غزة .عواصم .وكالات":

"كفى" قالها مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون، الذي سأله الصحفيون لدى زيارته ومجموعة من مندوبي مجلس الأمن الدولي معبر رفح اليوم عما إذا كانت لديه رسالة للدول التي تعارض وقف إطلاق النار في غزة. وتحدث المندوبون عن معاناة فلسطينية لا يمكن تصورها وحثوا على إنهاء العدوان على قطاع غزة اليوم خلال توجههم عبر شبه جزيرة سيناء المصرية إلى معبر رفح، المدخل الوحيد للمساعدات في الجيب الفلسطيني المحاصر.

وتؤيد غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إذ تتفاقم الظروف السيئة لسكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

فيما استخدمت الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل، حق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي ضد طلب مقترح لمجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار .

وشارك 12 من مبعوثي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الزيارة لرفح، بعد أيام فقط من تحذير الأمين العام أنطونيو جوتيريش من أن آلاف الأشخاص في القطاع الفلسطيني المحاصر "يتضورون جوعا".

وبعد توجههم إلى مدينة العريش، أطلعتهم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على الظروف في غزة قبل التوجه نحو رفح على بعد 48 كيلومترا.

وقال خوسيه دي لا جاسكا مندوب الإكوادور لدى الأمم المتحدة للصحفيين بعد مؤتمر الأونروا "الحقيقة أسوأ مما يمكن أن تعبر عنه الكلمات".وأضاف "علينا أن نرى..سنشهد ما يحدث وما الذي يمكننا فعله لمعالجة الوضع".

ووصف فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا ما قال إنه "انهيار للمنظومة المدنية من الداخل"

وقال لازاريني "ليست هناك مساعدات كافية". وأضاف "الجوع يسود غزة. المزيد والمزيد من الناس لم يأكلوا لمدة يوم أو اثنين أو ثلاثة.. معظم الناس ينامون على الخرسانة وحدها".

ومرت مساعدات إنسانية محدودة ووقود إلى غزة عبر معبر رفح، لكن مسؤولي الإغاثة يقولون إنها لا تقترب من تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع.

وشهد قطاع غزة اليوم غارات جوية إسرائيلية دامية ومعارك عنيفة بعد تأكيد حركة حماس أن الإفراج عن الرهائن لن يتم سوى من خلال مفاوضات وتبادل أسرى.

وبعد غارات جوية عنيفة ليلًا على خان يونس في جنوب القطاع، استهدفت ضربات جديدة صباح اليوم وسط وشرق المدينة التي لجأ إليها آلاف المدنيين بعد الفرار من القتال في الشمال.

وتحدثت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس عن "عشرات" الشهداء في القطاع لا سيّما في خان يونس ومدينة غزة ومخيم جباليا (شمال) ومخيمَي النصيرات والمغازي (وسط)، فيما لا يزال عشرات الضحايا تحت الأنقاض.ونُقلت 32 جثة إلى مستشفى ناصر في خان يونس خلال 24 ساعة، بحسب الوزارة.

وعلى صعيد العمليات الميدانية، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عن قتال عنيف في مدينة غزة بشمال القطاع، مشيرة الى قيامها بتفجير منزل كان الجنود الإسرائيليون يحاولون العثور فيه على فتحة تؤدي إلى نفق تحت الأرض.

وبعدما أفاد عن "قتال عنيف" في أحياء بمدينتي غزة وخان يونس، أكد الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين إطلاق صواريخ من غزة.وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم عن سقوط شظايا صواريخ في حولون بضواحي تل أبيب، متحدثة عن "أضرار مادية وإصابة مدني بجروح طفيفة".

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أكد الأحد "لا أريد أن أقول إننا نستخدم قوتنا الكاملة لكننا نستخدم قوة كبيرة ونحقق نتائج مهمة".

وزعم الجيش الإسرائيلي أنّ حصيلة القتلى من جنوده ارتفعت الى 101 جنديّ، بعد مقتل ثلاثة جنود كشفت هوياتهم اليوم فيما يسود تضارب في الاحصائيات بين السلطات الاسرائيلية التي تذهب بعضعها الى سقوط الاف القتلى.

وحذرت حماس الأحد من أن ما من رهينة سيغادر القطاع "حيا" إذا لم تُلبَ مطالبها عبر مفاوضات وتبادل أسرى.وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في رسالة صوتية "لا العدو الفاشي وقيادته المتعجرفة ولا داعموه يستطيعون أخذ أسراهم أحياء دون تبادل وتفاوض ونزول عند شروط المقاومة والقسام".

ويفر آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرًا.

وخسرت أم محمد الجبري (56 عامًا) التي تقيم في منزل أخيها في رفح، سبعة من أبنائها في ضربة ليلية على منزلهما.

