ألماني يمزق جواز سفره احتجاجًا على دعم بلاده لإسرائيل
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
أظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي مواطنًا ألمانيًّا يسير في أحد شوارع ألمانيا بجانب حشد من الناس ويقوم بتمزيق جواز سفره خجلا من موقف برلين الداعم لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وفي المقطع المصور قال المواطن الذي لم يتسنَّ معرفة اسمه: "أصدقائي الأعزاء.. صديقاتي العزيزات، جواز السفر هذا الذي أحمله بيدي، يجعلني أشعر بالخجل كوني ألمانيًّا، وقد قررت تضامنا معكم أن أمزقه، كما يمزق الجيش الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية".
بعدها أمسك المواطن الألماني بجواز سفره بكلتا يديه وقام بتمزيقه ثم ألقاه على الأرض أمام حشد من الناس في الشارع كانوا يرفعون أصواتهم تأييدا له.
وأخذ المواطن الألماني يهتف بصوت مرتفع والجموع تردد وراءه: "الحرية الحرية لفلسطين.. أوقفوا الإبادة الجماعية".
اصطفاف ألمانيا مع إسرائيلومنذ اللحظة الأولى لانطلاق "طوفان الأقصى" فجر السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والحكومة الألمانية تعلن "حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن النفس المكفول لها في القانون الدولي"، مؤكدة الاصطفافَ غير المشروط إلى جانب إسرائيل، ودعمها المطلق في حربها على قطاع غزة، مهما كانت الفاتورة الإنسانية الباهظة التي يدفعها المدنيون.
وفي يوم هجوم "حماس" (على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي)، عبّرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن موقف برلين الداعم لإسرائيل بقولها: "حماس تصعد العنف، إنني أدين بشدة الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل من غزة".
وقالت فيما بعد: "نحن متضامنون تماما مع إسرائيل، ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب وفقا للقانون الدولي".
وبعد 3 أيام، أي في 10 أكتوبر/تشرين الأول، وبعد استشهاد مئات الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية، واصلت الوزيرة الألمانية موقفها الداعم لإسرائيل بالقول: "أوروبا ككل تقف إلى جانب إسرائيل".
وفيما يتعلق بمقتل المدنيين في غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية، قالت بيربوك إن "معاناة وموت المدنيين الفلسطينيين جزء من إستراتيجية الإرهابيين"، وبعد ذلك حاولت تبرئة الإدارة الإسرائيلية بالقول: "حماس تختبئ وراء السكان المدنيين".
وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول، عندما بدأت أعداد المدنيين في غزة ممن استشهدوا جراء الهجمات الإسرائيلية غدوا بالآلاف، قالت الوزيرة الألمانية إن "إسرائيل تعيش هذه الأيام على وقع إرهاب همجي، من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضد هذا الإرهاب في إطار القانون الدولي. ألمانيا تقف إلى جانب إسرائيل دون تردد"، مكررة دعمها لحكومة نتنياهو بالقول: "لهذا السبب سأذهب إلى إسرائيل اليوم".
وبلغت ذروة الدعوات الرامية إلى شيطنة الاصطفاف إلى الجانب الفلسطيني، في محاولة كارين برين نائبة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي ينتمي له المستشار الألماني أولاف شولتز، تجريمَ هتاف "فلسطين حرة" الذي كثيرا ما تصدح به حناجر مؤيدي فلسطين في المظاهرات، إذ صرّحت في لقاء تلفزيوني بأن هتاف "فلسطين حرة ليس هتافا بريئا، وإنما صيحة حرب لـ"عصابة إرهابية".
وفي تصريح غريب قالت رئيسة لجنة الدفاع في البوندستاغ (البرلمان الألماني)، ماري-أغنيس ستراك-زيمرمان، من الحزب الديمقراطي الحر، التي رأت أن "ثمة علاقة وطيدة بين هجوم روسيا على أوكرانيا، وهجوم حماس على إسرائيل"، لافتة الأنظار إلى أنّ هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر، موافقٌ لعيد ميلاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وهو أمر يستحيل -حسَب زعمها- أن يكون محضَ صدفة.
وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، في بيان حكومي، فرض حظر على أنشطة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ألمانيا بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
موقف مشابهوفي حادثة مشابهة لموقف المواطن الألماني وقعت قبل أيام حين أعلنت الفنانة ومنتجة الأفلام الكندية يولا بينيفولسكي تخليها عن جنسيتها الإسرائيلية احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والانتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وظهرت يولا في مقطع فيديو على منصة إنستغرام (تم حذفه لاحقا)، صباح 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قائلة "مرحبا بالجميع. أنا اسمي يولا. أنا فنانة ومنتجة أفلام في تورونتو كما أنني مواطنة إسرائيلية، غادرت إسرائيل منذ 23 عامًا وأعيش في كندا منذ ذلك الحين".
وحول التفكير في قرار التنازل عن الجنسية الإسرائيلية أكدت بينيفولسكي "كانت عملية طويلة جدا استغرقت نحو عقدين من الزمان"، وذلك منذ عرفت التاريخ الحقيقي لبلادها وليس التاريخ الذي تعلمته في المدارس على حد تعبيرها.
وأضافت "نعم فعلت ذلك ردا على العدوان الذي شنته إسرائيل على غزة، ولكن بما أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل بقصف غزة، لماذا الآن؟ لماذا هذه اللحظة بالذات؟".
وأجابت بينيفولسكي عن السؤال بقولها: "لأن عدد الضحايا في غزة وصل إلى أبعاد كارثية، وعلى الرغم من أننا الآن في وقف مؤقت لإطلاق النار أو استراحة أو ما تريدون تسميتها أيا كان، يبدو أنها لن تنتهي قريبا لأن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنهم بعد الهدنة ينوون مواصلة القصف لمدة شهرين آخرين على الأقل".
