عربي21:
2025-01-16@17:03:05 GMT

السيوف الحديديّة والحكايات النديّة

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

لقد اصطدمت سفينة التيتانك الإنجليزية الثانية، الماخرة في البرّ العربي، بجبل جليد اسمه غزة.. والجليد لغة الصليب، والصليب صيغة فعيل من الصلب والصلابة، وقد وُصفت إسرائيل بالوصف نفسه الذي أطلق على سفينة تيتانيك، التي صنعت لها هوليود قصة حبٍّ عظيمة. وتيتان تعني المارد والضخم في الإغريقية، ومن تصاريف القدر أن وصف "السفينة التي لا يقدر الله على إغراقها"، أُطلق على جيش إسرائيل الذي يغرق في رمال غزة!

كل حرب تحتاج سلاحين هما السيف والقلم؛ القلم يكتب القصة، والسيف يصونها، السيف قلم أيضا ومداده الدم، وما يبقى من الحياة والسيرة قصة كبرى هي السردية، وقصص تحفّ بها وتتوالد منها.

قد تتحول قصة إلى سردية أو رواية أصلية، لكن القصة تحتاج إلى من يرويها، ومن يسمع راويها. أغلب الظن أن المغول الذين احتلوا ربع كوكب الأرض دُحروا لأنهم بلا قصة، بلا دين. وقد أسست إسرائيل على حكاية الهولوكوست، هي سرديتها. شُبهت قصة طوفان الأقصى في أدبيات الصحافة بضرب البرجين في أمريكا، فإسرائيل هي برج أمريكا الثالث، وهي في بعض الأدبيات ولايتها الحادية والخمسون.

كل حرب لها قصة، هناك قصص استُعملت ذريعة لحروب كبيرة، ذهبت ضحيتها دول وشعوب، مثل قصة "كذبة الحضّانات" الكويتية، التي روتها شاهدة كويتية، حشدت بها أمريكا الرأي العام لغزو العراق، وقصة جورج بوش الابن، الذي ادّعى فيها أن صدام حاول قتل أبيه، وقصة أسلحة التدمير الشامل. كانت أمريكا هي التي تلفق القصص مدة قرن كامل، فهوليود هي أكبر مصنع قصص في العالم، هوليود هي شهرزاد العصر.

نذكر قصة المرأة الأفغانية التي اقتصت منها حكومة طلبان لقتلها زوجها وهو نائم، وهي امرأة قاتلة حوّلها الإعلام إلى قصة شريعة إسلامية "متوحشة" لا تصلح لهذا العصر، ما يصلح لها في ملة أمريكا ودينها قنابل فوسفورية ونووية، القنبلة النووية بلا قصص سوى قصة قاذف القنبلة، لقد جاء من يؤلف حكاية جديدة هي قصة طوفان الأقصى؛ طوفان جديد مثل طوفان نوح عليه السلام.

نرى كل يوم مئات القصص الملحمية تروى من غزة، أبطالها أطفال وهم رواتها أيضا، وإذا كان بطل الحكاية طفل فهي حكاية ناجحة.. كل يوم نرى حكاية فريدة من مئات الحكايات المطمورة تحت الأنقاض، فالكاميرا لا تصطاد كل القصص، ما يصلنا كل يوم قصة أو قصتان عظيمتان عن الفداء والتضحية، أبطالها أطفال بين الثالثة والعاشرة، حكايات ملحمية غير متخيلة، مصورة، أغرب من الخيال.

يقال إن الصورة تغني عن عشرة آلاف كلمة، لكن الصورة تحتاج إلى من يصف الصورة ويحكي قصتها، فيجلو بعض خصائصها وأسرارها التي تغفل عنها العين، كذكر اسم البطل، وبعضا من سيرته، أحلامه وآماله، أشجانه، فالصورة تروي لمحة من لمحات القصة، ولحظة منها.

