نقل المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل أن جيش الاحتلال يقدّر إكمال العملية البرية في غزة خلال شهر ونصف من الآن، في حين تأمل واشنطن أن يتمكن من تحقيق ذلك في 3 أسابيع.

جاء ذلك في تحليل نشره هارئيل بصحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الاثنين.

وقال هارئيل "يقدر الجيش أنه يمكنه إكمال هذه المناورة المعقدة في حوالي شهر ونصف" من الآن.

وأضاف أنه في الوقت الحالي، يجب اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم توسيع العملية البرية في الجنوب إلى المناطق التي لم ينشط فيها الجيش بعد، وتشمل تلك المناطق رفح ومخيمات اللاجئين وسط القطاع.

ولفت هارئيل إلى أنه وبمجرد الانتهاء من الهجوم البري الواسع، الذي أعقب الهجمات الجوية، فمن المفترض أن تأتي المرحلة الثالثة من العملية والتي تشمل خفض عدد القوات، وإطلاق جزئي لجنود الاحتياط، وإقامة منطقة عازلة على جانب غزة من الحدود.

وأضاف أن المرحلة الثالثة ستتضمن سلسلة مطولة ومكثفة من الغارات التي تستهدف حرمان حركة حماس من قدراتها العسكرية المتبقية، على حد قوله.

وتابع "هذه الخطة معقدة، وستستمر إلى جزء كبير من العام المقبل".

وقال إن التحدي الأول للجيش في هذه المرحلة يتعلق بكيفية تسويق إنجازاته للجمهور الإسرائيلي على أنها نجاح، مع الأخذ في الاعتبار التراجع في الهجوم.

وتساءل: إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال هذه الفترة لإعادة المزيد من الرهائن المحتجزين لدى حماس، وإذا لم يكن هناك استسلام جماعي للمقاومين، وإذا لم يُقتل أي من أعضاء القيادة العليا لحركة حماس، وعلى رأسهم يحيى السنوار، فهل سيقبل الرأي العام هذه التسوية؟ والحد من حدة الحرب؟

اليوم التالي.. مراوغة نتنياهو

وأشار المحلل العسكري إلى أن التحدي الثاني هو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما زال يرفض بشدة أي بحث حول المرحلة الرابعة، (التي تضم) النتيجة المرجوة من الحرب، والتي تعرف أيضا باليوم التالي.

وقال إن مراوغة نتنياهو تخلق غيابا للوضوح الإستراتيجي وتعرقل تحقيق أهداف الحرب، كما أن سلوكه يؤدي إلى تفاقم التوترات مع الإدارة الأميركية التي تسعى إلى تنسيق موقفها مع إسرائيل.

وأضاف "واشنطن مقتنعة بأن وجود موطئ قدم للسلطة الفلسطينية في غزة أمر حيوي لإقناع الدول العربية بالتوقيع على خلق واقع جديد في قطاع غزة".

ولفت هارئيل إلى أنه في نهاية الأسبوع الماضي، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

الأسلحة والذخائر

وقال "شكر نتنياهو الرئيس الأميركي جو بايدن على هذه الخطوة، لكن أكبر دعم يملكه بايدن لنتنياهو ليس استمرار استخدام حق النقض لصالح إسرائيل، بل سيطرته على مخزونها من الذخائر".

وذكر في هذا السياق أنه منذ اندلاع الحرب، تلقت إسرائيل كميات هائلة من الذخائر والمعدات من واشنطن.

وأضاف "إذا انجرت إسرائيل في نهاية المطاف إلى حرب مع حزب الله، فسوف يتطلب الأمر كميات هائلة من الأسلحة المتقدمة، ويد بايدن على المفتاح".

والخميس الماضي، صوّت مجلس الشيوخ الأميركي ضد طلب حزمة مالية قدمه الرئيس جو بايدن والبالغ 105 مليارات دولار، كمساعدات لإسرائيل وأوكرانيا.

وحتى ظهر الاثنين، أفاد الجيش الإسرائيلي على موقعه بأن حصيلة قتلاه من الضباط والجنود بلغت 440 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

أما العدد الإجمالي للقتلى الإسرائيليين فيتراوح بين 1300 و1600، حيث تتباين الأرقام من حين لآخر.

