بحيرة في كندا تحدد اللحظة التي غير فيها البشر الأرض إلى الأبد!
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
تحافظ أرضية بحيرة كروفورد في أونتاريو، كندا، على أحدث ذكريات الأرض بترتيب زمني واضح.
ويهيمن البشر في القصة المحكية داخل رواسبها المغلفة، حيث تعرض بالتفصيل أنشطة مجتمعات الإيروكوا المحلية في أواخر القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، ومن خلال وصول المستعمرين الأوروبيين حتى يومنا هذا.
لهذا السبب، رشح فريق من الخبراء محمية المحيط الحيوي التابعة لليونسكو كموقع يجب أن يمثل بداية عصر الأنثروبوسين (عصر الإنسان الحديث).
وعلى الرغم من أنه لم يتم قبول مصطلح الأنثروبوسين رسميا كوحدة زمنية جيولوجية، إلا أنه يتم تعريفه من خلال التغييرات الواسعة النطاق التي فرضها جنسنا البشري على سطح الكوكب.
وفي عام 2016، اتفقت مجموعة عمل تحت إشراف لجنة فرعية تابعة للجنة الدولية لطبقات الأرض على أن السلوك البشري قد ترك ندوبا عميقة لدرجة أنها ستظل واضحة في المستقبل.
وبعد فترة طويلة من انهيار مبانينا وتجاوز البرية لطرقنا، ستكون هناك سمات جيولوجية ونظائر مشعة وتركيزات كيميائية وتحولات دراماتيكية في سجل الحفريات مما سيدل على وجودنا. وما إذا كانت هذه الانحرافات ستظل واضحة بما يكفي لتبرير وجود حقبة خاصة بها، يظل موضوعا للنقاش المستمر.
وفي حين أن الإنسان العاقل قد شكل العالم الطبيعي بشكل كبير لآلاف السنين من خلال الصيد والحرق والبناء، إلا أن القليل من الأعلام يمكن أن تكون واضحة ودائمة مثل البطانة الرقيقة من المواد المشعة التي ظهرت في منتصف القرن العشرين.
إقرأ المزيد علماء: الأرض دخلت عصرا جيولوجيا جديدا منذ منتصف القرن الماضيويقول أندرو كوندي، رئيس قسم الكيمياء الإشعاعية البيئية بجامعة ساوثهامبتون والعضو في مجموعة عمل الأنثروبوسين (AGW): "إن وجود البلوتونيوم يعطينا مؤشرا صارخا على الوقت الذي أصبحت فيه البشرية قوة مهيمنة بحيث يمكن أن تترك بصمة عالمية فريدة على كوكبنا. في الطبيعة، يوجد البلوتونيوم بكميات ضئيلة فقط. ولكن في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، عندما أجريت اختبارات القنبلة الهيدروجينية الأولى، لاحظنا زيادة غير مسبوقة ثم ارتفاعا في مستويات البلوتونيوم في العينات الأساسية من جميع أنحاء العالم. ثم نشهد انخفاضا في البلوتونيوم من منتصف الستينيات فصاعدا عندما دخلت معاهدة حظر التجارب النووية حيز التنفيذ".
كما أن الاتفاق على مقياس بسيط يحدد الحدود بين الفصول في تاريخ الأرض هو الخطوة الأولى فقط. وللتأكد حقا من وجود كل عالم على نفس الصفحة، يجب ربط هذا الإجراء بملاحظات في مكان واحد.
ويُعرف هذا الموقع باسم قسم ونقطة الطبقة الحدودية العالمية، أو السنبلة الذهبية، وهو يوحد الحدود بين العصور ومراحلها، سواء كان ذلك تغيرا مفاجئا في اللون في طبقات الصخور في واد عقرش، المغرب، أو التلاشي المفاجئ للكائنات الدقيقة في منخفض أحفوري بالقرب من ألانو دي بيافي، إيطاليا.
وأمضت AGW السنوات الثلاث الماضية في تقييم صفات عشرات النتوءات الذهبية المحتملة للأنثروبوسين، والعمل من خلال تحديات جائحة عالمية لجمع الأدلة والتعاون بشأن مزايا كل موقع. أخيرا، قلص فريق العمل اختيارهم إلى واحد فقط.
