اقترحت الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، الاثنين، صيغة تمثل الحل الوسط من أجل التوصل إلى توافق بين الدول الأطراف المجتمعة في دبي تنص على خفض استهلاك الوقود الأحفوري وإنتاجه، في ما مثل خيبة أمل لدى عدد من الدول والمنظمات غير الحكومية المطالبة بالاستغناء عن النفط والغاز والفحم.



ويدعو النص بشكل خاص إلى "خفض استهلاك الوقود الأحفوري واستهلاكه في الوقت نفسه بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، على نحو يتيح الوصول إلى صافي الصفر (الحياد الكربوني) من الآن وحتى سنة 2050 ونحوها وقبل ذلك، وذلك بناء على ما يوصي به العلم". لكن هذه النسخة لم تستخدم كلمة "الاستغناء" عن النفط أو الغاز أو الفحم التي تمثل مصادر للغازات الدفيئة. كما أنها تأخذ في الاعتبار مطالب عبرت عنها الدول المصدرة للوقود الأحفوري مثل اللجوء إلى تقنيات التقاط الكربون وتخزينه علمًا أنها ما زالت غير ناضجة لكنها تتيح لهذه الدول مواصلة إنتاج النفط والغاز.


وفيما يتعلق بالفحم، يدعو النص إلى "الحد بسرعة من الفحم المستخدم من دون احتجاز الكربون" فضلاً عن "فرض قيود على التصاريح الممنوحة لمحطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم" من دون احتجاز الكربون، وهو ما يعد خطوة إلى الوراء مقارنة بالاتفاق المعتمد في 2021 في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين في غلاسكو. عندها، لم يتم السماح بإنشاء محطات جديدة لإنتاج الكهرباء تعمل بالفحم.

وترد في النص المؤلف من 21 صفحة فقرة تتناول التكنولوجيا "منخفضة الانبعاثات" ومنها الطاقة النووية وتقنيات احتجاز الكربون وإنتاج الهيدروجين "منخفض الكربون" وذلك "من أجل تحسين الجهود المبذولة للاستعاضة عن الوقود الأحفوري من دون احتجاز (الكربون) في أنظمة الطاقة". وتعكس هذه الصيغة ما جاء في الإعلان المشترك الذي صدر عن الولايات المتحدة والصين في تشرين الثاني/ نوفمبر. في هذا الإعلان تجنّب البلدان المسؤولان عن 41% من الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة، التطرق إلى "الاستغناء" عن الوقود الأحفوري واستعاضا عن ذلك بالقول إن الطاقات المتجّددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح...) ينبغي أن تحلّ محلّ الطاقات الأحفورية تدريجيًا.

خيبة أمل
ويتضمن النص هدف مضاعفة الطاقات المتجددة ثلاث مرات على مستوى العالم ومضاعفة معدل التحسن في كفاءة الطاقة مرتين بحلول عام 2030.

وبينما ينكب المفاوضون والمراقبون على دراسة النص، بدأت ردود الفعل ترد وهي تتراوح بين الردود المعتدلة والمستنكرة.

وقال هارجيت سينغ، رئيس الاستراتيجية السياسية العالمية في شبكة العمل المناخي التي تمثل أكثر من ألف جمعية وتشارك في أعمال مؤتمر الأطراف كمراقب، إن النص الأخير "يمثل تراجعا كبيرا مقارنة بالنسخ السابقة. من المستغرب أنه لم يعد يتضمن صيغة صريحة بشأن الاستغناء التدريجي عن الوقود الأحفوري".

وندّد سيدريك شوستر، وزير البيئة في ساموا والرئيس الحالي لتحالف الدول الجزرية بالمسودة بقوله إنها "غير كافية إطلاقًا... أصواتنا غير مسموعة في حين يبدو أن عدة أطراف أخرى استفادت من معاملة تفضيلية، ما قوّض الشفافية وشمولية العملية".

