حيروت – متابعات

كشف برنامج أممي عن اتساع فجوة التحديات المعيشية التي يواجهها اليمنيون بفعل الانقلاب الحوثي والحرب والتغيرات المناخية والأزمات المختلفة في المنطقة، وسط توقعات بمزيد من الخسائر الاقتصادية، وتحذيرات متصاعدة من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، وتراجع مؤشرات التنمية، وعدم جدوى المساعدات الإغاثية.

 

وتنبأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وقوع خسائر فادحة للاقتصاد اليمني خلال العقود الثلاثة المقبلة بفعل التغيرات المناخية، بواقع 93 مليار دولار من إجمالي الناتج المحلي، وتأثر 3.8 مليون شخص بسوء التغذية، ووفاة 121 ألفاً، حذرت شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من خطورة اتساع فجوات التمويل الحرجة في اليمن على الأمن الغذائي.

 

وتوقعت الشبكة الدولية في تقرير خطتها القُطرية في اليمن للعام المقبل، أن يتفاقم الوضع الاقتصادي والإنساني خلال الشهر الحالي، وأن تصل نسبة اليمنيين المصنفين ضمن مستويات الأزمات والطوارئ لانعدام الأمن الغذائي، إلى 41 في المائة، بعد أكثر من 8 سنوات من الصراع الذي أدخل البلاد في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم.

 

وأرجع التقرير أسباب التدهور المحتمل إلى النقص الحاد المتوقع في تمويل خطط المساعدات الإنسانية، والزيادة في أسعار المواد الغذائية والوقود، التي توقع وصولها إلى نحو 30 في المائة فوق المستويات المتوسطة، إلى جانب استمرار الصراع، حيث سيحتاج 21.6 مليون يمني خلال العام المقبل إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية.

 

وذكر التقرير أن اليمن لا يزال يعاني من انعدام الأمن الغذائي، وأن أحدث تحليل جزئي للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أثبت أن عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد والشديد لا يزال مرتفعاً، بحسب البيانات التحليلية لسوء التغذية الحاد الذي أجراه التصنيف المتكامل للبراءات أخيراً.

 

كما توقع التقرير أن يعاني مئات الآلاف من الأطفال من سوء التغذية الحاد، خصوصاً أن 17.3 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدات الغذائية والزراعية، وأكثر من 20.3 مليون شخص يفتقرون إلى الخدمات الصحية الحيوية، و15.3 مليون شخص آخر يحتاجون إلى المياه النظيفة واحتياجات الصرف الصحي الأساسية.

 

بنية تحتية متهالكة

 

تأثرت الخدمات العامة والبنية التحتية في اليمن بشدة بسبب الحرب والظواهر المناخية المتطرفة، كما جاء في التقرير الذي تطرق إلى توقف رواتب معظم العاملين في القطاع العام، بما في ذلك المهنيون الحيويون مثل المعلمين والعاملين في مجال الرعاية الصحية.

 

ومن تأثيرات الظواهر المناخية المتطرفة التي تعرض لها التقرير؛ أزمة المياه الحادة في البلاد، والتي تركت الغالبية من دون مياه نظيفة، مع تحذير الأمم المتحدة من استنزافها بالكامل بحلول عام 2025، خصوصاً مع افتقار نحو 18 مليون شخص إلى إمكانية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي.

 

وكان وزير الزراعة والري والثروة السمكية، سالم السقطري، شدد على أهمية تعزيز العلاقة الترابطية بين موارد الطاقة والمياه والغذاء، بعدّها من أهم الموارد اللازمة للحياة، في إطار أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وضرورة الترابط والتكامل فيما بين الأهداف الـ17 التي أقرتها خطة الأمم المتحدة لعام 2030.

 

وفي حلقة نقاشية حول الحلول المستدامة في التنمية الإنسانية في الطاقة والغذاء والمياه، للصندوق الكويتي للتنمية، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، أوضح السقطري أن تحديات المناخ الجاف منذ فترة طويلة، وارتفاع الضغوط على المياه والطاقة والغذاء، أثّرا على البلد بشكل كبير.

 

وبسبب هذه العوامل تجاوز معدل الفقر في اليمن 70 في المائة من إجمالي السكان، ويعاني أكثر من 17 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي، وغيرها من المؤشرات المفزعة، التي تواجهها الحكومة بإقامة المشروعات التي تتمثل في إنشاء محطات لتحلية المياه في مناطق السهول الساحلية، وخيارات إنشاء السدود.

 

ويطالب المنسق العام للجنة العليا للإغاثة جمال بلفقيه، بإعادة تأهيل المنشآت الحيوية التي تعرضت للتدمير بسبب الحرب من الأموال الموجهة للإغاثة، ودعم وتشجيع الزراعة والاصطياد السمكي، ما يوفر فرص عمل للمواطنين ويساعد في الانتقال من المرحلة الدرجة الثالثة المتعلقة بإنقاذ الحياة إلى تحقيق استدامة تنموية.

