WSJ: هكذا درس السنوار نفسية الاحتلال الإسرائيلي ورهن حياته لتحرير الفلسطينيين
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تقريرا، عن زعيم حركة "حماس" في غزة، يحيى السنوار، الذي قالت إنه "درس النفسية الإسرائيلية وهو في السجن ورهن حياته لما تعلمه؛ حيث إنه قضى في السجن عقدين من الزمان وشرح لمسؤول إسرائيلي نظرية أصبحت مركزية في الحرب بغزة الآن".
وتابع التقرير أن "ما تراه إسرائيل قوة، وهي أن معظم الإسرائيليين يخدمون في الجيش ويتمتع الجنود بمكانة في المجتمع، هي ضعف يمكن استغلاله، وذلك حسب يوفال بريتون، الذي عرف السنوار عندما كان مسؤولا عن وحدة المخابرات في السجون".
وأوضح التقرير نفسه، أن "صحة النظرية ثبتت خلال عام 2011 عندما أفرج عن السنوار مع 1027 سجينا فلسطينيا مقابل سجين إسرائيلي واحد"، مردفا أن "لدى السنوار الآن 138 أسيرا إسرائيليا، بمن فيهم الجنود، ويراهن زعيم حماس على إجبار إسرائيل الإفراج عن آلاف السجناء الفلسطينيين وتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار".
وأشار التقرير الذي أعدّه مجموعة من المراسلين، أنه "بنى حكمه على المجتمع الإسرائيلي من خلال تجربة عقدين في السجن وتعلم العبرية من خلال متابعة الأخبار المحلية وفهم النفسية الإسرائيلية. وقبل هذا يجب أن تنجو حماس من الهجوم المضاد القاتل والقوي الذي نفذته إسرائيل. ولو أساءت التقدير فسيراقب السنوار دمار غزة ويفقد حياته".
واسترسل: "جاء رهان السنوار بثمن باهظ، بما في ذلك تدمير مناطق واسعة من غزة واستشهاد 17.700 فلسطينيا أو أزيد"، فيما "تقول إسرائيل إنها تخطط لتدمير قيادة حماس في القطاع، بمن فيها السنوار ومنع الجماعة من بناء قوة تهدد إسرائيل وبعد الهجوم الذي نفذته في 7 تشرين الأول/ أكتوبر".
وأضاف: "إلا أن الحكومة الإسرائيلية تتعرض للضغوط بعد فترة وجيزة للتوقف عن إطلاق النار للإفراج عن النساء والأطفال، للعمل مع السنوار كي يتم الإفراج عن بقية الأسرى. ويقول بريتون: يعرف أن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا ويفهم أن هذه نقطة ضعفنا".
وأوضح أن "أسلوب السنوار الذي أصبح زعيما للحركة في 2017، يقوم على تذكير الإسرائيليين بأنهم في نزاع مع الفلسطينيين، فمرة يتعامل بشكل بناء مع الإسرائيليين وبعد ذلك استخدام أساليب العنف من أجل تحقيق أهداف سياسية، ولديه تاريخ بملاحقة العملاء الفلسطينيين مع إسرائيل، كما أن محاولاته للتفاوض بشأن الإفراج عن الأسرى يعتبرها الإسرائيليون جزءا من الحرب النفسية".
واستطرد: "في الفترة الأخيرة من التفاوض على الأسرى، قطع كل الاتصالات لعدة أيام ووضع ضغوطا على الإسرائيليين للموافقة على فترة توقف تعطي حماس فرصة لتجميع نفسها، حسب مفاوضين مصريين. وعندما أفرج عن الأسرى، أفرج عنهم من خلال مجموعات كل يوم، بدلا من مجموعة واحدة وفي يوم واحد، بشكل خلق قلقا يوميا في داخل المجتمع الإسرائيلي".
وأردف: "أخبر السنوار، وهو في بداية الستينات من عمره، المفاوضين المصريين أن الحرب لن تنتهي بسرعة، وأنها قد تستمر لعدة أسابيع، مما يشير إلى أنه يريد أن يعتصر قدر ما يستطيع من الإسرائيليين مقابل الإفراج عن بقية الأسرى. وفي الوقت الحالي، يعتبر السنوار الشخص الرئيسي الذي يصدر القرارات السياسية في غزة، ويعمل مع الجناح العسكري للحركة".
وأضاف: "أما رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، فهو مقيم حاليا في الدوحة، أما نائبه صالح العاروي، فهو في بيروت. وفي الوقت الذي يتخذ فيه قادة حماس القرارات بالإجماع، في الأوقات العادية، إلا أن إسرائيل تعتقد أن السنوار والجناح العسكري في غزة يديرون الحرب الحالية. ورفض المتحدثون باسم حماس التعليق على السنوار أو استراتيجية الحركة".