كان البشر يكتبون بالصور في فجر البشرية، باللغة التي سميت الهيروغليفية، وهي لغة رموز وصور، ثم شبّوا عن الطوق، فحوّلوا الصور إلى حروف، ثم كلمات.. أنقذت القصص التاجر في قصة التاجر والعفريت في قصص ألف ليلة وليلة، وأنقذت الحكايات الراوية شهرزاد نفسها من القتل. أمّا قصة أصحاب الغار فهي حديث نبوي وتروي قصة ثلاثة رجال آووا للمبيت في غار، فلما دخلوه، انحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فدعوا الله بصالح أعمالهم، فانفرجت الصخرة ونجوا. فهل تنقذ حكايات أطفال غزة، ونساء غزة ما بقي من أحياء غزة؟

غزت غزة قلوب العالم بكرم أطفالها وفصاحتهم ونبل نسائها وبسالة رجالها، وصبرهم على أذى لم يُرَ من قبل، فلنبدأ على سبيل المثال بقصة الطفلة ألمى، وهي طفلة عمرها 12 سنة انحبست تحت ردم قصف الطائرات الحربية، فاستغاثت بأصحاب النجدة، ولما حضروا طلبت نجدة أهلها قبل تحريرها وانتشالها، وإنقاذ أخيها البوبو طرزان، خرجت ألمى، معفرة بغبار الحجارة المطحونة والأنقاض، مليحة، جميلة، باسمة، وما إن خرجت حتى سارعت كأنها أخت موسى عليه السلام إلى حيث أخيها وبقية أهلها تحت الأنقاض.

القصة الثانية هي قصة طفل يحمل راية بيضاء في أثناء النزوح حتى لا يقصفه الإسرائيليون، وهي صورة تغني عن الكلام، فحتى الطفل الذي بلغ السعي يحمل راية بيضاء للجند الذين يقتلون للتسلية.

في القصة الثالثة يسأل المصور طفلة عن اسمها، فتقول إن اسمها رتال (ثلاث سنوات)، وهو اشتقاق بديع من الرتل والترتيل. ماذا جرى يا رتال؟ فتجيب قائلة: "اليهود قصفوا عليّ".. دولة من أقوى دول المنطقة سلاحا وعدّة وعتادا تقصف طفلة اسمها رتال!

القصة الرابعة هي قصة طفل في حوالي الخامسة يحمل جثة أخيه الرضيع ليدفنه، فهو وليّ أمره بعد أن قصفت إسرائيل أسرته كلها واستأصلتهم.

القصة الخامسة هي قصة أطفال يكتبون أسماءهم على أيديهم وأرجلهم، حتى يتم التعرف على أشلاء كل منهم، فتدفن جميعا في قبر واحد كما يليق بالميت، بعد قصف الطائرات لهم، فإسرائيل يعزّ عليها اجتماع أشلاء ضحاياها خوفا منهم.

حكايات حية بالصورة والصوت والدم، نابضة بالعبرة والعظة.. خذ مثلا حكاية طفلة الثلاث سنوات التي تنقبض ذعرا من صوت القذائف، فيحاول والدها أو عمها، إن بقي لها والد أو عمّ، تسليتها بتلاوة سورة النصر. طول الفيلم أقل من دقيقة، لكنه أبلغ أثرا من فيلم كاميرون تيتانك المتخيل الذي أنفق عليه منتجوه 200 مليون دولار!

خذ مثلا قصة طفلة غزيّة في حوالي الخامسة، جالسة تبكي أخاها، وتواسي أخاها الثاني وتكفكف دمعته، ثم تسدل الغطاء على أخيها الشهيد، وكأنها أمّ خبرت الحياة وشؤونها وأحوالها، فتقول: "خلاص راح عند أبوي"، ثم تعزي أخاها الباكي قائلة: ادعِ له بالرحمة، ثم تمنع دمعة كبيرة، وتتنهد تنهيدة ثقيلة حارقة.

هذا غيض من فيض من حكايات أطفال غزة، ولهررتها وكلابها وحميرها وبهائمها قصص، أهاجت العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وفطرت قلوبهم، وصدعت أفئدتهم، وجعلتهم يبحثون عن أسباب إيمان أهل غزة وعظمتهم وإبائهم وكبريائهم.

أما إسرائيل، فقد شاخت، فقصصها بلا صور، وإن قصة العصر الحديث قصة مصورة، وقد حاولت تأليف قصص، لكن كذبة الأطفال الأربعين المحروقين لم تنطل على أحد، وكذلك قصص النساء المغتصبات، وقصة الدروع البشرية التي تبرر بها قصف المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس.

