تحت ضوء الديمقراطية.. ختام يوم الاقتراع الثاني في الإسكندرية يكتسب أهمية استثنائية
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
تمثلت انتخابات 2024 في الإسكندرية محطة هامة في مسيرة الحياة السياسية المصرية، حيث شهدت إقبالاً كبيرًا من الناخبين الذين سعوا للمشاركة في تحديد المستقبل السياسي للبلاد، والإدلاء بأصواتهم في لجان الاقتراع المنتشرة في جميع أنحاء المحافظة، وقد أغلقت صناديق الاقتراع بتوقيت دقيق في اليوم الثاني، حيث تصدر بيانًا للواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، مساء اليوم للحديث عن سير العملية الانتخابية.
وأكد اللواء الشريف أن الهيئة الوطنية للانتخابات أغلقت صناديق الاقتراع في تمام الساعة التاسعة مساءً، وذلك بجميع اللجان والمقار الانتخابية بالمحافظة، هذا الإعلان يأتي بعد انتهاء مواعيد التصويت الرسمية في اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية 2024.
متابعة العملية الانتخابيةوفي سياق متصل، قام اللواء الشريف بمتابعة التقارير النهائية لليوم الثاني للعملية الانتخابية بغرفة العمليات الرئيسية بديوان عام المحافظة، وأشار إلى أن الغرفة، التي عقدت اجتماعها منذ الصباح الباكر، لم ترصد أي شكاوى، مؤكدًا استمرار سير العملية بانتظام على مستوى اللجان والمقار الانتخابية.
الحضور الرسميمن الملاحظ أن غرفة العمليات الرئيسية شهدت حضورًا رسميًا بارزًا، حيث شارك في اجتماعها الدكتور أحمد جمال نائب المحافظ، والدكتورة جاكلين عازر نائب المحافظ، واللواء خالد جمعة السكرتير العام بالمحافظة، والمهندسة جيهان مسعود السكرتير العام المساعد، ورؤساء شركات المرافق ومديري المديريات وجميع الجهات المعنية.
استقرار العملية الانتخابيةتأكيدًا على نجاح العملية الانتخابية، يشير تقرير اللواء الشريف إلى استقرار الأمور على مستوى اللجان والمقار الانتخابية، وعدم تسجيل أي حالات استثنائية أو شكاوى تذكر، وهذا يعكس جهودًا فعالة في تنظيم وإدارة العملية الانتخابية لضمان سلاسة ونزاهة العملية الديمقراطية.
وظهرت الإسكندرية كنموذج للتنظيم الفعّال والإدارة السلسة لعمليات الاقتراع، وهذا يعزز مكانة المحافظة كمركز حيوي في الساحة السياسية المصرية، وإن الشفافية والنزاهة التي تميزت بها العملية الانتخابية تعكس التزام السلطات المحلية بتحقيق مستوى عالٍ من المشاركة الشعبية في صنع القرار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: انتخابات الاسكندرية غرفة العمليات المحافظة الانتخابية العملیة الانتخابیة
إقرأ أيضاً:
حكم لبس الكمامة في الصلاة بالشرع الشريف
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يوجد مانع شرعًا من لبس الكمامة أثناء الصلاة؛ تحرُّزًا من وجود عدوى أو فيروس، ولا يدخل ذلك تحت تغطية الفم والأنف المنهي عن تغطيتهما في الصلاة؛ بل هو عذرٌ من الأعذار المبيحة، وحالة من الحالات المستثناة من الكراهة؛ كالتثاؤب المأمور بتغطية الفم طروِّه من المصلي.
وأجاز الفقهاء حالات أخرى يستثنى فيها تغطية الفم والأنف في الصلاة؛ كالحرِّ والبرد ونحوهما من الأعذار العارضة؛ لأن النهي هو عن الاستمرار فيه بلا ضرورة؛ بل أجاز بعضهم استمراره في الصلاة لٍمَن عُرفَ أنه من زيِّه، أو احتيجَ له لعمَلٍ أو نحوه. وقد ثبت ضرر هذا الفيروس وسرعة انتقاله عن طريق المخالطة؛ فيكون اتِّقاؤه والحذر منه أشد، فتتأكد مشروعية تغطية الأنف والفم بالكمامة في جماعة الصلاة؛ حذرًا من بلواه، واجتنابًا لعدواه، واحترازًا من أذاه.
