مسؤول عسكري يمني يتحدث عن تحركات أميركية بشأن عملية عسكرية محتملة ضد الحوثيين
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
كشف مسؤول عسكري يمني بإن الولايات المتحدة تسعى إلى حشد دولي لمواجهة التهديدات في البحر الأحمر، مستبعداً أن تقوم واشنطن منفردة بأي عملية ردع ضد الجماعة الحوثية.
ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط»عن المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لعدم تخويله بالتصريح لوسائل الإعلام، بان جولة المبعوث الأميركي إلى اليمن في المنطقة، الاخيرة سعياً من أجل حشد التأييد لأي عملية عسكرية محتملة ضد الحوثيين.
وفي وقت سابق، الاثنين، قال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك لـ«الشرق الأوسط» إنه ناقش مع المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ: «تنسيق الجهود مع جميع الدول التي تؤمن بمبدأ حرية الملاحة والمرور الآمن للشحن العالمي؛ لضمان تدفق البضائع والتجارة الدولية في البحر الأحمر».
وتؤكد الحكومة اليمنية أن تصعيد الحوثيين وتهديدهم للأمن الدولي والملاحة البحرية ناجم عن التهاون الدولي إزاء الجماعة، والتدخل لإعاقة القوات اليمنية عن تحرير الحديدة.
وفرضت واشنطن الأسبوع الماضي عقوبات على 13 فرداً وكياناً مسؤولين عن توفير ما قيمته عشرات الملايين من الدولارات من العملات الأجنبية الناتجة عن بيع السلع الإيرانية وشحنه للحوثيين، بدعم من «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، امس الأحد، إن العقوبات تستهدف أفراداً وكيانات في اليمن ودول أخرى، وأن بلاده ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية جنودها ومواطنيها، وكذلك النقل البحري، دون أن يستبعد خيار التحرك العسكري.
وأوضح بلينكن في مقابلة مع قناة «ABC News»، أن سفن دول عدة مُهددة بالهجمات في البحر الأحمر، معتبراً أن التهديد لا ينحصر في إسرائيل وأميركا.
ولا يستبعد مراقبون أن تشارك القوات اليمنية في الساحل الغربي للبلاد ضد أي عملية دولية ضد الحوثيين، لتأمين السواحل اليمنية.
في مقابل ذلك قلّل محمد علي الحوثي -وهو ابن عم زعيم الجماعة والمهيمن على مجلس حكمها السياسي في صنعاء- من هذه التهديدات الأميركية، ووصفها بأنها «لا قيمة لها» وفق ما صرح به خلال تجمع لأنصار الجماعة في صنعاء.
ويوم الأحد، تفقَّد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح تشكيلاً من القوات المشتركة في الساحل الغربي، على خطوط التماس مع الحوثيين، وشدد على «أهمية الالتزام باليقظة والتأهب الدائم لأي معركة قادمة، في ظل تعنت ميليشيا الحوثي أمام الجهود الأممية والدولية والإقليمية، لإحلال السلام العادل والشامل والمستدام في اليمن».
ووجدت الجماعة الحوثية في حرب غزة فرصة للهروب من أزمتها الداخلية، والتشويش على مساعي السلام، ومحاولة تبييض جرائمها بحق اليمنيين، وصولاً إلى التصعيد الأخير؛ حيث هددت باستهداف السفن الدولية كافة في البحر الأحمر التي تذهب لإسرائيل، بعد أن كانت قد قصرت التهديد على السفن التي لها صلة بإسرائيل».
وتمكنت الجماعة التي تقول الحكومة اليمنية إنها أداة إيرانية، من قرصنة سفينة «غالاكسي ليدر» الشهر الماضي، وهي ناقلة شحن دولية تديرها شركة يابانية، بزعم أنها سفينة إسرائيلية، واقتادتها إلى سواحل الحديدة، وحولتها إلى مزار لأتباعها.
وبين المخاوف من أن يقود السلوك الحوثي إلى إجبار المجتمع الدولي على تغيير سياسته تجاه الأزمة اليمنية، يشكك سياسيون يمنيون في جدوى العقوبات الأميركية الأخيرة، ويستبعدون أن تخوض واشنطن مواجهة عسكرية حاسمة مع الجماعة، كما يستبعدون أن تقوم الجماعة نفسها بهجوم واسع من شأنه إحداث تهديد فعلي للقوات الأميركية أو الدولية المنتشرة في البحر الأحمر.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
عندما تفكر أمريكا بالانتحار في اليمن
يمانيون – متابعات
في أغسطس الماضي أعلن قائد الفرقاطة الهولندية، “يافان بوسيكوم”، الانسحاب نهائيا من التحالف الأوروبي في البحر الأحمر ضمن مهمة “أسبيدس”، وأرجع بوسيكوم سبب الانسحاب إلى الهجمات اليمنية، حسب ما نقلته عنه صحيفة “ذي انديان اكسبرس” الهندية، وقال إن “اليمنيين عنيفون، ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم”. ويلخص هذا التوصيف من أحد القادة العسكريين الأوروبيين الذين استعانت بهم أمريكا لاستعادة السيطرة على البحر الأحمر، الواقع الذي تكشّف لكل أولئك الذين جاؤوا بأحلامهم الوردية في ردع اليمن والعودة بالنصر.