حكايات أطفال غزة، ولهررتها وكلابها وحميرها وبهائمها قصص، أهاجت العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وفطرت قلوبهم، وصدعت أفئدتهم، وجعلتهم يبحثون عن أسباب إيمان أهل غزة وعظمتهم وإبائهم وكبريائهم. أما إسرائيل، فقد شاخت، فقصصها بلا صور، وإن قصة العصر الحديث قصة مصورة، وقد حاولت تأليف قصص
السؤال الذي لا يُسأل: إذا اتخذ مجرم دروعا بشرية من عشرة أطفال هل يجوز قتلهم للتخلص من المجرم؟

إسرائيل عاجزة عن رواية قصة مؤثرة تخلب بها ألباب العالم كما فعلت في قصة الهولوكوست، وهي تعمل ليل نهار على تفنيد قصص غزة باعتقالها المدنيين عراة، وإتلاف جندها المؤن والمعونات، وإنكار إحسان معاملة كتائب القسام للمحتجزين، بتبهيت تصريحات المحتجزين والزعم أنهم عانوا من صدمة ما بعد الأسر، أو أُسكروا بفيتامين السعادة، والادعاء أنّ الجيش الذي أجبر الفلسطينيين المدنيين على خلع ملابسهم للتأكد من خلوها من المفخخات، فإذا كان الجيش "الأكثر أخلاقية" في العالم قد صور التعرية فلمَ لمْ يصور تلبيسهم ثيابهم؟ أما أجمل قصصها فهي قصة الطفل المحتجز، الذي لم يعد يأكل وحيدا، فإن حضر طعامه بحث عن ضيف يشاركه الطعام، اقتداء بمكارم حاجزيه.

يتلعثم قادة أمريكا وهم يختلقون قصصا عن "مخربي حماس"، ويستعملون حق الفيتو في مجلس الأمن للاستمرار في الحرب، ويجتهدون في رواية قصص فاسدة مثل قصة إخوة يوسف الذين جاؤوا أباهم عشاء يبكون. خذ مثال مشهد جون كيربي (منسق مجلس الأمن القومي)، وهو يحاول حبس دمعته على نساء إسرائيل اللاتي "اغتصبهن" مقاتلو حماس، أو حكاية رئيس وزراء إسرائيل النووية، قائد رابع أقوى جيش بالعالم، وهو يطلب النجدة من أمريكا وقادة العالم؛ من مقاتلي غزة الصغيرة المحاصرة المحرومة من الماء والغذاء والدواء والسلاح!

الرومان حاربوا المسيح عليه السلام، ونكّلوا بأتباعه المخلصين، لكنهم دخلوا دينه إعجابا بقصته الملحمية العظيمة.

twitter.com/OmarImaromar

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة إسرائيل الفلسطينيين إسرائيل فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هی قصة

إقرأ أيضاً:

ما تاريخ صفقات التبادل التي أجربتها إسرائيل مع دول عربية وفصائل المقاومة؟

تقترب المقاومة الفلسطينية في قطاع  غزة من إبرام صفقة تبادل أسرى كانت مستبعدة إسرائيليا لتؤدي، كما هو مفترض، إلى وقف حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا، مقابل الإفراج عن نحو 100 أسير إسرائيلي اعتقلوا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ومنذ قيام دولة الاحتلال جرى عقد عشرات صفقات التبادل الصغيرة والكبيرة مع عدد من الدول العربية ومختلف فصائل المقاومة الفلسطينية سواء حركة حماس أو فتح والجهاد الإسرائيلي، إلى إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

عقب النكبة 
بعد حرب عام 1948 ووقوع أحداث النكبة، أجرى الاحتلال الإسرائيلي عمليات تبادل مع مصر والأردن وسوريا ولبنان، حيث كان لدى القاهرة 156 جنديا إسرائيليا، وفى عمّان 673 جنديا، ومع دمشق 48 جنديا، ومع بيروت 8.