من جانبه، وصف أندرياس سيبر، من المنظمة غير الحكومية 350 الصيغ المقترحة بأنها "ضعيفة" مقارنة بالنصوص السابقة. وقال: "على الدول المنخرطة بالعمل المناخي أن ترفض هذا المقترح الضعيف، وتصر على التغييرات التي من شأنها أن تحدث تحولًا حتى يكون لها تأثير ملموس على تغير المناخ". وقال مصدر من المفاوضين الأوروبيين لوكالة "فرانس برس" إن هذا النص "بعيد عما يحتاجه المناخ اليوم. هناك شيء واحد واضح: لن نتوصل إلى ذلك الثلاثاء بحلول الساعة 11 صباحا"، وهو الوقت الذي حدده رئيس المؤتمر سلطان الجابر للتوصل إلى اتفاق.


وأشار لي شو، من مركز أبحاث جمعية آسيا، إلى أن النص لم يعد يتضمن خيارات بالنسبة لكل فقرة، على عكس المسودات الثلاث السابقة، مما يوحي حسب قوله بأن سلطان الجابر عرض نصًا "إما أن يؤخذ به أو يُرفض".

ولكن ليس محسومًا بعد إن كانت هذه الصيغ ستحظى بالتوافق بين مندوبي ووزراء نحو 200 دولة مشاركة في المفاوضات.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "نحن في سباق مع الزمن"، قبل أن يدعو الأطراف إلى إظهار "أقصى قدر من المرونة" و"حسن النية" لضمان نجاح المؤتمر المقرر اختتامه الثلاثاء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية دبي الوقود الأحفوري دبي الوقود الأحفوري مؤتمر المناخ سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوقود الأحفوری

إقرأ أيضاً:

مؤتمر عالمي لرؤساء المحاكم الدستورية والمجالس العليا الأفريقية.. غدًا

تعقد المحكمة الدستورية العليا، برئاسة المستشار بولس فهمي إسكندر، غدا الأحد، مؤتمرًا صحفيًا عالميًا بأحد الفنادق الشهيرة بالقاهرة الجديدة التجمع الخامس فى تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا.

وصرح المستشار الدكتور طارق عبد الجواد شبل نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والمتحدث الرسمى لها أن المؤتمر يأتي للإعلان عن فعاليات اجتماع القاهرة الثامن رفيع المستوى لرؤساء المحاكم الدستورية والعليا والمجالس الدستورية الافريقية، والذى سوف ينعقد يومى 27 و 28 يناير 2025 بذات الفندق.

كشف لغز العثور على جثة على الطريق الصحراوى بالبحيرةإحالة سائق للمحاكمة الجنائية بتهمة الشروع بقتل جاره بالسلام

الاجتماع السابع

وأصدر رؤساء المحاكم والمجالس الدستورية الأفريقية فى اجتماعهم السابع الذى عقد في 2023 عبر الفيديوكونفرانس، 10 توصيات بعد مناقشة حماية الحق في الخصوصية، في ظل التحول الرقمي من منظور دستوري وقانوني.

وأعرب المجتمعون في البيان الختامي عن تقديرهم للقيادة السياسية بجمهورية مصر العربية، لدعم كافة أشكال التعاون القضائي بين الدول الأفريقية.

توصيات الاجتماعات

وجاء في نص التوصيات التي انتهت بالاجتماع السادس: إقرارًا منا بأن التنمية في شتى المجالات لا تكتمل حلقاتها إلا بتوطيد دعائم العدالة الاجتماعية بحسبانها وقود التنمية الاقتصادية وتأكّيدًا منا أنَّ التدريب بمجال العلوم الدستورية أحد أهم دعائم العمل بالمجال الدستوري بما يطرح علينا البحث بالوسائل التي تضمن التواصل بيننا للاستفادة من خبرات الدول الأعضاء، لذلك قررنا ما يلي:

- تفعيل الضمانات القانونية لتوفير الحماية اللازمة للقضاة في سائر الأنظمة الدستورية.

