في بيان له قبل اسبوع أعلن البنك المركزي الأوروبي إنه وصل للنقطة التي يمكنه عندها وقف رفع أسعار الفائدة مؤقتاً وتقييم تأثير تشديده للسياسة النقدية.

 ذلك انه قد بلغ مستوى مقبولا الى حد ما في اداة الفائدة الكابحة للتضخم، فبعد الشروع في تشديد سياسته النقدية غير التقليدية منذ الربع الثاني للعام الماضي وحتى الاسبوعين الاخيرين ، قد اتضحت آثار التشديد في انخفاض الإنتاج بمنطقة اليورو للعشرين  دولة باتجاه 0.

1% خلال الربع الثالث من السنة الجارية،مما اجبر البنك المذكور على تجميد زيادة معدلات الفائدة للحفاظ على مستويات النشاط الكلي في حدودها التي تضمن عدم اختلال القطاع السلعي والخدمي وابقائه متوازنا عند النقطة التي استقرت عندها مستويات الدخل الحقيقي للافراد والوحدات الاقتصادية طبقا للشكل الذي  يعزز من استقرار ميزانياتها العمومية عند الوضع المسيطر عليه من دون ارباك او خلل يعيق الاتساق بين الكميات النقدية والحقيقية .

         ان مستوى الفاعلية للسياسة النقدية للبنك الاوروبي لايزال واقعا بين مطرقة ارتفاع معدلات التضخم وسندان الركود المتوقع نتيجة سياسات التشديد عبر الفائدة و تباطؤات آثار الفعل ومديات استجابة الاقتصاد للاجراءات النقدية، ونتيجة لعوامل خارجية تتاطر في الابعاد الجيوسياسية للحرب الاوكرانية والحرب التي تلتها في غزة، فان ثمة مخاوف حقيقية يواجهها صناع السياسة النقدية حول وضوح المشهد الاقتصادي فيما يتعلق بمعدلات النمو التي هي الاخرى تمارس دورا سلبيا في مستويات النشاط والاستجابة لتغيرات الفائدة .

وعلى الرغم من تلمس بعض الآثار الايجابية لسياسة التشديد المذكورة في تحسن الدخل الحقيقي  للمستهلكين وانخفاض الرقم القياسي لاسعار المستهلك عند المتوسط ، فان مصادر قريبة من لجنة السياسة النقدية للبنك الاوروبي قد أعلنت الاسبوع الماضي انها لاتستبعد التلويح بالتشديد من جديد ان استوجب ذلك .وهو ما اكدته اشارات البنك الالماني من ان التيسير النقدي قد يحمل معه آثارا تضخمية على المستوى العام للاسعار وعلى حركة النظام السعري بهيكله العام .

لذا يمكننا القول بان البنك المركزي الاوروبي قد لايستمر في سياسته التشديدية خوفا من الركود وكذلك لا يمكن له الدخول في التيسير خوفا من التضخم. وهذه المعادلة الصعبة هي التي توضح ان مدى تبني البنك الاوروبي لهدف الحفاظ على تضخم متدن ومعتدل بديلا عن الاستقرار المالي الذي يتراجع بمقدار رفع الفائدة ، قد يتعارض مع استمرار التشديد النقدي ورفع القائدة في الاسواق المالية الاوروربية على الاقل حتى ابريل نسيان المقبل طبقا لمؤشرات السوق .

hameedhaitham3@gmail.com

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

للمرة الخامسة على التوالي.. البنك المركزي يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركــزي المصـري في اجتماعهـا اليــوم الخميس الموافـــق 21 نوفمبر 2024، الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75% على الترتيب، كما قررت الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%. 

أجتماعات اللجنة السابقة ومعدل التضخم 

كان البنك المركزي رفع سعر الفائدة 19% خلال آخر عامين ونصف قبل أن يبقي عليها دون تغيير خلال آخر 4 اجتماعات عند 27.25% للإيداع و28.25% للإقراض.

وخلال الربع الأول من العام الجاري رفع البنك المركزي سعر الفائدة 8% منها 6% دفعة واحدة في مارس الماضي بهدف احتواء الضغوط التضخمية الناجمة من تحرير سعر الصرف.

يأتي الاجتماع هذه المرة بالتزامن مع تسارع معدل التضخم خلال آخر 3 أشهر مسجلا 26.5% في أكتوبر من 26.4% في سبتمبر بسبب زيادة أسعار البنزين بكافة أنواعه والسولار للمرة الثالثة في أكتوبر الماضي.

مقالات مشابهة

  • أسعار الذهب اليوم في مصر بعد تثبيت سعر الفائدة من البنك المركزي
  • عاجل | "تثبيت الفائدة".. ما هي الأسباب التي دفعت البنك المركزي لهذا القرار ؟
  • عاجل | “السياسة النقدية” تقرر تثبيت الفائدة عند 27.25%.. قرار مفاجئ من البنك المركزي
  • نص بيان البنك المركزي.. تثبيت أسعار الفائدة و توقعات التضخم
  • لماذا ثبت البنك المركزي سعر الفائدة؟.. تفاصيل
  • للمرة الخامسة.. البنك المركزي يثبت سعر الفائدة
  • "المركزي" يوضح أسباب قرار لجنة السياسات النقدية بتثبيت أسعار الفائدة اليوم
  • للمرة الخامسة على التوالي.. البنك المركزي يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير
  • عاجل.. قرار مفاجئ من البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة
  • قبل قرار البنك المركزي.. أسعار الفائدة على شهادات ادخار بنك مصر