وفي ذات الوقت كان الاحتلال يحتجز 1098 مصريا، 28 سعوديا، 25 سودانيا، 24 يمنيا، 17)أردنيا، 36 لبنانيا، 57 سوريا و5021 فلسطينيا، بسحب إحصاء أجرته سابقا شبكة "بي بي سي".


ونفذت "إسرائيل" عمليات التبادل مع كل دولة تحتجز إسرائيليين على انفراد، فعقدت "صفقة الفالوجة" مع مصر في 27 شباط/ فبراير 1949، ومع لبنان في الفترة ما بين آذار/ مارس ونيسان/ أبريل من نفس العالم، بينما كانت الصفقة الأخيرة مع سوريا بتاريخ 21 تموز/ يوليو.

وبعد ذلك في 1954 أسرت مصر عشرة ملاحين إسرائيليين على متن السفينة "بت جاليم" في قناة السويس، وبعد تدخل مجلس الأمن أطلق سراحهم في مطلع العام التالي.

في شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 1954 أسر السوريون خمسة جنود إسرائيليين توجهوا إلى مرتفعات الجولان في مهمة خاصة، وقد انتحر أحدهم في سجنه بسوريا ويدعى اورى ايلان، وفى 14 كانون الثاني/ يناير 1955 أرجعت جثته لـ"اسرائيل"، بينما كان الأربعة الآخرون هم مائير موزس، يعقوب ليند، جاد كستلنس، مائير يعقوبى وقد في نهاية آذار/ مارس 1956، بالمقابل وأفرج الاحتلال عن 41 أسيرا سوريا.

חמישה לוחמים יצאו למשימה וכולם שילמו עליה מחיר כבד בדצמבר 54'. אורי אילן התאבד בשבי. מאיר יעקובי, נחוש להחזיר את כבודו נהרג במיתלה. מאיר מוזס שינה את שמו לאחר השבי. לא רצה להיות מזוהה כמי שנשבר. גדי קסטלניץ השתקם ונפטר לפני עשור. והיום נפרד האחרון, ג'קי לינד, שירד מהארץ ולא שב. pic.twitter.com/QjZhofPjeY — nir dvori (@ndvori) March 23, 2023
ومع حلول عام 1957 أدت صفقة تبادل إلى إطلاق سراح 5500 مصري كانت قد أسرتهم "إسرائيل" في حرب عام 1956 (العدوان الثلاثي)، وقد أرجعوا إلى مصر مع جنود مصريين آخرين مقابل إفراج مصر عن أربعة جنود إسرائيليين كانت قد أسرتهم في الحرب ذاتها.

الستينيات والسبعينيات 
في 2 كانون الأول/ ديسمبر 1963 جرت عملية تبادل بين الاحتلال وسوريا وتم بموجبها إطلاق سراح 11 إسرائيليا مقابل 15 أسير سوري.

أما فيما يعقب حرب حزيران/ يونيو 1967 (النكسة) أسرت القوات العربية 15 جنديا إسرائيليا، (11 مع مصر واحد مع سوريا و2 لدى العراق وواحد لدى لبنان)، بينما أسرت "إسرائيل" 5237 مصريا و899 أردنيا، و572 سوريا.

وبدأت عملية التبادل في حزيران/ يوليو 1967 وانتهت في كانون الثاني/ يناير 1968، وتضمنت الإفراج عن طيارين إسرائيليين في العراق وهما يتسحاق جولان- وجدعون درور، وقد وقعا في الأسر بعد أن قصفا مطار "إتش 3" العسكري في غرب العراق، وأفرجت "إسرائيل" مقابل ذلك عن 428 أردنيا.

وأفرجت "إسرائيل" خلال تلك الفترة عن 572 سوريا مقابل طيار وجثث ثلاثة جنود إسرائيليين آخرين، مع استمرار الرفض في تسليم جثة الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلى كوهين، الذي أعدم شنقاً في دمشق عام 1968.

وفي العام ذاته، جرت عملية تبادل مع الأردن، حيث أفرج الاحتلال عن 12 أسيرا، بينما سلمت عمان جثة جندى كان قد قتل في معركة الكرامة، بينما لازال جنديان آخران مفقودين حتى الآن.

