تفقد أيمن موسى وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالقاهرة، سير فعاليات اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية لعام ٢٠٢٤ بإدارة روض الفرج التعليمية.

وجاء ذلك في إطار حرصه على حث جميع المعلمين والعاملين على المشاركة الإيجابية والفعالة للتصويت في الانتخابات الرئاسية والظهور بالشكل اللائق والمشرف لتعليم القاهرة، وكان فى استقباله نجوى أحمد مدير عام الإدارة ولفيف من القيادات.

وأكد موسى أن الإقبال الكبير على التصويت فى اليوم الثانى للانتخابات الرئاسية يدل على حرص الجميع على مصلحة الوطن، مضيفًا أن صوت كل معلم يشكل أهمية كبيرة في بناء الجمهورية الجديدة.

 

406948560_654802560201680_5368999977820658246_n 408157265_654802413535028_8361700225607891162_n 408166071_654802583535011_1472370374713359844_n

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية التربية والتعليم الجمهورية الجديدة

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الرئاسية.. رحلة في تاريخ لبنان السياسي منذ الاستقلال

وسط ترقب داخلي وخارجي للانتخابات الرئاسية في التاسع من يناير/كانون الثاني، يستقبل لبنان عام 2025. ولم تحسم الأطراف السياسية خياراتها بشأن هوية الرئيس المقبل بعد، رغم بروز أسماء مرشحين عدة، من بينهم قائد الجيش جوزيف عون.

وتشير مصادر مختلفة إلى أن الأسبوع الأول من العام سيشهد حراكًا رئاسيًا واسعًا، خصوصًا أن إنجاز الاستحقاق يتأثر بالتداعيات الإقليمية والعالمية، بدءًا من وقف إطلاق النار مع إسرائيل، مرورًا بسقوط نظام الأسد في سوريا -الذي لعب دورًا محوريًا في تحديد هوية الرئيس اللبناني- وصولاً إلى ترقب وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وسط تساؤلات حول دور واشنطن في هذا الاستحقاق.

التحديات التاريخية لعملية تداول السلطة بلبنان

بعد أقل من 24 ساعة على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار مع حزب الله في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي تم برعاية أميركية فرنسية، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن موعد جديد لانتخاب رئيس الجمهورية في 9 يناير/كانون الثاني 2025.

وجاءت دعوة بري للهيئة الناخبة في البرلمان في سياق ما يعتبره البعض تحضيرا لـ"صفقة سياسية متكاملة" قد تُحدد هوية ومستقبل لبنان داخليًا وإقليميًا لمرحلة ما بعد الحرب.

إعلان

وكان بري (زعيم حركة أمل وحليف حزب الله) طوال عام مهندسًا لمباحثات وقف إطلاق النار مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين. واللافت في الموعد المحدد، أنه أعطى مهلة زمنية لاختبار فعالية وقف النار الذي يواجه تحديات بسبب خروقات إسرائيلية متكررة.

ومع دخول الشغور الرئاسي عامه الثالث، وبمعزل عن مدى قدرة البرلمان على إنجاز الاستحقاق، يفتح لبنان صفحة جديدة من قصته مع الانتخابات الرئاسية. فمنذ أكثر من 81 عامًا على استقلاله بعد الانتداب الفرنسي في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1943 لم يعرف لبنان عملية سلسة لتسلم وتسليم السلطة بين رؤساء الجمهورية.

وخلال تلك الفترة، اختبر لبنان تمديد ولايات الرؤساء، الشغور الرئاسي، انتخاب قادة جيش، ولم يُنتخب رئيس دون عوامل داخلية وخارجية استثنائية، كما أن الانتخابات الرئاسية غالبًا ما كانت نتيجة للصراعات الداخلية أو الحروب، أو تسببت في اندلاعها أو إخمادها.

وهنا، نستعرض مسارًا زمنيًا مختصرًا لظروف انتخاب جميع رؤساء الجمهورية في لبنان، باعتبارها دلالة تاريخية وامتدادا حاضرا للمرحلة الراهنة:

ما قبل الحرب الأهلية اللبنانية

عام 1975، كانت سمة الإجماع البرلماني تطغى نسبيًا على الانتخابات الرئاسية، من عهد الرئيس بشارة الخوري (عام 1943) وصولًا إلى عهد الرئيس شارل الحلو (عام 1964).