فما تسمى بـ”أسبيدس” الأوروبي، وكذا الحال بالنسبة للتحالف الامريكي الذي وُلد ميتاً، وتكرر التلويح به أكثر من مرة، تحركات صدمتها الجدية التي تعاملت بها القوات المسلحة اليمنية مع الغزاة الجدد. فاليمن الذي أعلن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضد العدو الإسرائيلي المحتل للأراضي العربية الفلسطينية، من الطبيعي ألا يقبل أي تواجد لقوات أجنبية تحت أي مسمى، أو مبرر بالقرب منه، وما تحاول البائسة أمريكا تسويقه بشأن حماية الملاحة الدولية، فنّده قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حينها بتأكيده بأن عسكرة البحر الأحمر هو الذي يهدد الملاحة.
تعقُّد المشهد بهذا الشكل لم يأت من فراغ، ولكنه ناتج عن ما ظهر به اليمن من قوة رادعة فرضت واقعاً جديداً ليس على هوى أمريكا والقوى الإمبريالية، وهذه القوة بطبيعة الحال ليست وليدة صدفة، وإنما ناتج اجتهاد وتحرك يمني على صعيد المواجهة، وعلى صعيد تطوير الصناعة العسكرية، حتى صار اليمن أقوى بشكل ملحوظ، ولذلك فإن تسليم الإعلام الدولي بهذه القوة، يأتي من كونها واجهت أمريكا التي نفخها الضعفاء كثيرا حتى صارت تعيش الدور وتنتفض إذا وجدت من يقف أمامها بحزم.
مواجهة اليمن انتحار
وتلفت التقارير انتباه أمريكا إلى عدم الغرق في مستنقع طيشها، فالعالم يقيس ويضع الاحتمالات من صمود وبسالة وجرأة اليمنيين، ما يجعل مواجهتهم انتحار ، وسيكون من الغباء أن تتجاوز أمريكا، أن يد اليمن، صارت طولى، أو أن تنسى حسب أكثر المراقبين إن لم يكن جميعهم بأن “التطورات الملحوظة في قدرات القوات المسلحة اليمنية قد وضعت البحرية الأمريكية في موقف دفاعي، حيث باتت عاجزة عن فرض ردع فعّال في مواجهة الهجمات المتكررة التي تستهدف الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر.”، وهذه الحقائق كوّنتها المواجهة التي رسمت معالم جديدة للمعادلة.
يتناول موقع newsfrol الروسي بإعجاب المواجهة اليمنية مع القوة الأمريكية، وكيف أن الجيش اليمني برز كقوة عظمى لتحديه الولايات المتحدة، وهذا هو مربط الفرس الذي يزيد من مخاوف أمريكا وحلفاءها من أن يلعب اليمن دورا بارزا في رسم “الشرق الاوسط الجديد”، وهو ما أشارت إليه هيئة البث الألمانية “دي دبليو” بقولها “إن اليمن يتجه لإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط باعتباره الأنشط في المحور والأكثر تأثيرا”.
ويؤكد موقع newsfrol أن نجاح الضربات اليمنية التي وصفها بالجريئة والمفاجئة للأهداف الاستراتيجية في المنطقة جذب الانتباه، وأن الهجمات على البنية التحتية لصناعة النفط في المملكة العربية السعودية، وكذلك على أهداف أخرى مهمة، أظهرت قدرة اليمنيين على “تقويض الاستقرار” في المنطقة والتأثير على الأسواق العالمية، حسبما ورد في التقرير، الذي أضاف أن من وصفهم بالحوثيين أظهروا مرونة مذهلة وقدرة على القتال في ظروف معقدة، فاستراتيجيتهم وتكتيكاتهم، التي تستهدف استخدام أساليب الحرب غير المتماثلة، كانت فعّالة للغاية ضد أعداء أقوياء، حسب الموقع الروسي.
