جاءا سويا للإدلاء بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية 2024، شائت الأقدار أن تكون لجنتهما الانتخابية بجوار بعضهما البعض في مدرسة فاطمة عنان بالتجمع الخامس مصر الجديدة، شاب وفتاه لم يكملا من رحلة الزواج أكثر من عام، قدما من أجل اختيار ما يرونه صائبا لقيادة مصر في تلك المرحلة.

الأمور سارت ببساطة ويسر ولم نستغرق سوى 10 دقائق

شاب في أواخر عقده الثاني بصحبه وزوجته، التي لم تكمل معه سوى 7 أشهر، هو عمر زواجهما الذي بدأ مع بدايات العام الجاري، ذهبا للإدلاء بصوتيهما سويا في مدرسة فاطمة عنان بالتجمع الخامس، سارت الأمور ببساطة ويسر حتى حدث ما لم يخطر ببال محمد هشام حشيش، الشاب ذات الـ28 عاما، بعدما وضع أحد أصابعه في «الحبر الفسفوري»، وسعي لتظيف يديه عبر منديل مبلل ليلطخ باقي يديه بالحبر الفسفوري المخصص لمن أدلي بصوتهم في انتخابات الرئاسة.

«جيت أعبر عن صوتي في الانتخابات من وجهة نظري، بعديها حطيت أيدي في الحبر وبمسح بمنديل مبلل ومسحت بضمير لقيت أيدي كده».. كلمات لخص بها الشاب العشريني ما واجهة بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات، يضيف أنه جاء من منزله بعد يوم عمل للإدلاء بصوته لاختيار من وجه نظره من يمثل مصر في تلك المرحلة العصيبة من المجريات العالمية.

تخرج «حشيش» من الجامعة الألمانية، كلية الفنون التطبيقية، غير أنه لم يعمل في مجال دراسته، بل عمل في مجال المقاولات بسبب طبيعة عمل والده التي أجبرته على ذلك، يرى في الإدلاء بالصوت الانتخابي أهمية بالغة على كل الشباب، ذلك لما مثلوه من تعداد كبير بين المواطنين، كما أن صوتهم هام وفارق في الانتخابات الجارية.

يدعو الشاب ذا العشرين ربيعا قرناءه من فئة الشباب ويحثهم عن المشاركة في الانتخابات، يقول: «كل واحد لازم يعبر عن رأيه، ده مهم بالنسبة ليا وشايف أنه صح ولازم يتعمل»، موضحا أن عملية إدلاءه بصوته لم تستغرق أكثر من 10 دقائق، حتى نجح في الإدلاء بصوته في طابور جمعه مع الشباب من مثل سنه وأكبر قليلا، يضيف: «شوفت كتير شباب، ومكنش فيه الكتير من كبار السن».

ما أصاب «حشيش» بعد إدلاءه بصوته دفعه لأن يفكر في تغيير الحبر الفسفوري المستخدم في العملية الانتخابية، يفكر قليلا ليستطرد: «أكتر حاجة محتاجه تتغير في الانتخابات هو الحبر، حطيت على صابع واحد فرش على أيدي الأثنين، بفكر يبقي ملصق يخلص بعد يوم، أو حتى البصامة لأنه أخف من الحبر السائل».

زوجته الآء: مكان الدبلة وحده الذي لم يتأثر من الحبر

تقاطعه زوجته الآء، خريجة كلية التجارة من أحدى الجامعات الخاصة، تقول إن مكان الدبلة وحده هو الذي لم يتأثر بما حدث لزوجها من حبر أحمر ملئ كلتا يديه، تقول موجهة حديثها له: «مكان الدبلة بس هو اللي متاثرش بالحبر الأحمر، واخد بالك».

