"تعاليم مخالفة لقيم الجمهورية".. فرنسا تنهي عقدها مع أبرز مدرسة مسلمة في البلاد
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
يتوجب على مؤسسة خاصة متعاقدة مع الدولة أن تستقبل طلبة من دون تمييز بشأن الأصل أو الرأي أو المعتقد، وأن يكون منهجها متوافقًا مع التعليم العام، ما يسمح لها بتلقي التمويل العام.
قررت الدولة الفرنسية إنهاء عقدها مع ثانوية إبن رشد في مدينة ليل بشمال البلاد، والتي تأسست قبل عشرين عامًا، لتوقف بذلك دعمها لأبرز مدرسة مسلمة في البلاد اعتبارًا من بدء السنة الدراسية 2024.
يأتي هذا القرار إثر توصية من لجنة استشارية يرأسها محافظ دائرة الشمال، والتي نظرت في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر في تمويل ومحتوى مادة الأخلاق الإسلامية. وقالت إدارة المحافظة لوكالة فرانس برس مساء الأحد إن قرار سحب العقد اتخذ الخميس لكن من دون إعطاء تفاصيل عن مضمون الرسالة.
وكان مسؤولو المدرسة الثانوية قالوا في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر إنهم سيلجؤون إلى القضاء الإداري في حال تقرر سحب العقد.
شروط التمويل العام في فرنساويتوجب على مؤسسة خاصة متعاقدة مع الدولة أن تستقبل طلبة من دون تمييز بشأن الأصل أو الرأي أو المعتقد، وأن يكون منهجها متوافقًا مع التعليم العام، ما يسمح لها بتلقي التمويل العام.
بحسب صحيفة لو باريزيان التي كشفت عن هذا القرار، فإن المحافظ أشار في رسالته إلى مخالفات إدارية وتعليم وصف بأنه مخالف لقيم الجمهورية، خصوصًا خلال دروس مادة الأخلاق الإسلامية.
وأضافت لوباريزيان أن التفتيش أظهر نقص الموارد حول مواضيع مثل المثلية الجنسية، وكثرة الكتب الدينية حول الإسلام على حساب أديان أخرى.
وكانت هذه المدرسة في ليل والتي تضم 400 طالب فتحت أبوابها عام 2003 بدعم من اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا السابق (UOIF الذي بات يعرف باسم "مسلمي فرنسا"). وبعد حظر الحجاب في المدارس، اصبحت عام 2008 أول ثانوية مسلمة تعاقدية في فرنسا.
فرنسا: وضع صحفية يهودية تحت حماية الشرطة وانتقادات لليسار بسبب عدم انحيازه لإسرائيلعيد حانوكا في الإليزيه؟ انتقادات لماكرون تتهمه بانتهاك مبادئ العلمانية في فرنسا والرئيس يردّمنذ ذلك الحين، أصبحت تصنف بانتظام بين الأفضل في المنطقة.
ومنذ 2019، تخوض المدرسة صراعًا مع منطقة أو-دو-فرانس التي ترفض كل عام دفع الدعم المنصوص عليه بموجب العقد، منتقدة الثانوية خصوصًا لتلقيها هبة قطرية بقيمة 950 ألف يورو عام 2014.
وكان التفتيش العام الذي أجرته وزارة التربية الوطنية اعتبر خصوصًا في تقرير صادر عام 2020 أن "لا شيء" يدفع للاعتقاد بأن "ممارسات التعليم لا تحترم قيم الجمهورية".
من جهته، أشار المحافظ في تقرير أولي مقدم إلى اللجنة الأكاديمية في تشرين الثاني/ نوفمبر، إلى أنه مراجع مادة الأخلاق الإسلامية تشمل نصوصًا دينية تتضمن تعليقات تدعو إلى الإعدام بتهمة الردة، أو الفصل بين الجنسين.
تحقيق رسميهذا التقرير تضمن مقتطفات صحافية تشير إلى ضلوع معلمين ويأسف "لنظام تمويل غير شرعي"، مشيرًا إلى "تحقيق فتحته نيابة ليل" بشأن قروض ممنوحة للمجموعة المدرسية من قبل جمعيات قد لا تكون طلبت لاحقًا تسديدها.
تمت الإشارة ضمنيًا إلى العلاقة التاريخية بين ثانوية إبن رشد واتحاد المنظمات الإسلامية، وهو منظمة منبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
وأشار محامي المدرسة الثانوية جوزف برهام في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، إلى أن "لا أحد باستثناء سلطة المحافظة، تحدث عن صلة بالإخوان المسلمين" مذكرًا بأنه "لم يتم الاستماع إلى أي رئيس للجمعية (التي تدير الثانوية) أو وضع قيد الحجز الاحتياطي أو أحيل أمام محكمة الجنايات".
العباءة في المدارس الفرنسية.. لجنة أمريكية مفوضة من الكونغرس تنتقد قرار باريس: ترهيب للمسلمينومدرسة ابن رشد هي إحدى مدرستين ثانويتين إسلاميتين تعملان بموجب عقد في فرنسا، مع ثانوية الكندي قرب ليون (174 طالبًا). تضم المجموعة المدرسية أكثر من 800 طالب بينهم 400 بموجب عقود.
في فرنسا، تلقى 1700 طالب تعليمهم في مدارس وكليات وهاتين المدرستين الثانويتين المسلمتين بموجب عقد عند بداية العام الدراسي 2022 بموجب وزارة التريبة الوطنية.
