نتنياهو يشكل فريقا سريا لوضع تصورات حول اليوم التالي لحرب غزة
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
شكل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "فريقا سريا" بقيادة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي لبحث ما يسمى بالخطاب الإسرائيلي بـ"اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة.
ويضم الفريق سياسيين ودبلوماسيين وجهات أمنية، ومهمته وضع تصورات حول مسألة السيطرة على قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع، والجوانب المتعلقة بجبهة المواجهة مع حزب الله.
ووفقا لـ"القناة 13" العبرية، فإن الفريق السري الذي شكله نتنياهو بقيادة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، بالإضافة إلى عسكريين وعناصر من الموساد وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وذلك في ظل الضغط الأمريكي على "إسرائيل" لوضع تصور لليوم "التالي" للحرب.
وأشار التقرير إلى أن "سفير إسرائيل لدى واشنطن مايك هرتسوغ يشارك بانتظام في مداولات الفريق الخاص عبر خط آمن"، موضحة أن الفريق اجتمع بالفعل أربع مرات في الأسابيع القليلة الماضية، ولفتت إلى "توقعات بعقد جلسة لإجراء مناقشات موسعة بهذا الشأن خلال الأسبوع الجاري".
ونقلت القناة العبرية عن مسؤول إسرائيلي رفيع (لم تسمه)، قوله إن "إسرائيل أبلغت الإدارة الأمريكية بتشكيل هذا الفريق الخاص؛ بالنسبة لإدارة بايدن، من المهم أن تقدم تل أبيب خطة لليوم التالي"، مشيرا إلى أنه سيتم عرض التصورات التي سيضعها الفريق الخاص، على مجلس الوزراء للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت).
وفي حين تؤكد المصادر أن هذه العملية لا تزال في "طور طرح الأفكار" أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه سيصر على سيطرة أمنية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة بعد الحرب، وفقا لنموذج الضفة الغربية، بمعنى أن تكون لجيش الاحتلال الحرية العملياتية لتنفيذ هجمات جوية وبرية في قطاع غزة.
وخلال المداولات التي عقدها الفريق الخاص الذي شكله نتنياهو، قال ديرمر، المقرب من نتنياهو، "يجب أن يكون هناك تغيير جذري في السلطة الفلسطينية ونظامها التعليمي؛ بدون هذه التغييرات الثقافية ستجد إسرائيل نفسها في مواجهة سكان معادين".
بدوره، قال "منسق عمليات الحكومة في المناطق" الفلسطينية، غسان عليان، الذي يشارك في مداولات "اليوم التالي" لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها سلطات الاحتلال على غزة، إن "الجهود الإنسانية في القطاع يجب أن تستمر، ويجب مناقشة كافة القضايا المتعلقة بالنظام الفلسطيني في وقت لاحق".
من جانبه، قال رئيس شعبة الشؤون الإستراتيجية في الجيش الإسرائيلي، إليعازر توليدانو، "ستكون هناك فجوة زمنية كبيرة بين هزيمة حماس والقمع الكامل لجيوب المقاومة، وخلال هذه الفترة سيكون من الصعب إعادة إعمار القطاع من الناحية الثقافية لأن العمليات العسكرية ستستمر على نطاق واسع".
في حين قال هنغبي: "هناك احتمال كبير أننا سنحتاج إلى تعاون السعودية والإمارات في بناء البنية التحتية وفي تعاونهما لمنع حرب مستقبلية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال نتنياهو غزة حماس حماس غزة نتنياهو الاحتلال سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الفریق الخاص قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يعمق أزمته مع الأمن الإسرائيلي.. هل يستغل الإخفاقات لتصفية معارضيه؟
تشهد الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل اضطرابات متزايدة مع استمرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في اتخاذ قرارات مثيرة للجدل تستهدف قيادات الأجهزة الأمنية.
