شارك وفد من سلطنة عمان في الذكرى الـ (75) للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي يعقد في العاصمة السويسرية جنيف، وترأس وفد السلطنة معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية، الذي أكد في بيان بهذه المناسبة "يعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الوثيقة الأساسية التي حددت حقوق الإنسان الأساسية التي يتعيّن حمايتها عالميا، وموجها مرجعيا ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم، حيث مهّد الطريق لاعتماد العديد من المواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان، فضلا عن أن الأحكام التي يتضمنها تصبح ركيزة أساسية للأنظمة والقوانين الأساسية في مختلف دول العالم؛ ومنها النظام الأساسي للدولة في سلطنة عُمان الذي تضمن في طياته النص على جميع ما تضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من أحكام وفي مقدمتها (الحياة والكرامة حق لكل إنسان) و(المساواة للجميع أمام القانون وفي الحقوق والواجبات العامة وعدم التمييز بين الناس في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللون أو الدين أو الموطن أو المركز الاجتماعي) و(الحياة الآمنة حق لكل إنسان)، (وأن الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق والوطنية، وتعمل الدولة على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها)".

وأضاف معاليه "مما لا شك فيه أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما تبعه من مواثيق ومعاهدات دولية لم توضع لتكون مجرد شعارات ترفع دون أن تجد محلا للتطبيق وإلا فقدت مصداقيتها وقيمتها أمام "الإنسان" الذي يعد المحور الأساسي لهذه الحقوق، وتعد الأحداث الجارية خلال هذه الفترة مقوضا لما تضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من أحكام؛ لذا أضحى لزاما على الأسرة الدولية النهوض والقيام بدورها الفاعل من أجل إرساء دعائم حقوق الإنسان لتكون واقعا ملموسا يحقق للإنسان أينما وجد إنسانيته وحقوقه الأساسية التي أقرها هذا الإعلان".

وأكد معالي الوزير أن سلطنة عُمان تؤمن بأن هذا الحدث بالغ الأهمية، ويعد سانحة لتجديد شحذ الهمم لدى الدول والشعوب لإرساء دعائم حقوق الإنسان، لا سيما في ظل ما يشهده العالم خلال هذه الفترة من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في بعض الدول، وانتهاج ممارسات لا إنسانية استبيحت فيها براءة الطفولة ووقار الشيوخ، وتصل إلى حد الإبادة الجماعية.

ونقل معالي الوزير إلى المؤتمر تعهدات سلطنة عمان والمتمثلة في مشاركة الأسرة الدولية في سعيها لبلوغ نظام عالمي سلمي قوامه العدل والإنصاف والكرامة للإنسان، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، والتأكيد على ما تضمنه هذا الإعلان من أن الأسرة هي الخلية الطبيعية والأساسية في المجتمع، ولها حق التمتع بحماية الدولة، وتعمل بلادي سلطنة عُمان بفاعلية لدعم استقرار الأسرة وتماسكها، وتقوية أواصرها، ورعاية أفرادها لضمان استقرارها في المجتمع وقيامها بدورها بشكل طبيعي، وتعزيز التفاعل مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك المعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة، والعمل بفاعلية بالشراكة مع بقية الدول لدعم تمتع الإنسان أينما وجد بالحقوق الأساسية التي تضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ودعم الجهود الرامية إلى وقف الممارسات اللاإنسانية التي من شأنها التفريق بين الشعوب وزرع الكراهية والتعصب، وتؤدي إلى النزاعات والأزمات، وتهدد الأمن والسلم الدوليين.

تجدر الإشارة إلى أن مبادرة حقوق الإنسان الـ (75) تأتي تحت شعار (فلنعد معا إحياء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ونبين كيف يمكنه تلبية احتياجات عصرنا والنهوض بوعود الحرية والمساواة والعدالة للجميع).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإعلان العالمی لحقوق الإنسان الأساسیة التی

إقرأ أيضاً:

العربية لحقوق الإنسان تصدر توصيات حلقة النقاش الإقليمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة ، حلقة النقاش الإقليمية حول "دعم تفعيل توصيات الاستعراض الدوري الشامل"، خلال الفترة من 23 إلى 24 نوفمبر 2024.


