غدًا.. ختام جلسات مسقط الحوارية 2023 نحو مستقبل مستدام مزدهر
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
مسقط ـ الوطن:
تختتم غدا محافظة مسقط، جلسات مسقط الحوارية (نحو مستقبل مستدام مزدهر)، والتي جاءت لتوطيد المشاركة المجتمعية ودورها في بناء القرارات؛ من خلال استعراض خطة المحافظة الإستراتيجية ومشاريعها ومبادراتها الرامية إلى تجويد الخدمات واستدامتها، إلى جانب توجهها في بناء الحوار الإيجابي مع الشباب بما يُمكّنها من صياغة أفكارهم ورؤاهم فيما يتطلعون إليهم ضمن باكورة المشاريع الداعمة لمسيرة التنمية وتطوير الخدمات التي تقدمها محافظة مسقط في مختلف ولاياتها.
وستتضمن الجلسة الختامية استعراضًا لخلاصة النتائج والتوصيات التي أفرزتها المخرجات السابقة للجلسات الحوارية، والتي تمخّضت عن سلسلة من المناقشات وتبادل الآراء في مختبرات الحوار المرتبطة بعدة محاور هدفت إلى ضمان تحقيق مزيد من التنمية المستدامة؛ وذلك بمشاركة نخبة من الأكاديميين، ورواد الأعمال والمتخصصين وفئات الشباب المختلفة وطلبة الكليات والجامعات والمهتمين في كل محور، والذين عبّروا عن نظرة طموحة في جعل مسقط مستدامة، مزدهرة ونابضة بالحياة؛ من خلال الأفكار والمبادرات التي طُرحت على طاولة الحوار، وتم النقاش حولها مع مديري الجلسات والمتحدثين المشاركين في استعراض مواضيع المحاور التي طُرحت خلال الأيام المنصرمة.
الجدير بالذكر أن جلسات مسقط الحوارية تأتي كاستجابة للتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – في ضرورة التمكين المجتمعي للأفراد والمؤسسات ذات العلاقة؛ للإسهام بدفع مسيرة التنمية الشاملة، وتمكين الشراكة المجتمعية من إيجاد دورها الريادي في أعمال تنمية المحافظات، والتنافس بينها بما يعمل على إنمائها وسط شراكة فاعلة يُؤمَل من خلالها تبنّي الأفكار والمقترحات التي ستُطرح، وتحديد المشاريع ذات الأولوية والنظر في تنفيذها وفقًا لرؤية عُمان 2040، وبرامج التنمية المستدامة ومحاورها المرتكزة على بناء مستقبل أفضل ومستدام.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الوطنيون الجدد ومرحلة بناء السودان
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الحرب في السودان تعد مرحلة جديدة في عملية البناء الوطني، و إفرازاتها بالضرورة سوف تضع معايير جديدة للتربية الوطنية التي سوف يتعلم منها النشء في المراحل التعليمية المختلفة، و تختتم بالتدريب العسكري لكل مواطن لكي يكون معدا اعدادا جيدا لمقابلة أي طاريء و مؤامرة تستهدف السودان و وحدته و سيادته.. صحيح لن تكون هناك ميليشيات و حركات مسلحة مرة أخرى، و جميعها سوف يمر بمرحلة الترتيبات الأمنية، لاستيعاب من تنطبق عليه شروط الخدمة العسكرية، و البقية الأخرى تحل مشاكلهم خارج دائرة المؤسسة العسكرية... سوف تصبح هناك مؤسسة عسكرية واحدة محتكرة للسلاح تشكل العمود الفقري لعملية التربية الوطنية في البلاد..
أن المؤامرة التي تعرضت لها البلاد بالعملية الانقلابية التي دبرتها الميليشيا مدعومة بدول خارجية في الإقليم و خارج الإقليم، و أحزاب سياسية قد بينت أن السودان سوف يتعرض لمؤامرات متواصلة مستقبلا، و ليس أمامه غير بناء مؤسسة عسكرية قوية و مؤسسات شبه عسكرية أخرى " شرطة و جهاز أمن و مخابرات و مؤسسة جمركية إلي جانب أجيال تكون قد دربت عسكريا، و أعدت إعدادا وطنيا جيدا و عسكريا قبل خروجها إلي سوق العمل، و هي سوف تشكل أكبر رصيد احتياطي للجيش يتم استدعائها كلما كانت هناك ضرورة لذلك.. أن فكرة الاستنفار و المقاومة الشعبية و التلاحم بين كل المكونات العسكرية إلي جانب المشتركة هؤلاء من خلال تلاحمهم في المعارك في مناطق السودان المختلفة، قد خلقت عندهم وعيا وطنيا جديدا، لقد امتزجت دمائهم الطاهرة مع بعضها البعض وروت أرض الوطن.. و الذين لم يستشهدوا في المعارك يكون قد تخلق عندهم وعيا جديدا بالانتماء لهذا الوطن الكبير بكل مكوناتهم الثقافية و الدينية و المناطقية و السحنية و الأثنية.ز و هؤلاء هم القوى المدنية الجديدة..