لأول مرة
مع حلول 23 تموز/ يوليو 1968 جرت أول عملية تبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية و"إسرائيل" وذلك بعد نجاح مقاومين فلسطينيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة يوسف الرضيع وليلى خالد باختطاف طائرة إسرائيلية تابعة لشركة "العال"، والتي كانت متجهة من روما إلى تل أبيب وأجبرت على التوجه إلى الجزائر وبداخلها أكثر من مائة راكب.

وكانت هذه العملية أول طائرة اسرائيلية تختطف آنذاك، وتم إبرام الصفقة من خلال الصليب الأحمر الدولي وأفرج عن الركاب مقابل (37) أسيرا فلسطينيا من ذوي الأحكام العالية من ضمنهم أسرى فلسطينيين كانوا قد أسروا قبل العام 1967.

وبعد ذلك بعام، خطفت مجموعة أخرى من الجبهة الشعبية بقيادة ليلى خالد طائرة العال الإسرائيلية وكان مطالب الخاطفين الإفراج عن الأسرى في سجون "إسرائيل" وحطت الطائرة في بريطانيا وقتل خلالها أحد أفراد المجموعة الخاطفة ويدعى باتريك أورغويللو بينما تم اعتقال ليلى خالد، وبعدها تم اختطاف طائرة بريطانية من قبل مجموعة تتبع لنفس التنظيم وأجريت عملية تبادل أطلق بموجبها أطلق سراح ليلى خالد.

" حين عُرض عليّ ان أقوم بخطف الطائرة وافقتُ وانا أتخيّلُ أنني أحمل طائرة على كتفي وأجري بها في الشارع "
المناضلة العظيمة الفلسطينيّة ليلى خالد❤ pic.twitter.com/VUcmnXddh4 — Fawzy (@fawzy_lubbad) March 6, 2020
وفي بداية عام 1970 وقع بأيدى المصريين 12 جنديا إسرائيليا ووقع ثلاثة آخرون بأيدي السوريين، وفي منتصف ذلك العام أرجعت مصر طيارا مصابا، بينما في آذار/ مارس 1971 أفرجت القاهرة عن جندي آخر مقابل الإفراج عن عدد محدود من الجنود والمدنيين المصريين.

وجرت في العام ذاته عملية تبادل أسير مقابل أسير ما بين "إسرائيل" وحركة فتح الفلسطينية، وأطلق بموجبها سراح الأسير محمود بكر حجازي مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي شموئيل فايز، والذي اختطفته الحركة أواخر عام 1969.

وفي أوائل مارس/ آذار عام 1973 جرت عملية تبادل مع سوريا، حيث أفرجت "إسرائيل" عن خمسة ضباط سوريين كانت قد اختطفتهم من جنوب لبنان خلال مهمة استطلاع عسكرية، مقابل إطلاق سراح أربعة طيارين إسرائيليين كانوا بحوزة سوريا.

أما في حزيران/ يوليو من نفس العام أفرجت سوريا عن ثلاثة طيارين إسرائيليين وهم جدعون ماجين، وبنحاس نحماني، وبوعاز ايتان بعد أن احتجزوا لمدة ثلاث سنوات في الأسر، وأفرجت "إسرائيل" مقابلهم عن 46 سوريا.

في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 وقع بأيدي المصريين 242 جنديا إسرائيليا، ومع سوريا 68 جنديا، من بينهم ثلاثة أسروا خلال فترة وقف إطلاق النار، ومع لبنان 4 جنود، بينما وقع في أيدي الاحتلال 8372 جنديا مصريا منهم 99 خلال وقف إطلاق النار، و 392 سوريا، و6 من المغرب، و13 عراقيا.

 وقد تمت الصفقة مع مصر في الفترة ما بين منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر حتى 22 من الشهر ذاته، حيث أطلقت مصر سراح 242 جنديا وضابطا إسرائيليا ، مقابل ما لدى الاحتلال من جنود وضباط مصريين.