وقالت "كل شيء راح. بقي لي أربعة أولاد وبنات من أبنائي الـ11. جئنا من غزة وهربنا لخان يونس ثم نزحنا إلى رفح. هذه الليلة، قصفوا البيت الذي نحن فيه ودمّروه. قالوا إن رفح ستكون آمنة. لكن العكس هو الصحيح، فرفح فيها قصف ولا مكان آمن".

وقال صاحب البيت أبو طارق صبح (55 عامًا) "تم استهدف البيت بصاروخين الساعة الثانية فجرًا".

وقالت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس إن الضربة أسفرت عن عشرة قتلى وعشرات الجرحى.

وقد تحولت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من ديسمبر "يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

هل تنجح تركيا في دفع الأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا؟

أنقرة ـ في خطوة تعكس تصعيد جهودها الدبلوماسية لمكافحة الإسلاموفوبيا، دعت تركيا الأمم المتحدة إلى تعيين مبعوث خاص لمواجهة تصاعد خطاب الكراهية والتمييز ضد المسلمين، محذرة من تزايد الهجمات على دور العبادة والمصحف الشريف في الغرب.

وجاءت الدعوة على لسان محمد كمال بوزاي نائب وزير الخارجية التركي، خلال جلسة رفيعة المستوى في مجلس حقوق الإنسان بجنيف الأسبوع الماضي، حيث شدد على أن العداء للإسلام بات ظاهرة يومية تتفاقم بفعل تنامي التيارات اليمينية المتطرفة.

وبينما أكدت أنقرة أهمية القرارات الأممية التي تصنف حرق الكتب المقدسة كجريمة كراهية، شددت على الحاجة إلى تحرك دولي أكثر فاعلية، معتبرة أن تعيين مبعوث أممي سيكون خطوة ضرورية نحو كبح هذه الظاهرة المتنامية.

بوزاي: العداء للإسلام ظاهرة يومية تتفاقم بفعل تنامي التيارات اليمينية بأوروبا (الأناضول) تصاعد الإسلاموفوبيا في الغرب

شهدت أوروبا خلال العام 2023 تصاعدًا غير مسبوق في ظاهرة الإسلاموفوبيا، حيث أفادت وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية بأن 47% من المسلمين في أوروبا تعرضوا للتمييز في حياتهم اليومية، مقارنة بـ39% في 2016، وسجلت النمسا (71%)، وألمانيا (68%)، وفنلندا (63%) أعلى نسب للتمييز ضد المسلمين، ما يعكس تفاقم هذه الظاهرة في القارة.

وفي أعقاب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، ارتفعت معدلات الاعتداءات ضد المسلمين في أوروبا الغربية بشكل ملحوظ، مع تسجيل أكثر من 500 حادثة إحراق للمصحف في الدانمارك وحدها منذ يوليو/تموز 2023، وفقا لوزير العدل الدانماركي حينها بيتر هملغارد، مما دفع الحكومة إلى إقرار قانون في ديسمبر/كانون الأول لحظر تدنيس الكتب المقدسة علنا.

وتكررت الاعتداءات في السويد، حيث قام ناشطون يمينيون بحرق نسخ من المصحف تحت حماية الشرطة، ما أثار موجة غضب دبلوماسي من الدول الإسلامية.

إعلان

وفي ألمانيا، وعلى الرغم من ندرة حوادث إحراق المصحف، فإن عدد الجرائم المعادية للمسلمين تضاعف خلال عام 2023 ليصل إلى 1926 حادثة، بزيادة كبيرة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقا لتقرير شبكة "كليم" لرصد الإسلاموفوبيا.

كما شهدت فرنسا ارتفاعا حادا في التضييق على المسلمين، بما في ذلك حظر العباءات في المدارس وتصاعد الاعتداءات على المساجد، حيث تم تسجيل 14 حادثة تخريب للمساجد خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.

وفي النمسا، اتخذت السلطات موقفا متشددا ضد الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، حيث نشرت الشرطة في المدارس لمنع المظاهرات المناهضة للحرب، ووصفت بعض المحتجين بأنهم مؤيدون لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ويشير خبراء إلى أن تصاعد هذه الحوادث مرتبط بصعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، التي استخدمت الإسلاموفوبيا كأداة لتحقيق مكاسب سياسية، مما أدى إلى زيادة التمييز المؤسسي ضد المسلمين، كما لعبت بعض الحكومات دورا في تأجيج الظاهرة من خلال تشديد القوانين التي تستهدف المسلمين، مثل حظر الرموز الدينية في فرنسا، أو تضييق حرية التظاهر كما حدث في السويد والدانمارك.