وقالت عالمة الأحياء الدقيقة فرانسين مكارثي من جامعة بروك في كندا، وهي عضوة مصوّتة في AGW: "بحيرة كروفورد خاصة جدا لأنها تتيح لنا أن نرى التغييرات في تاريخ الأرض بدقة سنوية خلال فترتين منفصلتين من التأثير البشري على هذه البحيرة الصغيرة". ولا تختلط مياه البحيرة بسهولة لكونها صغيرة جدا وعميقة. ويذوب الكالسيوم والكربونات من الصخور المجاورة في مياهها ويتحدان في الطقس الدافئ لتكوين بلورات تستقر على الأرض، تحدد كل موسم.
ويقول سيمون تورنر، سكرتير AGW، عالم الجيولوجيا في جامعة كوليدج لندن: "توفر الرواسب الموجودة في قاع بحيرة كروفورد سجلا رائعا للتغير البيئي الأخير على مدى آلاف السنين الماضية. إن هذه القدرة على تسجيل هذه المعلومات وتخزينها بدقة كأرشيف جيولوجي يمكن مطابقته مع التغيرات البيئية العالمية التاريخية هي التي تجعل مواقع مثل بحيرة كروفورد مهمة للغاية". ولكي يكتسب الأنثروبوسين مكانه في المخطط الزمني الدولي للطبقات الزمنية، يجب أن يمر ارتفاعه الذهبي من خلال تتابع التصويت بتسلسل هرمي من اللجان والنقابات.
فإذا حدث ذلك، فإن المياه العميقة الباردة لبحيرة كروفورد ستحدد رسميا اللحظة التي غيّر فيها البشر كوكبنا إلى الأبد.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الارض بحوث من خلال
إقرأ أيضاً:
"النقد الفني في سبعينيات القرن الماضي.. وجهي العملة" على مائدة القومي للمسرح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقد المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بقيادة الفنان إيهاب فهمي، ندوة بعنوان "النقد الفني في سبعينيات القرن الماضي.. وجهي العملة" مساء أمس الأربعاء، بقاعة الفنون بالمجلس الأعلى للثقافة.
جاءت الندوة في إطار إلقاء الضوء على تاريخ النقد الفني المصري، والتذكير بأعلام وجهي العملة الفنية، تنفيذا لخطة وزارة الثقافة في فتح أبواب النقاش والتفاعل الجاد لإذكاء الوعي وتعزيز هويتنا الثقافية.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة حداد على روح فنان العرائس ورائد المسرح الورقي عاطف أبو شهبة الذي وافته المنية أمس.
تحدثت الباحثة المسرحية رانيا عبد الرحمن، المشرف على إدارة المسرح بالمركز القومي للمسرح قائلة: "أهلا بكم في ندوة جيل السبعينيات الذي أعتبره على المستوى الشخصي أفرز جيلا من أفضل النقاد والكتاب، ونحاول اليوم إلقاء الضوء على النقد الفني في هذه الحقبة الزمنية التي شهدت تطورا كبيرا في إنتاج العروض المسرحية".
وقالت الفنانة سميرة عبد العزيز: "والدي كان رافضا بشدة دخولي المجال الفني، ولكن بعد تكريمي من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؛ وافق ورحب جدا بممارسة فن التمثيل، وقال لي: (طالما تم تكريم الفن من الزعيم جمال عبد الناصر يبقى الفن له قيمة فنية كبيرة".
وأضافت عبد العزيز، أن الفنان كرم مطاوع طلبني في عمل مسرحي وتم نقلي من وزارة التعليم إلى الثقافة، وكانت بدايتي المسرحية من خلال العمل المسرحي "وطني عكا" الذي ظل عرضه لمدة 8 أشهر على المسرح، أنا بنت النقد الفني الذي بدأ في الستينيات، جميع النقاد كتبوا عني، ويعتبر النقد الفني هام جدا في حياة الفنان، كما تعتبر المقالات النقدية في صالح الفن وصالح الفنان لأنها تلقي عليه الضوء.
وبدأ الفنان إيهاب فهمي، مدير عام المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، حديثه مرحبا بالفنانة سميرة عبد العزيز، والناقد المسرحي محمد بهجت، وجميع الحضور، مشيدا بالحراك الفني الحالي، والفعاليات الثقافية التي تشهدها وزارة الثقافة منذ تولي وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو.