ومع سوريا تمت صفقة التبادل مطلع حزيران/ يونيو 1974 حتى وفيها أفرج 392 سوريا وستة مغاربة وعشرة عراقيين مقابل إطلاق سراح سوريا 58 أسيرا إسرائيليا، وأفرجت "إسرائيل" أيضا عن 65 أسيرا مصراً وفلسطينيّا مقابل إطلاق سراح جاسوسين إسرائيليين في مصر.

وأعادت مصر أيضا في ذلك العام لـ"اسرائيل" جثث ورفات 39 جنديا، بالمقابل عن 92 أسيرا.

وفي العام ذاته، جرت عملية تبادل الليطاني أو كما سميت "عملية النورس" بين "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية، حيث أطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة وهي إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية سراح جندي إسرائيلي كانت قد أسرته في عملية الليطاني قبل ذلك بعام تقريبا.

وفي هذه العملية تم مهاجمة شاحنة إسرائيلية في كمين قرب صور وهو ليس بعيدا عن مخيم الرشيدية فقتل آنذاك أربعة جنود اسرائيليين وأسر واحد من قوات الاحتياط وهو أبراهام عمرام، وأفرجت "إسرائيل" بالمقابل عن 76 أسيرا من كافة فصائل الثورة الفلسطينية وكانوا في سجونها، من ضمنهم 12 فتاة فلسطينية.

الثمانينيات والتسعينيات 
في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1983 وضمن عملية تبادل جديدة ما بين حكومة "إسرائيل" وحركة فتح، جرى إطلاق سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وعددهم 4700 فلسطيني ولبناني إضافة إلى 65 أسيرا من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ستة جنود اسرائيليين من لواء "ناحال" أسروا في منطقة بحمدون في لبنان من قبل عناصر تابعة لفتح.

وبعد ذلك بعام تقريبا أعادت "إسرائيل" ثلاثة من جنودها هم جيل فوجيل، وأرئيل ليبرمان، ويوناثان شلوم وخمس جثث لجنود آخرين كانوا قد أسروا من قبل سوريا، مقابل الإفراج عن 291 جنديا سوريا و85 لبنانيا و13 سوريا من الجولان، بشرط بقائهم في الجولان.


وفي منتصف العقد، أجرت "إسرائيل" عملية تبادل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، وهي، سميت بعملية الجليل، وأطلقت "إسرائيل" بموجبها سراح 1155 أسيرا كانوا محتجزين في سجونها المختلفة، مقابل ثلاثة جنود.

وفي أيلول/ سبتمبر من نفس العام، أفرجت "إسرائيل" عن 119 لبنانيا في سجن عتليت، مقابل إطلاق سراح 39 رهينة أمريكية كانوا محتجزين على متن طائرة بوينغ أمريكية تابعة لشركة "تى دبليو إي" فى حزيران/ يونيو من العام ذاته.

وشهد عام 1991 عمليتي تبادل بين حزب الله اللبناني و"إسرائيل"، الأولى تمت في 21 كانون الثاني/ يناير 1991، وأفرج الاحتلال بموجبها عن 25 معتقلا من معتقل الخيام بينهم امرأتان، والثانية بتاريخ 21 أيلول/ سبتمبر 1991 وأفرج عن 51 معتقلا من مقابل استعادة جثة جندي إسرائيلي كانت محتجزة لدى حزب الله.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1991 أيضا، أفرجت حركة الجهاد الإسلامي عن أستاذ الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت جيسى تيرتر، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 15 معتقلا لبنانيا بينهم 14 من سجن الخيام.

وحصلت "إسرائيل" في تموز/ يوليو 1996 على رفات الجنديين يوسف بينيك ورحاميم الشيخ ، مقابل إفراجها عن رفات 132 لبنانيا استشهدوا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، كما أطلق حزب الله سراح 17 جنديا من جيش لبنان الجنوبي، وأطلق الأخير سراح 45 معتقلاً من الحزب من معتقل الخيام، وقد تمت العملية بوساطة ألمانية.

ومع حلول عام 1997، جرت اتفاقية تبادل ما بين "إسرائيل" والحكومة الأردنية وأطلقت بموجبها سراح عملاء الموساد الإسرائيلي الذين اعتقلتهم قوات الأمن الأردنية بعد محاولتهم الفاشلة في اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حينها، فيما أطلقت إسرائيل سراح الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، والذي كان معتقلاً في سجونها منذ العام 1989 وكان يقضي حكما بالسجن مدى الحياة.

