ندوة احترام حقوق الإنسان.. الواجبات والتحديات: مملكة البحرين عززت الثقافة الإنسانية وتميزت بمؤسساتها الحقوقية على مستوى المنطقة
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
أكدت السيدة غادة حميد حبيب الأمين العام للتظلمات، تميز مملكة البحرين في مجال حقوق الإنسان من خلال العديد من الإنجازات التي تجسدت على أرض الواقع إيمانا راسخا منها بصون حقوق الإنسان وتعزيز الثقافة الإنسانية من خلال ما انتهجته المملكة من سن القوانين والمواثيق والانضمام للاتفاقيات التي تعزز هذه الثقافة، ولفتت إلى انخفاض معدلات الشكاوى الواردة في هذا المجال الأمر الذي يؤكد نجاح عمل المؤسسات الحقوقية في مهامها.
جاء ذلك خلال ندوة (تعزيز احترام حقوق الإنسان...الواجبات والتحديات) التي أقيمت اليوم الاثنين احتفاء بذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يوافق العاشر من ديسمبر من كل عام، والذي يصادف هذا العام الذكرى الـ 75 على صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي نصّ على مجموعة من الحقوق العالمية غير القابلة للتجزئة وغير القابلة للتصرف، وتعترف بالمساواة في الكرامة وبقيمة كلّ إنسان.
وتحدث في الندوة المهندس علي أحمد الدرازي رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان والسيد محمد خالد بوهزاع القائم بأعمال المحامي العام رئيس وحدة التحقيق الخاصة، وأدارتها الأمين العام للتظلمات، وحضرها نخبة متميزة من المشاركين والحاضرين.
وقالت السيدة حبيب إن الندوة تزخر بالعديد من المشاركات القيمة منها ما يلقي الضوء على أهم المنجزات الحقوقية في مملكة البحرين، والدور المهم الذي تؤديه المؤسسات الوطنية في هذا المجال، فهي ندوة ثرية على صعيد المعلومات النظرية المطروحة من جهة وعلى صعيد البحث عن آليات جديدة لتطبيق ما يُطرح وجعله واقعا عمليا في نطاق عمل وتخصص الحضور من النخبة الواعية التي تدرك أهمية حقوق الإنسان ووسائل الالتزام بها قانونيا وثقافيا وسلوكيا.
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين «بنا»، أشارت السيدة غادة حبيب إلى انخفاض عدد الشكاوى التي ترد الأمانة بعد 10 سنوات على بدء العمل في الأمانة يقابله ارتفاع في عدد طلبات المساعدة التي يلجأ إليها المواطنون والمقيمون، وهذا أمر يدل على الثقة بعمل الأمانة، والرضا على التحسين والتطوير الذي تم في وزارة الداخلية الذي انعكس على جودة أداء عملهم.
وأضافت أن الهدف من هذه الندوة إيجاد طرح مختلف يفتح آفاق التطوير لمؤسسات الدولة التي تمثل آليات الانتصاف الوطني، لافتة إلى حرص الأمانة العامة للتظلمات على التطوير ومواكبة تطلعات المرحلة الجديدة مع التوجه لتحقيق الاضافة النوعية في العمل، فهذه الندوة بحثت آليات التطوير والإضافة والبناء والتعلم من التحديات لمزيد من الانجازات القادمة.
وقالت السيدة غادة حبيب إن مبدأ الشفافية يعتبر أحد المبادئ الأساسية التي تبنتها الأمانة العامة للتظلمات في عملها، فهي تقوم بمشاركة الجمهور بنتائج التحقيقات التي تباشرها وتقوم بها من إعداد الشكاوى وطلبات المساعدة ومن ثم توضيح ما انتهت إليه بالتعاون مع الجهات الأخرى.
من جانبه قال المهندس علي أحمد الدرازي رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان خلال الندوة إن ثمة تحديات تواجه العمل في هذا المجال الحقوقي الهام تتمثل بوجود تحديات اقليمية ومحلية وعالمية، وأضاف أن لكل دولة خصوصيتها، ويجب قياس مستوى العمل بمقاييس محلية وفق طبيعة المنطقة.
وأوضح أن من بين التحديات ما يتعلق بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، لبناء الثقة والمعرفة العلمية في هذا المجال، مبينا أن هناك خطأ في فهم مبادئ باريس وبين مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأكد على ضرورة التواصل بين مؤسسات الدولة التي كفلت لها الاستقلالية التامة، فهذه المؤسسات تقدم تقاريرها إلى رأس الدولة وليس إلى الوزارات، ويكون أعضاؤها من غير العاملين في الحكومة.