حكم تغطية الفمِ والأنف في الصلاة
ونهى الشرع الشريف عن تغطية الفمِ والأنف في الصلاة؛ لِما في ذلك من شغل عن الخشوع وحُسن إكمال القراءة وكمال السجود؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن السَّدْلِ في الصلاة، وأن يُغَطِّيَ الرجلُ فاهُ" أخرجه أبو داود في "السنن"، والبزار في "المسند"، وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك" وصححه، والبيهقي في "السنن الكبرى".
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَضَعَنَّ أَحَدُكُمْ ثَوْبَهُ عَلَى أَنْفِهِ فِي الصَّلَاةِ، إِنَّ ذَلِكُمْ خَطْمُ الشَّيْطَانِ» أخرجه الطبراني في معجميه "الأوسط" و"الكبير"، ورواه ابنُ وهب في "الجامع" و"الموطأ" وأبو داود في "المراسيل" عن وهب بن عبد الله المعافري مرسلًا.
وعن عبد الرحمن بن الْمُجَبَّرِ "أنه كان يرى سالم بن عبد الله، إذا رأى الإنسان يغطي فاه وهو يصلي، جبذ الثوب عن فيه جبذًا شديدًا، حتى ينزعه عن فيه" رواه مالك في "الموطأ".
قال العلامة الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (2/ 336، ط. دار الفكر): ["وأن يُغَطِّيَ الرجلُ فاهُ"، أي: فمه في الصلاة، كانت العرب يتلثمون بالعمائم، ويجعلون أطرافها تحت أعناقهم، فيغطون أفواههم كيلا يصيبهم الهواء المختلط من حرٍّ أو برد، فنهوا عنه؛ لأنه يمنع حسن إتمام القراءة وكمال السجود] اهـ.
والكراهة الواردة في هذه الآثار كراهة تنزيهية لا تمنع صحة الصلاة، والفقهاء مختلفون علة النهي التي يدور معها وجودًا وعدمًا؛ فقيل: لأنها عادة جاهلية، وقيل: لِما فيها من التشبه بالمجوس، وقيل: لِما فيها من معنى الكِبر. كما أن النهي عن تغطية الفم في الصلاة ليس على إطلاقه؛ فالفقهاء متفقون على أنه يُشرَعُ للمصلي إذا تثاءب في صلاته أن يغطي فَمَهُ؛ التزامًا بالأدب في مناجاة الله، ودفعًا للأذى والضرر، وذهب بعضهم إلى أن أصل الكراهية لمن أكل ثومًا ثم تلثَّمَ وصلى على تلك الحالة:
قال الإمام السرخسي الحنفي في "المبسوط" (1/ 39، ط. دار المعرفة): [إن ترك تغطية الفم عند التثاؤب في المحادثة مع الناس تعد من سوء الأدب؛ ففي مناجاة الرب أولى] اهـ.
وقال العلامة الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 216، ط. دار الكتب العلمية): [ويكره أن يغطي فاه في الصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن ذلك؛ ولأن في التغطية منعا من القراءة والأذكار المشروعة؛ ولأنه لو غطى بيده فقد ترك سنة اليد، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ فِي الصَّلَاةِ»، ولو غطاه بثوب فقد تشبه بالمجوس؛ لأنهم يتلثمون في عبادتهم النار والنبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن التلثم في الصلاة، إلا إذا كانت التغطية لدفع التثاؤب: فلا بأس به] اهـ.
والتثاؤب عذرٌ من الأعذار التي تُعرض للمصلي، يدخل فيه من كان في معناه، مما تدعو إليه الحاجة؛ كالحَرِّ أو البردِ أو نحوهما؛ فيأخذ حكمه من استثناء التغطية والاتِّقاء، فالمراد من النهي عن التغطية: الاستمرار فيه بلا ضرورة، أما عروضها ساعة لعارضٍ أو لحاجة؛ يدخل ضمن الرخصة والجواز، ولذلك أجاز العلماء التلثم في الصلاة لٍمَن عُرفَ أنه من زيِّه، أو أُحتيجَ له لعمَلٍ أو نحوه:
فعن قتادة: "أن الحسن كان يُرَخِّصُ في أن يصلي الرجل وهو متلثم إذا كان من بردٍ أو عذرٍ" أخرجه عبد الرزاق في "المصنف".