انتحار على شواطئ البحر الأحمر
استسهال الحديث عن التصعيد ضد اليمن لإيقاف عملياته المساندة لفلسطين إنما يعبر عن حالة يأس وإحباط، لذلك فأمريكا تحاول القفز إلى الأمام، لاستعادة هيبتها المسفوحة على شواطئ البحر الأحمر، والأمر في المحصلة سيكون انتحارا واضحا وإنهاء لما تبقى من الأسطورة الأمريكية التي لا يزال شيء منها يخيف أولئك الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا أتباعاً لمن لا يشبهونهم في الدين، ولا يشاركونهم في التاريخ، بل ولا يقيمون لهم وزناً إلا بالقدر الذي يمكن أن يكونوا فيه مفيدين لها ولمخططاتها في الهيمنة، ونهب ثروات البلاد العربية والإسلامية.
إن استسهال الحديث عن التصعيد، سيكتب على نحو أكيد خاتمة حكاية التواجد الأمريكي في المنطقة، فانطلاقا من كونه لا حق للأمريكي، ولا لأي كائن آخر، العربدة بحق شعوب المنطقة بلا مسوّغ قانوني، وانطلاقا من أن موقف اليمن الإسنادي، هو قانوني ويستند إلى ما تُقرّه المواثيق والأعراف الدولية، وانطلاقا من أن في الموقف اليمني انتصار للقيم الإنسانية والأخلاقية، وانطلاقا من أن الموقف الأمريكي والغربي ينطوي أصلاً على كل الشر بدعمه للمجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، فإنه ليس من حق أحد أن يفرض إرادته على اليمنيين لثنيهم عن موقفهم المنتصر للمظلومين قي فلسطين.
وعلى الأمريكي، أن يرسم صورة متخيلة لمشهد ما بعد التصعيد، إنه بلا شك سيتمنى لو تعود به العجلة إلى الوراء ليتوقف عن رعونته، فالتصعيد سيجعل مشهد المنطقة وربما العالم قاتما إذ إنها ستكون مصيرية، ولن يكون للأمريكي تحديد سقفها، وتَحرُكه الانتحاري سيُفقده الكثير من المصالح، فحق الدفاع عن النفس مشروع ومتفق عليه، بينما القادم من آلاف الكيلو مترات عليه أن يدرك أنه في زمن الألفية الثالثة، وليس في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي بطش خلالها يميناً ويساراً لفرض هيمنته على العالم، أمريكا اليوم “لم تعد أولا”، وكل دول العالم بمقدرها أن تقف في وجه صلفها وغطرستها إذا امتلكت الإرادة.
ملايينية الساحات
ثم على الشيطان الأمريكي بالضرورة العودة لمشاهدة الفيديوهات التي توثق الزحف الملاييني اليمني إلى الساحات كل جمعة، انتصارا للقضية الفلسطيني، وتأكيدا على ثبات الموقف الداعم للفلسطينيين واللبنانيين، فمثل هكذا شعب سيكون من الاستحالة هزيمته أو فرض الإرادة عليه.
شعب ينبض مقاومة، شعب ينبض بالنخوة والكرامة لنصرة المستضعفين من العرب والمسلمين، فكيف والأمر يعني فلسطين، القضية المفتوحة منذ قرن من الزمن، ومنذ ما قبل التمكين غير القانوني للصهاينة ليؤسسوا كيانهم، منذ الاحتلال البريطاني الذي حاول متعمداً تشويه ديمغرافيا المكان بنشر الأقليات الأجنبية على هذه الأرض بما فيهم اليهود، ومنحهم الأراضي ودعمهم بالمال للاشتغال بالتجارة، ولتأسيس عصابة مسلحة حملت اسم “الهاجانا” قبيل تحويل التسمية إلى “جيش”.
وتؤكد المسيرات المليونية الأسبوعية أن الشعب اليمني يتعامل مع القضية من مبادئ ثابتة، أساسها الدين والأخوة والإنسانية، وهي ثوابت يستحيل بأي حال ثنيهم عنها، خصوصاً وأن البديل عن ذلك يعني استفحال خطر الغدة السرطانية لتهدد كل المنطقة وتتحكم بتفاصيله.
والجمعة الماضية أكدت مسيرة “مع غزة ولبنان.. الجهوزية لأي تصعيد أمريكي صهيوني والجهوزية لأي تصعيد أو مؤامرات جديدة تستهدف موقفنا الذي لن نتراجع عنه مهما كانت الأثمان والمخاطر، وملايين اليمنيين إلى جانب قواتهم المسلحة جاهزون لوضع نهاية حاسمة للتدخل الأمريكي في المنطقة عموما.
——————————————
موقع أنصار الله