وأضاف الدرازي أن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان أنشأت عام 2009 بأمر ملكي، وفي 2014 أصدر قانون خاص وتم تعديله في 2016، وبمراحل التطور كانت مملكة البحرين نجحت في تحويل التحديات إلى إنجازات وأوجدت آليات وطنية للدفاع عن حقوق الإنسان.
من جانبه قال السيد محمد خالد بوهزاع القائم بأعمال المحامي العام رئيس وحدة التحقيق الخاصة إن وحدة التحقيق الخاصة تعتبر من التخصصات الدقيقة للغاية، التي تتطلب جهدا ودقة في التعامل مع القضايا الواردة لها، وكان أكبر تحدٍ أمامها هو تحديدها لآليات التعامل بين الجهات المختلفة، وكسب ثقة الناس فيها.
وأشار بوهزاع إلى انخفاض معدلات الشكاوى المقدمة بنسبة 70%، وهو ما يؤكد جدية وحزم وحياد واستقلالية الوحدة، التي يحرص الكادر المتخصص فيها على فحص الادعاءات المقدمة والتأكد من صحتها، فهذا الانخفاض يدل على وجود أحكام وجزاءات رادعة في القضايا المتعلقة بإساءة المعاملة والجرائم، وعلى وجود شفافية عالية في عمل الوحدة.
وشدد بوهزاع على حرص أعضاء الأمن العام على رفع أدائهم وخبراتهم لمواجهة هذه الجرائم، مؤكدا أهمية الاستمرار في التطوير والتدريب، وقال إن أكبر التحديات اليوم هو تحديد الضرر النفسي وحجمه وتوصيفه في القانون، لذا كان الهدف دائما هو الالتزام بما نصت عليه المواثيق الدولية والأنظمة والقوانين، ومواصلة النهج ،والعمل والتثقيف.
وردا على مجموعة من الأسئلة أكد المنتدون ريادة المجال على مستوى المنطقة، وأهمية الاستمرار في التثقيف والتعاون مع المنظمات المختلفة، ومنع الخلط في فهم مبادئ باريس في 1993 ونص الإعلان العالمي لحقوق الانسان، وتوضيح مجالات استخدام السلطة والقوة حسب الظرف الموجود.
وقالوا إن مجال حقوق الإنسان مجال واسع، يلامس جميع مفاصل الحياة من صحة وتعليم وعيش وسكن وعمل وتوافر فرص بدء المشاريع الخاصة وغيرها، وهي مجالات واسعة للغاية.
وأضافوا أن التوسع في الاختصاصات أمر مطلوب لاسيما وأن العمل في مجال جرائم التعذيب واساءة المعاملة والاعتداء على الحرية تحتاج لأنظمة رادعة دائما، مؤكدين أهمية التعاون الدولي مع المنظمات الحقوقية، وقالوا إن جميع التقارير المحلية هي تقارير معلنة ويمكن الاطلاع عليها، وهناك تقارير سنوية وفصلية وجميعها موجودة ومسجلة ومتوفرة وهذا مصدر قوة وشفافية تتميز بها مملكة البحرين عن باقي الدول.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا العالمی لحقوق مملکة البحرین لحقوق الإنسان فی هذا المجال حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
43 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن عبد الرحمن يوسف القرضاوي
عبّرت 43 منظمة حقوقية مصرية وعربية ودولية، عن قلقها البالغ إزاء الاختفاء القسري للشاعر والكاتب المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي، وغياب أي معلومات حول الإجراءات القانونية المتعلقة به، أو مكان احتجازه، أو وضعه الصحي، وذلك بعد ترحيله من لبنان إلى الإمارات في 8 كانون الثاني/ يناير 2025.
وأكدت المنظمات في بيان مشترك، أن "أفراد أسرة القرضاوي وممثليه القانونيين لم يتمكنوا من التواصل معه منذ ترحيله، كما لم تصدر أي جهة رسمية بيانًا يوضح وضعه القانوني أو ظروف احتجازه".
ودعت المنظمات إلى "احترام مبادئ الشفافية وسيادة القانون، مطالبين بالإفصاح عن مكان احتجازه، ووضعه القانوني، وظروف اعتقاله، بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان والتزامات دولة الإمارات بضمان الإجراءات القانونية وحقوق المحاكمة العادلة".
