احتضن متحف محمود مختار احتفالية "عيد الكاريكاتير المصري" فى نسخته الثالثة، بحضور الدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والدكتورة صفية القبانى نقيب التشكيليين، والفنان مصطفى الشيخ رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، والفنان الكبير محمد عبلة، والسيد عبدالرحمن الرحبى سفير سلطنة عمان بالقاهرة، والسيد لطفي رؤوف سفير إندونيسيا.

 

وأسرة الفنان الكبير عبدالمنعم رخا مقدمة الجوائز المالية للمسابقة، والفنان فوزى مرسى منسق المعرض، والفنان السوري حاجو سعد  ضيف شرف المعرض، والسيد شاو بينى المدير التنفيذي للمركز الثقافي الصيني، والأستاذ شريف جاد مدير النشاط الثقافي بالبيت الروسي، والدكتورة مى البطران عضو مجلس النواب، وأعضاء مجلس إدارة الجمعية المصرية للكاريكاتير، وباقة من الصحفيين والإعلاميين.

 

رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير: المعرض ضم 140 عملًا من جيل الرواد حتى المعاصرين.

وعن الاحتفالية قال الفنان مصطفى الشيخ؛ إن نسخة هذا العام من عيد الكاريكاتير المصري الثالث جاءت تحمل اسم المبدع الكبير "زهدي العدوي" مؤسس الجمعية المصرية للكاريكاتير، والذي يحضر بقوة في هذا المعرض إلى جانب ما يزيد على 140 عملاً من جيل الرواد حتى المعاصرين.

 

فيما أشار الفنان فوزي مرسي المنسق العام للمعرض؛ أن هذه النسخة من عيد الكاريكاتير إهداء الي أشقائنا في غزة الصابرين والصامدين الذين يقهرون بصمودهم وصبرهم وتضحياتهم وشهدائهم وحشية المحتل، ويضم مجموعة من الأعمال بهدف دعم القضية الفلسطينية والتضامن مع أهلنا في فلسطين.

 

وأضاف مرسي أن هذه الدورة  يشارك بها نخبة من رواد فن الكاريكاتير والفنانين المعاصرين، وعلى رأسهم الفنان زهدي العدوي مؤسس الجمعية المصرية للكاريكاتير، والفنان عبدالمنعم رخا ناظر مدرسة الكاريكاتير المصرى، ومن بين اللوحات المعروضة أعمال للفنان عبدالعزيز تاج الرئيس الفخري للجمعية المصرية للكاريكاتير، جورج بهجوري، أحمد علوي، فرج حسن، وللفنانين الكبار الراحلين بيكار، طوغان، مصطفى حسين، صلاح الليثي، محمد عفت، جمعة فرحات، وغيرهم من الرواد إلى جانب معظم فناني الكاريكاتير المبدعين المعاصرين.

 

احمد عبد النعيم: ستظل نسخة عيد الكاريكاتيرهذا العام باقة زهور تتوق عنق الراحل المبدع “زهدى العدوي”

وجاءت مشاركة الفنان أحمد عبدالنعيم، رسام الكاريكاتير ومدير تحرير الاخبار المسائى، بعملين الأول بورترية عن الفنان زهدى بخامة الزيت، الذى أعرب عن سعادته وامتنانه لاختيار الفنان زهدى المؤسس الأول للجمعية المصرية للكاريكاتير.

 

وأكد "عبدالنعيم" فى تصريحات خاصة لـ “البوابة نيوز”، أن الحظ أسعده بالاقتراب من الفنان زهدى، والاستماع له كثيرا، موضحًا أنه كان يصطحبه فى زيارات، وحكايات من الزمن الجميل، وكان حلمه الدائن أن يصبح هناك كيان يجمع رسامى الكاريكاتير وكتابة تاريخ الكاريكاتير المصرى.

 

وأشار إلى أن "زهدى" يمثل حالة خاصة فى تاريخ الكاريكاتير المصرى، حيث جاء إلى القاهرة لا يملك قوت يومه حتى وصل إلى قمه العمل الفنى، كان لدية إيمان حقيقى بموهبته، ولم يسع أبدا لمنصب أو معركة فارغة فقط عاش يبدع ويترك التقيم إلى المتلقى، وتظل نسخة عيد الكاريكاتير هذا العام باقة زهور تتوق عنق الراحل المبدع.