وأضاف فهمي، نسعى منذ تولينا قيادة المركز القومي للمسرح إلى نشر الثقافة المسرحية من خلال الندوات والحلقات النقاشية والدراسات النقدية في هذا المجال الفني، ومن خلال ندوة اليوم نحاول التذكير والتعريف برموزنا الفنية خلال حقبة زمنية هامة من تاريخنا الفني.
وقال الناقد المسرحي محمد بهجت، إنه في عام 1968 تم تأسيس العديد من الفرق المسرحية الخاصة، ما يقارب 15 فرقة مسرحية أولها كانت من تأسيس الفنان الراحل حسن يوسف، كما أسس الراحل جلال الشرقاوي مسرح الفن، وفي رأيي أهم إنجازات السبعينيات كان تأسيس مسرح السامر الذي أول تولى إدارته الراحل عبد الرحمن الشافعي الذي استكمل تجربة الراحل زكريا الحجاوي، وقدم العديد من العروض المستلهمة من تراثنا المصري الأصيل، بالإضافة الى تقديمه لعروض غنائية استعراضية ذات مذاق مصري خالص، تم من خلالها تقديم الفنانة خضرة محمد خضر، وأصوات كثيرة تعبر عن التراث والأصالة المصرية، واستعرض بهجت الكثير من عظماء الكتاب الذين بدأوا في فترة الستينيات منهم نعمان عاشور وسعد الدين وهبة وألفريد فرج وعبد الرحمن الشرقاوي وصلاح عبد الصبور، واستمروا خلال سبعينيات القرن الماضي.
كما تحدث عن كتاب السبعينيات وأعمالهم منهم محفوظ عبد الرحمن ومحمد أبو العلا السلاموني الذي قدم مآذن المحروسة إخراج سعد أردش، والثأر ورحلة العذاب إخراج عبد الرحيم الزرقاني، والمليم بأربعة وبحبك يا مجرم إخراج جلال الشرقاوي، والكاتب جمال عبد المقصود ومن أعماله مع خالص تحياتي إخراج عبد المنعم مدبولي، وعالم كورة كورة إخراج مجدي مجاهد، والرجل الذي أكل وزة، ولينين الرملي وأهم تجاربه عام 1975 مسرحية انتهى الدرس يا غبي إخراج السيد راضي، ووجهة نظر، وأيضا الدكتور سمير سرحان الذي كتب مسرحية ست الملك عام 1978 لسيدة المسرح العربي سميحة أيوب، وإمبراطور يبحث عن وظيفة الذي كان أول عرض مسرحي يقدم خارج جمهورية مصر العربية، ويسري الجندي، وفيصل ندا، والمخرجين عبد الرحمن الشافعي الذي قدم علي الزيبق وشفيقة ومتولي والسيرة الهلالية وعاشق المداحين ومنين أجيب ناس، وعبد الغفار عودة، وهاني مطاوع الذي قدم شاهد ماشفش حاجة عام 1976، السيد راضي، وسناء شافع الذي قدم دون كيشوت ويا سلام على كدة، وجيل الستينيات منهم كرم مطاوع، سعد أردش، أحمد عبد الحليم، ولكن حجم ابداعاتهم في السبعينيات كانت مهمة جدا. وتطرق محمد بهجت إلى تفاصيل النقد الأكاديمي والنقد التطبيقي، وأهم ما ذكره الفنان الراحل جلال الشرقاوي في كتابه "النقد ومسرح جلال الشرقاوي" من تفاصيل نقدية فنية.
كما تحدث المخرج عادل زكي قائلا: إن النجاح الساحق لمسرح الستينيات هو الذي أغفل نجاح مسرح السبعينيات من وجهة نظري الشخصية، فهي الفترة التي تواجد من خلالها عظماء في التأليف والإخراج والنقد، وأود التنويه عن اسم هام خلال هذه الحقبة وهو سمير العصفوري الذي أنتج من خلال مسرح الطليعة في فترة السبعينيات أعمالا رائعة جعل من خلالها مسرح الطليعة مسرحا رائدا بحق.
واختتمت الندوة بتكريم الفنان إيهاب فهمي للفنانة سميرة عبد العزيز، والناقد المسرحي محمد بهجت، وأهدى كلا منهما شهادة تقدير من المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، تقديرا لمشاركتهما المتميزة في هذه الندوة.