وقالت بينيفولسكي إنها اتخذت القرار في هذا الوقت، بسبب تأكدها من أن إسرائيل لا تهتم بالسلام من الأصل، وهي لا تريد أن تكون جزءًا من ذلك.
وتحدثت بينيفولسكي عن التمييز الذي يعانيه المجتمع الإسرائيلي من الداخل، وليس ضد الفلسطينيين فقط، بل ضد بعض اليهود أنفسهم، ممن يعتبرهم درجات أقل.
كما تحدثت عن مشاهدتها للفصل العنصري للمعاملة التي يتلقاها الفلسطينيون في الضفة الغربية، والجدران والحواجز التي تفصل القرى، وتفرق الأسر بعضها بعضا.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الاثنين 18205 شهداء، و49645 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي إسماعيل المسلماني أن استعانة إسرائيل بدول أوروبية لإطفاء الحريق الضخم الذي اندلع غربي القدس دليل على فشلها في التعامل مع هذه الأزمات.
وتقف إسرائيل عاجزة عن التعامل مع الحريق الثاني الآخذ في الاتساع، والذي تتحدث وسائل إعلام محلية عن أنه ربما يكون بفعل فاعل وليس بسبب الأحوال الجوية.
وعلى الرغم من محاولة 120 فريق إطفاء الحريق من البر والجو فإنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليه، مما دفع تل أبيب إلى طلب الدعم من دول أوروبية.
وأكد المسلماني -في مقابلة مع الجزيرة- أن هذا الحريق يعكس فشل إسرائيل في التعامل مع هذا الحوادث الكبرى رغم ما تمتلكه من تكنولوجيا متطورة، وقال إن استعانتها بدول أوروبية دليل على عدم امتلاكها البنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات.
مشاهد من الحرائق المندلعة في أحراش غرب القدس المحتلة. pic.twitter.com/VEXoG6M48i
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 30, 2025
وهذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها إسرائيل إلى إخلاء هذا العدد من السكان في منطقة غربي القدس، فضلا عن إغلاق كافة الطوارئ بالمنطقة، وهو ما يؤكد عجزها عن التعامل مع الحريق، برأي المسلماني.
إعلانويضع هذا الفشل الحكومة في مواجهة انتقادات كثيرة بالنظر إلى زعمها المستمر امتلاك الخبرة اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات، وهو ما أثبت الواقع كذبه، وفق المسلماني.
ولا يمكن للحكومة القول إنه الفشل الأول لها في التعامل مع هذه الحرائق، لأنها فشلت في التعامل مع حريق مماثل الأسبوع الماضي، كما فشلت في التعامل مع الحرائق التي كانت تندلع في مئات الدونمات خلال المعارك بينها وبين حزب الله اللبناني، كما يقول المسلماني.
وهذا هو الحريق الثاني الذي تتعرض له غربي القدس خلال هذا الأسبوع، وقد أعلنت الحكومة حالة الطوارئ وألغت كافة احتفالات يوم الاستقلال، والتي كانت مقررة مساء اليوم الأربعاء.
واندلع الحريق في منطقتي القدس وتل أبيب، وقال قائد فريق الإطفاء إنه الأكبر في تاريخ إسرائيل، وإنه ربما ينتشر إلى جبال القدس الغربية، ومن المحتمل أن تبدأ الحكومة إخلاء مدينة إلعاد من السكان.
ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فقد تم إجلاء سكان 8 بلدات غربي القدس بسبب هذه الحرائق المدفوعة بالسرعة الكبيرة للرياح، وصدرت أوامر بإخلاء مزيد من البلدات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقال 3 شبان فلسطينيين من القدس بسبب الاشتباه في تورطهم بإشعال الحريق كما قال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام، في حين نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني أن هناك شبهة عمل إرهابي في هذا الحريق.
امتداد الحرائق إلى مستوطنة "بيتاح تكفا" شرقي "تل أبيب" وسط فلسطين المحتلة. pic.twitter.com/jfhn90HFPG
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 30, 2025
غموض بشأن الأسبابولا يزال الغموض مسيطرا على الأسباب الحقيقية لهذا الحريق، لكن دخول جهاز الشاباك على خط التحقيقات يشي بوجود شبهة جنائية فيه رغم غياب التأكيد الرسمي حتى الآن، كما يقول كرام.
ويدير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأزمة بنفسه، في حين يتساءل الإعلام الإسرائيلي عن كيفية عجز إسرائيل عن التعامل مع هذه الأحداث رغم ما تمتلكه من إمكانيات.
إعلانوتمتلك إسرائيل 24 طائرة لإطفاء الحرائق إضافة إلى 3 طائرات تابعة للشرطة، كما يقول كرام الذي أشار إلى أن تل أبيب تمتلك مئات الطائرات لإشعال الحرائق في قطاع غزة وسوريا ولبنان، لكنها لا تمتلك ما يكفي لإطفاء حرائقها.
وحتى هذه اللحظة تمنع الرياح القوية الطائرات من التدخل لإطفاء النيران، ومن المقرر أن تصل غدا الخميس 3 طائرات من كرواتيا وإيطاليا للتعامل مع الحريق.
وقالت قناة "كان" الرسمية إنه تم إخلاء أكثر من مستوطنات وإجلاء 10 آلاف شخص من منازلهم بسبب هذه الحرائق، في حين طالب قائد فرق الإطفاء في القدس بعدم الاقتراب من شارعي 1 و3 ومنطقة القدس، مؤكدا أن السيطرة على الحريق لا تزال بعيدة.