الجزيرة:
2024-11-07@10:04:01 GMT

ماذا ينتظر الاقتصاد المصري بعد الانتخابات الرئاسية؟

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

ماذا ينتظر الاقتصاد المصري بعد الانتخابات الرئاسية؟

يتوقع المستثمرون أن تضطر مصر إلى تخفيض "مؤلم" لسعر صرف الجنيه، بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الجارية، وفق بلومبيرغ.

ويحظى الاقتصاد المصري المتعثر بدعم قيمته بعشرات المليارات من الدولارات من صندوق النقد الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي، لكن أداء سنداتها الخارجية أشار إلى ضائقة خلال معظم السنة الماضية.

ومن المرجح أن تحتاج مصر إلى مزيد من الخفض في قيمة الجنيه للحصول على المزيد من التمويلات للإنقاذ.

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن مصر "سوف تنزف" احتياطاتها الثمينة ما لم تخفض قيمة عملتها مرة أخرى، حسبما نقلت عنها بلومبيرغ، لكنها عادت وقالت في نوفمبر/تشرين الثاني إن الصندوق "يدرس بجدية" زيادة محتملة لبرنامج القروض لمصر بسبب الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق ما أفادت رويترز.

دعم وفق "مأساة" غزة

يقول رئيس قسم أصول الدخل الثابت في شركة أرقام كابيتال المحدودة في دبي، عبد القادر حسين إن السوق يتوقع دعم صندوق النقد الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي، وربما حتى دعم الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، بعد الانتخابات الرئاسية، بناء على تطور "مأساة" غزة، على حد تعبيره.

وتُعد مصر ثاني أكبر مقترض من صندوق النقد الدولي بعد الأرجنتين المتخلفة عن السداد.

وتتزايد التوقعات أيضًا بأن مصر سوف تحصل على المزيد من الأموال من حلفائها في مجلس التعاون الخليجي، وحتى الغرب، إذ يصبح البلد بوابة أساسية لوصول المساعدات إلى قطاع غزة الذي تشن عليه إسرائيل حربا مدمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقب إطلاق عملية "طوفان الأقصى" من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

لكن الشرط الأساسي الأكثر أهمية للحصول على مزيد من التمويل -وفق بلومبيرغ- هو تخفيف الضوابط المفروضة على سوق الصرف الأجنبي، إن لم يكن تحريرا كاملا للجنيه المصري.

ويراهن المتعاملون في سوق المشتقات المالية على أن مصر ستضطر إلى السماح للجنيه بالانخفاض 40% خلال السنة المقبلة، ليتراجع سعر صرفه إلى أكثر من 50 جنيها مقابل كل دولار، من 30.93 دولارا حاليا، وذلك بعدما فقد نحو نصف قيمته منذ مارس/آذار 2022.

من جانبه، يتوقع رئيس الإستراتيجية الكلية في "إف آي إم بارتنرز"، تشارلز روبرتسون خفض قيمة العملة المصرية 20% قبل الحصول على تمويل أكبر من صندوق النقد الدولي، معتبرا ذلك احتمالا إيجابيا بالنسبة للسندات المصرية المقوَّمة بالدولار، وربما الأسهم كذلك.

أداء السندات

بالنسبة للسندات الخارجية، يبقى سؤال حول ما إذا كانت مصر قادرة على إنجاز كل ما هو مطلوب لمعالجة اضطرابات أسواقها الاقتصادية والمالية.

يشار إلى أن توقع الأسواق -خلال الأسبوع الماضي- بأن تسعى مصر إلى رفع قيمة العملة، أدى إلى انخفاض العائد الذي يطلبه المستثمرون للاحتفاظ بالسندات المصرية المقوّمة بالدولار، بدلا من سندات الخزانة الأميركية إلى ما دون عتبة ألف نقطة أساس (10%) التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها مؤشر على أزمة اقتصادية.

ويرى أدريان دو توا، مدير الأبحاث الاقتصادية للأسواق الناشئة في أليانس بيرنستين، ومقره لندن، أن أداء السندات المصرية المقوّمة بعملات أجنبية كان جيدًا، بناء على توقعات بأنه بمجرد زوال المخاطر المتعلقة بالانتخابات، ستكون لدى الحكومة المصرية مساحة أكبر للمناورة وسيستجيب صندوق النقد الدولي نوعًا ما للاحتياجات التمويلية لمصر.

إدمان المال الساخن

يعد إدمان مصر المال الساخن سببًا أساسيًّا في أزمتها الحالية، إذ تتدفق هذه الأموال إلى الأسهم والسندات بنفس السرعة التي يمكن أن تغادر بها.

وعرضت مصر منذ فترة طويلة بعضا من أعلى أسعار الفائدة الحقيقية في العالم من أجل جذب النقد الأجنبي اللازم لسد العجز، ما جعل البلاد تحت عبء ديون مرهق.

ويتجاوز الدَّين في مصر 90% من ناتجها المحلي الإجمالي، كما أن لدى الحكومة المصرية عبء ديون أعلى من معظم أسواق ناشئة أخرى منها الأرجنتين والبرازيل والهند وباكستان وجنوب أفريقيا والمكسيك ونيجيريا وتركيا.

