رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
جابر حسين العماني
jaber.alomani14@gmail.com
أصبحت الشعوب العربية والإسلامية على قدر عالٍ من الوعي والإدراك، لما يحاك لها ولمقدساتها من الظلم والجور والاستبداد، وهي قادرة بإيمان وقوة وشجاعة أبنائها الأحرار على وضع الحدود المناسبة للهمجية الصهيونية والغربية، التي لا زالت تستنزف دماء الأبرياء من النساء والأطفال في غزة وفلسطين.
إسرائيل اليوم ليست كما رُوِّجَ لها سابقًا، فهي لا تقوى على فرض هيمنتها على شعوب منطقتنا العربية والإسلامية، فهي أهون من بيت العنكبوت، وعهد هيمنتها وسيطرتها على الشعوب العربية والإسلامية وفرض الرأي عليها قد ولى بلا رجعة، ذلك أن الشعوب العربية والإسلامية أصبحت تمتلك المقاومة الشريفة التي فرضت وجودها وشجاعتها للدفاع عن المقدسات الإسلامية.
وتسارع الأحداث العالمية تجاه حرب غزة الأبية كشف للعالم أجمع أن إسرائيل ليست هي القوة التي لا تقهر، فتلك أكذوبة إعلامية مارسها وروجها الإعلام الغربي، وسرعان ما بددها المقاومون الأحرار في غزة والعراق ولبنان واليمن، بل وكل أحرار العالم، فكان المجاهدون ولا زالوا هم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، قهروا بصمودهم وإيمانهم وشجاعتهم وبسالتهم أنواع الذل والهوان والخنوع للمستكبرين والمتغطرسين من الصهاينة والمتصهينين.
لقد أصبحت القوة الإسرائيلية التي لا تُقهر، حالها حال سفينة تايتنك، التي روج لها الإعلام الغربي على أنها لا تغرق ولكنها بقدرة الله تعالى وقوته غرقت، وكانت نهايتها في أول الصباح الباكر عند بزوغ شمس يوم الخامس عشر من أبريل عام 1912 في المحيط الأطلسي، وأمام أنظار العالم، وبعد أربعة أيام فقط من بداية رحلتها الأولى من ساوثهامپتون إلى مدينة نيويورك، وبذلك سقطت خرافة السفينة التي لا تغرق، فما أعظم الإيمان بالله والتوكل عليه في سحق الظلم والجور ونصرة القضايا الإسلامية أينما كانت قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38].
وما يقوم به المجاهدون اليوم تجاه القضية الفلسطينية العادلة من شجاعة واستبسال وإقدام، أثبت للعالم أجمع أن الكيان المغتصب ما هو إلّا أكاذيب وخرافات إعلامية صدقها العالم، وأن القوة الفعلية التي لا تقهر هي القوة الإيمانية التي سخرها الله تعالى للمجاهدين المناضلين الأحرار، والتي استمدوها من عمق قضيتهم العادلة، فأصبحوا بذلك لا يهابون الموت وسوح القتال، فكانت النتيجة الحاسمة والمباركة هي القضاء على فكرة الجيش العظيم الذي لا يُقهر، والذي أصبح اليوم أضحوكة للعالم أجمع، قال تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [آل عمران: 126].
إنَّ مصير إسرائيل وأدواتها وقوتها المزعومة والمغشوشة باتت كأوراق متطايرة تذهب بها الريح حيثما تشاء، مما جعل قادتها يرتعدون خوفًا مما يشاهدونه من بطولات إيمانية ضارية وحاسمة، على أرض غزة وسمائها وأنفاقها، وكما قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مُصرحًا ومُعترفًا أمام العالم أجمع عن يوم انطلاق العملية الجهادية بأنه "سيبقى يومًا أسود في تاريخ الشعوب، والأفظع للشعب اليهودي منذ المحرقة النازية".
وهنا يجب على إسرائيل والقوى الغربية الداعمة للكيان الغاصب، أن تعلم أن أمة التوحيد هي الوحيدة التي تمتلك السلاح الأعظم الذي لا يقهر، وهو سلاح الإيمان بالله الواحد الأحد، ذلك السلاح المدوي الذي لا يمتلكه أحد إلا وظفر وانتصر، وسطر الانتصارات العظيمة والمتتالية، فلا داعي للتكابر وفرض القوة الإجرامية والوحشية على النساء والأطفال وكبار السن الذين لا ذنب لهم ولا حيلة، قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82].
