادة "قد قامت الصلاة"، ويسأل: ما حكم هذه الإقامة للصلاة؟ وهل هذه الصيغة واردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
حكم أداء ركعتي السنة بعد الإقامة وبدء صلاة الجماعة.. دار الإفتاء ترد حكم تعمد عدم دخول المسجد للصلاة إلا عند سماع الإقامة.. أمين الإفتاء يوضح
وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، بأنه قد أَجْمَعَ الفقهاءُ على أنَّ الإقامَةَ مشروعةٌ للصلوات الخمس المكتوبة والجمعة، وهي شعيرةٌ مِن شعائر الإسلام الظاهرة، كما في "اختلاف الأئمة العلماء" (1/ 88، ط. دار الكتب العلمية) للإمام عَوْن الدين ابن هُبَيْرَة [ت: 560هـ].
صيغة الإقامةوذكرت أنه اختلف الفقهاء في صِفَتِهَا، ويرجع سبب هذا الاختلاف إلى تعدد الآثار الواردة في صفة الأذان والإقامة وما عليه العمل في كل مصرٍ مِن الأمصار التي يلتزم أهلُ كلِّ واحدٍ منها بصيغة معينةٍ للأذان والإقامة، كما في "بداية المجتهد" للإمام ابن رُشْد الحفيد (1/ 113، ط. دار الحديث).
وأوضحت، أن صيغة الإقامة المسؤول عنها هي إحدى صيغ الإقامة للصلاة المكتوبة، بحيث تكون الإقامةُ شفعًا، أي: مَثْنَى مَثْنَى كالأذان، مع إضافةِ كلمةِ "قد قامت الصلاة" مرتين بعد قول: "حيَّ على الفلاح"، وهي واردة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك بأن يقول الذي يُقيم للصلاة: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، قد قامَت الصلاة، قد قامَت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله".
فَعَن أَبِي مَحْذُورَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ الأَذَانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، وَالإِقَامَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً»، وفيه: «وَالْإِقَامَةُ مَثْنَى مَثْنَى» أخرجه الأئمة: ابن ماجه في "السنن"، وأحمد في "المسند"، والطبراني في "المعجم الكبير".
وعن عبد اللهِ بن زيدٍ رضي الله عنه أنه لَمَّا رَأَى الْأَذَانَ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «عَلِّمْهُ بِلَالًا»، فَقَامَ بِلَالٌ، فَأَذَّنَ مَثْنَى مَثْنَى، وَأَقَامَ مَثْنَى مَثْنَى، وَقَعَدَ قَعْدَةً. أخرجه الإمامان: ابن خزيمة في "صحيحه"، والطَّحَاوِي في "شرح معاني الآثار".
وعنه أيضًا رضي الله عنه قال: «كَانَ أَذَانُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ شَفْعًا شَفْعًا فِي الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ» أخرجه الإمامان: الترمذي والدارقطني في "السنن".
الإقامة للصلاة المكتوبةوأوضحت، أن الإقامة للصلاة المكتوبة بهذه الصيغة هي مذهب الحنفية، وهي المروية عن أمير المؤمنين الإمام عليٍّ وعبد الله بن مسعود وأصحابهما، وجماعة من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
قال الإمام فخر الدين الزَّيْلَعِي في "تبيين الحقائق" (1/ 91، ط. الأميرية): [(والإقامةُ مِثْلُهُ) أي: مثل الأذان في عدد الكلمات، قال رحمه الله: (وَيَزِيدُ بَعْدَ فَلَاحِهَا "قد قامت الصلاة" مَرَّتَيْنِ) وهو مذهب عليٍّ وابنِ مسعودٍ وأصحابهما وجماعة مِن الصحابة والتابعين] اهـ.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنَّ صفة الإقامة المسؤول عنها صحيحةٌ شرعًا، وواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء حكم الإقامة للصلاة الأذان صيغة الإقامة دار الإفتاء الله أکبر رسول الله الله علیه ت الصلاة ى الله الله ع
إقرأ أيضاً:
هل يجوز تأخير صلاة العشاء بعد منتصف الليل؟.. الإفتاء تحسم الجدل
أكدت دار الإفتاء المصرية أن تأخير أداء صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل غير جائز شرعًا، مشددة على ضرورة الالتزام بأداء الصلاة في وقتها المحدد.
وأوضحت الدار، في فتوى صادرة عن الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية، أن منتصف الليل يُحسب وفق عدد الساعات بين غروب الشمس وأذان الفجر، ما يعني أنه قد يكون قبل الساعة 12 صباحًا في بعض الأيام.
وأضاف عثمان أن الاعتقاد بأن "الليل كله عشاء" غير صحيح على الإطلاق، لافتًا إلى أن النبي ﷺ كان يؤخر العشاء أحيانًا، ولكن ليس إلى قرب الفجر، بل إلى الثلث الأول من الليل فقط، حيث كان الصحابة يغلبهم النوم في المسجد أثناء انتظار الصلاة.
هل سجدة الشكر بديلة عن ركعتي الشكر؟ الإفتاء توضحهل الغسل من الجنابة يغني عن الوضوء.. دار الإفتاء تجيبوفي السياق ذاته، أوضح الدكتور شوقي علام، المفتي السابق ، أن تأخير صلاة العشاء مُستحب إذا لم يُشكل مشقة على المصلين، مشيرًا إلى أن الأفضلية في التأخير تنطبق على النساء ومن يُصلون منفردين أو في جماعات غير مرتبطة بالمساجد، بينما يُفضل أداء الصلاة في أول وقتها لمن يرتادون المساجد.
من جانبه، حسم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف الجدل حول آخر وقت لصلاة العشاء، موضحًا أن وقتها يمتد حتى طلوع الفجر وفقًا لرأي بعض العلماء، بينما يرى آخرون أن الحد الأقصى هو منتصف الليل.
وأكدت اللجنة المختصة بالفتوى أن الصلاة تُعتبر أداءً ما دامت قبل أذان الفجر، وبعد ذلك تُصلى قضاءً.
قضية تأخير صلاة العشاء تثير جدلًا بين المسلمين، خاصة في ظل اختلاف الفتاوى، إلا أن الإجماع العلمي يميل إلى ضرورة عدم تأخيرها لما بعد منتصف الليل، التزامًا بالسُنة النبوية وتعاليم الشريعة الإسلامية.