الخوري.. رئيس الاستقلال الأول (1943-1952)

منتصف الحرب العالمية الثانية، كان بشارة خليل الخوري (1890-1964) أول من يتوج عهد استقلال لبنان عن فرنسا في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1943 عبر انتخابه رئيسًا للجمهورية.

وكان الخوري يرأس "الكتلة الدستورية" وقد حظي بدعم سياسي واسع من المجتمعين الإسلامي والمسيحي.

وفي 21 سبتمبر/أيلول 1943، اجتمع البرلمان اللبناني لانتخاب أول رئيس للاستقلال، فحصل الخوري على إجماع النواب الحاضرين بغالبية 44 صوتا من أصل 55.

واشتهر بإخلاصه لاستقلال لبنان ووحدته الوطنية مع شريكه رياض الصلح الذي أصبح أول رئيس للحكومة في عهد الاستقلال.

إعلان

وحين كُلّف الصلح بتشكيل الحكومة الاستقلالية الأولى، تم الإعلان عن "الميثاق الوطني" الذي وضع أسس النظام السياسي القائم على تقاسم الطوائف اللبنانية للسلطة.

وتمكن الخوري مع الصلح من إلغاء بنود الانتداب الفرنسي من الدستور، وشهد عهده تأسيس الجيش اللبناني بقيادة اللواء فؤاد شهاب.

ولكن بعد اعتقالهما مع من عُرفوا برجالات الاستقلال في قلعة راشيا، اشتعلت ثورة شعبية للمطالبة بالإفراج عنهما، مما اضطر فرنسا للاعتراف باستقلال لبنان.

وعقب انتهاء ولايته الأصلية البالغة 6 سنوات عام 1949 -وهي المدة القانونية في لبنان لولاية رئيس الجمهورية- تم تمديد ولاية الخوري حتى العام 1955.

لكن الخوري استقال في 18 سبتمبر/أيلول 1952 بعد اشتعال "الثورة البيضاء" ضد التمديد له.

بشارة الخوري أثناء تناول وجبة عائلية عام 1944 (غيتي)

 

شمعون.. رئيس الثورة البيضاء (1952-1958)

عقب الاستقالة، انحصر السباق الرئاسي في لبنان بين كميل شمعون (1987- 1900) وحميد فرنجية، ثم رجحت الكفة للأول، فانسحب الثاني من السباق.

وبعد 5 أيام من استقالة الخوري، اجتمع البرلمان في 23 سبتمبر/أيلول 1952 وانتخب كميل شمعون بغالبية 74 صوتا من أصل 77 نائبا.

وتمكن شمعون من جذب اهتمام أميركي واسع إلى لبنان، ثم أعلن تقربه من "حلف بغداد" الذي كان يضم بريطانيا والعراق وباكستان وإيران، من دون أن يعلن انضمام لبنان رسميا لعضوية الحلف.

ومنتصف عام 1958، اشتدت حركة المعارضة ضد حكم شمعون بعد الانفصال السياسي بينه وبين زعيم الحزب الاشتراكي كمال جنبلاط.

وظهر انقسام سياسي حاد في لبنان بين معسكر مؤيد للرئيس المصري جمال عبد الناصر -الذي يُعارضه شمعون- وآخر مناهض لسياسة ناصر. وشهدت تلك الفترة أيضا اضطرابات سياسية حادة ذات امتدادات إقليمية.

ويُحكى عن اتهام شمعون لعبد الناصر وسوريا بتسليح المعارضة في لبنان. حينها، أرسلت الأمم المتحدة فرقًا إلى الحدود اللبنانية السورية للتحقق من مزاعم تسليح خارجي للمعارضة، وخلص تقريرها إلى عدم وجود دليل على ذلك.

إعلان

وعقب الإطاحة العسكرية بحكم المالكي في العراق في 15 يوليو/تموز 1958، وصلت قوات المارينز الأميركية إلى بيروت عبر مرفئها في عملية سميت "الخفاش الأزرق" (Blue Bat) وتجاوز عدد الجنود 14 ألفًا، وكانت ذريعة واشنطن حينها هي الحد من الاقتتال في لبنان.

وكان 1958 أشبه بعام الحرب الأهلية المصغرة، واعتبر شمعون أن الاقتتال كان انقلابًا على عهده، وسط اقتتال دام حوالي 3 أشهر بين أطراف المعارضة وداعمي الحكومة.

