قناة السويس القديمة.. معجزة ملاحية ربطت العالم
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
كان «خليج السويس» يحمل أهمية كبرى عند مصر القديمة وإمبراطوريتها التي دامت لآلاف الأعوام؛ حيث لم تكن طريقًا تجاريا وحسب، بل إن أهميته تعود لكونه خط دفاع للمملكة المصرية تجب حراسته دوما، وهو الذي شهد غزو كل من «قمبيز» ملك الفرس و«الإسكندر الأكبر» المقدوني. هكذا، لم تكن سياسةُ مصر القديمة حيال قناة السويس تدورُ حول الاقتصاديات وحدها.
وقد ذُكِرت قناة السويس القديمة في عدد من المتون التاريخية؛ فكانت أول وثيقة صريحة عن قناة للملاحة تربط بين البحرين الأحمر والأبيض بوساطة النيل هو المتن المشهور الذي أورده المؤرخ «هيردوت» في كتابه الثاني من تاريخه العام.
ويورد الملحق الخاص بقناة السويس في موسوعة مصر القديمة ما جاء في ملحمة «الأودسي» المنسوبة للشاعر الإغريقي «هومر»؛ فقد جاء في سياق كلام بطل الملحمة «منيلاس» الذي يقول: «وبعد ثماني سنوات عُدت إلى وطني وقد جبت «قبرص» و«فنيقيا» و«مصر» وزرت كلًّا من الإثيوبيين والصيديين، والأرميس -سكان الكهوف- واللوبيين جميعهم، وقد استنبط «استرابون» أن «منيلاس» قد مر بسفنه في القناة النهرية التي كانت تجري في زمنه بين النيل والبحر الأحمر.
تقول الموسوعة: وقد اعترض بعض المؤرخين المحدثين على صحة هذا الخبر مُدَّعِين أن «استرابون» قد بالغ في قدم حروب «طروادة»، غير عالمين أن الحفائر الحديثة في موقع «طروادة» القديمة الواقعة على ساحل «آسيا الصغرى» قد برهنتْ على أن تاريخ هذه الحروب يرجع إلى ما قبل القرن الحادي عشر قبل الميلاد بكثير، وسَنَرَى بعدُ أنَّ هذه القناة على حسب الروايات القديمة التي وصلتْ إلينا قد حفرت في بداية الألف الثانية قبل الميلاد، وعلى هذا الزعم يُصبح من الجائز جدًّا أن «منيلاس» كان قد مَرَّ بقناة «السويس» في رحلته على الرغم مِن أنه لم يذكر لنا ذلك صراحةً في كلامه.
وكان «هردوت» قد عاش في زمن كانت القناة فيه مفتوحة للتجارة؛ ويتحدث عن «بسمتيك الأول» مؤسس عهد النهضة في «مصر» وعن «نكاو» ابنه الذي كان أُسطوله سيد بحار العالم في التجارة والحرب في نهاية القرن السابع وباكورة القرن السادس قبل الميلاد.
وقد جاء في المنتن أن الملك «بسمتيك» ابنٌ يُدعَى «نكاو» خَلَفَه على العرش «وكان هو أولَ مَنْ بدأ حَفْرَ القناة التي تجري لتصب في البحر الأحمر، وكان «دارا» ملك الفرس ثاني ملك اهتم بها، وكان طولُها أربعةَ أيام بالسفينة، وكانت تتسعُ لسير سفينتين فيها متحاذيتين، وكان ماؤُها يخرج من النيل من فوق مدينة «بوبسطة» -الزقازيق- بمسافة قليلة، وتمر بمدينة «باتوم»، وتسيرُ لتصب في البحر الأحمر؛ وتبتدئ فتحة هذه القناة في ريف «مصر»، وتستمر جارية في أعلى هذا الريف محاذية جبل المحاجر المجاور لمدينة «منف».
وهكذا، فإن هذه القناة الطويلة التي تجري من الغرب إلى الشرق تَمُرُّ بسفح الجبل السالف الذكر، ومِنْ ثم تجري مخترقةً الأودية الصغيرة التي تحملُها من الجبل حتى خليج السويس، وأقصر وأسهل طريقٍ للصعود من البحر الأبيض المتوسط إلى بحر الجنوب المسمى البحر الأحمر هو من جبل «كاسيوس» الذي يفصل مصر عن آسيا.
