رفضت أم أحمد، وهي أم فلسطينية لخمسة أطفال، التزحزح عندما أخبرها المسؤولون أنه لا يوجد مكان لهم في مدرسة تابعة للأمم المتحدة تُستخدم كمأوى للنازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر، بحسب تقرير لصحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times) ترجمه "الخليج الجديد".

"أين يمكن أن نذهب؟".

. هكذا سألت الأم بعد أن انضمت إلى أقارب لها وجدتهم، مضيفا: "انتقلنا من مدرسة إلى مدرسة، ومن نزوح إلى نزوح، ومن معاناة إلى معاناة أسوأ".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الأحد 17 ألفا و997 شهيدا و49 ألفا و229 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن رفح أصبحت مكتظة، بعد أن دفعت الحرب وأوامر الإخلاء الإسرائيلية 85% من سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، إلى المدينة الحدودية، وهي هي أبعد ما يمكنهم النزوح إليه، لكن الحدود مع مصر مغلقة.

وبحسب الصحيفة، يعيش الآلاف في شوارع المدينة، معرضين لطقس الشتاء، وبالكاد يمكنهم الحصول على الغذاء أو الماء أو مرافق النظافة.

ويقول مسؤولو الإغاثة إن بنية رفح التحتية لن تتمكن من استيعاب عدد النازحين الذي قد يصل إلى مليون شخص.

وبالفعل، تجاوزت مدارس الأمم المتحدة، التي تعمل كملاجئ في رفح، طاقتها الاستيعابية عدة مرات.

اقرأ أيضاً

برنامج الأغذية العالمي: الجوع يتزايد في غزة.. 97% من النازحين لا يجدون الطعام

جوع ومرض

واصفة الظروف في رفح بـ"الرهيبة"، قالت الصحيفة إنه في المدرسة التي تأوي أم أحمد، يُحشر نحو 70 امرأة وفتاة في كل غرفة، وينامون على مراتب على الأرض، بينما يقضي الرجال والفتيان لياليهم في ملاجئ مؤقتة في الساحات".

وتابعت: "يوجد القليل من الطعام والمياه النظيفة والكهرباء، وتطهو العائلات في ممرات يملؤها الدخان على نار مشتعلة بالكرتون أو بخشب الأشجار المقطوعة، ويستخدم حوالي 700 شخص مرحاضا واحدا، ويصطفون لساعات حتى يأتي دورهم".

وقال مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة  توماس وايت، عبر منصة "إكس" الجمعة الماضي، إن "الناس في حاجة ماسة للحصول على كيس من الدقيق.. الجوع والمرض يطاردان الجميع".

وقبل وصولها إلى رفح، كانت عائلة أم أحمد تلجأ إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة في خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، لكنها أصبحت الآن الهدف الرئيس للهجوم العسكري الإسرائيلي، كما لفتت الصحيفة.

وأردفت أنه منذ انتهاء هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، كثفت القوات الإسرائيلية هجماتها الجوية والبرية على خان يونس؛ مما أدى إلى موجات جديدة من النزوح نحو رفح.

اقرأ أيضاً

وول ستريت جورنال: خان يونس تضع إسرائيل على "مسار تصادمي" مع إدارة بايدن

خط أحمر

ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن النظام المدني ينهار في غزة، مع تدهور الوضع الإنساني.

وقالت أم أحمد إن الناس في "وضع كارثي. بلا ماء أو طعام.. جميع الأطفال وكبار السن مرضى. جميعهم يعانون من السعال والأمراض الجلدية وجرثومة المعدة.. النظافة الشخصية مستحيلة".

ومتفقة معها، قالت هبة ياسين، وهي جدة كانت تعد الشاي على نار صغيرة، إن صوت سعال حفيدها الرضيع كان مثل سكين يخترق قلبها، منددة بعدم توفر الطعام أو الحفاضات.

أما محمد أبو سعدة، وهو أب لسبعة أطفال، فنصب خيمة خارج مدرسة الأمم المتحدة في رفح؛ لأنه لم يكن هناك غرفة في الداخل، وقد اختار هذا الموقع حتى تتمكن الأسرة من استخدام الحمام المجاور.

وقال أبو سعدة إن استخدام الحمام  "يتطلب ساعات من الانتظار في الطابور.. هل هذه حياة؟! لعنة الله على هذا العالم الحقير".