قبل 20 عاما في 22 مارس 2004 قام جيش الاحتلال الاسرائيلي باغتيال مؤسس وزعيم حركة حماس الشيخ احمد ياسين بعد أدائه صلاة الفجر في المسجد فماذا كانت أمنية حياته قبل الشهادة ؟ #غزة_تحت_القصف #فلسطين #رمضان #رمضان_12_الدعاء_المستجاب pic.twitter.com/n6r2PjOlN9 — A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) March 22, 2024
وفي حزيران/ يوليو 1998 أعادت "إسرائيل" 40 جثة لشهداء لبنانيين مع إطلاق سراح 60 لبنانيا، وقد تم إخراج جثث 38 مقاتلا من المقابر وجثتين من مشرحة أبو كبير إحداهما جثة هادى نصر الله نجل الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله، وبالمقابل سلم حزب الله رفات الرقيب إيتامار إيليا من وحدة الكوماندوز في سلاح البحرية في القسم العسكري في مطار اللد والذي قتل معه 11 ضابط وجندي إسرائيلي آخرين من الكوماندوز البحري خلال مهمة خاصة في لبنان.

من عام 2000
في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من الألفية الجديدة، جرى اختطاف عقيد الاحتياط في جيش الاحتلال إلحانان تاننباوم، من قبل حزب الله اللبناني، واحتجز لمدة أكثر من ثلاث سنوات.
وتم استدراج تاننباوم، للمشاركة في صفقة تهريب مخدرات، واختطف إلى لبنان على يد قيس عبيد واللبناني كايد برو، بحسب قناة "i24news" الإسرائيلية.

وفي 16 تشرين الأول/ أكتوبر أيضا من العام ذاته، أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، على قناة المنار: "لدينا عقيد إسرائيلي في أيدينا".

ذاكرة #المقاومة_الإسلامية#السيد_نصرالله يعلن عن عملية أسر الجاسوس ألحنان تننباوم 15/10/2000 pic.twitter.com/pHDLTOfgnj — Hasan Saado (@HasanSaado1) August 8, 2024
وتم إطلاق سراح تاننباوم كجزء من صفقة تبادل أسرى تمت في 29 كانون الثاني/ يناير 2004 بين "إسرائيل" وحزب الله برعاية ألمانية، تم بموجبها إعادة جثث جنود إسرائيليين تم اختطافهم أيضا في 7 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2000.

في 7 تشرين الأول/ أكتوبر مرة أخرى من عام 2000، نفذ حزب الله عبر الحدود عملية تمكن فيها من أسر ثلاثة جنود إسرائيليين، هم: بيني أفراهام، وآدي أفيتان، وعمر سواعد، بينما كانوا يقومون بدورية في الجدار الأمني على طول الحدود مع لبنان، وليس من الواضح حتى الآن متى أو تحت أي ظروف قتل الجنود الذي أعيدت جثثهم إلى "إسرائيل" في صفقة التبادل عام 2004.

في مثل هذا اليوم قبل 24 عامًا، اختطفت منظمة حزب الله وقتلت الجنود الثلاثة بيني أبراهام وآدي أفيتان وعمر سويد في منطقة جبل دوف pic.twitter.com/5SBMexdlEs — ترجمات الصحف / اخبار 24 (@galebsami) October 7, 2024
وبموجب الصفقة، أفرجت "إسرائيل" عن 431 أسيرا فلسطينيا من الضفة الغربية وقطاع غزة، و24 أسيرا لبنانيّا، و8 أسرى عرب، وقد كان من أبرزهم القيادي في حزب الله عبد الكريم عبيد، الذي اختطفه الإسرائيليون من لبنان عام 1989، ومصطفى الديراني الذي اختطفته "إسرائيل" عام 1994.