وتأتي أعمال الورشة الإقليمية، في سياق جهود المنظمة لتعزيز العدالة الجنائية والدفع نحو التخلي تدريجياً عن تطبيق وتنفيذ عقوبة الإعدام في المنطقة العربية على مدار أكثر من أربعة عقود من العمل الدؤوب والمتواصل. وتعد الشراكة بين المنظمة وصندوق الأمم المتحدة لدعم وتفعيل توصيات الاستعراض الدوري الشامل، شراكة فريدة وأولى من نوعها، إذ أنها المرة الأولى التي يعمل فيها الصندوق مع منظمة غير حكومية وفى إطار جغرافي يشمل دول متعددة.

 

وتهدف الحلقة النقاشية إلى إطلاق منصة للحوار بين مختلف أصحاب المصلحة المعنيين لاستشراف وتبني مقترحات من شأنها في المرحلة الراهنة تفعيل وتكريس الالتزام بالحد من عقوبة الإعدام في المنطقة، وقصرها على أشد الجرائم غلطة، فضلًا عن استشراف توصيات عملية قابلة للتطبيق على أرض الواقع لتطوير المنظومة الجنائية والعقابية في بلدان المنطقة، بحيث تتفق وتتماشى مع التزامات الدول العربية الدولية في مجال حقوق الإنسان، وبلورة رؤية إقليمية حول التوسع في استخدام عقوبة الإعدام وسبل الحد منها في المنطقة.

 

وامتدت أعمال الحلقة النقاشية على مدار يومين عمل،  شهدت وقائع 5 جلسات عمل مكثقة، بالإضافة إلى جلسة الافتتاح والجلسة الختامية، بحضور مقدر لـ 14 دولة عربية: الإمارات والبحرين وقطر والكويت والعراق والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان واليمن وليبيا والمغرب وسوريا. وتنوع الحضور بين خبراء حقوقيون وقانونيون وصحفيون وقيادات منظمات حقوقية عربية وأساتذة في العلوم السياسية.

 

تضمنت أعمال اليوم الثاني "بحث سبل مراجعة الموقف من التوسع في عقوبة الإعدام"، في سياق ثلاث جلسات عمل، جاءت الجلسة الثالثة بعنوان "معايير الجرائم الأشد غلظة" تناولت دور القاضي في الحد من عقوبة الإعدام وموقف الآليات الدولية لحقوق الإنسان حول معايير الجرائم الأشد غلظة. جاءت الجلسة الرابعة تحت "عنوان مقاربات عربية وإسلامية: دروس مستفادة" وتناولت تجربة المنظمة العربية في إثارة قضية الإعدام في مصر، والجلسة الخامس جاءت تحت عنوان "سبل جسر الفجوة بين الواقع العربي والتوجه الدولي".

 

 

ترأست الجلسة الختامية وعرض تقرير المقرر العام للورشة،  مها البرجس أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالكويت.

 

خلال يومين من المناقشات التفصيلية المعمقة، والمثمرة، والتي غطت العديد من الجوانب القانونية والاجتماعية والدينية والموضوعية، وأثارت النقاشات العديد من القضايا ذات الاهتمام العام، في سياق حوار اتسم بالشفافية والخبرات المتعدد عبرت عن أراء جوهرية، وعبرت المناقشات عن اتجاهات عامة فيما يتعلق بعقوبة الإعدام وسبل الحد منها، وخلصت إلى جملة من التوصيات والمقترحات.

 

اتجاهات النقاش:
أدان المشاركون الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية التى تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي ارتكابها فى فلسطين المحتلة وفى لبنان.

 

أدان المشاركون جريمة الابادة الجماعية التى تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي ارتكابها فى قطاع غزة المحتل، مندديين بالمواقف الأمريكية والغربية التى تعبتر نوعاً من التواطؤ فى ارتكاب جريمة الابادة الجماعية.

 

وأكد المشاركون أن الاحتلال الاسرائيلي يواصل ارتكاب جرائم الاعدام خارج نطاق القانون والقضاء، مجددين التأكيد أن العجز الدولى الحالى عن إنفاذ قواعد القانون الدولى يشكل تقويضاً لمنجزات الأسرة الانسانية وغايات القانون الدولى لحقوق الإنسان.