صلاح بيصار: رسوم "زهدى" انحازت للطبقة الشعبية.. وتصدت للفساد..  ودافعت عن القضية الفلسطينية

فيما ألقى الفنان والناقد التشكيلى صلاح بيصار، التحية إلى الفنان الراحل زهدى العدوى، مؤسس الجمعيىة المصرية للكاريكاتير، وصاحب الغلاف الاول لمجلة “صباح الخير".

 

وقال "بيصار" إن الفنان زهدى يُعد شيخ الكاريكاتير السياسى المصرى، مع الكاريكاتير الاجتماعى، وهو  أيضا كاتب ومثال ورسام أطفال، مضيفًا أنه لا تخضع مكانته فى تاريخ الفن المصرى المعاصر لأي مقياس بتعبير الكاتب صلاح حافظ:`” حالة فنية نادرة فريدة.. تستعصى على التصنيف والترتيب والتقييم والفهرسة .. لا يمكن أن ننسبه إلى مدرسة فنية بالذات .. لأنه لم يأخذ عن أحد ولا يمكن أن نعتبره هو نفسه مدرسة لا أحد لم يجرؤ أن يقلده".

 

وتابع "بيصار": "أثناء دراسة زهدى بالفنون الجميلة حدثت مصادفة كان لها أثر كبير فى ارتباطه بصاحبة الجلالة، فقد كانت دار الهلال فى حاجة عاجله إلى رسام لأن رسمها خوان سانتوس الإسباني أخذ إجازة مفاجئة وأجريت مسابقة لهذا الغرض فرشحه مدير مدرسة الفنون،  وقبل على الفور وظل يقدم رسوما تسجيلية مما تصاحب نشر القصص الأدبية، وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 صار يرسم أفكارا سياسية بأسلوب جمع بين الرسم التسجيلي والرسم الكاريكاتيري". 

 

وأردف: "وتنقل للعمل فى مجلات أخرى وبلغ عدد المجلات والصحف التى عمل بها، حوالى 27 صحيفة ومجلة فى الفترة من الثلاثينيات، وحتى وفاته ولم يستقر إلا فى فترة الستينيات فى مؤسسة "روزاليوسف" حيث كانت رسومه السياسية والاجتماعية تنشر فى مجلتى `صباح الخير` و"روزاليوسف" عيد الكاريكاتير المصري الثالث  حتى رحيله.

 

وأشار "بيصار" إلى أن "زهدى"  انحاز فى رسومه لحياة وهموم الطبقة الشعبية، كما  تصدت للجشع وغلاء الأسعار، والروتين، والمحسوبية، والنفاق الاجتماعي، وكل صور الفساد مثلما إنحازت لقضايا الشعوب وناصرت الحرية، والسلام، وقاومت الإرهاب، ودافعت عن المظلومين فى الأرض، بالإضافة الى رسومه الوطنية حول فلسطين والقضية الفلسطينية.

وأشار "بيصار" إلى أن "زهدى"  انحاز فى رسومه لحياة وهموم الطبقة الشعبية، كما  تصدت للجشع وغلاء الأسعار، والروتين، والمحسوبية، والنفاق الاجتماعي، وكل صور الفساد مثلما انحازت لقضايا الشعوب وناصرت الحرية، والسلام، وقاومت الإرهاب، ودافعت عن المظلومين فى الأرض، بالإضافة إلى رسومه الوطنية حول فلسطين والقضية الفلسطينية.

المبدعون الفائزون بجائزة عيد الكاريكاتير المصري الثالث

 

حيث شملت لجنة تحكيم مسابقة المعرض (الفنان الكبير محمد حاكم - الفنان الكبير عمرو سليم - الفنان الكبير فاروق موسى).

 

وفاز فى المسابقة هذا العام كل من (الفنان الرائع خالد صلاح، مركز أول، والفنان المتميز محمد فتحى، مركز ثان، والفنان الكبير حسنى عباس، مركز ثالث)، كما فاز الفنان الكبير خضر حسن، بجائزة لجنة التحكيم التقديرية (عمل أصلى للفنان عمرو فهمى) ، وفاز الفنان أحمد قاعود بجائزة لجنة التحكيم التقديرية، وهى (عمل فنى للفنان الكبير إبراهيم بريدى).