ملف شاليط
في تشرين الأول/ أكتوبر 2009، أصدرت كتائب القسام لأول مرة شريط فيديو مصورا، يظهر فيه الجندي الأسير جلعاد شاليط لمدة دقيقتين، مرتديا الزي العسكري وحاملا جريدة إخبارية فلسطينية بتاريخ 14 أيلول/ سبتمبر 2009، وتحدث بالعبرية، مخاطبا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالموافقة على شروط حماس، وتأمين الإفراج عنه في أسرع وقت ممكن قبل فوات الأوان. 


وبسبب هذا الشريط والمعلومات التي وردت فيه، نجحت كتائب القسام في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2009 بوساطة ألمانية مصرية، بتأمين الإفراج عن 19 أسيرة فلسطينية من ذوات المحكوميات العالية، مقابل إصدار دليل مادي يثبت بأن الجندي الأسير لا يزال على قيد الحياة. 



وبناء عليه، تمت الصفقة وسلمت حماس شريطا لـ "إسرائيل" يظهر فيه الجندي المختطف بصحة جيدة.

وفي 11 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2011، أعلن التوصل لاتفاق بوساطة مصرية، لتبادل الأسير غلعاد شاليط، الذي تم أسره عام 2006، مقابل 1027 أسيرا فلسطينيا، كان من ضمنهم رئيس المكتب السياسي الحالي لحركة حماس يحيى السنوار.

وتم إبرام الصفقة بشكل رسمي في 18 تشرين الأول/ أكتوبر من العام ذاته، وهي الصفقة الأولى في تاريخ القضية الفلسطينية، التي تمت فيها عملية الأسر ومكان الاحتجاز والتفاوض داخل أرض فلسطين، وأطلقت عليها حماس اسم "وفاء الأحرار".

الصفقة المحدودة
خلال حرب الإبادة الحالية تم إجراء صفقة تبادل محدودة بين "إسرائيل" وحماس بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، وكانت جزءًا من اتفاقية وقف إطلاق النار المؤقت في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر وامتد لفترة أسبوع.

في مشاهد تسليم الأسرى، ذكاء لا يخفى وعزّة لا تغيب، وإيمان يطغى على أثرة النفس وهواها! الكثير من الرسائل في كل مشهد، الكثير من الثبات في كل صورة، والكثير من الغيظ في أكباد الخونة المرجفين، من احتضان الأسير للمقاوم، والتلويح له مودّعًا إياه، كأنّما يفارق عزيزًا عاشَ معه، «Goodbye». pic.twitter.com/mmyLSHI7w8 — قصي عاصم العسيلي (@qalosaily) November 30, 2023
أطلقت إسرائيل سراح 240 أسيرا فلسطينيا، 107 منهم أطفال، وثلاثة أرباعهم لم تتم إدانتهم بارتكاب جريمة، وفي المقابل، أطلقت حماس سراح 105 مدنيين، من بينهم 81 شخصًا من "إسرائيل" و23 تايلانديًا وفلبينيًا واحدًا.

مقالات مشابهة

  • ‏"أكسيوس": المفاوضات لا تزال جارية بشأن عدد من أسماء الأسرى البارزين الذي تطالب حماس بالإفراج عنهم وترفض إسرائيل ذلك
  • كاتب أميركي بارز: القوة السياسية لصالح إسرائيل لكن العدالة ستنتصر
  • لميس الحديدي: العالم في حالة ترقب للإعلان النهائي للهدنة بين حماس وإسرائيل
  • إيبولا: الوباء الكامن الذي يهدد العالم من أدغال إفريقيا
  • لميس الحديدي عن ابتكار مجدي يعقوب لصمامات القلب: أتمنى إطلاق اسمه على مطار أسوان
  • لميس الحديدي عن ابتكار مجدي يعقوب لصمامات القلب: «لا يتوقف عن إبهارنا»
  • لميس الحديدي عن ابتكار الدكتور مجدي يعقوب لصمامات القلب: "لا يتوقف عن إبهارنا"
  • لميس الحديدي تعلق على ابتكار مجدي يعقوب لصمامات القلب: لا يتوقف عن إبهارنا
  • ما تاريخ صفقات التبادل التي أجرتها إسرائيل مع دول عربية وفصائل المقاومة؟
  • ما تاريخ صفقات التبادل التي أجربتها إسرائيل مع دول عربية وفصائل المقاومة؟