وواجه شمعون اتهامات بسعيه إلى التمديد لنفسه ولاية ثانية، لكن مع نهاية ولايته في 23 سبتمبر/أيلول 1958 تم تسليم الحكم للرئيس فؤاد شهاب، في مشهد تذكاري لانتظام تداول السلطة.

كميل شمعون الذي خلف بشارة الخوري بعد وقت قصير من انتخابه عام 1952 (غيتي) العهد الشهابي (1958- 1964)

كان اللواء فؤاد شهاب (1902-1973) أول قائد جيش يُنتخب رئيسًا للجمهورية بعد الاستقلال، وكان أيضًا وزيرًا للدفاع قبل أن يعود قائدًا للجيش في عهد شمعون.

وفي 31 يوليو/تموز 1958، اجتمع البرلمان اللبناني وانتخب شهاب بأكثرية 48 صوتًا من أصل 58. وأسند تشكيل الحكومة للرئيس السابق رشيد كرامي.

ويقول مؤرخون إن انتخاب شهاب جاء نتيجة تسوية شاملة داخليا وإقليميا، إذ خرج اللبنانيون على إثرها من أحداث عام 1958. واشتهرت ولايته بلقب "العهد الشهابي" وبرز فترة حكمه شعار "لا غالب ولا مغلوب".

وعمل شهاب على وضع أسس لبناء الدولة، لكن من أهم مهماته الرئاسية كانت إيقاف العنف ونزع فتيل الفتنة بين الأطراف اللبنانية، بالإضافة إلى انسحاب القوات الأجنبية من لبنان.

ومن الخطوات التي أقدم عليها شهاب سنّ قانون انتخابات برلمانية جديد يقوم على الدائرة الصغرى، وعُرف لاحقًا بـ"قانون الستين" لأنه أُقر عام 1960، وجرت على أساسه أول انتخابات برلمانية في عهده، كما رفع عدد النواب إلى 99 نائبًا، وبقي القانون ساري المفعول حتى عام 1992.

إعلان

وفي أغسطس/آب 1964، أعلن شهاب عزوفه عن تجديد ولايته استجابة للمعارضين له.

الحلو.. امتداد العهد الشهابي  (1964-1970)

كان شهاب اختار شارل الحلو (1913-2001) خليفة له للترشح للرئاسة، وكان الحلو وزيرا للتربية الوطنية والفنون الجميلة عام 1964.

وعقب انتهاء ولاية شهاب، اجتمع البرلمان اللبناني وانتخب الحلو رئيسًا رابعًا للجمهورية، وحظي بإجماع استثنائي في البرلمان، حيث نال أصوات 92 نائبا من أصل 99.

وشكل عهده امتدادا للعهد الشهابي، رغم أن الحلو لم يكن من المدرسة العسكرية التي ينتمي إليها شهاب.

وواجه الحلو، الذي عُرف بعلاقته مع عبد الناصر، أزمات داخلية وعواصف إقليمية، وسجل عهده إفلاس "بنك إنترا" عام 1966 والذي اعتُبر أخطر أزمة مالية عرفها لبنان بعد الاستقلال. كما واجه صدامات مسلحة بين المليشيات اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية.

ومع هزيمة حرب 1967، التي أدت إلى احتلال إسرائيل لسيناء المصرية والجولان السورية، وتالياً تهاوي نظام عبد الناصر، وصلت رياح التداعيات إلى لبنان، لا سيما بعد موجة تسليح المخيمات الفلسطينية.

هنا، بدأ الإجماع السياسي حول الحلو يتراجع، مع تشكيل زعماء موارنة لـ"الحلف الثلاثي" الذي ضم كميل شمعون وبيار الجميل وريمون إده، وكان هؤلاء يتهمون العهد الشهابي بالتبعية لعبد الناصر، وتمكنوا في انتخابات 1968 من انتزاع معظم مقاعد جبل لبنان وبيروت.

وعام 1969 وقّع لبنان "اتفاق القاهرة" مع منظمة التحرير الفلسطينية، ومنح بموجبه المقاتلين الفلسطينيين حرية التحرك، وحوّل الجنوب اللبناني إلى ساحة للعمل الفدائي المسلح ضد إسرائيل.

