اعتبر المحلل الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الأمنية أن استراتيجية دولة الاحتلال المتمثلة في تنفيذ عمليات اغتيال بحق قيادات المقاومة الفلسطينية لا سيما حركتي حماس والجهاد الإسلامي؛ أثبت فشلها على مدار 50 عاما. 

جاء ذلك، في تحليل نشره ميلمان، صحيفة هاآرتس العبرية وجه فيه انتقادات قوية لتسريب منسوب لمدير مدير جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية شاباك رونين بار، كشف فيه عن صدور أوامر من الحكومة في تل أبيب بملاحقة قيادات حماس في الخارج، بما في ذلك قطر وتركيا ولبنان.

 

وأوضح أن عمليات الاغتيال تلك لم تضعف فصائل المقاومة، ولكن على العكس، مؤكدا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعاني من ما وصفه بـ"تفكير القطيع" 

وأضاف أنه بعد تداول الإعلام العبري لفحوى التسريب، حذرت الحكومة التركية على الفور من أنها لن تتسامح مع الاغتيالات على أراضيها، مضيفا أن تحذير أنقرة يعني أنه "باختصار، يتمتع قادة حماس في تركيا بالحصانة، على الأقل أثناء الحرب، وربما في المستقبل أيضاً". 

وفي السياق التركي، بحسب المحلل الإسرائيل يجدر  أن نتذكر أنه في عام 1996 أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باغتيال قادة حماس بسبب العمليات الاستشهادية التي نفذتها عناصر الحركة في القدس. 

اقرأ أيضاً

مسؤولون إسرائيليون: الموساد يخطط لقتل قادة حماس حول العالم بعد حرب غزة

 

وأوضح المحلل الإسرائيلي أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) فكر حينها في القيام بعملية في تركيا، التي كانت في تلك الأيام لا تزال حليفاً استراتيجياً؛ وحافظت جهازها الاستخباراتي على علاقات وثيقة مع الموساد. 

وفي نهاية المطاف، لم يتم العثور على أي زعيم لحماس يستحق الاغتيال، وأرسل رئيس الموساد في ذلك الوقت، داني ياتوم، وحدات رأس الحربة في الوكالة، قيسارية وكيدون، إلى الأردن لاستهداف خالد مشعل، الذي كان آنذاك قياديا صغيرا جداً في حماس. 

وأضاف ميلمان أن مهمة استهداف مشعل فشلت وتعرضت إسرائيل للإهانة على يد الأردن وحماس. 

وقال المحلل الأمني البارز إنه على مدار عقود من الزمن كان مجتمع الاستخبارات مولعا بتنفيذ عمليات الاغتيال، فقد استهدف الموساد فلسطينيين مختارين في أوروبا وسوريا ولبنان، ناهيك عن العلماء النوويين في إيران. 

وفي الماضي، نفذ الشاباك أيضا اغتيالات بالجملة في غزة، وما زال يفعل ذلك في الضفة الغربية بالتعاون مع وحدات النخبة في الجيش، ولكن بعد مرور 50 عامًا، ثبت أن الاغتيالات (القتل المستهدف) ليست هي الحل. 

 ووفق ميلمان فإن كل شخص يُغتال، حتى لو كان كبيراً جداً - أو في اللغة الإسرائيلية "رأس الأفعى" - لديه بديل. 

 واستشهد بواقعة اغتيال الموساد لمؤسس حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي عام 1995 في مالطا، مشيرا إلى الحركة أصبحت أكبر وأكثر فتكا منذ مقتله، كما رأينا خلال العقد الماضي في غزة. 

 ووفقاً لتقارير إعلامية، اغتيل عماد مغنية، "وزير دفاع حزب الله"، في عام 2008 في عملية مشتركة للموساد ووكالة المخابرات المركزية، وكانت تلك العملية بالتأكيد ضربة استراتيجية قاسية، وربما كانت أهم عملية قتل مستهدف إسرائيلية على الإطلاق. 

وبالرغم من ذلك، فإن حزب الله لا يزال حياً وينبض بالحياة، كما شهدنا في الحرب الحالية، وفي لبنان واليمن وسوريا.  

وخلص ميلمان أن أحداث 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم أثبت أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تمسكت بتصورات الحكومة، أو أنها خاضعة لها، وأنها تعمل وفقا لتفكير القطيع. 

اقرأ أيضاً

أردوغان يحذر إسرائيل من اغتيال قادة حماس في تركيا.. ماذا قال؟

 

 

المصدر | يوسي ميلمان/ هاآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قادة حماس 7 أكتوبر الموساد الشاباك قادة حماس

إقرأ أيضاً:

نشطاء يستذكرون تصريحات قادة المقاومة بعد اتفاق وقف إطلاق النار (شاهد)

بعد إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر والمدمر، في العاصمة القطرية الدوحة، أعاد نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي تداول تصريحات سابقة لقيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تؤكد مواقف الحركة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.