أن انتصار الجيش على الميليشيا ليست هي نهاية للحرب، و لكنها نهاية لاستخدام زناد البندقية و وقف قصف المدافع و الراجمات، لكي تبدأ حرب جديدة في المجتمع ضد كل رواثب الثقافة التي قادت للحرب، إعادة النظر في التعاريف المختلفة للمصطلحات المتعلقة بالوطنية و الممارسة السياسية و الإدارة الأهلية و مؤسسات المجتمع المدني و النقابات و الأحزاب، جميع هذه المكونات تحتاج إلي هزة عنيفة لكي يتساقط منها كل التالف و الأوراق الجافة، و إعادة النظر في قوانينها و تكويناتها و الضوابط التي تحكم مسارها.. فالنقابات الغرض منها خدمة المهن من خلال رفع القدرات لعضويتها و من خلال التدريب و الدراسة و تحقيق الرفاهية للعضوية و أسرهم و المطالبة بحقوقهم.. و شغلها بالعمل السياسي يعرضها للمحاسبة القانونية، باعتبار أن هناك مؤسسات سياسية ينتمي لها كل من يريد العمل السياسي.. و منظمات المجتمع المدني يتعلق عملها بأجندة و موضوعات تفرزها القضايا المتعلقة بشأن المجتمع، و أي دعم خارجي يجب أن يكون معروف لجهة الاختصاص في الدولة حتىيتجنب الوطن الإملاءات الخارجية.. الأحزاب يجب أن تكون أحزاب بالفعل ديمقراطية من خلال انتخاب قياداتها بصورة دورية منصوص عليها قانونا على أن لا ينتخب العضو في القيادة أكثر من دورتين، لكي نعيد للأحزاب دورها الذي يساعد في تأسيس التربية الوطنية الصحيحة، و الولاء أولا للوطن ثم الحزب.. و دور الأحزاب في إنتاج الثقافة الديمقراطية، و نهضة البلاد في كل الحقول.. البلاد بالفعل في حاجة إلي أحزاب يتم إعادة بنائها على أسس جديدة و أجيال جديدة..
أن خلق واقع جديد يحتاج إلي إعادة النظر في مناهج التعليم و في السلم التعليمي، حتى تبدأ التنشئة الوطنية من مرحلة الروضة مرورا ببقية السلم التعليمي، و تنتهي بالتدريب العسكري الإجباري لكل مواطن.. لكي تنجح عملية التغيير الشامل في البلاد و تخلق ثقافة جديدة، أن البلاد في حاجة إلي مؤسسات الإعلامية حكومية منتشرة في أقاليم السودان المختلفة، و لكن وفق مفهوم جديد للأداء الإعلامي و جديد للتكوين المؤسسي لا يخضع للسلطة التنفيذية بالصورة التي تجعل الدولة مسيطرة على السياسة الإعلامية، و تصبح كل الأجهزة خاضعة لأمرة شخص واحد أو للسلطة التنفيذية لكي تبرر أخطائها، أنما تكون تابعة " مجلس قومي للإعلام و الثقافة" يتكون من خلال ممثلين لمؤسسات أهلية و حكومية و غيرها هؤلاء يمثلون المركزية تنتخب من داخلها مكتب تنفيذي هو الذي يشرف على الخطط التي تضعها المركزية.. نفصل فيما بعد...
أن أزمة البلاد و عدم نهضتها و الفساد و عدم النزاهة التي تضرب النظم السياسية دائما تبدأ من قمتها، و الذين يديرون المؤسسات الخدمية و الاقتصادية في الدولة.. إذا صلحت القيادة و كانت نزيهة و شفافة و قضاء فاعل غير منحاز للسلطة السياسة، أو تعرض لابتزاز من قبل المؤسسات الأخرى الأمنية و غيرها، ثم نضمن حقيقة بداية طيبة لمسار الدولة لكي تضع البنات الأولي للتربية الوطنية، و السودان له ثروات كبيرة لم تستغل بعد و سوف نتجاوز النمور الأسيوية و غيرها من الدول التي وضعت قدمها في سلم الحضارة الإنسانية.. فالسودان لا تنقصه الموارد و لكن تنقصه الإدارة النزيهة و الشفافة التي تنظر للوطن قبل مصالحها الخاصة، قيادة لابد أن تفصل بين السلطة فصلا كاملا و كل يؤدي الدور المنوط به بعيدا عن التأثرات السالبة خاصة على سلطة القضاء و حرية الإعلام.. نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com