 

الفنان خضر حسن الفائز بالجائزة التقديرية:  احتفالية هذا العام أكثر تنظيمًا.. وأثمن دور وزار الثقافة 

وأعرب الفنان خضر حسن، رسام الكاريكاتير بمؤسسة روزاليوسف، عن سعادته بالمشاركة وسط هذا الكم الكبير من الفنانين، وبفوزه بالجائزة الخاصة بالمعرض، لافتًا أنه حصل على جوائز دولية كثيرة، إلا  ان هذا التكريم الذى يأتى من الجمعية المصرية للكاريكاتير، له مذاق خاص.

 

وقال "حسن" فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، إن سعادته ازدات عندما علم أن الجائزة التى فاز بها عبارة عن عمل أصيل للفنان الكبير عمرو فهمى.

وأضاف فنان الكاريكاتير، أن الاحتفالية فى نسختها الثالثة نسخة الفنان زهدى  أكثر تنظيما، وأكثر أعمالا لفنانين من مختلف الأجيال وأساليب متعددة، يكاد يكون لكل فنان أسلوبه وطريقته الخاصة، وهذا ما  يميز فن الكاريكاتير عن الفنون الأخرى.

 

وأثمن فنان الكاريكاتير دور وزارة الثقافة، والجمعية المصرية للكاريكاتير، وجميع الداعمين لإخراج هذا الحدث الكبير بهذا الشكل الجميل الرائع المبهر.

 

الفنان الكبير حسنى عباس الفائز بالمركز الثالث: الكاريكاتير يتجاوز الاختلافات الثقافية للقراء..و أتمنى أن يستعيد عافيته

كما أعرب الفنان حسنى عباس، ‏رسام الكاريكاتير‏،  عن سعادته الشديدة بنجاح الاحتفالية، التى تمثل عيدًا للكاريكاتير المصري، فى نسخته الثالثة، نسخه زهدى العدوي، لافتًا  أنه كان صاحب خطوط وألوان قوية وألوانه، وهو أحد رواد فن الكاريكاتير المصري، ومؤسس الجمعية المصرية للكاريكاتير عام .

 

وأضاف “عباس” فى تصريحات خاصة لـ“البوابة نيوز”، أن الفنان “زهدى” عمل بالعديد من المجلات تصل لـ27 مجلة وجريدة، منهم جريدة روزاليوسف،  وصباح الخير، وأخبار اليوم.

 

وعن عمله الفائز أوضح: “صورت العدوى كفارس يمسك بيده الريشة كهيئة سيف، فى أشارة إلى أن ريشة الفنان هى سيفه التى يحارب بها الفساد”.

 

وتابع: “اشتهر” العدوي" بالكاريكاتير السياسى، وجند ريشته لمحاربة الفساد والأوضاع المقلوبة أثناء الاحتلال الإنجليزى، وكرس ريشته لمحاربة الاحتلال والفساد فى الحكومات المتعاقبة، وكانت الجمعية المصرية للكاريكاتير موفقة جدا فى تسليط الضوء كأحد الفنانين الرواد اللذين مصروا فن الكاريكاتير".

 

وأردف: “الكاريكاتير هو فن المبالغة والسخرية فى طرح وتناول القضايا السياسية والاجتماعية المختلفة وهو أبلغ من ألف مقال وأسرع فى الوصول للمتلقى مع ابتسامة وسخرية، ويصل لعقل القارئ بسرعة وسهولة، بعكس المقال ويتجاوز أى اختلافات ثقافية بين القراء ليصل للوزير والغفير فى نفس الوقت".

 

وأشار رسام الكاريكاتير إلى أن فن الكاريكاتير يخدم صانع القرار، ويساعده على التعرف على مشاكل المجتمع، سواء اجتماعية وسياسية، ويقدم له الحلول أيضا، كما يساهم فى تشكيل الرأى العام، والتأثير على صانع القرار.

 

واختتم حديثة: “أتمنى أن يستعيد الكاريكاتير عافيته ويزدهر كما كان فى الخمسينيات والستينيات وأوائل السبعينيات".

الفنان محمد عبدالجليل: عيد الكاريكاتير يُلقى الضوء على أهمية هذا الفن الساخر

فيما كشف الفنان محمد عبدالجليل عن العمل المشارك به، وهو لوحة بالألوان الأكريلك تجسد شخصية الفنان الكبير جورج البهجورى، أحد رموز فن الكاريكاتير المصري المعاصر، داخل أحد لوحاتي عن الحارة الشعبية المصرية في مشهد ليلي وهو يلقي التحية لمحبيه وبيده أحد أعماله لأم كلثوم.