لا يمكن الحديث عن التطوير على مستويات التشريع والممارسة للعدالة الجنائية والعقوبات في الوطن العربي بمعزل عن تأثير الأزمات الاقتصادية والأمنية والاضطراب الإقليمي المتوسع وفي مقدمتها انتهاكات الاحتلال الخطيرة والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وعدوانه الأخير على لبنان في ظل عجز دولي وأممي متنامي لوقف الابادة ووقف فوري للحرب.

 

أغلب الدول العربية صادقت على معظم الاتفاقيات الدولية التي تقضي بالحد من عقوبة الإعدام ولكن لم تنفذ هذه الاتفاقيات ولم تحسن المصادقة من أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة، كما لم يتم مواءمة القوانين الوطنية مع الاتفاقيات الدولية التي تم التوقيع عليها.


اتفق المشاركون على أهمية تفعيل الالتزام بالحد من عقوبة الإعدام وقصرها على أشد الجرائم غلظة، بينما وقع انقسام حول الدعوة إلى إلغاء العقوبة.


المنطقة العربية ثرية بتجارب جيدة في تعليق العمل بعقوبة الإعدام وفق سياقات مختلفة، يمكن تعزيزها والاسترشاد بها في بناء تجارب وطنية محلية لكل بلد يتجه إلى الحد الطوعي لتطبيق عقوبة الإعدام أو على أقل تقدير تقليص العمل بها إلى أقصى قدر ممكن، "تونس – المغرب – الجزائر – لبنان".

 

اتجهت الغالبية نحو تطبيق معايير أشد الجرائم غلظة بما في ذلك إلغاء العقوبة في جرائم المخدرات والاغتصاب، بينما ذهب بعض المشاركون نحو الإبقاء على العقوبة في جرائم الاغتصاب نظرًا للسياق الثقافي السائد، والنظرة القاسية لبشاعة هذه الجريمة.


أهمية النظر في مراجعة منظومة العدالة الجنائية بشقيها الإجراءات والعقوبات، كما أنه تم التأكيد على أن تحديث منظومات التشريعات العقابية لا تجرى في وقت قليل ولكنها مجموعة كبيرة على الخطوات والإجراءات تعبر عن إرادة الدولة بكافة سلطاتها وبمشاركة واسعة مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين، وتأييد غالبية المجتمع،العمل على تعزيز نظام العدالة الجنائية من خلال التركيز على تطوير إجراءات التحقيق والمحاكمة، وتوفير دفاع قانوني فعال للمتهمين، وتقليل نسبة الأخطاء القضائية،أن تأمين استقلال القضاء هو أمر حتمي ومصيري ولا مناص منه، لكن ذلك لا يساهم في الحد من عقوبة الإعدام بدون الاهتمام الجاد بمكافحة العقوبة في برامج تأهيل القضاة.


التأكيد على أن حقوق الإنسان عمل تراكمي يحتاج جهد واستراتيجيات وإرادة حقيقية للتوصل لنتائج ملموسة لتحسين الواقع في البلدان العربية، وصعوبة التعاطي مع القضايا الشائكة اجتماعيا وثقافيا ودينيا وانعكاسها سياسيا.


التوافق على فتح  حوار مجتمعي ممتد للإجابة على التساؤلات المشروعة حول كيفية الموازنة بين شدة وجسامة العقوبة وحماية الحق في الحياة وبين منظور وحقوق الضحايا واطمئنان المجتمع وموروثاته الثقافية المتراكمة.


الحاجة إلى تعزيز وتكثيف الجهود للتوعية المجتمعية بأهمية التخلي عن عقوبة الإعدام والاهتمام بالتأثير إيجابًا في الرأي العام.


التأكيد على مدى التطور على المستوى الدولي في نظم العدالة والاتجاه بوتيرة سريعة نحو الحد من العقوبات القاسية، واعتبار تقييد الحرية هو الملاذ الأخير نظرًا لخطورته اجتماعيًا ونفسيًا واقتصاديًا، والسعي إلى استخدام بدائل تقييد الحرية.


تعزيز برامج بناء القدرات لمرفق العدالة بوجه عام والخدمات المعاونة وموظفي القضاء بوجه خاص ومن بينهم الطب العدلي.


والعمل على مكافحة الجريمة من خلال دراسات جنائية واجتماعية واقتصادية لأسباب الجريمة من بينها الفقر والبطالة والتعليم وكذلك وتطوير برامج الوقاية من الجريمة وإعادة تأهيل المجرمين.