واضطرت مصر، على مدى العقد الماضي، إلى تخصيص أكثر من نصف دخلها الضريبي لدفع الفوائد على ديونها، وفي الفترة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول من هذا العام، بلغت تكاليف الفائدة أكثر من 1.5 مرة ما تم جمعه من الضرائب، بحسب بيانات من وزارة المالية.

وكانت هذه الإستراتيجية مستدامة فقط طالما استمر رأس المال في التدفق، ومع الحرب بين روسيا وأوكرانيا عام 2022، لم تتوقف الأموال الساخنة فحسب، بل انعكس اتجاهها إلى خارج البلد مع ارتفاع التضخم على الواردات الأكثر تكلفة من السلع الأساسية الرئيسية، من القمح إلى النفط، وتراجع صافي تدفقات استثمارات المحفظة إلى 3.8 مليارات دولار في السنة المالية 2022/ 2023، من 21 مليار دولار في الفترة عليها.

وتحاول مصر منذ ذلك الحين إعادة اقتصادها إلى المسار الصحيح وجذب المستثمرين مرة أخرى إلى البلاد، لكن وكالتي فيتش للتصنيف الائتماني وموديز لخدمات المستثمرين خفّضتا التصنيف الائتماني للبلاد في الأشهر الأخيرة، بسبب النقص المستمر في العملات الأجنبية والديون الباهظة الكُلفة.

وأدت هذه المخاطر، مع ارتفاع الفائدة العالمية، إلى حرمان مصر من الدولارات التي تحتاجها لدفع مقابل السلع الأساسية المستوردة، وأجبرتها على تخفيض قيمة العملة.

ويشير الاتساع الكبير بين سعر صرف الدولار في السوقين الرسمية والموازية إلى ضغوط متزايدة، ما يؤكد الحاجة إلى تخفيضات إضافية لقيمة العملة، حسبما كتب الإستراتيجيون في دويتشه بنك، ومنهم كريستيان فيتوسكا، في مذكرة بتاريخ 6 ديسمبر/كانون الأول.

وتوقعوا أن تتم جولة جديدة من تخفيض قيمة العملة بعد الانتخابات الرئاسية وقبيل الانتهاء من مراجعات صندوق النقد الدولي في أوائل عام 2024.

وسجل ميزان المدفوعات في مصر فائضًا بقيمة 882.4 مليون دولار خلال السنة المالية 2023/2022، بعد عجز قيمته 10.5 مليارات دولار في السنة المالية السابقة عليها، بسبب القيود التي فرضتها الحكومة على الاستيراد من الخارج بسبب شح الدولار، وفق بيان للبنك المركزي المصري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسیة صندوق النقد الدولی قیمة العملة دولار فی

إقرأ أيضاً:

أحمد الأشعل يكتب: المصريون في صندوق النقد الدولي.. أدوار قيادية تبرز كفاءة الخبرات المصرية

تعد العقول المصرية في الخارج أحد أكبر الثروات الوطنية التي تستفيد منها مصر، حيث أثبت العديد من الكفاءات المصرية أنها قادرة على المنافسة العالمية وتحقيق إنجازات بارزة في شتى المجالات. تأتي هذه العقول من خلفيات متنوعة تجمع بين العلوم والاقتصاد والهندسة والسياسة، وقد شقت طريقها إلى المناصب القيادية في المؤسسات الدولية، مظهرة مدى القدرة المصرية على التأثير في القرارات العالمية.

من بين المؤسسات التي شهدت حضورًا مميزًا للمصريين على مدار الأعوام، صندوق النقد الدولي، والذي يُعتبر واحدًا من أهم المؤسسات المالية العالمية التي تضع السياسات الاقتصادية وتقدم الدعم المالي للعديد من دول العالم. وكان للكوادر المصرية مكانة مرموقة داخل هذا الصندوق، مما يعكس مستوى الثقة والكفاءة الذي تتمتع به هذه العقول. ولعل من أبرز الأسماء التي ارتبطت بالصندوق في السنوات الأخيرة، يأتي الدكتور محمود محيي الدين والدكتور محمد معيط، وهما مثالان ساطعات على قدرة مصر على تقديم خبرات عالمية تتولى مسؤوليات كبرى على الصعيد الدولي.

الدكتور محمود محيي الدين يعد من الشخصيات المصرية التي لمعت على الساحة العالمية، حيث شغل منصب المدير التنفيذي لمجموعة الدول العربية في صندوق النقد الدولي، وأيضاً كان النائب الأول لرئيس البنك الدولي، ما يعد تكريمًا وتقديرًا لخبراته الواسعة في مجال الاقتصاد الدولي والتنمية المستدامة. استطاع محيي الدين خلال مسيرته المهنية أن يسهم بشكل فعّال في صياغة سياسات اقتصادية تهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية في الدول النامية، خصوصاً في المنطقة العربية والقارة الإفريقية. كانت رؤيته قائمة على تعزيز الشراكات الاقتصادية وتطوير الأدوات المالية التي تساهم في تحقيق النمو المستدام وتحسين مستوى المعيشة في تلك الدول. كما عمل محيي الدين على دعم برامج الإصلاح الاقتصادي في عدة دول، ما أكسبه سمعة عالمية كشخصية اقتصادية بارزة تسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.