ولم يعثر آخرون على مكان في مدارس الأمم المتحدة، فخيموا في موقع بناء مستشفى قريب، ومن بينهم أم محمد دغمش، التي يعد هذا هو النزوح الرابع لها منذ بدء الحرب.

وبينما تجلس على مرتبة ممزقة، قالت وهي تبكي: "لم نأكل منذ أيام.. ثلاثة من أبنائي قُتلوا والرابع مفقود.. فقدت عقلي، ولم أعد أستطيع التحمل".

وقد أثار خطر تدفق اللاجئين قلق مصر، التي أعلنت مرارا معارضتها لما تصفه بخطة إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، كما زادت الصحيفة.

وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر (حكومية) ضياء رشوان  أواخر الأسبوع الماضي إن هذا "خط أحمر لن تسمح مصر بتجاوزه". وتحذر القاهرة من أن تهجير سكان غزة سيعني تصفية القضية الفلسطينية.

اقرأ أيضاً

بين رفض التهجير ومواصلة للحصار.. مصر عالقة في "التخبط" إزاء حرب غزة

المصدر | فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نزوح أوضاع كارثية نازحون فلسطينيون رفح مصر إسرائيل أم أحمد فی رفح

إقرأ أيضاً:

زيارة أممية لمواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة

واطلع الفريق الأممي ومعه وزير النقل والأشغال العامة محمد عياش قحيم، وعضو الفريق الوطني بلجنة إعادة الانتشار اللواء محمد القادري، ورئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر زيد الوشلي، وضابط الارتباط بلجنة دعم اتفاق الحديدة، على الكرين العائم والكرينات الجسرية واللنشات البحرية الخاصة بقطر السفن، التي طالها القصف الإجرامي الذي أدى إلى خروج البعض منها عن الخدمة والغرق في البحر.

واستمع الفريق الأممي من المختصين في الميناء، إلى شرح حول هذه الجريمة وتبعاتها على الوضع التشغيلي للميناء، ومدى الالتزام بمعايير الأمم المتحدة والإجراءات المتعلقة بخلو الموانئ من أي مظاهر عسكرية، خصوصا وأنها تخضع للرقابة من قبل بعثة الأمم المتحدة، وثلاث دوريات ميدانية.

وأكد وزير النقل والأشغال أن القوانين والتشريعات الدولية المتصلة بهذا الجانب تجرم بشكل واضح استهداف المدنيين والمنشآت المدنية.

وطالب بعثة الأمم المتحدة بالاضطلاع بدورها ومسؤولياتها وفق قرار ومهام تشكيلها، وإدانة تكرار العدوان الإسرائيلي على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ورفع تقرير للبعثة عن حجم الأضرار والانتهاك السافر، الذي تعرضت له هذه المنشآت الحيوية.

كما أكد الوزير قحيم، أن الأمم المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة لعدم قيامها بدورها تجاه هذه التداعيات الكارثية، والأضرار التي تمس مصالح الشعب اليمني، كون هذه المرافق الحيوية منشآت مدنية تقدم خدماتها لملايين اليمنيين.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني المتغطرس، لم يراعِ أي معاهدة أو قاعدة من قواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بعدوانه على شعوب المنطقة.

مقالات مشابهة

  • غزة..العدو الصهيوني يوغل في تجويع الفلسطينيين والأزمة تبلغ مرحلة كارثية
  • فريق الأمم المتحدة يزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الصهيوني بميناء الحديدة
  • بعثة الأمم المتحدة تزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • زيارة أممية لمواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • وفد أممي رفيع يزور الكفرة للاطلاع على أوضاع اللاجئين السودانيين
  • “الخارجية”: المملكة ترحب بتبني للأمم المتحدة قرارًا بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة والدول الأخرى لصالح الفلسطينيين وأراضيهم المحتلة
  • البرلمان العربي يرحب باعتماد الأمم المتحدة لقرار يؤكد حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم
  • زيارة مشتركة للأمم المتحدة إلى مدينة الكفرة ومناقشة أوضاع اللاجئين السودانيين
  • السلطات الليبية تناقش مع الأمم المتحدة أوضاع اللاجئين السودانيين في الكفرة
  • السويد تقرر وقف تمويل الأونروا.. ستساعد الفلسطينيين عبر قنوات أخرى