وفي العام التالي وهو الأخير من عهده، عاش لبنان انقسامًا سياسيًا حادًا بين المؤيدين والمعارضين للعهد الشهابي، وكان يرزح تحت ضغط مصر، بالإضافة إلى تدخل سوري يدعم الفصائل الفلسطينية ويسهل إرسال السلاح لهم عبر الحدود.

شارل الحلو شكل عهده امتدادا للعهد الشهابي (مواقع التواصل) فرنجية.. اشتعال الجمهورية (1970-1976) إعلان

مع انتهاء ولاية الحلو، اجتمع البرلمان اللبناني في 17 أغسطس/آب 1970، واكتمل النصاب بـ99 نائبًا.

وفي الدورة الثانية من جلسة الانتخاب البرلمانية، فاز سليمان فرنجية (1910- 1992) بـ50 صوتًا بفارق صوت واحد فقط عن منافسه إلياس سركيس الذي اعتُبر حينها مرشح "النهج الشهابي".

وصار فرنجية رئيسا للجمهورية، ولكن ملامح الانقسام العميق في لبنان بدأت تتجلى في عهده، وهو ما أشعل حربا أهلية.

وقبل تسلم فرنجية للرئاسة في سبتمبر/أيلول، لبّى الرئيس شارل الحلو دعوة عبد الناصر لحضور قمة عربية عاجلة في القاهرة. وبعد القمة، عاد الحلو وسلم فرنجية مقاليد الرئاسة.

وعرف عهد فرنجية حروبًا وتحولات كبرى في الداخل والإقليم، توارثتها مختلف عهود الرئاسة، مع طي صفحة العهد الشهابي.

وبعد عام من توليه الرئاسة، انتُخب حافظ الأسد رئيسًا للجمهورية السورية، وتحول لبنان إلى مقر لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات.

كما شهد عهد فرنجية آخر انتخابات برلمانية ما قبل اتفاق الطائف، إذ جرت الانتخابات عام 1972، واستمر المجلس -الذي تنتهي عادة ولايته كل 4 سنوات- حتى عام 1992، وانتُخب خلالها 5 رؤساء للجمهورية.

عبد الناصر يستقبل فرنجية لدى وصوله القاهرة في سبتمبر/أيلول 1970 (غيتي)

وعام 1972، بدأ الموساد في تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات لبنانية وفلسطينية، وكان أول ضحايا هذه العمليات الروائي والسياسي الفلسطيني غسان كنفاني الذي اغتالته إسرائيل في يوليو/تموز 1972 باستخدام عبوة ناسفة في سيارته في بيروت.

وفي أبريل/نيسان 1973، نفذ الموساد عملية اغتيال في شارع فردان في بيروت، استهدفت 3 مسؤولين فلسطينيين: كمال عدوان، كمال ناصر، وأبو يوسف النجار.

كما تأثر لبنان في عهد فرنجية بتداعيات حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بين مصر وسوريا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، رغم أن لبنان لم يشارك في الحرب.

إعلان

وفي 13 أبريل/نيسان 1975، اشتعل فتيل الحرب الأهلية، عندما وقعت حادثة عين الرمانة أو ما يعرف بحادثة البوسطة. ويومها، تعرّض رئيس حزب الكتائب بيار الجميل وأنصاره إلى إطلاق نار عند خروجهم من كنيسة في عين الرمانة في ضواحي بيروت، أودى بحياة اثنين من مرافقيه، ووجهوا أصابع الاتهام حينها إلى الفلسطينيين بالوقوف وراء محاولة اغتيال الجميل.

وبعد ساعات، قتل نحو 30 فلسطينيا من مخيم تل الزعتر، كانوا يستقلون حافلة في عين الرمانة على يد عناصر من قوات حزب الكتائب، فانفجرت الشرارة الأولى للحرب الأهلية اللبنانية.

وآخر عام من عهده (1976) التقى فرنجية حافظ الأسد، وكان عنوان اللقاء إجراء تعديلات دستورية لوقف الحرب، لكنه فشل في ذلك.

وتوج فرنجية نهاية عهده بدخول الجيش السوري إلى لبنان في أبريل/نيسان 1976، بحجة "حماية المسيحيين" بغطاء أميركي سوري، عرف بتفاهم كيسنجر الأسد (نسبة إلى وزير الخارجية الأميركي الراحل هنري كيسنجر).