يقول الكاتب الإسرائيلي آري شبيت في مقال نشرته صحيفة هاآرتس العبرية: "يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال"، هكذا هو منطق المثقف الإسرائيلي الذي بات يعلم جيدا أهمية النتائج المترتبة من الحرب على غزة، وهي أن إسرائيل لاحول ولا قوة لها إلا الاعتراف بالنصر المؤزر للمقاومة الإسلامية التي لا زالت تسطر الانتصارات من مسافة الصفر.
ختامًا.. إن الشعوب العربية والإسلامية الشريفة لا زالت توجه الرسائل الواضحة والمتكررة إلى إسرائيل ومن فيها من الصهاينة والمتصهينين المناصرين لها، من أهل الغدر والنفاق، كفو عن قتل الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن، فذلك لا يعني أنكم أقوياء، ومن أراد القوة والقتال فليواجه المجاهدين الأبطال في المقاومة الإسلامية، وليس انتهاك البيوت الآمنة وقتل النفوس البريئة التي لا ذنب لها، وإلا ستتوالى عليكم المحن كقطع الليل المظلم، وستكون نهايتكم أقرب لا محالة في ذلك.
ومهما طال الزمن إلا أنَّ النتيجة ستكون كما قال خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام العادل علي بن أبي طالب: "دَوَامُ اَلصَّبْرِ عُنْوَانُ اَلظَّفَرِ وَاَلنَّصْرِ".
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نشأت أبوالخير يكتب: القيامة رجاء الشعوب في الخلود والحياة الأبدية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حين خلق الله أدم ووضعه فى جنة عدن وأوصاه أن يأكل من جميع أشجار الجنة، ماعدا شجرة معرفة الخير والشر نها عن الأكل منها محذرا أياه " كما جاء فى الاصحاح الثالث من سفر التكوين "يوم أن تأكل منها موتا تموت فما كان من أدم وأمرته حواء أن أكلا من الشجرة المحرمة وكسرا وصية الرب،فأخرجه الرب من الجنة، ومن هنا كان لابد من عدل الله أن يأخذ مجراه بموت أدم، وفى نفس الوقت لابد ان رحمته ومحبته ألا يموت أدم.
ومن هنا كانت المعضلة التي وقفت البشرية على مدار تاريخها وأجيالها عاجزة أن تجد حلا لها
يقول بولس الرسول فى رسالته الى أهل رومية 5: 12 "من أجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت، وهكذا أجتاز الموت الى جميع الناس،" الجميع زاغوا وفسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد رومية 3:12" اذ أخطأ الجميع وعلى مدى تاريخ البشرية لم يستطيع أحد أن يحل هذه المعضلة
وتعاقبت الأجيال الطويلة المظلمة والسماء تحتفظ بصمتها حيال الأرض، فلا رسالة ولا أعلان للناس والبشرية أشبه بغريق هوى فلم يكن أمامه من أمل الا حين لاح أمامه فلك النجاة والفلك كان المسيح، عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد "1تى 3: 16" فقد يتصور البعض ان المسيح مجرد انسان عادى ونحن أكسبناه مقاما الهيا، لكن الحقيقة الله ظهر فى شكل انسان " وهو قادر على كل شىء " من أجل التجسد والفداء وخلاص البشرية كلها لتنال الحياة الابدية، وخلاصها من خطية ادم الوراثية، فالمسيح هو ذاته الله الكلمة فلما شاء ان يقوم بمهمة الفداء على الارض أتخذ جسدا " يو 1: 14" والتجسد كان من أجل الفداء والخلاص
جاء يسوع الى عالمنا وولد فى بيت لحم وتحققت جميع النبوءات فتجسد الله هو بالحقيقة سر التقوى، فطبيعتنا فسدت بعد سقوط أدم وحواء وكان لابد من تجديدها وأعادة خلقه للانسان وصنعه مرة ثانية ، فما كان من الممكن ان يتم هذا التجديد الا بسكنى الله فى قلوبنا وتقديسه لطبيعتنا من الداخل وهذا سر الاسرار فى المسيحية، أن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة "2 كو 5: 17" فالتجسد لا يضر بقداسة الله ولكنه بالحرى اساسي لقداستنا نحن، ولقد شاء الرب فى تواضعه ان ينزل الى العالم فى يوم غير معروف لم تحتفل به البشرية، ولكن أحتفلت بميلاده الملائكة وجماعة من الرعاة والمجوس والنجم الذى ظهر فى المشرق وأحتفلت العذراء مريم ويوسف النجار فى صمت وهدوء وفى فقر فى مزود بقر، والشعب الذى جاء المسيح منه لم يحتفل به الى خاصتة جاء وخاصته لم تقبله "يو 1: 11 "، النور الذى أضاء فى الظلمة والظلمة لم تدركة " يو 1: 5".