تقول الشابة في مقتبل عقدها الثاني، إنها لم تقوم بالمشاركة في الانتخابات طيلة حياتها سوى 3 مرات، حيث كانت فكرتها عن الانتخابات أنها مزدحمه وسيكون يوما متعبا، غير أن ما لمسته من تيسير للناخبين في عملية إدلاء أصواتهم بالانتخابات الرئاسية أمرا مبهرا بالنسبة لها: «فكرتي عن الانتخابات أنها دوشة وزحمة، وأن الدنيا ملخبطة، مشوار الانتخابات كان تقيل على قلبنا، بس الحمد لله مخدناش أكتر من 10 دقايق».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية عبدالفتاح السيسي عبدالسند يمامة حازم عمر فريد زهران فی الانتخابات

إقرأ أيضاً:

أغرب انتخابات رئاسية في تونس بعد الثورة

تعيش تونس الأحد المقبل أغرب انتخابات رئاسية في تاريخها الحديث. وجه الغرابة أن هذه الانتخابات لا هي «مطبوخة» ومرتّبة بشكل جيّد على طريقة العقود الخوالي في عهدي الراحلين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، ولا هي ديمقراطية شفافة كما عاشتها تونس بعد ثورتها عام 2011 وفق أرقى شروط النزاهة مع رقابة محلية ودولية واسعة.

هي انتخابات هجينة ومرتبكة فقيس سعيّد الذي وصل إلى قمة الرئاسة في انتخابات 2019 بفضل سلّم ديمقراطي واضح قرّر أن يكسر هذا السّلم فلا يصعده أحد من بعده، ضاربا عرض الحائط بكل قواعد القانون وأكثرها بداهة.

هذا الدوس غير المسبوق للقانون، والذي وصل في آخر حلقاته حد تغيير القانون الانتخابي أياما قليلة قبل موعد الرئاسيات لسحب صلاحية النظر في سلامة الانتخابات وإجراءاتها من المحكمة الإدارية وتحويلها إلى القضاء العدلي، عقابا لها بعد أن أنصفت هذه المحكمة ثلاثة مرشحين تم استبعادهم دون وجه حق، فضلا عن الزج بالعياشي الزمّال أحد المرشحين الثلاثة الذين قُبلت ترشحاتهم في السجن… كل ذلك دفع مؤخرا مجموعة مرموقة من أساتذة القانون والعلوم السياسية بالجامعة التونسية إلى إصدار بيان يمثل صفعة لكل ما جرى من عبث وتلاعب.

يقول هؤلاء الأساتذة إنه التزاما منهم «برسالتنا التعليمية النبيلة المعليّة لدولة القانون، وانسجاما مع المبادئ التي درّسناها طيلة سنوات وعقود في الجامعة التونسية لأجيال من الطلبة، ومن منطلق الأمانة والنزاهة العلمية والأكاديمية» فإنهم يعتبرون «مشروع تنقيح القانون الانتخابي يمسّ من مبدأ الأمان القانوني واستقرار الوضعيات والمراكز القانونية والثقة المشروعة في التشريع، وخاصة مبدأ الاستشراف إذ لا يجوز تغيير قواعد الرّهان الانتخابي في السنة الانتخابيّة وفق ما تستلزمه المعايير الدّوليّة لنزاهة الانتخابات».

ورأى هؤلاء في تعديل القانون الانتخابي بالشكل المرتجل والمفضوح من خلال برلمان مطيع ومتواطئ «مخالفة صريحة للمبادئ التي تقوم عليها دولة القانون» قائلين إن «الإسراع بختم هذا القانون من طرف رئيس الجمهورية يتنافى ودوره كضامن لعلوية الدستور خاصة في غياب محكمة دستورية» كما أن «انخراطه بوصفه مترشحا للانتخابات الرئاسية في مسار تعديل القانون الانتخابي يمس من نزاهة العملية الانتخابية».

هبّة هؤلاء الأساتذة في وجه «رباعي» يفترض أنه ينتمي إلى العائلة القانونية (رئيس الدولة خبير قانون الدستوري، وزيرة العدل ورئيس هيئة الانتخابات قاضيان، ورئيس البرلمان محام) لها قيمة كبيرة، بل وتاريخية، خاصة وأنها ليست الأولى إذ سبق لهم أن أصدر عدد منهم بيانات للإعراب عن معارضتهم لهذا السجل المفضوح للقانون كما لم يحدث من قبل، فقط لتأمين بقاء سعيّد في منصبه بأي ثمن.