- تعزيز مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها كأحد الدعائم الرئيسية لضمان استكمال القضاء.

- العمل على كفالة الحقوق الدستورية للمواطنين جميعًا دون الاعتبار لاختلاف الدين أو العرق أو الرأي السياسي أو أي اعتبار آخر.

- تأكّيد حق المواطنين جميعا في شغل الوظائف العامة بشكل متساوي.

- الدعوة لالتزام الدول الأعضاء للعمل على إنفاذ الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الأجانب واللاجئين.

- تشجيع الجهود الرامية لدمج اللاجئين لسوق العمل وتوفير الفرص المناسبة لتأهيلهم لحياة كريمة.

- تثمين مبادرات الدول الأطراف لإبرام الاتفاقيات الثنائية لإقرار حقوق المهاجرين واللاجئين.

- دعم الجهود الرامية لحلول تفاوضية عاجلة بشأن تنظيم استهلاك الثروات الطبيعية المشتركة.

- الدعوة لاعتبار حماية البيئة حق دستوري أصيل والعمل على حمايتها من التلوث والتدهور بالبلدان الأفريقية.

- اتخاذ المزيد من الإجراءات لضمان حماية الهوية الثقافية الأفريقية وإقرار حق المجتمع بالتمسك بالقيم الأخلاقية التي تقرها الجماعة الوطنية.

- التسليم باحترام المجتمعات الأفريقية بحق كل مكون بالاعتراف بلغته، وكفالة تمثيله الاجتماعي المناسب في كل المجالات السياسية والاجتماعية.

- الدعوة بضمان نظام قانوني يتبني إرساء قواعد العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة.

- تأكيد كفالة الحد الأدنى لاحتياجات أفراد المجتمع كمطلب أولي لتحقيق السلام الاجتماعي.

- الإشادة بالجهود الرامية لتمكين المرأة لشغل الوظائف العامة وولاية القضاء.

- دعم إنشاء مركز أفريقي للبحوث والدراسات الدستورية والقانونية بين المحاكم والمجالس الدستورية والمحاكم العليا.

-  تثمين اللقاءات الدورية المباشرة والافتراضية بين قضاة المحاكم والمجالس الدستورية والمحاكم العليا بغرض البحث العلمي والتدريب بالعلوم الدستورية والقانونية.

- تنظيم دورات تدريبية متخصصة بالعلوم الدستورية والقانونية بين قضاة المحاكم والمجالس الدستورية والمحاكم العليا.

- تعزيز الجهود الرامية لتوطيد التعاون بين سائر المحاكم والمجالس الأفريقية وبين نظرائها بالعالم وعلى الأخص المؤتمر العالمي للعدالة الدستورية واتحاد المحاكم والمجالس العربية.

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد الأخضر حجر الزاوية في العلاقات الدولية
  • انطلاق فعاليات مؤتمر «العمل المناخي والتحول الأخضر» احتفالا بيوم البيئة الوطني
  • وزيرة البيئة تفتتح احتفالية المكتب العربى للشباب والبيئة بيوم البيئة الوطني ٢٠٢٥
  • وصول الجبالي وعبد الرازق لحضور مؤتمر المحاكم الدستورية الأفريقية
  • خطوة جديدة نحو تأمين إمدادات الطاقة| مصر توفر 48 مليار جنيه لتشغيل محطات الكهرباء
  • بدء مؤتمر المحكمة الدستورية العليا
  • رئيس "الرقابة المالية" يُسلَّط الضوء على مبادرة تطوير سوق الكربون الطوعية المنظمة
  • رئيس هيئة الرقابة المالية: شهادات الكربون تساهم في تمويل المناخ في مصر
  • السعودية تنتج الكعكة الصفراء.. ما أهميتها لتوليد الطاقة النظيفة؟
  • مؤتمر عالمي لرؤساء المحاكم الدستورية والمجالس العليا الأفريقية.. غدًا