صراع نفوذ بين حمزة يوسف وريشي سوناك.. قوانين مثيرة للجدل تفجر مواجهة بين أسكتلندا وبريطانيا
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
لندن- فتح مشروع قانون اقترحته الحكومة الأسكتلندية حول رفع التجريم عن الاستعمال الشخصي للمخدرات، مواجهة جديدة بين حكومة حمزة يوسف في أسكتلندا وحكومة ريشي سوناك في بريطانيا، ذلك أن تمرير مثل هذه القوانين تحتاج لموافقة من الحكومة البريطانية ومن البرلمان في لندن.
وينص مشروع القانون المقترح من الحكومة الأسكتلندية على أن أي شخص يُلقى القبض عليه سيتم توجيهه نحو العلاج عوض اعتقاله أو متابعته قانونيا، كما سيكون أمام الأشخاص الذين يخوضون مسار العلاج من الإدمان فرص أكبر للتوظيف من خلال إلغاء سجلهم العدلي.
ومباشرة بعد الإعلان عن هذه الوثيقة التي لم يصوت عليها البرلمان الأسكتلندي بعد، خرج ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ليعلن أن ريشي سوناك لن يدعم هذا القانون ولن يؤيد تمريره في البرلمان البريطاني. الأمر الذي أغضب زعيم الحزب الوطني الأسكتلندي (SNP) حمزة يوسف، وهو الذي قدم نفسه للأسكتلنديين باعتباره المدافع الشرس عن استقلال بلاده من التبعية لبريطانيا.
وليست هذه المرة الأولى التي تقف فيها لندن عائقا أمام القوانين القادمة من أسكتلندا، حيث قامت حكومة سوناك باستعمال "فيتو" ضد قانون يسمح للأطفال ما دون سن 16 سنة بتغيير جنسهم، وهو القانون الذي كان من أسباب سقوط حكومة الوزيرة الأسكتلندية الأولى السابقة نيكولا ستورجن.
حمزة يوسف يتزعم الحزب الوطني الأسكتلندي الذي حاول الحصول على قرار بإجراء استفتاء على الانفصال دون موافقة لندن (الأوروبية) صراع النفوذتسارع لندن في كل مرة لتذكير أسكتلندا أنها صاحبة القرار الأول والأخير فيما يتعلق بالقرارات الكبرى والمصيرية، ووصلت المواجهة بين الحزب الوطني الأسكتلندي وحزب المحافظين في بريطانيا إلى أعلى مستوياتها، عندما قرر الحزب الأسكتلندي اللجوء للمحكمة العليا من أجل تنظيم استفتاء حول الانفصال دون الحاجة لموافقة لندن، لتقرر المحكمة العليا أن أي استفتاء دون موافقة البرلمان البريطاني سيكون مخالفا للقانون وغير شرعي.
ولعل أبرز مظاهر هذه الأزمة هو غياب أي لقاء بين رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والوزير الأول الأسكتلندي حمزة يوسف، رغم مرور أشهر على تعيين الأخير في منصبه.
ويعلم سوناك أن أي تفريط في جزء من صلاحيات لندن لصالح أسكتلندا لن يكون في صالحه ولا في صالح شعبية حزب المحافظين الذي يضم كتلة مهمة تعارض انفصال أسكتلندا عن المملكة المتحدة.
في المقابل يواجه الوزير الأول حمزة يوسف ضغوطا متزايدة للقيام بخطوات حقيقية في اتجاه إقرار استفتاء الانفصال، بعد أن وعد خلال حملته الانتخابية بجعل هذا الملف أولوية له، وخروجه من معركة قانون رفع تجريم الاستعمال الشخصي للمخدرات مهزوما أمام لندن سيزيد من حدة هذه الضغوط عليه ويرفع منسوب المواجهة مع ريشي سوناك.
"تسلط من لندن"بكثير من الغضب تحدثت عضو حزب "ألبا الأسكتلندي" إيفون ريدلي، عن القرارات التي تتخذها لندن من أجل إيقاف القوانين المقترحة من أسكتلندا، وقالت "إن الأمر أشبه بممارسة العنصرية في حق الأسكتلنديين لأن البريطانيين يقولون لنا إننا تحت وصايتهم وهذا هو التسلط بعينه".
وقالت الصحفية والسياسية الأسكتلندية المؤيدة للانفصال إن "بلادها لديها حكومة وبرلمان أعلم بمشاكلها من السياسيين الموجودين في لندن"، مضيفة أن "اتحاد المملكة المتحدة لم يعد عادلا، كما أن لندن باتت تمنع السياسيين الأسكتلنديين من الحديث مع قادة العالم تحت مبرر توحيد خطاب السياسة الخارجية، وهذا ظلم كبير لبلد عريق مثل أسكتلندا".