واستمر فرنجية في الحكم حتى اليوم الأخير من ولايته يوم 23 سبتمبر/أيلول 1976.

سركيس.. عهد الاجتياح الإسرائيلي (1976-1982)

في 23 سبتمبر/أيلول 1976، انتخب البرلمان اللبناني إلياس سركيس حاصدًا 66 صوتًا من أصل 99، وتسلّم مقاليد السلطة من فرنجية.

وكان سركيس هذه المرة مرشحًا للجبهة اللبنانية، وأطلق عهده بزخم ودعم عربي ودولي كبيرين، وكان من مهامه إخراج لبنان من حالة الحرب والاقتتال الداخلي.

ولكن فترة حكمه شهدت انفجار الحروب بين الأطراف المسيحية، ومواجهات مسلحة بين المليشيات والجيش السوري، إلى جانب فوضى المليشيات وحروبها في مختلف المناطق.

كما شهد أيضًا عهده على الاجتياح الإسرائيلي الأول للبنان في مارس/آذار 1978، عندما غزت القوات الإسرائيلية مساحات من جنوب لبنان حتى نهر الليطاني بحجة إزالة قواعد منظمة التحرير الفلسطينية.

ثم جاء الاجتياح الإسرائيلي للبنان صيف 1982، الذي أسفر عن احتلال بيروت، لتكون بذلك أول عاصمة عربية تُحتل من قبل إسرائيل.

إعلان

وحينها أيضا انتهى عهد سركيس بعد أن قضى ولايته كاملة في الرئاسة (6 سنوات) وليخلفه بشير الجميل.

إلياس سركيس (غيتي) بشير الجميل.. رئيس لم يتسلم الحكم (1982)

داخل ثكنة الجيش في جبل لبنان، انتُخب زعيم حزب الكتائب بشير الجميل رئيسًا للجمهورية في 23 أغسطس/آب 1982.

وكان الجميل، الذي يقود مليشيا الكتائب، معروفًا بعدائه الشديد لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقد جرى انتخابه في ذروة الاجتياح الإسرائيلي للبنان والحرب الأهلية. لكنه كان أول رئيس للجمهورية اللبنانية لا يتسلم مقاليد الحكم، بسبب اغتياله بعد أسابيع من انتخابه، في 14 سبتمبر/أيلول، داخل مركز الكتائب في الأشرفية ببيروت.

وشكل اغتيال الجميل شرارة جديدة أشعلت الحرب الأهلية ودفعت إلى ارتكاب مجازر بحق لبنانيين وفلسطينيين، كان أبرزها مجزرة صبرا وشاتيلا.

بشير الجميل كان اغتياله بعد أسابيع من انتخابه في 14 سبتمبر/أيلول 1982 (ناشطون) أمين الجميل.. خليفة أخيه (1982- 1988)

بعد اغتيال الجميل، كان من الخيارات المطروحة إعادة انتخاب الرئيس السابق كميل شمعون، لكن حزب الكتائب رشح شقيقه أمين الجميل في مأتم بشير.

وبعد أسبوع واحد من الاغتيال، جرى انتخاب أمين الجميل لخلافة شقيقه في 21 سبتمبر/أيلول 1982، ونال أكثرية 77 صوتًا من أصل 80 نائبًا حضروا الجلسة.

ودخل الجميل القصر الجمهوري في بعبدا وسط حروب مشتعلة وحمام دم في لبنان. وتوج عهده بالتفاوض مع إسرائيل وبرعاية أميركية.

وبعد أكثر من 30 جولة تفاوض تم توقيع اتفاق الهدنة في 17 مايو/أيار 1983 المعروف بـ"اتفاق 17 أيار" الذي ينص على انسحاب إسرائيل تدريجيًا في غضون أسابيع، بإشراف لجنة مشتركة من البلدين برئاسة الولايات المتحدة، وهو ما لم يحدث.

كما شهد عهد الجميل اندلاع حرب الجبل في سبتمبر/أيلول 1983، بين حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط، مما أسفر عن مواجهة دامية.

إعلان

ومن القرارات الاستثنائية في ولايته، كانت في 22 سبتمبر/أيلول 1988، حين أصدر الجميل مرسوم تشكيل الحكومة العسكرية برئاسة قائد الجيش السابق ميشال عون لتحلّ مكان حكومة سليم الحص القائمة، وكان لبنان لأول مرة أمام حكومتين: مدنية وعسكرية.

