أيهما يكذب الجيش أم الإعلام؟.. تضارب كبير بأعداد قتلى الجيش الإسرائيلي بغزة
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي دخلت شهرها الثالث، برز تضارب بين الرواية الرسمية للاحتلال وما تكشفه وسائل الإعلام عن سير المعارك ونتائجها، وبلغ الأمر ذروته خلال الأيام الأخيرة، الأمر الذي أثار تفاعلا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وينشر جيش الاحتلال الإسرائيلي يوميا مقاطع فيديو لجنوده لتوثيق ما يسميه "تقدمه الميداني" في عمليته البرية في غزة، ويبرز المقاطع التي تظهر قواته وهي تتوغل في القطاع وتقتحم المباني والأحياء وحتى المستشفيات.
لكنه في المقابل، قلما ينشر معلومات واضحة وموثقة عن الأعداد الحقيقية لقتلاه وجرحاه في القطاع، وهو الأمر الذي يؤكد محللون أنه سياسة متبعة في محاولة للحفاظ على معنويات عناصره، وقطاعات شعبه المترقبة والمتابعة.
ورغم الرقابة العسكرية المشددة، ينشر الإعلام الإسرائيلي بين الفينة والأخرى تقارير عن حجم خسائر الجيش الإسرائيلي تخالف الإعلان الرسمي، ومن ذلك ما كشفته صحيفة يديعوت أحرنوت السبت الماضي عن وجود 5 آلاف جندي إسرائيلي جريح منذ بداية الحرب.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها، أن أكثر من 58% منهم يعانون إصابات خطيرة في اليدين والقدمين، بما فيها تلك التي تتطلب عمليات بتر أطراف.
كما نشرت صحيفة هآرتس أمس الأحد تقريرا عن عدد الضحايا الإسرائيليين، وركزت على ما سمته الفجوة الكبيرة بين عدد الجنود الجرحى الذي أعلنه الجيش الإسرائيلي، وما تظهره سجلات المستشفيات التي استقبلت، وفقها، 4 آلاف و593 جريحا.
ولا يتوقف الأمر عند حد ما تكشفه وسائل الإعلام عن حقيقة حجم الخسائر البشرية للجيش، حيث كشف مستشفى سوروكا الإسرائيلي في بئر السبع أنه قدم العلاج لألفين و34 جنديا وضابطا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما كشف أنه استقبل أمس فقط 40 جنديا إسرائيليا، وُصِفت إصابات 10 منهم بأنها بالغة الخطورة، وهو ما دفع مراقبين للتأكيد على أن الحصيلة الإجمالية أعلى بكثير بحكم أن مستشفى سوروكا ليس الوحيد الذي ينقلُ إليه جرحى الجيش الإسرائيلي.
في المقابل، رد الجيش الإسرائيلي على هذه الإعلانات، وأوضح أن عدد جرحاه منذ بداية الحرب ألف و593 جنديا، منهم 255 في حالة حرجة، كما نشر صورا لإجلاء بعض جرحاه في غزة.
لم يعودوا قادرين على الإخفاءورصد برنامج شبكات (2023/12/11) جانبا من التعليقات على التضارب بين الأرقام التي يعلنها الجيش الإسرائيلي وما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية، منها ما كتبه محفوظ: "جميل تعرفون كم أنهم يكذبون ومشكلة الإعلام الغربي يصدقونهم".
في حين غرد يونس أبو جراد "لم يعودوا قادرين على إخفاء الأعداد الكبيرة، وخاصة من ذوي الإعاقة، المستشفيات لا تستوعب هذه الأعداد".
أما يارا فكتبت ساخرة "بدهم جيش ثاني يحارب عنهم لأن جنودهم مقضينها حاليا إصابات وجرحى لهيك أجت (لهذا جاءت) أميركا ركض عشان تدافع عن الكيان".
كما رصد شبكات تغريدة الإسرائيلية جال مور والذي يبدو أنها جاءت تعليقا على نشر بيانات مخالفة لما يعلن رسميا، حيث كتبت "هل أنت راض عن ظهور منشورك على كافة شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بالأعداء وداعميهم؟ فقط للانتباه.. يجب أن تكون مغلقة".
