كاتب “الشرق الأوسط”: حنانيك بعض الشرِ أهون من بعض !!
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
عثمان ميرغني نائب رئيس التحرير السابق لصحيفة "الشرق الأوسط" كتب مقال طويلاً بالصحيفة تحت عنوان (السودان تحت وصاية دولية) خلاصته دعوة إلى مواصلة الحرب.. وتحذير من التعامل مع مقررات الأمم المتحدة..! وهو يرى أن المشكلة تكمن في صراع النخب السياسية على السلطة.. لا في حاملي السلاح من كل حدب وصوب..! ولا بد أنه يعلم أن هذه الحرب التي يدعو لاستمرارها قد دمّرت الوطن وأهلكت الحرث والنسل (حقيقة لا مجازاً).
ترجع إلى مقالات الأستاذ ميرغني جميعها فتجدها كلها هجوم على قوى الحرية والتغيير.. وهو يتشكك في كل ما يصدر عنها؛ ولكنه دائما ما يستشهد بكلام البرهان ويأخذه (مأخذ الجد)..! وميرغني هو (السوداني الوحيد) الذي يثق بما يقوله البرهان..(الفلول أنفسهم لا يثقون بالبرهان)..!!
ولمن لا يعلم فإنه الأستاذ ميرغني ظل يهاجم بضراوة دعوة (لا للحرب) ويصف الحياد بين الجنرالين بأنه مخاتلة..ومشكلته أن "لا للحرب" هو الموقف الراجح لدى معظم السودانيين ولدى الثوار والمقاومة والقوي السياسية والمجتمع الإقليمي والدولي والأممي...(ولا يعارضه إلا الكيزان وبعض الانقلابيين)..!!
مقال الأستاذ يهاجم بغير هوادة المطالبين بتدخل نشط للأمم المتحدة لإيقاف الحرب ويرى في هذه المطالبة دعوة إلى إعادة استعمار السودان..!.. وإذا كان التدخل الدولي مذموم لهذه الدرجة.. فماذا عن (منبر جدة)..؟!
كيف جاز أن يكون "السيد غوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة أكثر اهتماماً بحياة السودانيين من بعض أبنائه..؟! ولماذا هذه الإدانة بالتواطؤ التي يلمّح يها المقال لكل من يدعو إلى إيقاف الحرب تحت البند السادس أو العاشر..! وميرغني نفسه يقول في مقاله أن البند السادس أفلح في حماية أهل دارفور..؟..حقيقة من يده في الماء ليس كمن يده في النار..!
المقال طويل يتألف من 788 كلمة لكنه لم يذكر كلمة واحدة عن ضحايا الحرب...وبما أن قضية التعامل الأممي بشأن إيقافها هو موضوع المقال..فلماذا لا يحدثنا عن كيفية حماية السودانيين من هذه المقتلة..؟!
دائماً ما يتحدث ميرغني عن "حكومة البرهان" وكأنها حكومة شرعية (لا انقلابية) ويذكر كل مرة بتوقير موقفها من المبعوث الأممي (فولكر) وكأنه من انتصاراتها..! وفي مقال سابق استنكر قول حمدوك بأن حكومة البرهان ليس لها شرعية لتطالب "برحيل اليونيتامس"..!
يضع المقال كل اللوم على "الاختلاف السياسي" وكأن الذي جلب الموت والقصف العشوائي على بيوت الأهالي وقراهم..هي قوى الحرية والتغيير..فهو لا يذكرها إلا ويقول أنها مناصرة للدعم السريع ومتحمّسة للتدخل الدولي...ليس من أجل الثورة..بل من أجل الصراع على الكراسي..هكذا يختم الرجل مقاله..!
(للحقيقة "التجاني السيسي" أيضاً قال إن ما تعرّضت له البلاد من تدمير سببه الحرية والتغيير)..!
نقول لميرغني إنه لا يمكن تجريم الداعين لتطبيق أي بنود أممية من أجل إيقاف الحرب...فهؤلاء مواطنون مخلصون لبلادهم يريدون إيقاف (طاحونة الدم)...ودعوتهم هذه حق مشروع...إلا إذا كان يرى أن تعامل الأمم المتحدة مع الدول الأعضاء هو استعمار لها.,.ومصادرة لسيادتها..وأن الحل الأفضل هو استمرار الحرب (إلى آخر طفل) حتى تتحقق للسودان سيادته الكاملة على أراضيه ..!