وانتهت ولاية أمين الجميل في 22 سبتمبر/أيلول 1988، ودخل لبنان شغورا رئاسيا بسبب عدم التوافق على اسم يخلفه.

معوض.. رئيس لأيام (1989)

شهد لبنان أول شغور رئاسي دام عاما واحدا و44 يوما في ظل حكومة عسكرية يديرها عون، واستمر هذا الوضع المتفجر إلى حين ذهاب النواب على طائرة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري إلى مدينة الطائف في السعودية، لوضع أسس اتفاق الطائف.

ومع صدور وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، اجتمع النواب اللبنانيون في قاعدة جوية في مطار القلعيات شمال لبنان، وانتخبوا رينيه معوض من الدورة الثانية للجلسة، بأغلبية 52 صوتًا، وكان ذلك بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1989.

وكان معوض ينتمي إلى النهج الشهابي، وصار نائبا للمرة الأولى عن منطقة "زغرتا الزاوية" في الشمال عام 1957 على لائحة حميد فرنجية.

ويقول كثيرون إن أكبر عقبة واجهت معوض كانت في التعامل مع حكومة عون العسكرية.

ولكن بعد 17 يومًا من انتخابه رئيسًا، تم اغتياله في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1989، أثناء خروجه من القصر الحكومي المؤقت، حين انفجرت سيارة مفخخة مرّ موكبه بالقرب منها.

ما بعد الطائف

بعد اتفاق الطائف الذي أُقر في 22 من أكتوبر/تشرين الأول عام 1989 وطوى صفحة الحرب الأهلية اللبنانية، دخل لبنان مرحلة رئاسية جديدة، اتسمت بعدم الانتظام وعدم التداول السلس للسلطة، وحمل البلد معه رواسب وتداعيات تلك الحرب، التي بقيت راسخة في الحياة السياسية اللبنانية.

وعرف لبنان 5 رؤساء جمهورية بعد الطائف، ومنذ ذلك التاريخ لم تنتظم الحياة السياسية والرئاسية.

الهراوي.. رئيس الطائف (1989-1998) إعلان

بعد اغتيال معوض بيومين فقط، اجتمع النواب في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1989 داخل فندق في البقاع وانتخبوا إلياس الهراوي -وهو المقرب من النظام السوري- رئيسًا عاشرًا للجمهورية اللبنانية في الدورة الثانية من الجلسة، بحصوله على 47 صوتًا من أصل 53 نائبًا حضروا الجلسة.

وقبل توليه الرئاسة، انتُخب عام 1972 نائبًا عن المقعد الماروني في منطقة زحلة بالبقاع، ثم جاء عهده حافلًا بالأحداث السياسية والأمنية، وكانت من أولى مهام الهراوي عزل حكومة عون العسكرية، الذي نُفي لاحقًا إلى فرنسا.

وشكل الهراوي حكومة برئاسة عمر كرامي، ويقول كثيرون إنها كانت من الحكومات الأقرب إلى النظام السوري. وانطلقت في فترة حكمه عملية إعادة الإعمار بقيادة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

وترجم عهده مفاعيل اتفاق الطائف بحل المليشيات اللبنانية، بينما أُعطي حزب الله بعد تأسيسه في الثمانينيات حق الاستمرار كحزب مسلح مقاوم ضد إسرائيل.

وارتفع عدد النواب إلى 128 نائبًا، وفي فبراير/شباط عام 1994، تأججت الاضطرابات الأمنية مع تفجير كنيسة سيدة النجاة، وبعد شهر واحد، تم اعتقال وسجن زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع.

كما شهد عهده اشتعال الصراع مع إسرائيل، في حرب تموز/يوليو 1993، وفي حرب نيسان/أبريل 1996 بين إسرائيل وحزب الله. وانتهت الأخيرة بتفاهم عرف بـ"تفاهم نيسان" لوقف إطلاق النار، ولعب الحريري دورًا فيه بالتنسيق مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.

ومع الهراوي، عرف لبنان ثاني تمديد رئاسي لمدة 3 سنوات، استمر من عام 1995 (حين كان الحريري رئيسًا للحكومة) حتى عام 1998.