 

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز": "مشاركتي بعيد الكاريكاتير فرصة عظيمة لانضمامى للجمعية المصرية للكاريكاتير، وهذا العيد الثالث للكاريكاتير، ويأتي في يوم ميلاد الفنان رخا، والذى يقام كل عام فى نفس الميعاد لإلقاء الضوء علي أهمية فن الكاريكاتير المصري، لما له من دور مهم في توثيق الأحداث والتعبير عن الحالة العامة للمواطن البسيط بشكل ساخر، وخفة الدم المصرى المعروفة في مواجهة المشاكل.

وأردف: "أما عن الفنان زهدي فهو مؤسس فن الكاريكاتير المصري الذي أخذ على عاتقه مسئولية تمصير فن الكاريكاتير مع الفنان رخا وانشغاله بالمواطن البسيط ومشاكله والتعبير عنه.

 

 

 

كما تضمن برنامج الافتتاح رسم بورتريهات لايف لجمهور وزوار المعرض بريشة شباب رسم مصر بقيادة الدكتور محمد حمدي عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للكاريكاتير.

 

وقدم الفنان مصطفى الشيخ التحية للفنان الكبير عبدالعزيز تاج، الرئيس الشرفي للجمعية المصرية للكاريكاتير، مؤكدًا انه كان داعم كبير لهذة الفاعلية بكل جوارحه ولكن ظروفه الصحية، منعته من الحضور، داعيًا الله أن يمنحه الشفاء التام.

 

 

941 958 941 958 944 950 952

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجمعية المصرية للكاريكاتير قطاع الفنون التشكيلية رسام الکاریکاتیر الفنان الکبیر البوابة نیوز هذا العام إلى أن

إقرأ أيضاً:

فنانون ناصروا الثورة السورية منذ بدايتها ودفعوا الثمن راضين

دمشق-سانا

هم ثلة من فناني سوريا في غير اختصاص ومن مختلف مكوناتها، هالهم الإجرام الأسدي بحق المتظاهرين المدنيين والسلميين فانحازوا للثورة السورية منذ أيامها الأولى، ودفعوا ثمن مواقفهم الكثير من غير أن يتراجعوا، فمنهم من قضى ضحية إجرام النظام البائد، ومنهم من تعرض لأذى جسدي أو نفسي هائلين.

في عيد الثورة السورية الرابع عشر نستذكر هؤلاء ونستعيد إرثهم الذي كان تأثيره عظيماً في التعبير عن انتفاضة الشعب السوري، ونقل مجرياتها للعالم، كما يؤكد المخرج والكاتب غسان الجباعي في كتابه “الفن والثورة السورية”، عبر الشعر الشعبي والغناء والرقصات التراثية في ساحات المظاهرات والاعتصامات وطقوس الجنازات واللافتات واللوحات.

ونستذكر اليوم فنان الكاريكاتير العالمي علي فرزات الذي ناصر الثورة وانتقد برسومه ممارسات النظام البائد ورئيسه بحق الشعب السوري، وتلقى جراء ذلك تهديدات عديدة تدعوه للتراجع عن مواقفه ولكنه أبى، فقرر النظام معاقبته بشدة عندما تعرض في صباح يوم 25 آب سنة 2011 إلى اعتداء وحشي نفذه أربعة رجال ملثمين لدى خروجه من نفق ساحة الأمويين باتجاه أوتوستراد المزة حيث بدؤوا بضربه بقسوة وشتمه وهم يقولون “كي تتعلم كيف تتطاول على أسيادك” ثم قاموا بتكسير أصابع يديه بالعصي، وهم يقولون له “سنكسر أصابعك التي ترسم بها” ثم رموه على طريق المطار مضرجاً بدمائه وهم يتوعدونه قائلين “هذه المرة سنكتفي بهذا القدر”.

ومن هؤلاء نستذكر المصور الشاب فرزات يحيى جربان الذي التقط آلاف الصور ومقاطع الفيديو للمظاهرات والاعتصامات في حمص وريفها، ووثق جرائم النظام البائد ضد المدنيين، وصار يبثها لمحطات التلفزة في العالم، فاعتقلته قوات أمن النظام البائد في مدينة القصير قبل أن يجده سكان المدينة في 21 تشرين الثاني 2011 جثة مشوهة ومرمية على الطريق العام، وقد اقتلعت عيناه.