وتأتي هذه التحركات وسط اتهامات موجهة إليه باستغلال الإخفاقات العسكرية والأمنية خلال حرب غزة التي اندلعت في أكتوبر 2023 كذريعة للتخلص من معارضيه. ومع تسارع الأحداث، يثار تساؤل حول ما إذا كان نتنياهو يخطط للانفراد بالسلطة وإقصاء معارضيه بحلول عام 2025.
البداية.. إقالة يوآف جالانتبدأت الأزمة بإقالة وزير الدفاع يوآف جالانت في نوفمبر 2023 بعد انتقادات وجهها لإدارة نتنياهو لحرب غزة. هذه الخطوة اعتبرها مراقبون تحركًا متعمدًا لتصفية معارضيه داخل الحكومة. تلتها ضغوطات على رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، المكلف بالتحقيق في الإخفاقات الأمنية المتعلقة بهجوم حماس المفاجئ، مما يعكس استراتيجية نتنياهو لإلقاء اللوم على القيادات الأمنية لتجنب المساءلة السياسية.
وفي نهاية نوفمبر 2023، ألمح هرتسي هاليفي إلى عزمه الاستقالة بعد انتهاء التحقيقات المتعلقة بحرب غزة والخسائر الناتجة عن الهجوم على لبنان. إلا أن هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا، حيث تعرض لضغوط مكثفة لمنعه من الاستقالة، بهدف عدم تمكين نتنياهو من تعيين رئيس أركان جديد يتماشى مع سياساته.
وفقًا لتقارير صحيفة “هآرتس”، نفّذ هاليفي العديد من أوامر نتنياهو خلال الحرب تحت ضغط، ليُحمَّل بعدها مسؤولية الإخفاقات. يُعتقد أن هذه السياسة تهدف إلى تقويض معارضي نتنياهو وتعزيز سلطته لتحقيق أجندته التوسعية.
بين الحقائق والضغوطنشب خلاف بين نتنياهو وهاليفي بعد إعلان الأخير تشكيل لجنة تحقيق داخلية لتقييم إخفاقات 7 أكتوبر. أثار التقرير المحايد الذي قدمه هاليفي انتقادات حادة لنتنياهو، مما دفع الأخير لمحاولة وقف التحقيق. إلا أن المستشارة القضائية للحكومة أكدت قانونية تحقيق هاليفي واعتبرته التزامًا بمبادئ الجيش الإسرائيلي.
تقرير التحقيق أشار إلى قصور كبير في التنبؤ بهجوم حماس، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 3000 إسرائيلي وأسر 251 آخرين، إضافة إلى تدمير مواقع عسكرية حساسة. مع ذلك، رفض نتنياهو تحمل المسؤولية السياسية عن الإخفاقات وركّز على إلقاء اللوم على الجيش والمخابرات.
وضمن سلسلة الإجراءات المثيرة للجدل، أمر وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس بتعليق الترقيات العسكرية حتى انتهاء التحقيقات في يناير 2025. يُظهر هذا القرار تدخل القيادة السياسية المباشر في شؤون الجيش، مما يعكس هيمنة نتنياهو على القرارات الاستراتيجية.
وتحركات نتنياهو لإقالة معارضيه داخل الأجهزة الأمنية تثير مخاوف بشأن مستقبله السياسي. فبينما يستغل الإخفاقات الأمنية لتبرير قراراته، يواجه انتقادات داخلية متزايدة واحتجاجات شعبية تدعو لاستقالته. امتناعه عن تشكيل لجنة تحقيق رسمية يؤكد مخاوفه من المساءلة القانونية، خصوصًا في ظل تدني شعبيته داخل المجتمع الإسرائيلي.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن نتنياهو يسعى لتصفية معارضيه داخل الأجهزة الأمنية لتعزيز قبضته على السلطة. ومع اقتراب عام 2025، يبقى السؤال: هل تنجح استراتيجياته في تحييد خصومه، أم أن الاحتجاجات الشعبية والضغوط الداخلية ستؤدي إلى إضعاف سلطته؟