الهراوي يدلي بصوته عام 1998 خلال المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية الأولى منذ 35 عاما (الفرنسية) لحود.. عهد الأزمات والانقلابات (1998-2007)

بغطاء مباشر من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، اجتمع النواب في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1998. وانتخبوا إميل لحود -الذي كان يشغل منصب قائد الجيش- رئيسًا للجمهورية، بحصوله على 118 صوتًا من أصل 128.

إعلان

وصار لحود ثاني قائد جيش يصبح رئيسًا للجمهورية بعد الاستقلال. وفي عهده، عرف لبنان ثالث تمديد رئاسي، فمدد النواب ولايته عند انتهائها عام 2004 حتى عام 2007.

واتسم عهده باضطراب علاقته مع الرئيس الحريري، وكان شاهدًا على تداعيات انتقال مقاليد الرئاسة في النظام السوري إلى بشار الأسد بعد موت والده.

وعرف عهد لحود (الحليف لسوريا) أحداثًا استثنائية في تاريخ لبنان، أولها تحرير حزب الله للجنوب وانسحاب إسرائيل منه في 25 مايو/أيار 2000.

والعام الأخير من ولايته الأصيلة، أصدر مجلس الأمن في سبتمبر/أيلول 2004 القرار الأممي 1559 بشأن لبنان الذي طلب انتخاب رئيس جديد للجمهورية ونزع سلاح حزب الله وانسحاب الجيش السوري منها.

وبعد تمديد ولاية لحود، عرف لبنان أحد أضخم أحداثه الأمنية، وكان اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير/شباط 2005.

وفي العام نفسه، انسحب الجيش السوري من لبنان، وخرج سمير جعجع من السجن، وعاد ميشال عون من المنفى الفرنسي. وانقسم لبنان بين معسكر "8 آذار" المؤيد لسوريا والذي يقوده حزب الله وحلفاؤه، ومعسكر "14 آذار" المعادي لسوريا، الذي اشتهر أطرافه بلقب "ثورة الأرز" بعد مظاهرة مليونية عقب اغتيال الحريري.

وفي يوليو/تموز 2006، اندلعت حرب لبنان الثانية بين إسرائيل وحزب الله، واستمرت 33 يومًا وانتهت بقرار مجلس الأمن 1701.

كما شهد عهده أحداث مخيم "نهر البارد" شمالي لبنان، التي خاضها الجيش اللبناني ضد حركة "فتح الإسلام" من مايو/أيار حتى سبتمبر/أيلول 2007، وأسفرت عن مقتل نحو 176 عسكريًا.

ومع انتهاء ولاية لحود الممددة في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2007، عرف لبنان الشغور الرئاسي الثاني الذي استمر لمدة 6 أشهر.

إميل لحود ثاني قائد جيش يصبح رئيسًا للبنان بعد الاستقلال (غيتي) سليمان.. رئيس اتفاق الدوحة (2008-2014)

كان ميشال سليمان ثالث قائد جيش يُنتخب رئيسًا للجمهورية، بغالبية مطلقة في البرلمان، في 25 مايو/أيار 2008.

انتخاب سليمان كان ثمرة تسوية سياسية كبيرة، عرفها لبنان بعد 4 أيام من اتفاق الدوحة الذي اتفقت فيه الأطراف اللبنانية على إنهاء أزمة الحكم والشغور الرئاسي ووضع حد للتدهور الأمني.

إعلان

وجاء انتخابه بعد 18 يومًا على أحداث 7 مايو/أيار 2008، إثر ما عُرف بغزو حزب الله لبيروت ضد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي.

وفي عهده، جرت انتخابات 2009، وحصلت فيها قوى "14 آذار" على الأغلبية البرلمانية، خلافًا لانتخابات 2005.

وكلف سليمان في عهده سعد الحريري تشكيل الحكومة التي استقال وزراء حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر منها في 12 يناير/كانون الثاني 2011 أثناء زيارة الحريري للبيت الأبيض، ثم كلف سليمان في 25 من نفس الشهر الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة، كانت الغلبة فيها لحزب الله.

وشهد عهد سليمان تداعيات انخراط حزب الله في الحرب السورية دعمًا للنظام، بدءًا من عام 2011.

كما شهد بدء تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان، واستمرار مسلسل الاغتيالات والتفجيرات والأحداث الأمنية الدامية.