كان ميلاد يسوع المسيح بركة للعالم ولم يشعر العالم بالبركة فى وقتها وبدأنا نحس بهذة البركة فيما بعد حينما قدم هذا المولود الخلاص للعالم كله، اذ دعى أسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم مت 1: 21، كان مولده ميلادا لعصر الحب الذى أحب الله فيه العالم حتى المنتهى حتى بذل ذاته عنا، ليس لأحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه من اجل أحبائة يو 15: 13، أن الله لا يشاء موت الخاطى فكيف يحيا الانسان وهو محكوم عليه بالموت بعد ان سقط فى الخطيئة لان أجرة الخطية هى موت " رو 6: 23 "، الحل لا يكمن فى مسامحة أدم لان هذا يتعارض مع عدل الله كذلك لا يكون الحل فى ان يميت الله أدم لان هذا يتعارض مع رحمة الله ومع حكمته وكرامته ومحبته، فكان الحل فى الفداء ان يموت أخر عوضا عن أدم فيأخذ العدل مجراه وتأخذ الرحمة طريقها مع حياة أدم، ولا يصلح اى شخص لهذة المهمة غير يسوع المسيح لانه الشخص الذى تتحقق فيه المواصفات اللازمة لذلك أن يكون إنسان، أن يموت، أن يكون غير محدود، أن يكون بلا خطية ( من منكم يبكتنى على خطية يو 8: 46 )، ان يكون خالقا وهذه الصفات لا تتوفر الا فى شخص يسوع المسيح، فجاء يسوع وتجسد وصلب ومات ودفن وقام من الاموات بقوته الذاتية وبجسد نورانى، قام ولم يمت مثل من قاموا قبله او بعده ولن يموت الى الابد، وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطلة ايضا ايمانكم 1 كو 15: 14، ففى الصليب تم الفداء وقدم الخلاص للبشرية جمعاء فالقيامة المجيدة قد اثبتت ألوهية المسيح له كل المجد " فعقيدة الثالوث القدوس عقيدة اساسية فى الايمان المسيحى وعقيدة الصلب والفداء والخلاص حجر الزاوية فى العقيدة المسيحية "لانه بدون سفك دم لا يحصل مغفرة عب 9: 22 ( ويسوع ) ليس بأحد غيره الخلاص اع 4: 12"، لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله بل اخلى نفسه اخذا صورة عبد وأن ظهر فى الهيئة كإنسان أطاع حتى الموت موت الصليب " فى 2: 6 " ولكن الكل من الله الذى صالحنا لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة اى أن الله كان فى المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسبا لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة “2 كو 5:18 ”.
ففى الصليب تم الفداء والخلاص، فالصليب عند الهالكين جهالة اما عندنا نحن المخلصين قوة الله للخلاص 1 كو 1: 18، لذا نجد بولس فيلسوف المسيحية العظيم لم يجد شىء يفتخر به لا نسبه ولا حسبه ولا جنسيته ولا مكانته اعظم من ان يفتخر بصليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح قائلا: "حاشا لى أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح غل 6: 14 فهو ميراث الامم وبه كانت القيامة رجاء الشعوب فى الخلود والحياة الابدية السعيدة".