وتعود فكرة إنشاء ثانوية مسلمة إلى عام 1994، عندما تم استبعاد 19 طالبة من مدرسة ثانوية عامة في ليل لرفضهن خلع حجابهن في الفصل تطبيقًا لمنشور يحظر ارتداء "الرموز الدينية الواضحة".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية على طريق الحرير في أذربيجان: تعرف على كيفية صناعة غطاء الرأس كيلاغاي المعترف به من قبل اليونسكو لجنة التحقيق في إدارة الاقتصاد البريطاني خلال أزمة كوفيد-19 تستمع لريشي سوناك في تصريح غير متوقع.. إسرائيل تطالب الأمم المتحدة بتكثيف جهودها لإدخال المساعدات إلى غزة إسلاموفوبيا الإسلام فرنساالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسلاموفوبيا الإسلام فرنسا غزة إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأمم المتحدة فلسطين قصف روسيا فلاديمير بوتين رفح معبر رفح ألمانيا إيران غزة إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأمم المتحدة فلسطين تشرین الثانی یعرض الآن Next فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
تلغراف: ألمانيا تواجه أسوأ كابوس وتنتظرها فاتورة مرعبة
يقول محرر الشؤون الأوروبية بصحيفة تلغراف البريطانية جيمس كريسب إن على مستشار ألمانيا المنتظر فريدريش ميرتس العثور على مبالغ ضخمة من المال لعلاج اختلال الاقتصاد والمعاشات والدفاع حتى يجنب شعبه أسوأ كابوس لهم، وهو أن تصبح بلادهم مثل فرنسا.
وتحدث كريسب طويلا عن المصاعب والتحديات التي ستواجه المستشار الألماني الجديد، قائلا إنه سيتعرض لضغوط كبيرة لكي يحد كثيرا الإنفاق العام ويغير قواعد الديون الراسخة في ألمانيا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سياسي بريطاني: إذا ذهبت أوكرانيا ستتلوها تايوانlist 2 of 2وول ستريت جورنال: يوم حزين لأميركا في الأمم المتحدةend of list ولت تلك الأياموأورد أن الاقتصاد الألماني، وهو الأغنى في الاتحاد الأوروبي، كان موضع حسد أوروبا منذ عقود. لكن تلك الأيام قد ولت. وانكمش الاقتصاد للعام الثاني على التوالي في عام 2024، وبلغ التضخم أعلى مستوياته منذ نصف قرن وارتفعت أسعار الطاقة بسبب قطع الغاز الروسي الرخيص عن الصناعة الألمانية بعد غزو بوتين لأوكرانيا.
وانخفض الإنتاج والصادرات، وانخفضت المبيعات إلى الصين، وهناك الآن احتمال فرض رسوم جمركية أميركية من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كما أن البنية التحتية والشركات في حاجة ماسة إلى التحديث في أرض لم ينقرض فيها جهاز الفاكس بعد، والسكان يتقدمون في السن، ومواليد الخمسينيات والستينيات يتقاعدون، بينما تتقلص القوى العاملة.
إعلانوقال إن هذا خلق أزمة معاشات تلوح في الأفق، لكن إصلاح النظام المرتبط بتضخم الأجور لن يقبله الناخبون الأكبر سنا والمؤثرون.
فاتورة مرعبة
وأشار إلى أن ثلث الإنفاق الحكومي، حوالي 105 مليارات دولار، ذهب إلى المعاشات التقاعدية العام الماضي، واصفا ذلك بأنها فاتورة مرعبة يجب دفعها، لكن على ألمانيا أيضا أن تبدأ في إنفاق مبالغ كبيرة على الدفاع لردع تهديد روسيا وتلبية المطالب الأميركية، إذ إن ترامب لن يقبل برلين التي تتوسل بالفقر.
وكان ميرتس قد رفض الالتزام بما يتجاوز الحد الأدنى من هدف الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي، والذي حدده المستشار الألماني الخارج توا من المنصب أولاف شولس، الذي قاد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني إلى هزيمة انتخابية لم يشهدها منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال كريسب إن الألمان يربطون بين الديون المرتفعة وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، ويخشون أن تصبح بلادهم مثل فرنسا المنافس الوحيد لألمانيا باعتبارها الدولة الأكثر نفوذا في الاتحاد الأوروبي.
فرنسا برئيس أعرج
وأوضح أن فرنسا غارقة في الدَّين العام المرتفع وتنتهك القواعد الأوروبية بشأن الميزانيات الوطنية، مع إدراكها أنه يتعين عليها إنفاق المزيد على الدفاع، خاصة إذا سحب ترامب الضمانات الأمنية الأميركية من أوروبا.
وكانت جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإصلاح نظام المعاشات التقاعدية الفرنسي قد أدت إلى أعمال شغب وساعدت في خلق أزمة سياسية تركته رئيسا أعرج.
وكما تبدو الأمور، يقول الكاتب، فإن المفوضية الأوروبية تعتبر ألمانيا ضمن حدود العجز والإنفاق، في حين أن فرنسا بالتأكيد ليست كذلك.
ففي العام الماضي، بلغ الدَّين الفرنسي أكثر من 2.7 تريليون دولار، وهو ما يمثل 113.7% من الناتج المحلي الإجمالي. ويبلغ الدَّين العام لألمانيا أكثر من تريليوني دولار، أي ما يقرب من 62.4% من الناتج المحلي الإجمالي.
إعلانوقد يحسب ميرتس أن الحل الوحيد لمشاكل ألمانيا العديدة هو القيام بعمل لا يريده أحد، ومواجهة النكسة السياسية، وخرق القواعد المالية للاتحاد الأوروبي التي طالبت بها برلين والتي يمكن أن تؤدي إلى غرامات من بروكسل.
وقد أصبح ذلك موضع ترحيب وشماتة في جنوب أوروبا التي كانت تتعرض منذ سنوات لتوبيخ برلين بسبب فقرها.