ومع انتهاء ولاية سليمان في 24 مايو/أيار 2014، عرف لبنان ثالث وأطول شغور بعد الاستقلال -قبل الشغور الحالي- الذي استمر عامين ونصف العام.

ميشال سليمان ثالث قائد جيش يُنتخب رئيسًا للبنان بغالبية مطلقة في البرلمان (الجزيرة) عون.. أنا الرئيس (2016-2022)

قبل انتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية، عاش لبنان واحدة من أصعب أزماته السياسية بفعل إصرار التيار الوطني الحر على أن يكون عون هو رئيس الجمهورية مدعومًا من حليفه حزب الله الذي أبرم معه ورقة "تفاهم مار مخايل" عام 2005.

في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2016، انتهى الشغور بعد 46 جلسة برلمانية، بانتخاب عون رئيسًا للجمهورية، وهو رابع قائد جيش منتخب للجمهورية، ولكن باعتباره قائدًا سابقًا.

وجاء انتخاب عون تتويجًا لتسوية رئاسية كان عرابها حزب الله، بالاتفاق مع زعيم تيار المستقبل سعد الحريري وصهر عون، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وزعيم القوات اللبنانية سمير جعجع.

وشهد عهد عون شتى أشكال انهيار الدولة ومؤسساتها الإدارية والمالية والمصرفية بعد اتفاق الطائف، وتحديدًا بعد انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

إعلان

كما شهد تفجير مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، وانتخابات برلمانية عام 2022 بعد التمديد للبرلمان عدة مرات منذ 2009.

لكنها انتخابات أفرزت برلمانًا محكومًا بالتعطيل، حيث لا يملك أي طرف فيه الأكثرية المطلقة لانتخاب الرئيس الذي يريده.

كان عون هو أول رئيس لبناني يخرج من قصر بعبدا مرتين، مرة تحت وابل قصف قوات الجيش السوري وتزامنا مع توقيع وثيقة اتفاق الطائف عام 1989 حين كان رئيسًا لحكومة عسكرية انتقالية، مما أدى إلى لجوئه إلى المنفى الفرنسي لمدة 15 عامًا. ومرة في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بانتهاء المهلة الدستورية لولايته.

ميشال عون رابع قائد جيش منتخب للبنان بعد الاستقلال (رويترز) ترقب الآتي

قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، تشكلت لجنة خماسية مؤلفة من فرنسا وأميركا ومصر وقطر والسعودية، وكانت مهمتها إيجاد تسوية رئاسية لانتخاب رئيس للجمهورية.

وبعد انتهاء ولاية عون، عقد البرلمان تباعًا 12 جلسة برلمانية، عجز فيها عن انتخاب رئيس. وكانت آخر جلسة في يونيو/حزيران 2023، حيث تعطلت بسبب المعادلة الآتية: مرشح ثنائي حزب الله وحركة أمل، سليمان فرنجية -حليف النظام السوري المخلوع- مقابل جهاد أزعور، مرشح تحالف القوى المسيحية وأطراف أخرى من المعارضة ضد الثنائي الشيعي.

واليوم، أسقطت الحرب وسقوط النظام السوري هذه المعادلة، والأنظار تتجه إلى ما قد تؤول إليه جلسة 9 يناير/كانون الثاني المقبل.

مقالات مشابهة

  • بتخفيضات تصل 50%.. افتتاح سوق اليوم الواحد بحي روض الفرج في القاهرة
  • الانتخابات الرئاسية.. رحلة في تاريخ لبنان السياسي منذ الاستقلال
  • صور.. محافظ القاهرة يفتتح سوق اليوم الواحد في روض الفرج
  • الأحد المقبل..جلسة استثنائية لمجلس النواب لتمديد عمل أعضاء مجلس مفوضية الانتخابات
  • وكيل أول تعليم الشرقية يتفقد امتحانات النقل للفصل الدراسي الأول
  • محافظ القاهرة يفتتح سادس أسواق اليوم الواحد بحى روض الفرج
  • "الكيف مناولة".. كواليس مقتل شاب على يد عاطلين بروض الفرج
  • حبس عاطلين في قتل شخص بروض الفرج
  • مفوضية الانتخابات تقرر إجراء الانتخابات البلدية للمجموعة الثانية في 63 بلدية
  • جيلبير المجبر أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية: سأسعى لمشروع يخدم لبنان