ومن بين هذه التصريحات، كلمات رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، الشهيد إسماعيل هنية٬ الذي قال في شباط/فبراير الماضي: "حماس لن تقدم أي تنازلات، وما عجز الاحتلال عن فرضه في الميدان لن يأخذه بمكائد السياسة". 

{لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ}

"ما عجزوا عنه في الميدان،
لن يأخذوه بمكائد السياسة.."
- قائدنا الشهيد إسماعيل هنية ???? pic.twitter.com/a81JhOMKPS — Ahmed shurrab???????? (@ahmedshurrabbb) January 15, 2025
كما أعاد النشطاء تداول كلمة رئيس حماس السابق٬ الشهيد يحيى السنوار، الذي تحدث عن تحرير الأسرى وفك الحصار عن غزة بعبارته الشهيرة: "خاوة ورغماً عن أنفه". 

"خاوة ورغما عن أنفه"..
نشطاء يعيدون تداول كلمة قديمة للقائد الشهيد يحيى السنوار يتحدث عن تحرير الأسرى وفك الحصار pic.twitter.com/4wLuyCl1NM — شبكة رصد (@RassdNewsN) January 15, 2025
إلى ذلك، تداول النشطاء تصريحات الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث قال: "غزة ستكون مقبرة لجيش الاحتلال، ولن يحقق سوى الخزي والعار، وستبقى غزة صامدة وسيندحر العدو".

في كلمة سابقة "نحن غزة بسمائها وهوائها وبحرها ورمالها والتي سنبقى نذكركم بأنها مقبرة للغزاة"
???? #ابو_عبيدة - الإعلام العسكري ???????? pic.twitter.com/6fHJYurxuc — حساب يوثق جرائم اسرائيل Gaza news????????SM (@al_melgy75828) January 15, 2025
كما تداولوا أيضا لأبو عبيدة: "يا شعبنا العظيم، سلام عليكم بما صبرتم ورابطتم وثبتم في وجه الطغيان. سلام على أرواح شهدائنا وأطفالنا الأبرياء وأهلنا المظلومين. سلام على أرواحكم التي ستحلق يوماً في سماء قدسنا وأقصانا المحرر المطهر من دنس قاتليكم. سلام على دمائكم التي ستلعن كل قاتل مجرم، وكل متخاذل وجبان، وكل من يدعي الإنسانية. سلام عليك يا شعبنا العظيم، وأنت تفضح العالم المنافق بقوانينه العرجاء، ومنظماته العوراء، ومعاييره المزدوجة".

سلامٌ عليكُم بما صبَرتم وتحمّلتم، سَلامٌ على قلوبكُم الصّبورة التي عانَت ونزَفت وجعًا ..

سلامٌ على الشّهداء وعلى قلُوب ذويهِم وعلى المجاهِدين، سلامٌ عليكُم يا أبطَال ❤️#ابو_عبيدة #وقف_الحرب_على_غزة pic.twitter.com/LXvuDIQtlt — بْـلـْقِـيـِسْ★ (@Balqee1s) January 15, 2025
جاءت هذه الكلمات في سياق تأكيده على صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته الجسام في مواجهة العدوان، معبراً عن إيمانه بحتمية التحرير والانتصار.


وتعكس هذه التصريحات إصرار حركة حماس على مواصلة النضال لتحقيق أهدافها، رغم التحديات والمفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار.

وفي مساء الأربعاء، أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نجاح الوساطة التي قادتها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأشار إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه يوم الأحد القادم.

رغم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، استمر الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ غارات جوية على مناطق متفرقة بقطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 77 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، خلال الليلة الماضية ويوم الخميس. 

وبدعم أمريكي، يواصل الاحتلال، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في غزة، مما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 157 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى اختفاء أكثر من 11 ألف مفقود.


كما خلفت العمليات العسكرية دماراً هائلاً وأزمة إنسانية حادة، وصلت إلى حد المجاعة التي أودت بحياة العشرات من الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. 

وفي تطور قانوني بارز، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

مقالات مشابهة

  • نشطاء يستذكرون تصريحات قادة المقاومة بعد اتفاق وقف إطلاق النار (شاهد)
  • محلل سياسي أمريكي أردني: ضمانات وقف إطلاق النار بغزة تحققت بالفعل
  • المقاومة الفلسطينية: ضربات صنعاء تؤكد فشل الدفاعات الإسرائيلية
  • حركات المقاومة الفلسطينية تناقش الصيغة النهائية لـ”وقف اطلاق النار”
  • محلل إسرائيلي: هذه التغيرات التي عجّلت بإنجاز صفقة تبادل الأسرى
  • حماس تُجرى سلسلة مشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية
  • حركة حماس تضع قادة الفصائل الفلسطينية في صورة التقدم الحاصل في المفاوضات
  • «حماس»: الفصائل الفلسطينية أعربت عن ارتياحهم لمجريات المفاوضات مع إسرائيل
  • بيان هام من حماس للفصائل الفلسطينية عن مفاوضات وقف إطلاق النار بالدوحة
  • حماس: اتفاق تبادل الاسرى وصل الى مراحله النهائية.. والفصائل الفلسطينية مرتاحون للنتائج