 

ولفت بلفقيه إلى أن التقارير تتحدث عن نحو 20 مليار دولار تسلمتها المنظمات الإغاثية من الدول المانحة على مدى أكثر من 8 سنوات، وقال: «ما زلنا في مرحلة إنقاذ الحياة»، متمنياً أن تتولى الجهات الرسمية الإشراف والرقابة ورفع التقارير الدورية على أعمال المنظمات الإغاثية وأوجه الدعم في القطاعات المختلفة، خصوصاً الاحتياجات ذات الأولوية القصوى في عموم المحافظات.

 

تراجع مؤشرات التنمية

 

وفقاً لتقرير التنمية المستدامة الذي ترصد الأمم المتحدة من خلاله التقدم في خطة التنمية المستدامة لعام 2030؛ حل اليمن في المرتبة 163 من بين 166 دولة، بمؤشر 46.8 بتراجع كبير عمّا حققه في عام 2010، حين سجل 49.5، ما يشير إلى تراجع هائل في التنمية المستدامة بسبب الأزمات السياسية والانقلاب والحرب.

 

وحقق مستوى تنفيذ الهدف الأول الخاص بالقضاء على الفقر تراجعاً مستمراً، حيث وصلت معدلات الفقر إلى مستوى دخل 2.15 دولار في اليوم الواحد، إلى جانب تراجع الهدف الخامس عشر الخاص بالحياة البرية والهدف السادس عشر لتعزيز المجتمعات السلمية وتوفير وصول العدالة إلى الجميع.

 

وإلى جانب تراجع الهدف السابع عشر الخاص بتعزيز شراكات فعّالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ظلت باقي الأهداف في حالة ركود ولم تسجل أي تقدم، باستثناء الهدف رقم 13 الهدف الخاص باتخاذ تدابير عاجلة لمكافحة تغير المناخ، الذي تعد جهود تحقيقه في المسار الصحيح، برغم ما يواجهه من تحديات رئيسية.

 

ويرى الأكاديمي في جامعة صنعاء جميل عبد القادر في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن جميع التحديات التي فرضتها الظواهر المناخية تحتاج إلى وجود دولة قوية للتعامل معها، أما في حال الانقسامات الحادّة التي يشهدها اليمن؛ فإن فرص تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي للبلاد تتضاءل إلى أدنى المستويات، ما ينذر بمزيد من المعاناة للسكان.

 

وينوه عبد القادر وهو أستاذ في علم الاقتصاد، بأن بناء اقتصاد متماسك وإحداث تنمية متوازنة ومستدامة، وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني؛ كل ذلك ضمانات وحيدة وممكنة لمواجهة مختلف التحديات المعيشية والطبيعية، أما دون ذلك فإن كل الجهود المبذولة لمواجهة هذه التحديات لن تنتج سوى حلول آنية ومؤقتة قد تؤجل الكوارث أو تحد منها، لكنها لن تمنعها تماماً.

 

ويبدي استغرابه من استمرار الاعتماد على المنح والمساعدات الدولية، خصوصاً أن الحروب والأزمات تزداد في المحيط الإقليمي، ما يقلل من حجم الاهتمام باليمن، ويقلص من حجم المساعدات الموجهة إليه، في حين لا تتنبه السلطات إلى ذلك، ولا تعمل على إيجاد حلول بديلة.

 

المصدر: موقع حيروت الإخباري

كلمات دلالية: التنمیة المستدامة الأمم المتحدة الأمن الغذائی ملیون شخص فی الیمن

إقرأ أيضاً:

رئيسية مجلس الشورى تقر تقرير لجنة الزراعة والاسماك

الثورة نت|

عقدت اللجنة الرئيسية بمجلس الشورى اجتماعها الدوري اليوم، برئاسة رئيس المجلس محمد حسين العيدروس، وحضور نائبا رئيس المجلس محمد الدرة وضيف الله رسام.

كُرس الاجتماع الذي ضم رؤساء ومقرري اللجان الدائمة لمناقشة تقرير لجنة الزراعة والأسماك والموارد المائية حول ” الثروة السمكية مرتكز للتنمية والأمن الغذائي”.

وفي الاجتماع نوه رئيس مجلس الشورى بالعمليات المتتالية للقوات المسلحة اليمنية وآخرها العملية المشتركة مع المقاومة الإسلامية العراقية، التي استهدفت هدفا حيويا في حيفاء انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني.

وأشاد بالجهود التي بذلها أعضاء مجلس الشورى في النشاط المجتمعي والنزول الميداني خلال العام 1445هـ وما حققه النشاط من أثر إيجابي في القرب من المجتمع وتعزيز الثبات والصمود في مواجهة العدوان.