وفي أثناء انشغالِ «نكاو» بالقناة المذكورة مات فيها مائة وعشرون ألف مصري، وقد أمر بوقف العمل بسبب ذلك، وكذلك نزل عليه وحيٌ معترضًا سير العمل فيها، قائلًا: «إن همجيًّا سينجزها.» وقد كان المصريون يسمون كل الأمم التي لا تتكلم لغتهم همجًا.
كما ذكر «أرسطو» في موضع آخر: « نحن نعتبر أقدم البشر هؤلاء المصريين الذين تَظهر كل بلادهم قاطبة من عمل النيل، ولا تعيش إلا به، وهذه الحقيقةُ تفرضُ نفسها على أيِّ فردٍ يجوبُ هذه البلاد، ولدينا شاهدٌ ظاهرٌ نجده في إقليم بحر «إريتري» -البحر الأحمر- والواقع أن أحد الملوك شرع في القيام بحفر البرزخ، فإن جَعْل هذا الممر صالحًا للملاحة كان له فائدةٌ عُظمى، والظاهرُ أنَّ «سيزوستريس» هو أول الملوك القدامى الذين تَبَنَّوْا هذا العمل، ولكنه قد لحظ أن مستوى الأراضي كان أكثر انخفاضًا عن مستوى البحر».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قناة قناة السويس مصر القديمة خليج السويس البحر الأحمر قناة السویس
إقرأ أيضاً:
بنك قناة السويس يحصد جائزة «إدارة الخزانة لعام 2024 - مصر» من مجلة الأعمال الدولية IBM
حصد بنك قناة السويس جائزة «إدارة الخزانة لعام 2024 - مصر» من مجلة الأعمال الدولية «International Business Magazine»، لتُضاف بذلك إلى سجل نجاحات البنك، بما يعكس جهوده المتواصلة وإنجازاته المُتميزة في مجال تقديم حلول إدارة الخزانة المُبتكرة.
تُمنح جائزة «إدارة الخزانة لعام 2024 - مصر»، تقديرًا للبنوك التي تُحقق أداء استثنائيا في خدمات إدارة الخزانة، سواء على مستوى الابتكار أو كفاءة العمليات، استنادًا على مجموعة من المعايير الرئيسية، وذلك بعد تقييم لجنة تتضمن نخبة من كُبرى الخبراء والمحليين.
وقال بنك قناة السويس، إنه شهاب زيدان، نائب الرئيس التنفيذي والعضو المُنتدب لبنك قناة السويس، وزياد هيبة، رئيس قطاع الخزانة ببنك قناة السويس، تسلما الجائزة خلال حفل توزيع جوائز مجلة الأعمال الدولية السنوي لعام 2024 في دبي.
وقال عاكف المغربي، الرئيس التنفيذي والعضو المُنتدب لبنك قناة السويس، إن تلك الجائزة تُعد بمثابة شهادة على نجاح البنك في تقديم حلول مالية مُبتكرة وشاملة تتماشى مع احتياجات وتطلعات كافة فئات العملاء، كما تعكس رؤية البنك على الابتكار والتطوير المُستمر لتلبية احتياجات السوق المتغيرة والمتنافسة.
وأشار المغربي إلى نجاح جهود فريق عمل البنك في توفير مستويات عالية من الكفاءة والتميُز لتقديم تجربة مصرفية متميزة ومُتكاملة لكافة فئات العملاء.
تُعد مجلة الأعمال الدولية IBM، أحد المنصات التي تسلط الضوء على الأداء المتميز للمؤسسات المالية حول العالم، اعتمادًا على مجموعة كبيرة من المعايير المصرفية الدولية بالإضافة إلى آراء مجموعة من المحللين والمصرفيين الدوليين.
يشار إلى أن بنك قناة السويس تأسس في عام 1978 كشركة مساهمة مصرية، ويقوم بتقديم حزمة متنوعة ومُتكاملة من الحلول المصرفية والمُنتجات والخدمات المالية لعملائه من المؤسسات والأفراد، من خلال 53 فرع، ومن ضمنهم فرع الدقي المُخصص للمعاملات الإسلامية، بالإضافة إلى شبكة واسعة من ماكينات الصراف الآلي منتشرة بأنحاء جمهورية مصر العربية.
اقرأ أيضاًالودائع بالعملة الأجنبية في البنك المركزي ترتفع لـ17.8 مليار دولار الشهر الماضي
البنك التجاري الدولي-مصر CIB يوقع مذكرة تفاهم مع جمعية مستثمري العاشر من رمضان
المشاط تلتقي محافظ طوكيو ورئيس بنك اليابان للتعاون الدولي «JBIC»