أيقونة الثورة السورية المنشد إبراهيم قاشوش ابن حماة ترك الإنشاد والغناء في حفلات الأعراس والمناسبات ليلتحق بصفوف الثورة، وغنى لها أكثر الأناشيد شعبية التي ذاع صيتها في العالم أجمع وتناقلتها الألسن لبساطتها وسلاسة تعبيرها، فلم يتحمل عقل النظام المجرم أناشيد هذا الشاب ابن الرابعة والثلاثين، فاعتقلته قوات أمن النظام البائد إبان حملة مداهمة للمدينة في مطلع تموز 2011 ثم وجد مقطوع العنق ودون حنجرة في 4 تموز على ضفاف نهر العاصي.

أما المؤلف الموسيقي وعازف البيانو العالمي مالك جندلي الذي ألف للثورة العديد من المقطوعات والسيمفونيات لعل أشهرها سيمفونية الحرية أو “القاشوش” فإن لم يطله إجرام النظام البائد بشكل مباشر فقد طال أغلى الناس عليه وهما والداه العجوزان، عندما اقتحم عليهما بيتهما في حمص في 20 أيلول 2011 ثلاثة من عناصر أمن النظام الأسدي وانهالوا عليهما ضرباً، وهم يقولون لهما “يبدو أنكم لم تعرفوا كيف تربون ابنكم ولا بد أن نعلمكم”.

ومثال تجربة شهادة تشمخ كانت تجربة المخرج تامر العوام ابن السويداء والذي سافر سنة 2008 إلى ألمانيا لدراسة السينما، وعندما انطلقت الثورة السورية في آذار 2011 لم يتردد في الالتحاق بها وترك كل مغريات الإقامة في الغرب الأوروبي حيث واكب الحراك كإعلامي مستخدماً أدوات بسيطة وفي ظروف غاية الخطورة، وقدم فيلمه الأول للثورة بعنوان “ذكريات على الحاجز” الذي يتناول معاناة الناس في إدلب جراء إجرام النظام ثم أنجز فيلماً وثائقياً عن تعذيب النساء السوريات في معتقلات الأمن الأسدي قبل أن يستشهد في حلب جراء قصف النظام البائد وهو يصنع فيلمه الأخير “ذاكرة المكان”.

أما السينمائي والمهندس باسل شحادة فيتفرد بأنه واكب أحداث الثورة السورية في عدة محافظات، لقد آلم هذا المبدع الشاب ما يتعرض له الشعب السوري فترك دراسة السينما في أمريكا وعاد ليلتحق بصفوف الحراك الثوري، وكان من طلائع المشاركين في تنظيم المظاهرات السلمية بدمشق، واعتُقلَ خلال مظاهرة المثقفين بحي الميدان الدمشقي، كما كان من أبرز الموثقين لقصف قوات النظام البائد واجتياحاتها المتكررة لمدينة حمص، وأنتج فيلماً بعنوان “سأعبر غداً” وثق فيه للخطر الذي كان يهدد سكان المدينة أثناء عبورهم الشوارع بسبب قناصة قوات النظام حتى استشهد خلال قصفها لحي الصفصافة في 28 أيار سنة 2012 ودفن حسب وصيته في مدينة ابن الوليد.

هؤلاء الفنانون من بقي منهم ومن رحل لكنهم عبروا بحق عن التحام المثقف مع قضايا الشعب والحرية والإنسان، وأصبحوا أمثولة نستعيدها دائماً ونحن نحيي ذكرى ثورتنا وحكايات أبطالها الذين قدموا كل ما يملكون وأغلى ما لديهم فداء لسوريا الحرية والكرامة.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. باحث بـ"المصري للدراسات": مصر أنقذت القضية الفلسطينية ومقترح ترامب انتهى
  • ذكرى رحيل البابا شنودة .. دعّم القضية الفلسطينية وجمع المسلمين والمسيحيين على موائد الإفطار
  • كيف ساهمت المواقف المصرية فى الحفاظ على القضية الفلسطينية؟
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر إنصافا لحل القضية الفلسطينية
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر عقلانية لحل القضية الفلسطينية
  • احتجاجات حاشدة في بلغراد لمحاربة الفساد
  • فنانون ناصروا الثورة السورية منذ بدايتها ودفعوا الثمن راضين
  • رحل في هدوء.. الفنان إحسان يترك مسيرة فنية حافلة في السينما المصرية
  • بيت العائلة المصرية بالغربية يوزع« كرتونة المحبة» احتفاءً برمضان والصوم الكبير
  • الجمعية المصرية لشباب الأعمال تحتفل باليوبيل الفضي وتطلق هوية جديدة لدعم رواد الأعمال