وأفاد أنه: "بعد نهاية وقف إطلاق النار، قالت حماس إن الأسرى لديها هم جنود أو مدنيون يعملون في الجيش ولن تفرج عنهم إلا في حالة أوقفت إسرائيل الحرب. وقالت الحركة إنها مستعدة للإفراج عن الأسرى حالة أفرجت إسرائيل عن السجناء الفلسطينيين في سجونها وعددهم 7.000 سجينا. وتقوم استراتيجية إسرائيل لتأمين الإفراج عن بقية الأسرى هي تحقيق إنجازات في ساحة المعركة وإجبار حماس للإفراج عنهم".
إلى ذلك، نقلت الصحيفة، عن مسؤولين من دولة الاحتلال الإسرائيلي، يقولون فيها: "إن حماس كانت مستعدة للإفراج عن الأطفال والنساء لأن الجيش غزا غزة وبدأ بالضغط عليها عسكريا. وتخوض القوات الإسرائيلية معارك في خان يونس، التي ولد ونشأ فيها السنوار وحاصرت في الأسبوع الماضي منزله "كتحرك رمزي" حسب زعم الصحيفة لأنه قد يكون مختبئا في مكان آخر".
وتابعت: "أقسمت إسرائيل على قتل السنوار وكل قادة حماس، لكن قادة إسرائيل البارزين أرسلوا رسائل مزيجة فيما إن كانت حكومتهم ستسمح لمقاتلي حماس من الصفوف الدنيا بمغادرة القطاع. وكان واحدا من الأسباب التي قادت حماس لتنظيم عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر، هو اختطاف جنود ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين حسب محللين سياسيين فلسطينيين".
وأضاف: "عندما أفرج عنه في صفقة التبادل قال السنوار إن المفاوضين الفلسطينيين كان عليهم أن يضغطوا من أجل أعداد كبيرة، وعندما كان يحضر نفسه للخروج قال للذين لم تشملهم الصفقة إنه سيعمل من أجل تحريرهم. وقال مخيمر أبو سعدة، الذي درس قبل الحرب في جامعة الأزهر "هذا أمر شخصي" و"لم يشعر بالراحة لمغادرة السجن عام 2011 ويترك خلفه بعضا من رفاقه".
ويستبعد المفاوض الإسرائيلي السابق، غيرشون باسكين، رضوخ إسرائيل لمطالب السنوار لو استؤنفت المفاوضات من جديد، وبخاصة فيما يتعلق بالسجناء الذين تعتبرهم إسرائيل خطيرين. ويقول باسكين إن "إطلاق سراح السنوار هو الخطأ الذي ارتكبته إسرائيل وهو السبب الذين يرفضون مطالبه، وارتكبوا ذلك الخطأ مرة".
وأردف: "قبل دخوله السجن كان السنوار مقربا من زعيم الحركة، الشيخ أحمد ياسين، الذي أفرج عنه بصفقة 1.000 سجين فلسطيني مقابل 3 جنود إسرائيليين. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن السنوار عمل في البداية على ملاحقة العملاء، وكانت الوحدة التي أنشأها الأساس الذي ولدت منه كتائب عز الدين القسام. واعتقل السنوار في 1988 وأخبر المحققين كيفية ملاحقته العملاء وأنه كان يخطط في بداية 1989 لإنشاء وحدة خاصة تقوم بقتل واختطاف الإسرائيليين. وكان له دور في اختطاف وقتل إسرائيليين وحكم عليه بالمؤبد حيث قضى 22 عاما في السجن".
وتابع: "عندما سجن كانت حماس في المهد، ولكنه ظل في السجن مؤثرا، حيث أن سجناء الحركة هم واحد من قواعد حماس إلى جانب الضفة الغربية وفي الخارج وغزة. وسجنت السلطات الإسرائيلية أفراد الفصائل في مناطق منفصلة، وأنشأت حماس هيكلية داخل السجن، حسب مسؤولين سابقين، واختاروا قائدا في كل سجن، وزعيما لكل السجون وتم اختيار السنوار مرتين كزعيم لكل معتقلي حماس في السجون الإسرائيلية".
وأضاف: "في الفترات التي لم يكن فيها مسؤولا، كان له أثر على القادة. ولا يعرف دور السنوار في الانتفاضة الثانية. وفي عام 2004 بدا وكأن لديه مشاكل في الدماغ، وعندما فحصه الأطباء وجدوا ورما في الدماغ، وأجروا له عملية في مستشفى بئر السبع. وبعد تعافيه عاد إلى السجن وشكر الأطباء على إنقاذ حياته. وأعطى السنوار الإسرائيليين انطباعا أنه ضد العنف، وفي مقابلة أجراها صحافي إسرائيلي معه من داخل السجن في 2005، قال إن الحركة منفتحة على هدنة طويلة، ولكنه لم يقبل بإسرائيل وأن الحركة لديها فهم بأنها لا تستطيع هزيمة إسرائيل عسكريا".