وتوقعت ريدلي في حديثها للجزيرة نت، أن تحمل الانتخابات العامة المقبلة في بريطانيا لسنة 2025 الكثير من المفاجآت، "كما أن الانتخابات في أسكتلندا ستظهر أن المواطنين باتوا أكثر اقتناعا بجدوى الانفصال"، مشيرة إلى أن المحافظين يعلمون هذا "ولذلك يظهرون الكثير من التشدد في تسليم أية صلاحيات لأسكتلندا".
ولم تظهر السياسية الأسكتلندية أية حماسة لاستطلاعات الرأي التي تقول إن حزب العمال هو من سيقود الحكومة البريطانية المقبلة، لأنها لا تتوقع تحولا كبيرا في تعامل لندن مع أسكتلندا "خصوصا أن كل السياسات التي يعلن عنها زعيم حزب العمال كير ستارمر هي سياسات تقليدية ومحافظة".
حزب المحافظين يواجه ضغطا سياسيا من الحزب الوطني الأسكتلندي لا سيما قبل الانتخابات (الجزيرة) حسابات سياسيةمن ناحيته، اعترف الخبير السياسي البريطاني كريس دويل، بوجود توتر حقيقي بين حزب المحافظين والحزب الوطني الأسكتلندي؛ ذلك أن الحزب الأخير "يعلم أن حزب المحافظين في أضعف حالاته لهذا فهو يريد زيادة الضغط عليه خلال الفترة المقبلة".
في المقابل يفسر دويل في حديثه مع الجزيرة نت، تشدد حكومة المحافظين مع القوانين القادمة من أسكتلندا بكون "حزب المحافظين ليس لديه الكثير مما يخسره فهو يعلم أنه شعبيته في تراجع في أسكتلندا ولن يراهن عليها في الانتخابات المقبلة، كما أنه يعلم أن حظوظه للفوز بالانتخابات المقبلة تتراجع بشكل كبير".
وتوقّع الخبير السياسي البريطاني أن الوضع سيزداد سوءا بين بريطانيا والحزب الوطني الأسكتلندي خلال الأشهر المقبلة ومع اقتراب الانتخابات العامة في بريطانيا أيضا، فحتى حزب العمال من مصلحته إضعاف الحزب الوطني الأسكتلندي، لأن العمال هو ثاني حزب حاليا في أسكتلندا وهو المرشح للوصول لقيادة أسكتلندا أمام تراجع شعبية الحزب الوطني الأسكتلندي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی بریطانیا
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة وبريطانيا تفرضان عقوبات على مسؤولين في جورجيا بسبب قمع الاحتجاجات
ديسمبر 20, 2024آخر تحديث: ديسمبر 20, 2024
المستقلة/- أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يوم الخميس عن فرض عقوبات على كبار المسؤولين في حكومة جورجيا بعد قمع الأحتجاجات المؤيدة للاتحاد الأوروبي.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن العقوبات ستمنع أي مصالح أو ممتلكات يمتلكها المسؤولون في الولايات المتحدة وتمنع معظم المعاملات المالية معهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: “إن الولايات المتحدة تدين بشدة العنف المستمر والوحشي وغير المبرر من جانب السلطات الجورجية ضد المواطنين الجورجيين، بما في ذلك المحتجون السلميون وأعضاء وسائل الإعلام ونشطاء حقوق الإنسان وشخصيات المعارضة”.
كما أشار وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى “العنف المروع” ضد المحتجين وزعماء المعارضة والصحفيين، واصفًا رد السلطات على المظاهرات بأنه “هجوم صارخ على الديمقراطية وحق الشعب الجورجي في ممارسة حرياته الأساسية”.
وقال: “إن تحركنا اليوم يظهر أن المملكة المتحدة تقف إلى جانب شعب جورجيا وستنظر في جميع الخيارات لضمان محاسبة المسؤولين”.
كان المتظاهرون في جورجيا قد نزلوا إلى الشوارع لرفض قرار الحكومة بتأجيل الدفع نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028، والذي يراه الكثيرون في البلاد بمثابة خطوة لتقريب البلاد من روسيا.
اختار المشرعون الجورجيون مؤخرًا لاعب كرة قدم سابق كرئيس من خلال عملية انتخابية مثيرة للجدل، وهي الخطوة التي يراها المعارضون بمثابة ضربة أخرى لتطلعات البلاد الأوروبية.
ومن بين كبار المسؤولين في قائمة العقوبات البريطانية وزير الداخلية الجورجي فاختانغ جوميلوري.
كما تم فرض عقوبات على نائبه ألكسندر داراخفيليدزه ومدير شرطة تبليسي زفياد خارازيشفيلي، إلى جانب اثنين آخرين من كبار رؤساء الشرطة.
كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على جوميلوري، إلى جانب ميرزا كيزيفادزي، وهو عضو كبير في فرقة عمل شاركت في حملة القمع ضد المتظاهرين.
فرضت عدة دول بالفعل عقوبات على شخصيات بارزة في الحكومة الجورجية، بقيادة حزب الحلم الجورجي، الذي يعتبر مقربًا من روسيا.