بعد مسيرة محمود محيي الدين المتميزة، جاء الدكتور محمد معيط ليضيف فصلًا جديدًا في تاريخ التميز المصري في المؤسسات المالية العالمية. معيط الذي يمتلك خلفية علمية عميقة وتجربة عملية واسعة في مجال الاقتصاد والمالية العامة، شغل مناصب قيادية في الحكومة المصرية كان من أبرزها وزير المالية، حيث قاد العديد من الإصلاحات المالية التي ساعدت في تحسين الوضع المالي لمصر. انتقال معيط إلى صندوق النقد الدولي يعكس الثقة التي يوليها المجتمع الدولي للكفاءات المصرية، كما يمثل استمرارية للتأثير المصري على الساحة الاقتصادية العالمية.

تولى الدكتور معيط في صندوق النقد الدولي مسؤوليات هامة تمكنه من تقديم رؤى حول السياسات المالية والإصلاحات الضرورية للدول التي تحتاج إلى مساعدة الصندوق، بما في ذلك تحسين الإدارة المالية وتقوية الاقتصاديات الوطنية. خبراته وتجربته العملية السابقة كانت عوامل رئيسية في تعزيز دوره في تقديم النصائح المالية للدول التي تواجه تحديات اقتصادية، وقد نجح بفضل إسهاماته في دعم عمليات الإصلاح المالي في مصر، حيث قاد جهوداً لتحسين كفاءة الإنفاق العام، وتطوير نظام التحصيل الضريبي، وتقليل عجز الموازنة العامة.

تواجد هذه الشخصيات المصرية في مناصب رفيعة بصندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات العالمية لا يعود بالفائدة على مصر من حيث الارتقاء بمكانتها الدولية فحسب، بل له تأثير إيجابي على نقل الخبرات والمعرفة التي يتم اكتسابها في تلك المؤسسات إلى الداخل المصري. تتيح هذه التجارب لقيادات مصرية، مثل محيي الدين ومعيط، الاطلاع على أحدث الممارسات الاقتصادية العالمية ومواجهة تحديات مختلفة تمكنهم من جلب حلول مبتكرة وشاملة للمشاكل الاقتصادية التي قد تواجه مصر.

إضافة إلى ذلك، يلعب هؤلاء الخبراء دوراً غير مباشر في تعزيز صورة مصر كدولة قادرة على تقديم كوادر ذات كفاءة عالمية، وتعد هذه التجارب أيضًا حافزاً للشباب المصري، حيث يرون نماذج مصرية ناجحة تساهم في صنع قرارات عالمية تؤثر على الاقتصاد العالمي. كذلك، فإن هؤلاء القادة يرسخون صورة إيجابية لمصر كمصدر للكوادر المؤهلة على أعلى مستوى، القادرة على تقديم أفكار وإسهامات تؤثر في القرارات الاقتصادية العالمية.

في الختام، إن تواجد العقول المصرية على الساحة الدولية، وخاصة في مناصب قيادية داخل مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي، هو دليل قوي على أن مصر لديها إمكانيات بشرية هائلة قادرة على تحقيق إنجازات عظيمة. إن مساهمات شخصيات مثل الدكتور محمود محيي الدين والدكتور محمد معيط لا تعكس فقط قدراتهم الفردية، بل هي شهادة على قدرة مصر على تطوير كوادر يمكنها تقديم إضافة ملموسة على الصعيد العالمي، وتؤكد أن العقول المصرية، عند تمكينها، تستطيع أن تنافس وتتفوق على المستوى الدولي.

مقالات مشابهة

  • كيف يكون 2025 عاما للتعافي والنمو المتسارع للاقتصاد المصري؟
  • رئيس الوزراء يكشف كواليس مراجعة صندوق النقد الدولي الرابعة على الاقتصاد المصري
  • رئيس الوزراء: برنامج الحكومة لدى صندوق النقد الدولي وضعته الدولة المصرية
  • رئيس الوزراء: مديرة صندوق النقد الدولي هنأت الدولة المصرية على وجود مرونة في سعر الصرف
  • رئيس الوزراء: نسعي لعودة الاقتصاد المصري إلى معدل النمو المتسارع
  • كيف تنظر المؤسسات الدولية إلى الاقتصاد المصري؟.. «الأوروبي لإعادة الإعمار الأكثر تفاؤلا»
  • خبير يتوقع موافقة صندوق النقد الدولي على مد أجل بعض مستهدفات برنامج الإصلاح الاقتصادي
  • بدء المراجعة الرابعة لصندوق النقد الدولي اليوم: الحكومة المصرية تؤكد عدم فرض أعباء جديدة على المواطنين
  • مدير صندوق النقد الدولي: أعبر عن احترامي للرئيس السيسي والشعب المصري
  • أحمد الأشعل يكتب: المصريون في صندوق النقد الدولي.. أدوار قيادية تبرز كفاءة الخبرات المصرية