لماذا يتطابق التحذير من الأمم المتحدة والقانون الدولي والمبعوثين الأمميين مع دعاوي الكيزان والمليشيات وجلادي الشعوب..!
ما هو رأي كاتب المقال في استمرار قتل السودانيين وتدمير البلاد حجراً على حجر..؟ وهل يرى أن "حكومة البرهان " محقة في طلبها باستبعاد مبعوث الأمم المتحدة..حتى يتم ذبح المواطنين بعيداً عن (العيون الأممية)..!!
ألا تعلم يا رجل مخاطر استمرار الحرب..؟! هل تريد قتلى أكثر من 12 ألف...؟!
بالأمس فقط وقع قصف على سوق شعبي أدى إلى مقتل 75 مواطناً وفي قصف آخر أبيدت أسرة بكاملها..!
لو توقف القتال وفق شعار (لا للحرب) من أول أسبوع لاشتعالها..أما كان في ذلك حفظاً لدماء أبناء الوطن وحفظاً للسودان وللجيش نفسه من التدمير..؟!
لماذا يتحامل هذا الرجل هكذا على الحرية والتغيير ولا يلقي بكلمة مناصحة واحدة لحاملي الدانات ومهلكي أرواح البشر من كلا الطرفين...؟!
لا يقول احد أني اجتزأت مقال الأستاذ ميرغني...لقد قرأته حرفاً حرفاً...ولو وصف مستشرق من أمريكا اللاتينية حال السودان كما ورد في هذا المقال لوجدنا له العذر..وعفونا عنه لوجه الله...!
هذا الرجل بمقالاته المتواترة يقدم (توصيفاً خاطئاً) للمشهد السوداني من منصة (صحيفة دولية) لها تأثيرها..!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحریة والتغییر الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام يلتقي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة
التقى السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، الاثنين، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة. بحضور وزير الخارجية السفير علي يوسف.وأكد البرهان إلتزام السودان بالعمل المشترك مع الأمم المتحدة وبلورة رؤية مشتركة لمستقبل العمل في كافة المجالات. منوهاً إلى إلتزام حكومة السودان بحماية المدنيين من بطش مليشيا آل دقلو الإرهابية المتمردة داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لممارسة الضغوط على المليشيا المتمردة وإدانة الانتهاكات التي تمارسها بصورة أكثر صرامة ووضوح.وشدد رئيس مجلس السيادة خلال اللقاء، على ضرورة أن تتخذ المنظومة الدولية إجراءً حاسماً ورادعاً حيال الدول التي تقف خلف المتمردين وتقوم بدعمهم . كما دعا سيادته أن تتخذ المنظومة الأممية الإجراءات اللازمة حيال عدم تنفيذ قرارات مجلس الامن الخاصة بوقف إدخال السلاح الي إقليم دارفور ووقف الهجوم على مدينة الفاشر .وقال البرهان أنه في حال عودة المواطنين لمنازلهم وقراهم، سيتم إبتدار العملية السياسية وإجراء الإنتخابات التي يقرر فيها الشعب السوداني مستقبله السياسي دون تدخلات خارجية.من جانبه قال لعمامرة في تصريح صحفي أنه نقل لرئيس المجلس السيادي تحيات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش .مبيناً أن اللقاء تناول الأوضاع في السودان مشيرا إلى انخراط الأمم المتحدة وتشجيعها للحل التفاوضي بشأن الأزمة في السودان مؤكداً ضرورة تضافر الجهود من أجل مساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة والإسراع في العودة للأوضاع الطبيعية والتفرغ لعمليات إعادة البناء والإعمار.وأضاف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إن الحرب إستكملت قرابة العامين وأسفرت عن الكثير من الضحايا مبيناً أن المنظمة الدولية تعمل جاهدة من أجل تقليص المدة الزمنية للحرب وتقليل عدد ضحاياها .مؤكداً إستعداد مؤسسات الأمم المتحدة لمزيد من التعاون مع السودان بغية التوصل لحل للأزمة السودانية ووقف معاناة الشعب السوداني .إعلام القوات المسلحة إنضم لقناة النيلين على واتساب