وحتى الحين أدى العدوان الإٍسرائيلي على غزة إلى استشهاد أزيد من 18 ألفا و200 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: رئيس الأركان الجديد يخدم أجندة نتنياهو الخطرة

أوضح الكاتب روجيل ألبر، في مقال نشرته صحيفة هآرتس بالعبرية، أن تعيين أيال زامير رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي يمثل تحولا غير مسبوق، حيث يُعد أول رئيس أركان يتبنى بشكل علني توجهات متطرفة، ولا يحاول إخفاء أيديولوجيته تحت شعارات مهنية.

وأشار الكاتب إلى أن قرار تعيينه بدا منطقيا أول الأمر، إذ كان يُنظر إليه كشخصية مهنية لا ترتبط بالحسابات السياسية الضيقة، وبعيدة عن إخفاق السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

لكن سرعان ما بدأت تتكشف مواقفه الحقيقية التي تتجاوز الأجندة الأمنية وتخدم رؤية سياسية متطرفة تهدف إلى تغيير الوضع في قطاع غزة بشكل جذري.

وذكر الكاتب أن زامير طرح خطة لاجتياح غزة عبر حشد عدة فرق عسكرية، تشمل وحدات احتياط ضخمة، بهدف القضاء التام على حكم حركة حماس، موضحا أن زامير أبلغ القيادة السياسية بأنه قادر على تحقيق نصر كامل، وهو ما يتوافق تماما مع الرؤية التي يروج لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب.

في المقابل، بدأ يظهر داخل الجيش الإسرائيلي ما يُعرف بـ"الرفض الرمادي"، حيث يعبر بعض الجنود عن استيائهم من استمرار الحرب من خلال التباطؤ في تنفيذ الأوامر أو البحث عن طرق قانونية لتجنب الخدمة.

إعلان

ولفت روجيل ألبر إلى أن هذه الظاهرة قد تؤثر على قدرة الجيش على تنفيذ خطة زامير، لكنها تخدم مصالح نتنياهو الذي يسعى إلى إشغال الرأي العام الإسرائيلي بقضايا أمنية وعسكرية لتأجيل أي إجراءات ضده على المستوى السياسي أو القضائي.

واعتبر أن تعيين زامير لم يكن قرارا عسكريا بحتا، بل جاء في سياق خطة مدروسة لإعادة تشكيل قيادة الجيش بما يتناسب مع أجندة الحكومة، مضيفا أن زامير أظهر ولاء مطلقا لنتنياهو، وحرص منذ اليوم الأول على إقصاء أي طرف قد يشكل عقبة أمام تنفيذ رؤيته، مثل المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري.

وأكد الكاتب أن زامير يقود الجيش الإسرائيلي لتنفيذ أجندة سياسية متطرفة، معتبرا أن هذه الظاهرة تشكل خطرا على أمن إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • 14 شهيدًا وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي على منزل بغزة
  • رفض إسرائيلي لخطة زامير لاحتلال غزة .. كيف تهدد الأسرى وتخدم نتنياهو فقط؟
  • رفض إسرائيلي لخطة زامير لاحتلال غزة.. كيف تهدد الأسرى وتخدم نتنياهو فقط؟
  • نتنياهو يدعو لمشاورات لبحث توسيع العملية العسكرية في غزة
  • أكاديمي إسرائيلي يهاجم حكومة نتنياهو بشدة.. أدخلتنا عصر جمهورية الموز
  • أحمد موسى: مظاهرات بغزة ضد حماس .. واحتجاجات كبيرة فى تل أبيب ضد المجرم نتنياهو
  • محاكمة نتنياهو ولجنة القضاة.. تعرّف على الأزمات التي تهدد بانهيار النظام القضائي الإسرائيلي
  • 26 شهيدا بغزة وإسرائيل تهدد بتوسيع العمليات
  • كاتب إسرائيلي: رئيس الأركان الجديد يخدم أجندة نتنياهو الخطرة
  • محلل سياسي: استعادة المحتجزين غطاء لأهداف إسرائيل الأوسع في غزة