ومع استمرار هذه الاتجاهات، تحذر منظمات حقوقية من أن الإسلاموفوبيا باتت تمثل تهديدا مباشرا للتعايش في المجتمعات الأوروبية، مما يستوجب تدخلا دوليا حاسما لمعالجة الظاهرة قبل أن تتفاقم أكثر.

الدور التركي

تبنّت تركيا نهجا شاملا لمواجهة الإسلاموفوبيا على الصعيدين الداخلي والدولي، عبر مبادرات دبلوماسية وتشريعات وطنية وتحركات مؤسسية، فقد أطلقت أنقرة عدة برامج لمكافحة الظاهرة، أبرزها إنشاء وحدة رصد للإسلاموفوبيا ضمن وكالة الأناضول، وإعداد تقارير سنوية عن حوادث التمييز ضد المسلمين عالميًا، إلى جانب تنظيم منتديات إعلامية ودبلوماسية لتعزيز الوعي بالمشكلة.

وعلى المستوى الدولي، لعبت تركيا دورا محوريا داخل الأمم المتحدة، حيث قادت جهود اعتماد 15 مارس/آذار يوما عالميا لمكافحة الإسلاموفوبيا، كما دفعت باتجاه إصدار قرارات أممية تدين حرق المصحف وتطالب بتعيين مبعوث أممي خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا.

إعلان

وفي سياستها الداخلية، وضعت أنقرة إصلاحات قانونية لمكافحة جرائم الكراهية، وأدخلت تعديلات على قانون العقوبات لتشديد العقوبات على التحريض ضد الجماعات الدينية، مع تعزيز آليات الرقابة على خطابات العنصرية والتمييز، كما أنشأت مؤسسة حقوق الإنسان والمساواة التركية لمتابعة شكاوى التمييز ضد المسلمين وغيرهم.

وإقليميا، دعمت أنقرة المجتمعات الإسلامية المتضررة في الغرب، حيث قدمت دعما دبلوماسيا للجاليات المسلمة في أوروبا، واستدعت سفراء الدول التي شهدت اعتداءات على المساجد والمصاحف، إلى جانب استخدام نفوذها السياسي للضغط على حكومات تلك الدول لتوفير الحماية الكافية للمسلمين.

وفي إطار التعاون الدولي، عززت تركيا شراكاتها مع منظمة التعاون الإسلامي لإنشاء آليات دائمة لمراقبة الإسلاموفوبيا، وأسست مجموعة اتصال خاصة بالمسلمين في أوروبا، كما لعبت دورا رئيسيًا في دفع منظمة التعاون الإسلامي إلى تعيين مبعوث خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا، وساهمت في حشد مواقف مشتركة داخل مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

تأثير محدود

وفي السياق، يرى الباحث المتخصص في القانون الدولي يونس أكباش أن تركيا نجحت في وضع قضية الإسلاموفوبيا على الأجندة الأممية، لكنه يؤكد أن هذه القرارات، رغم أهميتها الرمزية، لا تحمل طابع الإلزام القانوني، مما يجعل تأثيرها محدودا على سياسات الدول التي تشهد تصاعد الإسلاموفوبيا.

ويضيف أكباش في حديث للجزيرة نت، أن مقترح تعيين مبعوث أممي خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا قد يكون خطوة مهمة إذا نجحت تركيا في حشد دعم واسع له، لكنه يحذر من أن المعارضة الغربية قد تحدّ من صلاحياته أو تعرقل اعتماده.

وبشكل عام، يؤكد الباحث أن تركيا أحرزت تقدما في ترسيخ الاعتراف العالمي بالإسلاموفوبيا كقضية أممية، لكنها بحاجة إلى الضغط المستمر وتعزيز التنسيق مع منظمات حقوقية دولية حتى تتحول جهودها إلى التزامات قانونية تفرض على الدول تغيير سياساتها بشكل ملموس.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تعلن إجلاء 24 لاجئا أفريقيا من اليمن
  • هل تنجح تركيا في دفع الأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا؟
  • نتنياهو يتوعد حماس بعواقب لا يمكن أن تتصورها
  • نتنياهو يتوعد حماس بـعواقب لا يمكن أن تتصورها إذا لم تفرج عن المحتجزين في غزة
  • عاجل. نتنياهو يهدد حماس بـ "تبعات لا يمكن احتمالها" إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن
  • كيف يمكن لأوروبا إنقاذ أوكرانيا؟
  • الأمم المتحدة تحيي اليوم العالمي للأحياء البرية
  • شهداء وإصابات في عدوان إسرائيلي على خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة
  • الأمم المتحدة: 51 مليون طن من الركام مخلفات حرب إسرائيل على غزة
  • برنامج الأغذية العالمي: وقف إطلاق النار في غزة لا يمكن التراجع عنه