وقال: "إن الحركة عنيدة وكما جعلنا حياة اليهود مرة أثناء المواجهات، فسوف نجعل حياتهم صعبة في الحوار على وقف إطلاق النار"؛ وفوجئ الجنود في نقطة عسكرية قرب قطاع غزة عندما اختطف جيلعاد شاليط، في 2006، وكان أحد المشاركين في العملية، محمد، الشقيق الأصغر للسنوار. وفي السجون اعتقلت إسرائيل أفراد حماس في زنازين تتسع لثماني سجناء، حيث كان يسمح لهم بالخروج مرتين في اليوم للتمشي لساعة ونصف، ودرسوا بعضهم الإنكليزية والعبرية ودرسوا القرآن.
وكان السنوار محوريا في المفاوضات التي أدت للإفراج عن شاليط، حيث كان يريد الإفراج عن السجناء المتهمين بتفجيرات في الانتفاضة الثانية. ووافقت إسرائيل على إطلاق سراح سجناء خطيرين بمن فيهم السنوار. وقال أحد المحققين معه في السجن: "كان الإفراج عنه اسوأ خطأ في تاريخ إسرائيل".
وأخبر السنوار وكالة أنباء محلية، في غزة، عام 2011 أن أفضل طريقة للإفراج عن بقية السجناء هي اختطاف المزيد من الجنود. ووصل إلى غزة مختلفة، حيث أصبح حماس الحاكم له. ولكن مساره بعد الخروج من السجن وتوليه قيادة حماس في 2017 و2021 لم يتغير بشأن ملاحقة العملاء وتحرير السجناء الفلسطينيين عبر اختطاف الجنود الإسرائيليين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الفلسطينيين فلسطين غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق النار الإفراج عن للإفراج عن فی السجن عن بقیة حماس فی أفرج عن فی غزة
إقرأ أيضاً:
وفاة عدنان البرش تفتح ملف تعذيب المعتقلين والأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي
توفي الطبيب والجراح الفلسطيني الشهير عدنان البرش في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقال دام أكثر من أربعة أشهر في معتقل سدي تيمان وسجن عوفر.
من جهتهال، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، أن الطبيب الفلسطيني عدنان البرش تعرض لاعتداء حتى وفاته أثناء احتجازه في إسرائيل، وذلك وفقا لمنشور على حسابها على موقع إكس الاثنين الماضي.
وكتبت ألبانيز: «عدنان البرش طبيب، وجراح بارع، يجسد الأخلاق الفلسطينية، من المرجح أنه اعتدى عليه حتى الموت».
الاحتلال يفرغ قسم كامل من أسرى سجن عوفروفي أغسطس الماضي، نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين تقريرا أوضحت فيه الأوضاع المروعة التي يعاني منها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، وذلك بعد تمكن محاميها من زيارة عدد من الأسرى في سجن «عوفر» الإسرائيلي، المُقام على الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، كاشفة عن إفراغ قسم كامل من السجن ونقل الأسرى منه إلى سجون أخرى.
الأسرى يتعرضون للضرب و التنكيل داخل سجون الاحتلالوأكدت الهيئة في بيان، وفقا لما وثقه محاموها من زيارتهم الأسرى، أن إدارة سجون الاحتلال أفرغت بالكامل القسم «24 » في سجن «عوفر»، كما نقل الاحتلال عددا كبيرا من الأسرى الإداريين فيه إلى سجون أخرى، مضيفة أن عمليات النقل لا تزال مستمرة.
وكشف الأسرى للمحامين عن تعرضهم للضرب الشديد والتنكيل عدّة مرات، مؤكدين أيضا تعرض بعضهم للاعتداء، حتى خلال خروجهم لمقابلة محاميهم، مشددين على معاناة جميع الأسرى من «تناقص أوزانهم بشكل كبير من جراء سياسة التجويع»، بحسب ما جاء في البيان.
أسرى قطاع غزة داخل سجون الاحتلال منذ السابع من أكتوبرلا يوجد إحصاءات دقيقة حول عدد الأسرى الذين قام الاحتلال الإسرائيلي باعتقالهم من قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر2023، ولا عن أماكن احتجازهم ولا عن ظروف اعتقالهم، ولكن بعض التقديرات تتحدث عن قرابة 2000 أسير وأسيرة بمن فيهم أطفال، منهم 1800 اعتقلوا من داخل قطاع غزة، تعتبرهم إسرائيل مقاتلين غير شرعيين، يخضعون مباشرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وليس لمصلحة السجون.
الاحتلال يمنع التواصل مع الأسرى الفلسطينيينويمنع الاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم أي تواصل معهم ولا تُصرّح بأسمائهم أو ظروف أو اماكن احتجازهم، ولا يسمح لهم بأي تمثيل قانوني وممنوعين من لقاء محام، حيث تتبع معهم سياسة الإخفاء القسري، والتي تعتبر جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.