أما الحملة الانتخابية الرئاسية فكانت فاترة للغاية إذ مرت خالية من الاجتماعات الجماهيرية أو المناظرات بين المرشحين الثلاثة فالعياشي الزمال في السجن ويتعرّض لملاحقات قضائية غريبة تعكس رغبة واضحة في التنكيل بالرجل، فيما يبدو زهير المغزاوي محدود الشعبية وسمعته المؤيدة بقوة لسعيّد قبل تغيير جلده فجأة قوّضت مصداقيته، أما حملة سعيّد فمرت ممجوجة بأساليب خبرها التونسيون طويلا في العهود السابقة قبل الثورة.
العام التونسي حاليا متردد بين موقفين أحدهما يدعو إلى مقاطعة هذه الانتخابات والآخر يدعو إلى المشاركة
الرأي العام التونسي حاليا متردد بين موقفين أحدهما يدعو إلى مقاطعة هذه الانتخابات والآخر يدعو إلى المشاركة بكثافة والتصويت للزمّال للتخلّص سلميا من حكم سعيّد.. ولكل من هذين الموقفين منطقه ومحاذيره.

قرار المقاطعة يستند إلى أن كل ما يجري حاليا هو مسخرة حقيقية مبنية على باطل من أساسها (انقلاب سعيّد على الدستور 2021) بحيث من المعيب المشاركة فيها لإضفاء أي شرعية عليها. هذا الخيار على وجاهته المبدئية سيسمح في النهاية لسعيّد بالفوز من الدور الأول، مهما كانت نسبة المشاركة هزيلة، حيث لن يذهب للاقتراع في هذه الحالة سوى أنصاره، علما وأنه سبق في عهد سعيّد أن أقر دستورا وبرلمانا جديدين بنسبة تعتبر قياسية على الصعيد الدولي في ضعفها.

أما قرار التوجّه بكثافة يوم الاقتراع والتصويت لصالح الزمّال فالداعون له، ومن بينهم حتى بعض المعتقلين السياسيين القابعين في السجن حاليا، يحاولون إقناع الناس بأنه الخيار الأسلم والقادر فعلا على الإطاحة بسعيّد. وحتى لو وصلت الأمور إلى حد إلغاء أصوات الزمّال بعد الاقتراع، كما يمكن أن تفعل هيئة الانتخابات، فإن ذلك سيفضح أكثر وأكثر هذه الانتخابات ويحرم سعيّد من فوز سهل، لكن معارضي هذا الخيار يرون أنه من غير المناسب اختيار شخص لا يٌعرف عنه الكثير مع أن وعوده تبدو مطمئنة لاستعادة المسار الديمقراطي.

مهما يكن من أمر، فالأكيد اليوم أن سعيّد يتقدّم إلى هذه الانتخابات بصورة مهزوزة للغاية تجعل من فوزه المتعسّف إن حصل، رغم أنف القانون وأغلب القوى السياسية والاجتماعية والفكرية، تحديا ثقيلا لا أحد يدري كيف يمكن له أن يديره بعد أن فقد تقريبا كل الرصيد الذي أوصله للرئاسة قبل خمس سنوات محمّلا وقتها بأمال سرعان ما تبدّدت بشكل درامي مخيف ومضحك في آن معا.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • نيللي تحسم جدل اعتزالها التمثيل: «لقيت نفسي بعتذر كتير»
  • براهيمي يبصم على رقم مُميز في دوري أبطال آسيا للنخبة
  • أغرب انتخابات رئاسية في تونس بعد الثورة
  • إحالة عاطل متهم بحيازة 2 كيلو حشيش بالتبين لمحكمة الجنايات
  • ضبط عاطل بحوزته 25 فرش حشيش أثناء اختبائه بمزرعة بالإسماعيلية
  • مصرع طفلة تناولت قطعة "حشيش" من والدها
  • 15 موقوفاً إثر نتائج الانتخابات
  • تفاصيل جديدة عن اغتيال نصر الله .. رجل مجهول ولطخ يديه بمادة غير معروفة
  • إصابة طفلة إثر تناولها قطعة حشيش سقطت من والدها فى المعادى
  • عثر بحوزتهما على 40كيلو حشيش.. سقوط 2 من أباطرة الكيف في الإسكندرية