ولاحقا، غيّرت صحيفة يديعوت أحرونوت رقم 5 آلاف جريح الذي كانت نشرته السبت الماضي إلى ألفي جريح على موقعها الإلكتروني، وهو ما أرجعه البعض إلى ضغوط من الرقابة العسكرية في إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
من الأسير الإسرائيلي هشام السيد الذي ستسلمه القسام دون مراسم؟
أغلق قرار كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تسليم الأسير الإسرائيلي هشام السيد اليوم السبت في مدينة غزة شمالي القطاع دون إقامة مراسم رسمية ملف الأسير الإسرائيلي الثاني ممن كانوا في حوزة القسام قبل معركة طوفان الأقصى.
وحسب مصادر للجزيرة، فإن تسليم السيد سيتم بعد إنهاء إجراءات إطلاق سراح 3 أسرى آخرين في المنطقة الوسطى، على أن يتم نقله لاحقا عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسط تجاهل إسرائيلي امتد لأكثر من 10 سنوات منذ وقوعه في الأسر.
وكان السيد (36 سنة)، وهو من أصول بدوية، قد ظهر في تسجيل مصور بثته القسام يوم 28 يونيو/حزيران 2022، أعلنت خلاله عن "تدهور طرأ على صحة أحد أسرى العدو"، قبل أن تنشر لأول مرة مشاهد توثق حالته الصحية.
وتنحدر عائلة هشام السيد من قرية السيد غير المعترف بها في منطقة النقب المحتلة، حيث نشأ وترعرع في بيئة تهمّشت لعقود بفعل السياسات الإسرائيلية تجاه البدو في الداخل المحتل.
وقد وقع في الأسر بتاريخ 20 أبريل/نيسان 2015 بعد تسلله إلى قطاع غزة عبر ثغرة في السياج الأمني الفاصل.
وفي حين زعمت عائلته -في تصريحات إعلامية- أنه يعاني أمراضا نفسية وأن وضعه الصحي كان متدهورًا قبل وقوعه في الأسر، نفت ارتباطه بأي خدمة عسكرية إسرائيلية.
إعلانغير أن مصادر إسرائيلية أكدت أنه التحق بالخدمة العسكرية يوم 18 أغسطس/آب 2008، لكنه سرّح منها بعد أقل من 3 أشهر بدعوى "عدم ملاءمته لأسباب صحية ونفسية".
ورغم مرور 10 سنوات على أسره، لم تكن قضية هشام السيد على أجندة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، إذ لم تمارس أي ضغوط جادة لاستعادته، خلافا لما حدث مع الجندي جلعاد شاليط الذي أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل تاريخية عام 2011 شملت الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.
وحسب مصادر في القسام، فإن عدم إقامة مراسم رسمية لتسليم السيد جاء احتراما لمشاعر الفلسطينيين في الداخل المحتل، الذين يعتبرون تجنيد أبنائهم في جيش الاحتلال ظاهرة مرفوضة.
كذلك ينسجم القرار -حسب مصدر في القسام- مع موقف حماس خلال "هبة الكرامة" عام 2021، حين شددت على أن "الوطن لأصحابه الفلسطينيين، وأن المستوطنين هم من يجب أن يرحلوا".
ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان قضية الأسير الإسرائيلي أفيرا منغيستو، الذي أطلقت القسام سراحه مؤخرا ضمن اتفاق تبادل الأسرى، بعد سنوات من الإهمال الإسرائيلي لقضيته بسبب أصوله الإثيوبية.
ويؤكد مراقبون أن هذا التمييز يعكس سياسة عنصرية إسرائيلية واضحة تجاه الجنود الأسرى الذين لا ينحدرون من أصول أوروبية، إذ تتفاوت الجهود المبذولة لاستعادتهم، وفقًا لأصولهم العرقية وأوضاعهم الاجتماعية.