وشدد العيدروس على أهمية الاستمرار في النشاط المجتمعي بنفس الوتيرة والعمل على تلمس احتياجات المواطنين والإسهام في حل القضايا المجتمعية.

وأشار إلى أهمية الاهتمام بالثروة السمكية باعتبارها أحد أهم مرتكزات التنمية المستدامة والامن الغذائي، ما يتطلب تظافر جهود الجهات ذات العلاقة لمعالجة الصعوبات التي تواجه تطوير القطاع السمكي.. مؤكدا ضرورة حماية البيئة البحرية من التلوث بتشديد الرقابة على السفن التي تنتهك المياه الإقليمية اليمنية للقيام بأعمال التجريف الجائر للأحياء البحرية ونهب الثروات البحرية.

وأشاد العيدروس بالجهود التي بذلتها لجنة الزراعة والأسماك والموارد المائية بالمجلس في إعداد التقرير وما اشتمل عليه من توصيات ومقترحات بنًاءه لمعالجات الصعوبات تواجه قطاع الثروة السمكية.

واستمع الاجتماع إلى عرض رئيس لجنة الزراعة المهندس عبد السلام النهاري حول ما تضمنه التقرير من محاور متعلقة بالتحديات التي تواجه القطاع السمكي والأضرار التي لحقت به جراء العدوان والحصار وآثاره السلبية على عملية التصدير.

وهدف التقرير إلى تسليط الضوء على أهمية الثروة السمكية في التنمية الاقتصادية لتحقيق الأمن الغذائي ووضع المقترحات والتوصيات للنهوض بهذا القطاع.

وأشار التقرير إلى أن حجم الخسائر التي مني بها القطاع السمكي خلال ثمان سنوات من العدوان قدرت بأكثر من 14 مليار ريال نتيجة الاستهداف المباشر للبنية التحتية والمعدات وقوارب الصيد وتوقف المشاريع الاستثمارية وعائدات الرسوم المستحقة للدولة من الصيد التقليدي وعائدات الصادرات.

ولفت التقرير إلى أهمية اعتماد السياسات والاستراتيجيات الفعالة لتطوير القطاع السمكي باعتباره أحد الموارد الحيوية التي يمكن أن تسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني.

واوصى التقرير بأهمية دعم البحوث العلمية لإيجاد طرق جديدة لزيادة الإنتاج السمكي والحفاظ على البيئة البحرية، وتعزيز التسويق والتصدير من خلال التوسع في فتح الأسواق وتسهيل عملية التوريد.

وأشارت التوصيات إلى أهمية دعم الصيادين المحليين بالقروض الميسرة والعمل على تطوير أداء الجمعيات التعاونية السمكية، وتنفيذ برامج لحماية البيئة البحرية والشعاب المرجانية من التلوث والأنشطة الضارة، وتطوير السياحة البيئية.

وقدمت في الاجتماع مداخلات.. أكدت في مجملها أهمية تشديد الرقابة ومنع الاصطياد الجائر والعشوائي وأعمال التجريف والسفن التجارية التي تلقي بمخلفاتها في البحر وتضر بالبيئة والاحياء البحرية.

وأشارت إلى ضرورة العمل على دعم وإنشاء الأسواق المركزية ونقاط البيع ومراكز التبريد في المناطق الساحلية للحفاظ على جودة الأسماك وتقليل الفاقد.

وأقر الاجتماع تقرير لجنة الزراعة والأسماك والموارد المائية مع استيعاب الملاحظات الواردة عليه وإحالته إلى الاجتماع العام للمجلس.

مقالات مشابهة

  • رئيس حزب «مصر 2000»: التنمية البشرية وبناء الإنسان أبرز تحديات الحكومة
  • رئيسية مجلس الشورى تقر تقرير لجنة الزراعة والاسماك
  • “حرمات منتهكة” نساء اليمن بين صوت الجلاد وصوت الضحايا .. تقرير شامل
  • تقدير أممي لعدد النازحين في قطاع غزة بسبب عدوان الاحتلال المتواصل
  • "التخطيط": الدولة المصرية بذلت العديد من الجهود في مجال توطين صناعة الهيدروجين الأخضر
  • وزيرة البيئة: تقرير سياسات النمو الأخضر يعكس ارتباطه على التنمية الاقتصادية بمصر
  • وزيرة البيئة تستعرض مخرجات تقرير تقييم سياسات النمو الأخضر في مصر
  • بعد لقاء مع طالبان.. قلق أممي من وضعية النساء في أفغانستان
  • وزيرة الثقافة تفتتح ورشة العمل الدولية حول حماية وصون تقاليد الطعام
  • تقرير أممي: نزوح قرابة 260 شخصا في اليمن خلال الأسبوع الفائت