وأشار البيان إلى أن "القرضاوي تم توقيفه في لبنان بتاريخ 28 كانون الأول/ ديسمبر 2024، عند عودته من سوريا، بناءً على طلب تسليم صادر عن النيابة العامة الإماراتية عبر السفارة اللبنانية في أبوظبي". وأضاف أن "مجلس الوزراء اللبناني أصدر قرارًا في 8 كانون الثاني/ يناير 2025 بالموافقة على ترحيله إلى الإمارات، بعد تأكيدات من الحكومة الإماراتية للحكومة اللبنانية بأنه سيتم التعامل معه وفق المعايير الدولية، وضمان سلامته".
ولفت البيان إلى أن "أفراد أسرة القرضاوي وممثليه القانونيين لم يتمكنوا من التواصل معه منذ وصوله إلى الإمارات، كما لم يتم الإفصاح عن أي معلومات رسمية بشأن وضعه القانوني أو ظروف احتجازه"، مما أثار مخاوف جدية حول سلامته وحرمانه من الضمانات القانونية الأساسية، بما في ذلك التواصل مع أسرته ومحاميه، والإفصاح عن مكان احتجازه، وتمكينه من الحصول على تمثيل قانوني، والسماح بزيارات قنصلية منتظمة.
وكان مقررون خاصون وخبراء في الأمم المتحدة قد أصدرت بيانًا صحفيًا في 8 كانون الثاني/ يناير 2025، دعت فيه السلطات اللبنانية إلى عدم تسليم القرضاوي، الذي يحمل الجنسية التركية، إلى الإمارات، معربة عن مخاوفها الجدية بشأن سلامته.
ودعا الخبراء السلطات اللبنانية إلى إعادة النظر في قرار تسليمه، تماشيًا مع التزامات لبنان بموجب القانون الدولي لمنع التعذيب والاختفاء القسري، وضمان الحقوق الأساسية لجميع الأفراد على أراضيها.
وأكدت المنظمات الحقوقية أن "استمرار الاختفاء القسري للقرضاوي، وغياب أي معلومات عن وضعه القانوني أو ظروف احتجازه، يعزز المخاوف التي أثارها خبراء الأمم المتحدة".
وبناءً على ذلك، طالبت المنظمات السلطات الإماراتية باتخاذ إجراءات عاجلة تتماشى مع المعايير الدولية، تشمل "الإفصاح عن الوضع القانوني الحالي للقرضاوي، ومكان احتجازه، وظروف اعتقاله، وتمكينه من التواصل مع أسرته ومحاميه، وضمان حصوله على جميع الضمانات القانونية، بما في ذلك الحق في محاكمة عادلة، وتقديم تأكيدات بشأن سلامته الجسدية والنفسية، والسماح بزيارات قنصلية من السفارة التركية، والإفراج عنه وضمان عودته الآمنة إلى تركيا، حيث يقيم ويحمل جنسيتها".
وضمت قائمة المنظمات الموقعة على البيان كلاً من: المنبر المصري لحقوق الإنسان (EHRF)، والجبهة المصرية لحقوق الإنسان (EFHR)، ومؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، ومركز النديم، وهيومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنية، والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
بالإضافة إلى المفوضية المصرية للحقوق والحريات، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير، ومنصة اللاجئين في مصر، ومنظمة الاتحاد من أجل الديمقراطية، ومؤسسة ديوان الديمقراطية، والمركز العربي لدراسات القانون والمجتمع، ومعهد أندلس للتسامح ومناهضة العنف.
كما شملت القائمة منظمات أخرى مثل: "إيجيبت وايد لحقوق الإنسان"، ومركز مناصرة معتقلي الإمارات (FairSquare)، وحركة الاشتراكيين الثوريين، ومؤسسة دعم القانون والديمقراطية، والمركز اللبناني لحقوق الإنسان، وهيومن رايتس ووتش، ومركز الشرق الأوسط للديمقراطية (MEDC)، ومركز الخليج لحقوق الإنسان (GCHR)، والمركز العربي لاستقلال القضاء والمهن القانونية (ACIJLP)، والمفكرة القانونية، ومعهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط (TIMEP).
بالإضافة إلى منظمة نجدة لحقوق الإنسان، والخدمة الدولية لحقوق الإنسان (ISHR)، والأورومتوسطية لحقوق الإنسان (SMEX)، ومنظمة "People In Need"، ومنّا لحقوق الإنسان، ومركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية (EFDA International)، وحقهم للدفاع عن سجناء الرأي في مصر، وجمعية المحامين الفلسطينيين، والمؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان، وهيومن رايتس مونيتور، والتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، ومركز سيدار للدراسات القانونية، والقسط لحقوق الإنسان، وريدوورد لحقوق الإنسان وحرية التعبير، ومؤسسة عدالة لحقوق الإنسان، ومركز الشهاب لحقوق الإنسان - لندن".