السعي إلى تطبيق منظومة جدية لعقوبات بديلة أكثر إنسانية وفعالية، مثل السجن المؤبد أو العقوبات المجتمعية.


إيلاء الاهتمام بالتركيز في المرحلة الأولى بمعالجة الكثافة التشريعية التي تفضي إلى عقوبة الإعدام تؤدي بالضرورة إلى إسراف في الاحكام ويضع السلطة التنفيذية في أزمة التجاوب مع التنفيذ المفرط أو الإرجاء لمدد غير محددة تحملها أعباء متعددة أبرزها أعباء أمنية واقتصادية وأعباء مواجهة التزاماتها التعاقدية والإنسانية أمام المتجمع الدولي.

 

هناك العديد من النصوص العامة التي تحتاج لتخصيص حتى يمكن الحد من تطبيق عقوبة الإعدام مثل المواد المتعلقة بالردة، إذ أن كل من أرتكب قولًا أو فعلًا ينافي القواعد الإسلامية يحكم عليه بالإعدام، ولم يتضمن نص المادة الفعل أو القول، وهو ما يؤدي إلى تفسير النص القانوني وفقًا لرأي القاضي.

 

الاتفاق على أن استخدام عقوبة الإعدام في الجرائم المرتبطة بالسياقات السياسية المضطربة تشكل نوعًا من أدوات الصراع وتعتبر سلاح حرب في سياق النزاعات الأهلية المسلحة وتكون بالتالي عامل إذكاء للاضطراب والحروب.


سوء تفسير النصوص الدينية والتي تفسر تفسيرًا خاطئًا مما يجعل تطبيق عقوبة الإعدام بشكل أوسع، خاصًة أن المواد التي تفضي إلى عقوبة الإعدام في الإسلام تقتصر على 3 حالات. وأهمية إلقاء الضوء على النصوص التي تحث على التسامح والعفو وتقديس حرمة الحياة.


تشجيع السلطة التنفيذية على اتخاذ خطوات جدية نحو تخفيض عقوبة الإعدام على المحكوم عليهم، وخاصًة من المدانين بالجرائم التي لا يتم تنفيذ العقوبة فيها.


تشجيع القيادات السياسية فى الدول العربية على المبادرة لتشكيل لجان قانونية تضم الحقوقيين والقضاة والمحامين وأساتذة القانون وعلماء الاجتماع لدراسة الانضمام إلى البروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية القاضي بإلغاء عقوبة الإعدام.


أهمية تطوير منظومة التشريعات الجنائية والعقابية، وضرورة طرح قانون عقوبات جديد يتواكب مع التطوير في النظم العقابية وفلسفتها الحديثة ومنها العدالة الإصلاحية والعدالة التصالحية والعدالة التفاوضية، بما يتواءم مع الالتزامات الواقعة على الدول العربية بموجب انضمامها إلى الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان
دعم الخطط الحكومية لتنفيذ توصيات التقارير الدولية ذات الصلة والتشجيع عليها.


تشكيل شبكة إقليمية قوية لمناهضة عقوبة الإعدام مع تعزيز التفرقة بين الجريمة الجنائية والجريمة السياسية.
الاستمرار في إعداد التقارير الموازية للغضط على الدول لتنفيذ التوصيات الصادرة عن الهيئات الأممية.

مقالات مشابهة

  • «التعاون الإسلامي»: ضرورة تحرك العالم لإيقاف العدوان الإسرائيلي
  • «الاتحاد لحقوق الإنسان» تشارك بحملة مناهضة للعنف
  • رئيس "حقوق الإنسان" يستقبل رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان
  • العربية لحقوق الإنسان تصدر توصيات حلقة النقاش الإقليمية
  • حقوق الإنسان تستعرض تجربتها أمام رئيس لجنة الميثاق العربي
  • عضو «القومي لحقوق الإنسان»: قرار رفع 716 شخصًا من قوائم الإرهاب يعزز العدالة
  • “جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان ” تشارك في الحملة الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة والفتيات
  • العربية لحقوق الإنسان تطلق الحلقة النقاشية الإقليمية
  • الصايغ والرياشي زارا الراعي.. تشديد على تطبيق القرارات الدولية
  • المغرب يطرح مقترحات لإصلاح مجلس حقوق الإنسان الأممي